ريخ المشاركة : 01 يونيو 2012 - 10:44 ص
صورة
هذا الوجه مألوف جداً, هل يمكنك التعرُّف إليه؟ لا نمتلك كلنا ذات القدرة على القيام بمهمة كتلك, في الواقع, يؤكّد باحثون بهذا الموضوع بأننا نكون عارفين بشكل افضل لوجوه ذات الجماعة التي ننتمي لها, بحيث ينتج هذا كشيء بديهي. يمتلك دماغ النوع الحيّ مراكز متخصصة للتعرُّف على الوجوه, حيث تكون معرفة الوجه اساسية, لانه يُشير لنا لكثير من الامور حول الشخص, على الرغم من امتلاكنا كلنا للعيون, الأنوف, الفم والخدود, بين اشياء أخرى, فكل مَلْمَحْ يميزنا ويجعلنا منفردين, ويشكّل وجهنا ما يمكننا اعتباره: ضريبة الهويّة.
كان يُفكَّر تقليدياً, بانّ التعرُّف يكون بالنظر إلى عين واحدة, ثمّ للعين الأخرى وبعدها الأنف. مع هذا, بإجراء المزيد من الأبحاث بهذا الصدد: سيتم التعرُّف على عناصر أخرى غيرها. على سبيل المثال, يميل الغربيون للتعرُّف على الوجوه من خلال استعمال الوصف المثلثيّ المتشكل من العينين والأنف, مع ذلك, يميل الآسيويون للتركيز في مركز الوجه, في منطقة الأنف تحديداً.
تؤكّد دراسة محضّرة من قبل جامعة Nottingham في ماليزيا,بأنّه وبحسب الجماعة التي تقطن ضمنها, فإنّ الدماغ سيتمثّل المعلومة للتعرُّف على الأشخاص. فعلى ما يظهر, فإنّ مراكز عصبيّة: تقوم بتجهيز آليات مسؤولة عن هذا السلوك الاجتماعي الهام للتعرُّف, مع هذا, تضطلع الثقافة بتزويدنا ببرنامج محدّد لتحقيق هذا الأمر. ففي البحث المعنون " أنوار عائليّة: كيف يمكن للصينيين في ماليزيا بتحقيق التعرُّف على الوجوه؟ ": بحث القائمون على الدراسة عن نموذج ثالث في مكان متعدد الثاقافات بشكل هائل, وقد عثروا عليه.
شرحت الباحثة الرئيسية في الاختبار Chrystalle B.Y. Tang الأمر, قائلة:" يبيّن بحثنا بأنّ الصينيين الماليزيين يعتمدون نموذج رؤية مختلف كثيراً عمّا يعتمده الغربيون وكذلك ما يعتمده الصينيون بأراضيهم, ومن المُحتمل أنّ هذا يعود للطبيعة المتعددة الثقافة لماليزيا ".
استعمال النَظَرات
تمّ تحصيل النتائج من خلال النظرات. لقد رأينا بأنّ الاتجاه والزمن الذي تستغرقه النظرة لشيء: يمكن ان تُقاس وتُفسّر عبر مصطلحات من التنبُّه والإهتمام. ويُستخدم هذا النوع من الاختبارات كثيراً مع الأطفال, وقد استخدمه فريق البحث لبحث الاستراتيجيات الرؤيوية المُستخدمة للتعرُّف على الاشخاص في الصور الفوتوغرافيّة. تمّ في هذا الاختبار: استخدام جهاز متخصص في اقتفاء اتجاه العيون عند 22 صيني ماليزي وهم من طلاب الجامعة.
تتابع الباحثة, قائلة:" تقول لنا النتائج بأنّ الصينيين الماليزيين قد اعتمدوا نموذج خاص مختلف عمّا لدى النموذج الغربيّ والنموذج الآسيويّ, هو نموذج مكوّن من تآلف كلا الاثنين على ما رأينا, مبدئياً, يكون كذلك مُستخدماً من قبل البريطانيين الماليزيين. يظهر لنا بانّ اعتماد هذه الاستراتيجية تميزهم لحظة التعرُّف لكلا الجماعتين, الصينية كما القوقازية ".
الدراسة هي الأولى المنشورة في اليومية العلمية الصادرة عن قسم علم النفس في الجامعة الماليزية, وكانت تحت إشراف الدكتور Ian Stephen الخبير في متابعة الوجوه والدكتورة Elizabeth Sheppard الخبيرة في تتبُّع العيون. علماً أنّ دراسات حديثة جرت في معهد ماساتشوستس*, قد اكتشفت أنّ مراكز محدّدة للتعرُّف على الوجوه: تقع في عصبونات التلفيف المغزليّ giro fusiforme بالدماغ, مع ذلك, لا تعمل تلك الخلايا وحيدة بل تتكامل مع عمل أجزاء أخرى من الدماغ خلال عملية التعرُّف. لا تقوم تلك الدراسات بتوسيع آفاق المعلومة المُقتربة من التعرُّف الوجهيّ وآلياته في الدماغ فقط, بل تقوم بتوفير وسائط لاجل اكتشاف أيُّها تكون الاسباب وراء الاضطرابات اللصيقة بعدم القدرة على التعرُّف على الوجوه, مثل التوحُّد autismo** وعِمْه التعرُّف على الوجوه prosopagnosia prosopagnosia.
