حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 مادة أم خلق .

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
وليد
ثـــــــــــــــائر نشيـط
ثـــــــــــــــائر نشيـط
وليد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 195
معدل التفوق : 547
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 17/12/2011

مادة أم خلق . Empty
17122013
مُساهمةمادة أم خلق .


أقدم لكم موضوعا سبق أن قدمته سابقا فى ساحة اللادينية ...وقد رأيت أنه من الأهمية بمكان أن يفرد له موضوع مستقل فى ساحتنا هذه .
الموضوع عن رؤيتنا لعالمنا المادى ...هل من الممكن أن يكتفى بنفسه أم أنه يحتاج لقوى ميتافزيفية لترغمه أن يعمل وفقا لقوانينه .
نحن أمام فلسفة ترتدى ثياب العلم ...أو يمكن أن تقول علما ومادة يصاغ فى أثواب فلسفية حتى تجعلنا نتلمس ونتحسس واقعنا المادى
بدون أى إضافات تقحم عليه ..
سأضطر إلى تجزئة المقال إلى عدة أجزاء ..لمزيد من الإثارة والمتعة .
الموضوع للكاتب الرائع جواد البشيتى

في "النسخة الفلسفية" مِنْ "قصَّة الخَلْق"، لن يكون "مِنْ أين جاء الكون؟" هو السؤال الصحيح، فهذا السؤال إنَّما هو "مِنْ أين جاءت المادة؟"، فـ "الكون"، بكل ما يشتمل عليه مِنْ مجرَّات ونجوم وكواكب وأجسام وجسيمات وقوى، وغير ذلك، لا يَعْدِل "المادة"، وإنَّما يَعْدِل، جزءاً، فحسب، مِنْ وجودها.

أعْلمُ أنَّ هذا "السؤال الصحيح" يقوم على "فرضية خاطئة"، علمياً وفلسفياً، هي فرضية "أنَّ المادة جاءت.."؛ وكل ما يجيء يذهب؛ وكل ما يجيء ويذهب ليس بالسرمدي. ولكن دعونا نبدأ بها، فكَمْ مِنْ فرضية خاطئة أفضت، في البحث العلمي المنطلق منها، إلى ما يدحضها، ويقيم الدليل، بالتالي، على صواب نقيضها!

"الخَلْق" إنَّما هو خَلْق "المادة" مِنَ "العدم"، أو تحويل "العدم" إلى "وجود"، على يديِّ "قوَّة غير مادية"، فـ "الخَلْق" ليس له مِنْ معنى إلا إذا سلَّمْنا، أوَّلاً، بالفكرة الآتية: كان "الخالِق" ولم يكن شيء، فـ "الخالِق" كان قَبْلَ "الخَلْق"، وقَبْلَ "المخلوق". وإذا كان مِنْ معنى لعبارة "كان العدم ولم يكن مِنْ وجود للمادة" فيمكننا أنْ نقول: "كان الخالِق، وكان العدم". ثمَّ أراد "الخالِق" خَلْق "المادة" مِنَ "العدم"، فخُلِقتْ.

في "المنطق" ليس إلا، لا يمكننا أنْ نقول إنَّ "س" جاءت، أو انبثقت، مِنْ "ص" إلا إذا أقمنا الدليل، أوَّلاً، على وجود "ص"، فقَبْلَ وجود "س" لا بدَّ مِن وجود "ص"، ولا بدَّ، بالتالي، مِن أنْ نتمكَّن مِن إثبات وجود "ص".

قياساً على ذلك، ينبغي لنا، قَبْلَ القول بخَلْق "المادة" مِنَ "العدم"، أنْ نقيم الدليل على أنَّ "العدم" كان قَبْل "المادة" و"الوجود"، فأين هو الدليل "المنطقي" على أنَّ "العدم" كان قَبْل "المادة" حتى نقول بمجيء "المادة" مِنَ "العدم"؟!

لا تَقُلْ لي إنَّ دليلي هو أنَّ كل شيء "ينشأ"، ثمَّ "يزول"، وأنَّ هذا "الشيء" الذي تدعونه "المادة" قد "نشأ" هو أيضاً، ولا بدَّ له، بالتالي، مِن أنْ "يزول". لا تَقُلْ ذلك؛ لأنَّ ما نراه مِنْ "نشوء" و"زوال" لـ "الأشياء" لا يقيم الدليل على أنَّ "الشيء" ينشأ مِنْ "لا شيء"، أي مِنَ "العدم"، كما لا يقيم الدليل على أنَّ "الشيء" بزواله يذهب إلى "العدم". ما نراه إنَّما يؤكِّد "التحوُّل المادي" ليس إلا، فكل شيء ينشأ مِنْ شيء (أو أشياء) وكل شيء يتحوَّل، في زواله، إلى شيء آخر (أو أشياء أخرى).

كل شيء ينشأ، وكل شيء يزول؛ ولكن "المادة" ليست بـ "الشيء المحدَّد الملموس" حتى ينشأ ويزول، فهذا الذي ينشأ ثمَّ يزول إنَّما هو شكل مِنْ أشكال لا عدَّ لها ولا حصر لـ "المادة"، التي هي "ثابت التغيُّر"، فبَعْد كل زوال تبقى "المادة"، أي يبقى هذا "الجوهر"، الذي لم ينشأ حتى نقول بزواله.

في الفيزياء، التي لم تتطهر بَعْد مِن "الميتافيزيقيا"، نرى كثيراً من النظريات والتصوُّرات التي يحاول أصحابها الوصول إلى ما يسمُّونه "المادة الأوَّلية" حتى يصبح ممكناً القول بمجيئها مِنَ "العدم". إنَّهم، الآن، يعتقدون بوجود "المادة الأوَّلية" في جسيمات مثل "الإلكترون" و"الكوارك".

سوف يستنفدون الوقت والجهد لإثبات أنَّ "الإلكترون"، مثلاً، هو نوع من أنواع "المادة الأوَّلية"؛ ولكنَّ محاولتهم ستتمخَّض، أخيراً، عن نتائج تصيبهم بالخيبة والإحباط. ولسوف يقوِّض هذا الجسيم، أي "الإلكترون"، اعتقادهم بـ "المادة الأوَّلية" كما قوَّضته "الذرَّة" مِنْ قَبْل.

سوف يكتشفون الآتي: الإلكترون يتألَّف هو، أيضاً، مِنْ جسيمات ليست "أوَّلية".. يتألَّف مِنْ جسيمات، كلٍّ منها، أصغر منه، فالجزء لا يمكنه أنْ يكون أكبر مِنَ الكل. وكلٌّ منها موجودٌ (في داخل الإلكترون) بـ "مقدار". وكلٌّ منها في حركة دائمة، أي أنَّه ينتقل مِنْ موضع إلى موضع، ولو كان انتقاله هذا في شكل "اهتزاز". وكلٌّ منها يُرْسِل ويستقبل "مادة". وسيكتشفون أنَّ الإلكترون يتألَّف، أيضاً، مِن "فضاء"، أو "فراغ"، فهذا الجسيم، وكلُّ جسيم، لا يُوجَد إلا إذا كان مِنْ حوله فضاء، وفي داخله فضاء، يمكنه "التمدُّد"، ويمكنه "التقلُّص". قصارى القول، سوف يكتشفون أنَّ الجسيم الذي يعتقدون أنَّه جسيماً أوَّلياً ليس سوى "الذرَّة مصغَّرةً"!

"الذرَّة" لا تحتاج إلى "العدم"، تفسيراً لـ "وجودها"؛ ذلك لأنَّها جاءت مِن "اتِّحاد" جسيمات عدة، كالبروتون والنيوترون والإلكترون. أي لأنَّها "مُركَّب"، وليست بـ "مادة أوَّلية". أمَّا ما يسمُّونه بـ "الجسيم الأوَّلي"، كـ "الكوارك" و"الإلكترون"، فيحتاج، في معتقَدِهم الفيزيائي، أي في وهمهم الفيزيائي، إلى "العدم"، تفسيراً لـ "وجوده"، فإذا لم يأتِ "الجسيم الأوَّلي" إلى الوجود مِنْ خلال اتِّحاد "عناصر مادِّية"، فمِنْ أين، وكيف، أتى؟ إنَّهم، ومِنْ أجل الوصول إلى هذا السؤال الذي يسألون، يستمسكون بـ "المادة الأوَّلية"؛ وليس مِنْ جواب يملكون عن سؤالهم هذا سوى الجواب الآتي: لم يأتِ إلا مِنَ "العدم"!

جسيمهم الخرافي الميتافيزيقي هذا لا يتألَّف مِنْ شيء، ولكنَّه يَدْخُل في تكوين كل شيء. وهذا الجسيم "البسيط"، "غير المُركَّب"، لا بدَّ، في تصوُّرهم ومعتقدهم، مِنْ أنْ يكون قد انبثق مِنْ "لا شيء"، أي مِنَ "العدم"!

هل يزول؟ جوابهم: أجل يزول، فـ "الإلكترون" ومضاده "البوزيترون"، مثلاً، يمكن أنْ يفني كلاهما الآخر. وهذا "الفناء المادي" معناه عندهم هو تحوُّل الجسيمان الأوَّليان المتضادان إلى "طاقة خالصة"، أي إلى "فوتونات"، يمكن أنْ تنشأ منها جسيمات أوَّلية متضادة، مثل "الإلكترون" و"البوزيترون".

نظرية "البيضة والدجاجة"!

وهكذا تنشأ "الجسيمات الأوَّلية المتضادة" مِنْ "طاقة خالصة"، أي مِنْ "فوتونات"، وتتحوَّل "الفوتونات" إلى "جسيمات أوَّلية متضادة". هذه هي نظرية "الدجاجة والبيضة"، التي بها يُفسِّرون، أيضاً، "الجسيمات المُركَّبة المتضادة"، كـ "البروتون"، وضده "البروتون السالب"، الذي يتألَّف كلاهما مِنْ ثلاثة أنواع مِنَ "الكواركات"، فعندما يفني كلاهما الآخر تنشأ "طاقة خالصة"، يمكنها التحوُّل إلى "جسيمات أوَّلية (أو مُركَّبة) متضادة".

على أنَّ نظرية "الدجاجة والبيضة" لا تحلُّ، في حدِّ ذاتها، مشكلة "مِنْ أين جاءت المادة؟"، فهذه النظرية يمكنها أنْ تُخْبِرنا بتحوُّل "الطاقة الخالصة"، أي "الفوتونات"، إلى "جسيمات متضادة أوَّلية أو مُركَّبة"، وبتحوُّل هذه الجسيمات عبر فنائها المتبادل إلى "طاقة خالصة"؛ ولكنَّها لا تُجِيب عن سؤال "مِنْ أين جاءت الدجاجة والبيضة معاً؟".

لقد أجابوا عن السؤال، ولكن ليس في طريقة فيزيائية، وإنَّما في طريقة ميتافيزيقية، وإنْ ألبسوا إجابتهم مفردات وعبارات فيزيائية.

بحسب إجابتهم، كان الـ "Big Bang" هو "القوَّة" التي خلقت "البيضة والدجاجة معاً"، ففي "نقطة مفردة"، تَعْدِل "العدم" في خواصِّها، وقع "الانفجار الكبير"، فخُلِقَ إذ وقع كل شيء. خُلِقَ به، وبفضله، الزمان والفضاء والقوى.. لقد خُلِقَ "كل شيء" مِنْ "لا شيء". وهذا "الخَلْقُ" تسمح به، حسب زعمهم، "ميكانيكا الكم".

هُمْ، أوَّلاً، اخترعوا "المادة الأوَّلية"، أو "الجسيم الأوَّلي". ثمَّ قالوا بتحوُّله إلى "طاقة خالصة"، وبتحوُّل هذه "الطاقة الخالصة" إليه. ثمَّ قالوا بانبثاق "الكون"، الذي يفهمونه على أنَّه "كل العالم المادي"، مِنْ "بيضة العدم"، أي مِنْ تلك "النقطة المفردة"، الميتافيزيقية الخواص والماهية. أمَّا هذا "الخالق الجديد، الذي خَلَقَ "كل شيء" مِنْ هذا الـ "لا شيء" المسمَّى "النقطة المفردة"، فدعوه "الانفجار الكبير" Big Bang. هنا تقاطعت قصة "الخَلْق التوراتية" القديمة والشهيرة مع نظرية الـ "Big Bang" في الخَلْق، فـ "المادة" Matter "نشأت" مِنَ "العدم"، ولسوف تعود إلى "العدم"، فـ "الزوال" إنَّما هو العاقبة الحتمية لـ "النشوء".

"المادة"، مهما كان شكلها أو نوعها، ومهما كان حجمها، يجب، ويجب، أنْ تكون "مُركَّبة"، فـ "البسيط" لا وجود له في العالم المادي، الذي ليس فيه مِنَ "النشوء"، أو "الزوال"، إلا ما يؤكِّد "التحوُّل"، فلا شيء ينشأ مِنْ لا شيء، ولا شيء ينتهي إلى "العدم".

معنى ذلك، أنَّ "السلسلة المادِّية" لا نهاية لها، فـ "الكوارك"، مثلاً، يجب أنْ يكون "مُركَّباً"، أي مؤلَّفاً مِنْ "جسيمات"؛ وكل جسيم من هذه الجسيمات، يجب أنْ يكون هو، أيضاً، مؤلَّفاً مِنْ جسيمات.. وليس لهذه السلسلة مِنْ نهاية.

و"العالم المادي" إنَّما هو قصة "نشوء" و"زوال" أشياء لا عدَّ لها ولا حصر؛ ولكن ليس مِنْ معنى لـ "النشوء" و"الزوال" غير معنى "التحوُّل المادي"، فأين هو هذا "الشيء" الذي نشأ مِنَ "العدم"، أو الذي بزواله عاد إلى "العدم"، حتى نقول بفكرة "الْخَلْق مِنَ العدم"؟!

سلِّموا بـ "الحقيقة"، التي ترونها بالعين والعقل، والتي تُؤكِّد ذاتها بذاتها دائماً.. سلِّموا بـ "حقيقة" أنَّ "المادة مُركَّبة"، وأنَّ "التحوُّل المادي" هو كل معنى "النشوء" و"الزوال". سلِّموا بها؛ لأنَّ "العِلْم" لم يأتِ قط، ولن يأتي أبداً، إلا بما يقيم الدليل على صدق ذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

مادة أم خلق . :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

مادة أم خلق .

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» مادة جديدة لشاشات الهواتف الذكية يمكنها إصلاح الخدوش بنفسها
» انفجار نيزك فوق ولاية فيرمونت بقوة 200 كيلوغرام من مادة "تي إن تي" المصدر: https://nasainarabic.net/main/articles/view/vermont-meteor-explodes-march-2021
»  قتامة الجلد البشري(*) تطوَّر لون الجلد البشري عبر تاريخ البشرية ليكون داكنا بما يكفي لمنع ضوء الشمس من تخريب مادة الفولات المغذية له، وليكون فاتحا بما يكفي لتعزيز إنتاج الڤيتامين D.
»  لمادة الدماغ البيضاء دور مهم(*) ظل العلماء خلال حقبة من الزمان ينظرون إلى مادة الدماغ البيضاء على أنها بنية تحتية غير فعالة، لكن بحثا جديدا بيّن أنها تؤثر تأثيرا فعالا في عملية التعلم(1) وفي الأمراض العقلية(2).

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: الحــــــــــــــــــداثـــة-
انتقل الى: