شاركة : 27 مايو 2012 - 06:17 م
صورة
تطور سعة الدماغ من اشباه الانسان وصولاً لنوعنا الحيّ
كانت حياة الكائن البشريّ خلال عصر الباليوتيك* صعبة. كسائر الكائنات الحيّة بعصور ما قبل التاريخ, توجّب على البشر مواجهة مخاطر بكل لحظة وتغيرات مناخية عرّضت بقاءهم على قيد الحياة للتهديد كنوع حيّ.
وما زاد الطين بلّة: لم يكن الكائن البشريّ متكفيا بشكل مناسب للعيش بأيّ بيئة طبيعية, لكون دفاعاته الجسدية أضعف من نظيرها عند القسم الاكبر من الحيوانات. فليس لدى الانسان معطف من الفرو الشبيه بجلد الدب القطبيّ: لكي يحتفظ بحرارة جسمه في بيئة باردة. كما ان جسمه ليس متكيفا بشكل خاص لتنفيذ الفرار, الدفاع عن النفس أو الصيد. لا يمتلك لوناً يحميه, كالنمر أو الفهد, كما ان لا يمتلك دروع كالتي تمتلكها السلحفاة أو السرطعان, ولا يمتلك مخالب أو منقار, أو سمع أو نظر حادّ, كذلك لا يمتلك أجنحة لكي يطير ويختبيء أو قوة عضلية هائلة لالتقاط الفرائس الممتلكة لحجم كحجمه أو لتمكنه من الدفاع بمواجهة الهجمات عليه.
مع ذلك, تمّ تعويض هذا القصور الجسدي للكائن البشريّ مقارنة باغلبية الحيوانات بعضو لا يُقدّر بثمن: دماغ كبير ومعقّد. حيث يشكل الدماغ مركز جهاز عصبيّ متمدد ودقيق. وبفضل هذه " المجموعة " يمكن للكائن البشري ان يعطي استجابات مختلفة تلائم تنوع هائل من الاهداف والظروف الخارجية المؤثرة فيه. وعلى اعتبار أنّ القسم الأكبر من آليات التكيُّف موجودة في الدماغ, فعندما تتغير الظروف الخارجية: يمكن للانسان ان يتكيف معها ويؤمن بهذا الشكل بقاءه على قيد الحياة وتكاثره.
لقد شملت الانواع المختلفة البشرية امتلاكها لأدمغة مختلفة الاحجام, والتي ميّزت الكائن البشريّ بالذكاء الضروري لامتلاك بديل تعويضي عن ضعف الدفاعات الجسدية, كمعطف فرو لمجابهة البرد, اسلحة للدفاع والصيد أو مساكن يلجأ لها. ولكن لم يكن حادث التعلُّم ونقل المعارف مستمراً ولا متجانساً, لذلك مضت آلاف الاعوام قبل ان يمتلك الانسان ملامح ثقافية معقدة, كاللغة, الكتابة, استخدام المعادن أو التفكير الديني.
في اللحظة التي تمكّن فيها البشر من تفادي الكوارث من خلال الحكمة, التوقُّع والمهارة: بدأ توظيف قوّة جديدة في عملية الانتقاء, شيء شبيه بما يُدعى: الذكاء البشريّ.
هوامش
* العصر الحجري القديم أو الباليوثي (Palaeolithic) هو أقدم العصور الحجرية وأطولها، بدأ في العالم (إفريقيا) منذ حوالي 2,300,000 سنة خلت، وانتهى في حدود 12,000 ق.م. ينقسم العصر الحجري القديم إلى ثلاثة أطوار: "حقبة العصر الحجري القديم المبكر" و"حقبة العصر الحجري القديم الأوسط" و"حقبة العصر الحجري القديم المتأخر". وهذه الأطوار قُسّمت حسب بعض المصنوعات اليدوية الحجرية الموجودة والمختفية حالياً. فحقبة العصر الحجري القديم المبكر استمرت منذ 2,5 مليون سنة وحتى 200,000 سنة. وهي تشمل تسجيلات لصناعة الأدوات البشرية. وتسجل التاريخ التطوري لإنسان جنس "هومو" حيث نشأ في شرق أفريقيا بالوادي المتصدع. وانتشر منها في أوراسيا. وظهرت صناعاته في منطقة "أولدفاي جورج بشمال تانزانيا" ويطلق عليها المرحلة أولدوانية (Oldowan). وكانت الصناعات اليدوية الحجرية بسيطة وأولية. عاش الإنسان في هذا العصر متنقلاً، معتمداً في غذائه على الصيد وجمع النباتات والثمار، واستخدم بعض الأدوات كالفوؤس الحجرية التي صنع بعضها من حجر الصوان، والتي أصبحت المادة الرئيسية في دراسة أحوال (القناصون - الجماعون) من البشر في العصور السحيقة. وقد كان يوجد في فجر العصر الحجري نوعان من أسلاف البشر، أحدهما جنس "هومو" والثاني جنس "أسترالوبيثيكس". وخلال العصر الحجري، تولد منهما أنواع جديدة من البشر آخرها الإنسان العاقل (Homo sapiens) ومنه ينحدر الإنسان الحالي.
الهوامش منقولة / يُرجى التدقيق
النص الاساس بالقسم الاجنبي
تعقيبي
لا ذكاء دون دماغ .. دماغ تعرّض لتطور خاصّ بدوره ليصل لوضعه عند نوعنا المستمر بالبقاء على قيد الحياة حيث يلعب الذكاء دور بهذا البقاء .. فعندما نكتشف دواء لمرض عضال كما حصل مع الطاعون على سبيل المثال لا الحصر: نفهم مغزى الموضوع اعلاه .. اشكر الاهتمام والتصويب كما الاستزادة دوماً :lol2: :-x
0
الحاصل في العالم العربي الآنْ .. ثورات تق