ربما يبدو للوهلة الأولى كسؤال ساذج: فما هو عمل الدماغ عندما لا يقوم بتنفيذ اي عمل؟
الجواب, بذات الوقت, يكون معقد وبسيط بآنٍ معاً!!
في الواقع: الدماغ لا يتوقف عن العمل نهائياً. وهذا يعني بأنّه لا يوجد وضع يكون عبره الدماغ: غير نشط بشكل كليّ. ما عدا في حالة الموت, كما هو مُفترض.
صورة
عندما لا يركّز الدماغ بتنفيذ مهمة ما, تنشط مناطق محددة والتي يُطلق عليها العلماء اسم " حالة default للدماغ ". تكون تلك المناطق { المحددة بالنقاط الحمراء والزرقاء الغامقة كما في الصورة أعلاه }, هي: الحزام الخلفيّ cíngulo posterior { متضمنة precúneo } والقشرة الجبهية المتوسطة, اضافة لمناطق محددة من القشرة الخلفية, وهي مناطق السمع والذاكرة وبالتالي دوماً تكون نشطة وبكل الاحوال.
وما الذي يفعله الدماغ عندما لا يقوم بعمل شيء؟
يقوم بكثير من الاشياء, من بينها التخيُّل { أحلام اليقظة }, او التسكُّع بين الذكريات. وهذا لا يشكّل حالة إبداعيّة بذاته, على الرغم من انه يظهر هكذا بكثير من الاحيان. عندما يكون دماغنا بحالة راحة, بالعموم نميل إلى التخيُّل والتذكُّر, عمليتان مرتبطتان ببيعضهما بشكل وثيق, حيث ان تخيلنا يكون مرتبطاً مع الخبرات التي اكتسبناها مُسبقاً. لا وجود لعملية تخطيط: بل نوع من الراحة منا ذاتنا, من جعبتنا الثقافية, من احلامنا.
هل نعي أنفسنا ذاتنا عندما لا يقوم الدماغ بعمل شيء؟
الجواب الأبسط, هو: كلا. فعندما يكون الدماغ بحالة راحة, فنحن نميل " للذوبان " في خبراتنا, عبر توليد سلسلة من الصور التي من غير الضروري ان تعيد تاكيد وعينا, لكن من المثير انها تضعنا احياناً في موقف الآخرين, خصوصاً اولئك الاشخاص الذين نعرفهم بشكل جيد ونعرف كيف يفكرون وكيف تكون ردات فعلهم.
حسناً, عندما لا يعمل دماغنا شيء, فهو يعمل الكثير, لكن بالعموم لا يوجد " مُنتج " لهذا العمل: سواء بصيغة افكار أو مشاريع.
بكلمات مُقتضبة: كلحظة فتح التلفزيون التي لا تلفت انتباهنا بشيء.
هل الامر معقّد؟ دون أدنى شكّ. فلا يعرف العلماء للآن أيّ وظيفة يمتلك دماغنا في هذه الحالة, ما الذي يحدث فيما لو نوقفها أو نحفزها بطريقة ما. ككثير من وظائف الدماغ للآن تبدو كألغاز تنتظر التفسير.
الموضوع الاصل بالقسم الاجنبي