تحية طيبة ..... 8-)
عندما ظهرت فكرة تكوين ساحة إلحاد ...كان فى مقدمة ما طرأ على ذهنى أن أقدمه كتاب كون ملحد أو عالم ملحد لكاتبه ديفيد ميلز
وترجمة الرائع واكد ..
سأضع الكتاب على ثلاث مداخلات ..ليست لصعوبة محتواه ..بل على العكس فهو يقدم لنا معلومات كبيرة وعظيمة بأسلوب سلس
ورشيق ...ولكن المداخلات الثلاث تكون لمزيد من التشويق ..
الجزء الأول .
الكتاب مكون من 12 فصلا مختلفه الحجم ويبدا المؤلف فصله الاول باقوال عن الدين لمشاهير من العلماء والمفكرين ورجال السياسه وفيما يلي بعضا من هذه الاقوال وكما وردت في الفصل الاول .
ان قرأة الكتب المقدسة بشكل دقيق ستكون اهم دافع للالحاد .
رغما عن ان زمن موتي اصبح قريبا الا اني لست خائفا من موتي فانا اتوقع ان الموت عباره عن اللاشيء وشكرا لالحادي الذي خلصني من هذا الرعب .
اسحق اسيموف كاتب وعالم فيزياء 1920 – 1960
الادعاءات غير العاديه تتطلب اثباتات غير عاديه
كارل ساغان عالم 1934- 1996
ماقراتموه عن اعتقاداتي الدينيه عباره عن كذبه كبيره ،كذبه لاتزال تتردد وبمنهجيه مقصوده . انا لا اؤمن بوجود اله شخصي ولم اقل غير ذلك يوما . فاذا كان هناك اي شيء في قد يسمى متدينا فهو اعجابي الشديد بماحولنا من نظام في الكون وكما يوضحه لنا العلم .
انا لا اؤمن بخلود الروح واعتبر الاخلاق شانا بشريا بحتا لايقف خلفه كائن جبار .
البرت اينشتاين 1879- 1955
كل مفكر هو ملحد لامحاله .
ارنست همنغواي
من المؤكد ان البغل الذي اخترع اول ديانه سيكون اول بغل ملعون .
مارك توين
ان قناعتي السابقه بهزال عقيده الخلاص المسيحيه والاساس البشري للاديان اصبحت وعلى مر الايام اكثر قوه ووضوحا ولااعتقد باني ساغير من نظرتي هذه .
ابراهام لنكولن
الدين عباره عن وهم
سيجموند فرويد
المسيحيه ليست سوى دين سخيف .
اعتقد ان ديانات التوحيد هي اكبر كارثه حلت على البشريه فانا لاارى اي خير في اليهوديه،المسيحيه او الاسلام نعم منهم اناس طيبون ولكن ايه ديانه تتمحور باله واحد يملك الخير والشر ويعاقب من يشاء ومتى يشاء لاتقدم اي نفع للبشريه .
كور فيدال
بحس منطقي بسيط لا اؤمن بوجود اي اله .
شارلي شابلن
تم اختراع الاله ليفسر ويشرح الاشياء التي لا نفهمها .والان وبعد ان اكتشفنا كيف تعمل الاشياء جردنا هذا الاله من اسباب وجوده واصبحنا لاحتاج الى وجوده.
ريتشارد فايزمان عالم فيزياء امريكي وحاصل على جائزه نوبل .
المسيحيه عباره عن عار على المنطق.
توماس باين
ماتقدم كان بعض اقتباسات من الفصل الاول .
اما الفصل الثاني فهو مقابله اجريت مع المؤلف ساترجمها فيما بعد .
وادناه الفصل الثالث من الكتاب :
اصل الكون طبيعي ام فوق طبيعي ؟
في عام 1919 انضم عالم شاب اسمه ادوين هابل الى فريق من العلماء الطموحين في مرصد جبل ولسن في كاليفورنيا . وبتركيز عدسات مرصدهم على السماء المظلمه اكتشف هابل اكتشافا مذهلا . اكتشف هابل بعد دراسه الالواح الفوتوغرافيه بان الضوء القادم من مجرات بعيده يشهد انحرافا باتجاه النهايه الحمراء لالوان الطيف الضوئي .واكتشف هابل بانه كلما ابتعدت المجره المرصوده عن الارض كلما زاد الانحراف .هاتين الظاهرتين والتي تم التحقق من حدوثهما بعد دراسه وتمحيص من قبل علماء مستقلين سميت فيما بعد قوانين هابل.
وكان اهم مساهمه لهابل هو تفسيره لهذه الظاهره فهابل فسر هذا الانحراف على انه دليل على الحركه النسبيه لهذه الاجرام بعيدا عن الارض وكلما ابتعدت هذه الاجرام كلما زاد الانحراف .
استنتج هابل بان سرعه انفلات المجره يتناسب طرديا مع بعدها عن الارض . واينما وجه هابل تلسكوبه متجولا في السماء اكتشف وجود حركه التباعد هذه بين المجرات وبينها وبين الارض .
وبمنطقيه استنتج هابل بان هذا التنافر او التباعد بين المجرات وفي كل الاتجاهات يعني بان كل هذه الاجرام كانت يوما قريبه من بعضها البعض ومن هذا فان كل ماده الكون كانت سويه بحجم صغير وبكثافه عاليه .
هذا التباعد والتنافر بين المجرات وفي كل الاتجاهات يعني انه وفي ماضي بعيد حصل انفجار ما انتج هذه القوه الدافعه التي تدفع بالمجرات بعضها عن البعض وهذه القوه الدافعه كانت ولاتزال هي السبب في هذا التنافر والتباعد ،وبذا تكون القواعد الاساسيه لنظريه الانفجار الكبير قد وضعت .
لم تكن اكتشافات هابل واستنتاجاته هي الوحيده في مجال دعم هذه النظريه ففي عام 1965 استطاع ارنو بينزياس وروبرت ولسن واللذان كانا يعملان لصالح شركه بيل للتلفونات استطاع هذان الباحثان اكتشاف ما يدعى بالموجات المايكرويفيه والتي تحيط بالمجرة من كل جانب . هذا الاشعاع لكوني وكما تبين من بعد عباره عن (( متحجر )) بقي موجودا من بعد الانفجار الكبير هذا الاشعاع الكوني اثبت فيما بعد اهميته القصوى لتاييد مساله التنافر والتوسع الكوني.
في عام 1992 سجل القمر الصناعيCOBE وجود لاتناظر في هذا الاشعاع الكوني .
هذه الاختلافات واللاتناظر كانت مهمه جدا لاثبات بان الماده في الكون لاتنتشر بشكل متساوي فلو ان الانفجار كان منظما لما شهد الكون مناطق فارغه من الماده واخرى تتركز بها الماده بشكل هائل ، وحتى قبل هذه الاكتشافات اظهرت معادلات النظريه النسبيه العامه لاينشتاين بان الكون لابد وانه يتوسع وادخل اينشتاين في معادلاته مادعاه الثابت الكوني الا انه عاد وتراجع عن هذه الفكره معتبرا اياها احد اخطاؤه العلميه .والحقيقه ان اعتباره لهذا الثابت الكوني خطا كان بتاثير الفكره السائده في ذلك الحين والتي تقول بثبات الكون .
اذا فنستطيع اليوم ان نؤكد وبوضوح وبثقه ان انفجارا كبيرا كان قد حدث قبل 14 مليار سنه كان السبب المباشر في نشوء الكون وصولا الى ماهو عليه الان وان تاثير هذا الانفجار سيبقى ملحوظا الى فترات قادمه لانعلم نهايه لها .
ماقبل الانفجار :
اذا افترضنا بان نظريه الانفجار الكبير تصف وبدرجه مقبوله تاريخ الكون سنجابه بسرعه وبسؤال منطقي فكل انفجار لابد له وان يحدث بين مواد وينتج موادا فكل الانفجارات على الارض او في الكون تحدث في وسط مادي فاذا كان كوننا ناتج عن انفجار كبير حدث لكتله ماديه عاليه الكثافه فمن اين جاءت هذه المادة او المواد ؟ويكرر الفيلسوف المعاصر مورتمير ادلر سؤاله المفضل : لماذا هناك شيء بدلا من لاشيء؟
للاجابه على هذا السؤال اتخذ العلماء احد موقفين الاول بانهم اهملوا الاجابه على هذا السؤال تماما او اـخذ بعضهم موقفا اخر قالوا فيه ان الاجابه على مثل هذه الاسئله ليست من اختصاص العلم التجريبي بل من اختصاص الفلاسفه ورجال اللاهوت .
فلاسفه اللاهوت ورجال الدين بدورهم كانوا سعداء بلعب دور الشارح والموضح لمثل هذه الاسئله والتي تحير الادمغه . ومن زمن الفيلسوف توماس اكوينس وربما قبله اعتمد علماء اللاهوت على مايدعى بالسبب الاول كاصل للكون معتمدين في ذلك على قصه الخليقه التوراتيه والتي تقول بخلق كل شيء ومره واحده باراده يهوه ومن العدم .
وتقول نظريه السبب الاول التقليديه بما يسمى ان لكل سبب هناك نتيجه اي ان الفعل (السبب ) يؤدي الى نتيجه فكل شيء له سبب وله مسبب ونهايه هذه السلسله لايمكن ان تكون لانهائيه اذن فلابد من وجود سبب اةل هو الله .
وفي الماضي تحدى فلاسفه الالحاد هؤلاء اللاهوتيون بالسؤال التقليدي اذا كان لكل شيء سببا فمن هو سبب الله ؟
ويجيب رجال الدين بان الله كان موجودا دائما ومن الازل ولايحتاج الى سبب لوجوده .وللرد على هذا المنطق يجيب العلماء بما يلي :
اذا افترضنا بان الله موجود منذ الازل ودائما فلماذا لانقبل الافتراض بان الماده موجوده منذ الازل؟
ويضيف البعض اعتراضا اخر وهو ان الفرض القائل بان لكل شيء سبب ماعدا الله هو فرض يناقض وينفي نفسه وهو في الحقيقه فرضين في فرض واحد فلكل شيء سبب فرض منطقي الا ان استثناء الله من سلسله السببيه هذه يناقض الفرض الاول وبدون ايه اثباتات وهذا يعيدنا الى المربع الاول .
هذه الحوارات الازليه والقديمه دعما ورفضا لفرضيه لكل سبب مسبب حوارات جذابه ولكنها فلسفيه بحته لذا نرى بعض العلماء قد القوا الكره في ملعب فلاسفه ورجال الدين .
وهدفي في هذا الفصل هو ان ابين بان القاء الكره في ملعب فلاسفه الدين اصبح امرا غير صحيحا فعلماء اليوم يستطيعون الاجابه على هذا السؤال .
قوانين الفيزياء
تزخر كتابات دعاه الخلق الكامل في يومنا هذا باشارات الى مايسمونه القوانين الفيزيائيه او القوانين الطبيعيه وبعض المصطلحات التقنيه محاولين اشعار القاريء او المستمع بان استخدامهم لمثل هذه المصطلحات سيضفي على طروحاتهم نوعا من العلميه وتؤهلهم للظهور بمستوى اكاديمي محترم .
ولكننا وعحالما نخضع طروحاتهم ومحاضراتهم(( العلميه )) الى نقد علمي حقيقي يتبين لنا حقيقتان :
1- فالخلائقيون لايفهمون او يسيئون استخدام تلك القوانين مخالفين بذلك المنهج الصارم لتلك القوانين .
2- ويبدو كذلك بان اغلب هؤلاء لايبدو عليهم بانهم يفهمون وبشكل واضح المعنى الحقيقي لما ندعوه بالقوانين الفيزيائيه .
والتعريف البسيط والمباشر للقوانين العلميه والفيزيائيه : هي انها وصف بشري للظواهر الكونيه والطبيعيه .
فعلى سبيل المثال وبعد ان قام اسحق نيوتن بدراسه حركه وسلوك الظواهر الطبيعيه وحركه الاجرام السماويه اقترح قانونه المشهور عن الجذب العام والجاذبيه واصفا بتفصيل باستخدام معادلات رياضيه دقيقه مدارات الكواكب القريبه من الارض .وكذلك فعل جريجور مندل حين قام بتضريب انواع مختلفه من النباتات مقدما نظاما عاما لقوانين الوراثه واشتق مستخدما هذه القوانين طرقا جديده لتضريب النباتات للحصول على انواع جديده ومحسنه .
هذه القوانين تم تحديثها وتطويرها وتنقيتها على يد علماء في مراحل لاحقه وساعدهم في ذلك التطور الحاصل في تقنيات المختبرات الامر الذي رفع مستوى دقه وشموليه هذه القوانين .
ان التغاضي عن الالتزام بدقه هذا التعريف وحدوده العلميه – البشريه الواضحه يحاول المدافعون عن نظريه الخلق الالهي بان هذه القوانين تحكم سلوك وحركه الكون كلها فقانون الجاذبيه هو الذي يسبب سقوط الاشياء الى الاسفل او ان قوانين الكيمياء تتحكم بتفاعلات الجزيئات وسلوك المواد .
ان ادعاءات كهذه بان القوانين الطبيعيه هي التي تتحكم بما حولنا من طبيعه تعكس فهما محرفا وخاطئا عن العلم ولنفترض ان مراسلا صحفيا قد كلف بتغطيه مباراه لكره القدم وبعد انتهاء المباراه يكتب تقريره الصحفي ملخصا فيه اهم الاحداث ونتيجه المباراه فهل من المعقول ان نقول بان ماكتبه الصحفي في تقريره عن نتيجه المباراه كان السبب في هذه النتيجه ؟
من هذا المثال نفهم كيف انه من السخافه ان يكون وصف العلماء لكيفيه تصرف الطبيعه تاثيرا على كيفيه حركه هذه الطبيعه او اي تاثير على نتيجه هذه الحركه او السلوك ؟
من هنا نستطيع ان نفهم لماذا يرفض اصحاب نظريه الخلق الالهي حقيقه ان القوانين الفيزيائيه هي عباره عن ملاحظات بشريه لمجريات طبيعيه ويصرون بدلا عن ذلك بان قوانين الطبيعه موجوده وبشكل كامل منفصل عن الانسان وبذلك فهي ناتجه عن تدخل اله صانع لهذه القوانين وهو يتحكم بواسطه هذه القوانين التي خلقها هو في كل شيء من حولنا .فلو كان هذا الفرض صحيحا لكان الانسان اذن هو خالق هذه القوانين ولما احتجنا الى ادخال عامل خارجي اسمه القوه الالهيه صانعه القوانين .
واذا اعتبرنا ان العلماء هم (( من يمنح القوانين )) فهذا لايعني باننا نقترح ان سلوك الطبيعه لايمتلك اسباب حيث ليس هناك اي عالم حقيقي سيقول بان سلوك الطبيعه اعتباطي او انه يحدث بطريقه لايمكن حسابها والتنبوء بحدوثها.وفي الحقيقه فان هدف العلم هو (( اكتشاف وفهم ماهو دقيق ومحكم والكشف عن كل العلاقات السببيه والتي تعمل وتؤثر في الكون )) ،ولكن الخلائقيون وبفهمهم الخاطيء والمتعمد بان قوانين الفيزياء هي التي تسبب وتحدد كيفيه تحرك الكون ،يتغاضون بهذا الفهم الخاطيء عن الحاجه الماسه لتعقب والبحث عن الاسباب الحقيقيه والتي تقدم لنا توضيحا وتفسيرا عن الاسباب .
فعلى سبيل المثال فلو تساءلت لماذا وبعد ان تقطع مسافه باتجاه السماء تعود حجاره مقذوفه الى السقوط على الارض فليس من الصحيح علميا ان اقول بان ذلك بسبب قانون الجاذبيه فالجاذبيه او قانون الجاذبيه هو الاسم والوصف الذي حددناه للظاهره المعنيه والسبب الحقيقي الذي يقف خلف حقيقه تجاذب الاجسام كلها في الطبيعه لايزال غامضا .
صحيح ان اينشتاين قد اثبت بان الكتل الهائله الحجم تؤثر على المكان – الزمان مظهره بذلك وجود قوه جذب تؤثر وتؤدي الى هذا الانحراف .ولكن لماذا هناك قوه جذب ؟ مثل هذه الاسئله لاتزال بدون اجابه قاطعه واكيده فمن السذاجه اذن نكتفي بالقول بان هذا التاثير سببه قانون الجذب العام .اعتقد بانه قد اصبح واضحا بان مايدعى بالقانون الطبيعي والذي يستخدمه الانسان في حل بعض المشكلات لايزال عباره عن وصف للظاهره ووضعها في شكل تعبير رياضي وليس هو السبب في حدوث الظاهره .
ان مايدعى بقانون السببيه والذي طالما استخدم من قبل فلاسفه ورجال الدين عباره عن لعبه مسليه يقومون بها وليست قانونا علميا يصف ظاهره ما .
وكما لاتزال قوانين الفيزياء عاجزه عن تفسير الكثير وعاجزه عن الكشف عن اسباب حدوث ظواهر معينه تفشل السببيه تماما في المساهمه باعطاء اي تفسير لايه ظاهره علميه او وصفها .
فلنفترض ان سيارتي رفضت ان تستجيب لكل محاولاتي لتشغيلها وقمت بعرضها على ميكانيكي مختص والذي بعد ان فحصها قال لي ان السبب هو قانون السببيه فلكل شيء سببا كما تعلم ،فهل سيقنعني مثل هذا الرد ؟ الن اشعر بان هذا الميكانيكي يحاول ان يسخر مني ؟
ان هناك من التفسيرات العلميه لماحدث مما يغني عن استخدام قانون مبهم وعمومي مثل قانون السببيه والذي يراد له ان يكون هو القانون الذي يجيب عن كل استفساراتنا .
قانون حفظ الماده – الطاقه
بعد ان تعرفنا الى مايقصد بالقانون الفيزيائي ومالايقصد به اعود الى النقطه التي بدات بها هذا الفصل الا وهي :
ان القوانين الفيزيائيه والتي تم التحقق منها والاعتماد على دقتها تستطيع ان ترسم صوره لما قبل الانفجار الكبير ومن اهم هذه المباديء العلميه هو قانون حفظ الطاقه – الماده .
خلال القرن التاسع عشر كان قانون حفظ الطاقه – الماده لايزال منقسما الى قانون لحفظ الماده واخر لحفظ الطاقه .فقانون حفظ الماده يقول بان الماده لاتستحدث ولاتفنى بل تتحول من شكل الى شكل مادي اخر .
فبحرق قطعه من الفحم تتحول الى رماد وبخار ماء وثاني اوكسيد الكاربون ومجموع كتله مكونات الناتج تساوي كتله ماقبل الاحتراق .
اما قانون حفظ الطاقه فينص تقريبا على نفس الفهم فالطاقه لاتفنى ولاتستحدث و يصعب على الكثير تصور ماهيه الطاقه . هناك انواع من الطاقه فهناك الكيمايويه والكهربائيه والطاقه الشمسيه والحركيه والاشعاعيه وانواع اخرى مفيده وغير مفيده .
وفي اواخر القرن التاسع عشر وحينما كان العالم الفرنسي انطوني بريكل في مختبره يدرس ماده اليورانيوم اكتشف ان اليورانيوم يمكن ان يختفي كليا مخلفا وراءه مجرد اشعاع وبدا وكان الماده تختفي والطاقه تظهر من العدم وكان هذا اول خطوه باتجاه مانعرفه اليوم ونسميه الطاقه النوويه . بعد اكثر من عقدين من هذا الاكتشاف اثبت البرت اينشتاين بان الماده التي تبدو وكانها تبخرت لم تتبخر او تتحول الى اللاشيء وان الاشعاع الذري لاياتي من عدم .
واثبت اينشتاين بان الماده والطاقه هما شيء واحد يظهران بشكلين مختلفين في الطبيعه وفي معادلته الشهيره الطاقه تساوي الكتله مضروبه في مربع سرعه الضوء استطاع ان يوحد القانونين بقانون واحد سمي قانون حفظ الطاقه – الماده .
والقانون يوضح طبيعه العلاقه بين الطاقه والماده وهذا يعني بان الماده والطاقه لايفنيان ولايستحدثان من عدم وبان الماده تتحول الى طاقه والطاقه تتحول الى ماده وبان المجموع ثابت في الكون .
وفي الحقيقه فان كل الاجسام الماديه في كوننا ((انا وانت الارض والنجوم واصغر الذرات )) مصنوعه من ماده – طاقه ولكن باشكالها المختلفه .
ومنذ ذلك الحين وبعد اكثر من 85 عاما على نشر اينشتاين لملاحظاته هذه اثبتت التجربه العلميه والملاحظه صلاحيه هذا القانون وانطباقه على كوننا وسيظل هذا القانون معمولا به حتى نكتشف يوما ما حقائق جديده تثبت خطا القانون وعدم صلاحيته .
وخلال العشرون عاما المنصرمه استطاع علماء الفيزياء وعلماء فيزياء الفضاء والكونيات يقودهم العلامه ستيفن هوكنك ترسيخ هذا القانون وعززوا فهمه واستطاعوا تفسير والقاء الضوء على الكثير من الحالات التي كانت تعتبر غير مفهومه وغريبه في العلاقه مابين الطاقه والماده وبعملهم هذا استطاع فريق هوكنك حل لغز اصل الكون .
فهوكنك وفريقه وصفوا واكدوا حدوث ظاهره طبيعيه سميت بالتغير الفراغي --vacuum fluctuation --------،ومايحدث هو ان الماده تبدو وكانها تستحدث من عدم وبكلمه اخرى من فراغ هذا الفراغ يبدو وكانما هو خال من اي ماده او طاقه .هذا التذبذب وجود –تلاشي – وجود والذي رصد من قبل هوكنك وفريقه عباره عن طاقه وسميت بطاقه التذبذب (التغير )الفراغي والتي يمكن ان تتحول الى ماده تنطيق عليها جميع تعاريف وقوانين حفظ الماده – الطاقه .
وبكلمات اخرى ان اللاشيء في فراغ تام وفي فضاء خالي يستطيع ان ينتج ماده وبشكل مفاجيء وغير متوقع وبتطابق كامل مع قوانين اينشتاين .
اذا اتفقنا جميعا على دقه قانون حفظ الماده – الطاقه اي ان ان ايمنهما لايستحدث ولايفنى فهذا يعني وبالنتيجه ان كوننا موجود دائما بشكل او باخر بكثافه او باخرى موجود من الابد والى الابد .
ولم يوجد في اي وقت او فتره زمنيه لم تكن بها الماده – الطاقه المكونه لكوننا غير موجوده حتى وان كان هذا الوجود عباره عن حاله من الفراغ التذبذبي او الفراغ المتغير .
عند حدوث الانفجار الكبير كان كوننا في حاله تكثف وتركيز مادي وكان ساخنا الى درجه كبيره ومن خلال فهمنا اليوم لحاله تصرف الجزيئات نستطيع ان نقول ان المركبات الكيمياويه وكما نشهدها اليوم لايمكن ان تتواجد فالحراره والضغط العاليين تفقد هذه المركبات امكانيه الاتحاد لتشكيل مركبات وعناصر ثابته .وبعد لحظات من الانفجار وكما يعتقد معظم العلماء كان الكون المتسع عباره عن طاقه وماظهرت الماده الابعد ان تباعدت اجزاؤه وبدات درجات الحراره بالانخفاض الامر الذي سهل تكون الماده .،وبغض النظر عن الشكل الذي تواجدت به الماده – الطاقه المكونه لكوننا فانه من المستحيل ان تكون قد وجدت من لاشيء اي من فراغ مطلق كمايريد الخلائقيون منا تصديقه .
ووفق قانون حفظ الماده- الطاقه فان كوننا لايمكن ان يكون قد استحدث بل كان وسيظل موجودا بغض النظر عن شكل وجوده .
ولكي نصدق الادعاءات (العلميه ) للخلائقيين يجب علينا ان ننسى وجود قانون حفظ الماده – الطاقه .واذا كان لديهم اي دليل مختبري او تجريبي واضح يناقض حفظ الماده – الطاقه فلماذا لايشركوننا به ؟ وان لم يكن لديهم اي دليل يناقض ذلك فان الاساس الذي بنوا عليه ادعائهم بان الله هو خالق الكون من لاشيء لايمت بصله الى العلم بل هو عباره عن لاهوت وفلسفه دينيه وليس علما يناقش ويثبت .
وبالنتيجه فان استخدامهم لمصطلح علم الخليقه ماهو الاتناقض ضمني مع ابسط الحقائق العلميه .
ولنعد الان الى ماقاله مورتمير ادلر : لماذ هناك شيء بدلا من لاشيء ؟ ان مورتمير ادلر هو احد الفلاسفه والمربين والذي اكن له احتراما كبيرا ولكن سؤاله هذا ينطلق من افتراض مسبق بان الحاله الطبيعيه للكون هو اللاشيء او عدم الوجود لذا فوجود شيء من لاشيء هو معجزه حقيقيه لايمكن ان تتحق الابتدخل واعي من قبل قوه الهيه . ان اللغز الذي يحاول ادلر الاجابه عليه لايكمن في معجزه التدخل الالهي بل يكمن في فرضه المسبق بعدم وجود شيء يسبق الوجود وفرضه هذا كمن يقول ان لون العشب في حديقتنا كان يجب ان يكون احمرا ولكن مجرد ان لونه اصبح اخضر فهذه معجزه تتطلب تدخلا الهيا .
ان العلم يضع السؤال بالطريقه التاليه لماذا لايجب ان يكون هناك شيء بدلا من اللاشيء ؟
اي قانون علمي يقول لنا انه من المفروض ان لايكون هناك شيء ؟ وان اللاوجود والعدم هو الاصل والاستثناء ان يكون هناك وجود ؟
وببساطه فمهما بحثت فلاوجود لمثل هذا القانون الفيزيائي ، بل العكس هو الصحيح فقانون حفظ الطاقه – الماده يؤكد بمالايقبل الشك بان الطاقه – الماده التي تكون كوننا لايمكن ان لاتكون موجوده دائما وابدا .
الا ان ماتقدم لايمنع ان يكون هناك بدايه لمانعرفه اليوم على انه كوننا وان بدايته كانت انفجارا كبيرا .
ينص قانون السبب الاول او المحرك الاول على انه : لكي يستطيع شيء ان يؤثر وبشكل مباشر على حدوث شيء اخر في اي مكان من كوننا لابد وان يكون هذا الشيء موجودا .اي ان شيء غير موجود لايستطيع ا، يؤثر على شيء موجود في كوننا وضمن زمكاننا . ان قانون السببيه يعتمد وبشكل كلي ومباشر على وجود مسبق لاي شيء يمكن ان يحدث تغييرا ما .ولكن وبدلا من فهم حقيقه ان وجود العلاقه السببيه تفترض اسبقيه الوجود يلجا الخلائقيون الى استخدام منطق عكسي فعندهم ان وجود الكون يفترض وجود السبب وهنا يصبح مشروعا ادخال القوه الاهيه المفترضه كسبب لوجود الكون ، ولكن على اصحاب نظريه الخلق فهم واستيعاب والاجابه على مايلي :
هل لديكم اي دليل على ان الكون حادث من عدم او من لاشيء؟
هل لديكم اي قانون او دليل يناقض او ينفي الحقيقه العلميه والتي تقول ان الطاقه – الماده التي يتكون منها كوننا موجوده دائما وستظل موجوده ؟
للاجابه على مثل هذه التساؤلات يجب ان نؤكد باننا لم نرى او نسمع باي دليل يقول ان الماده –الطاقه المكونه لكوننا قد اتت من عدم وان الابحاث العلميه قد اثبتت صحه ودقه قانون حفظ الطاقه –الماده لذا فاذا اردنا الخضوع للحقائق العلميه يكون علينا ان نعترف بوجود دائم لكون بشكله الحالي او بشكل سابق .ولاثبات صحه دعواهم فعلى الخلائقيين ان يظهروا وان يثبتوا لنا الاليه التي استطاع بواسطتها الاله استحداث شيء من لاشيء.
ان اي محاوله لتستر وراء واجهات (( علميه )) براقه لاتعني شيئا فان الحقيقه التي اصبحنا نعرفها اليوم لاتحتاج لوجود او لتدخل الهي لفهمها وباصرارهم على ان عمليه الخلق سر الهي محكم يعني ان اصحاب نظريه الخلق قد خرجوا من دائره العلم والعلماء وارتبطوا بالدوغما الدينيه والتي لاتمثل بدورها ولاتقدم اي تفسير علمي .
حواجز نفسيه :
ان حقيقه وجود المواد الاوليه المكونه لكوننا ومنذ الازل يبدو للكثير منا حقيقه صعبه الهضم والقبول فلقد تعودنا ان نرى ان كل الاشياء في حياتنا لها بدايه ولها نهايه .فسياره جديده تشترى اليوم لم تكن بالامس موجوده والخضروات التي ناكلها لم تكن لبضعه اشهر موجوده وكذلك الانسان الذي يبدا رحلته من خليه واحده الى طفل يملك مليارات من الخلايا والتي تتخصص كل مجموعه منها بوظيفه معينه وتؤديها بدقه كبيره ،لذا فليس من العجيب ان نشعر بان كوننا لابد وان يكون له بدايه وانه والحاله هذه لابد وان يكون قد حدث من فراغ وبفضل محدث ما .
ان احساسنا البديهي هذا قد تكون بفعل ملاحظاتنا وخبراتنا المنعكسه الى وعينا من مجريات الاحداث اليوميه وكل مانشهده حولنا يبدو وكان له بدايه وستكون له نهايه الا اننا وحين ننظر الى كوننا يجب ان نتذكر حقيقتين :
1- ان ملاحظاتنا اليوميه لما يحدث حولنا لاتكفي لنشتق منه قانونا عالميا يمكن تطبيقه على الكون كله .
2- ان الملاحظه المتانيه والدقيقه لكل مايحدث حولنا وفي نطاق الاحداث اليوميه لايتاتى من عدم .
ان العلم بطبيعته وبتعريفه يرفض مايسمى بالبديهيات ويعتمد كليا على كم من الملاحظات والتجارب العلميه ليشتق قانونا علميا او يقوم بتقديم نظريه علميه . ولايعني العلم بشيء ان لا نكون مرتاحين او حتى متقبلين لنتائج تلك التجارب .
هذه التجارب ان كانت تعطي نفس النتائج لدى تطبيقها ودائما تعني انها اصبحت واجبه القبول وبغض النظر عن اي بديهيه كنا قد تعودنا على قبولها وارتاحت نفوسنا لها ،فلو شاهدنا رجلا يقوم بترك ريشه وكره من الحديد تسقطان الى الارض فماذا ستقول لنا بديهيتنا ؟ ستقول ان كره الحديد ستصل الارض اولا فهل ذلك هو ماسيحدث فعلا ؟
ان اكتشاف الحقيقه العلميه والتي تقول بان الاثنان سيرتطمان بالارض في نفس اللحظه احتاجت لاكتشافها عقلا علميا ناقدا لم يقبل البديهيات .
ولو اننا حاكمنا نظريات اينشتاين بالبديهيات المقبوله لدينا لكان علينا ادخال اينشتاين الى مصحه للامراض العقليه واسمحوا لي ان اسالكم اين البديهيات في كل ماقاله اينشتاين ؟
اي نظريه او ملاحظه مبنيه على ماتعلمنا ان ندعوه البديهيه ليس احد روافد العلم . وكما يقول ساغان فانا وانت وكل شيء حولنا نتاج غبار النجوم . فلاشيء ياتي من عدم ولاشيء يذهب الى عدم فكلنا وكوننا عباره عن طاقه –ماده باشكال مختلفه .