المؤمنون بالفرضية الإلهية لا يقدموا لنا طريقة جيدة ومتماسكة لتعريف الله ..فكل ما يمتلكوه هو إستنتاج
يرونه كافيا لإثبات وجود الله .
فى هذا الموضوع سنحاول التطرق لفكرة الله وفقا للمنطق والعقل الذى نمتلكه لنجد أنها فكرة لا تتعدى سوى أن تكون خيال إنسانى يفتقد إلى الوعى والمعرفة والتوازن النفسى .
هى مجموعة من الرؤى والخواطر أرجو أن تجد مجالا فى أن تنطلق وتطرق أبواب يراد لها أن تظل مغلقة .
*** أين التعريف؟ .
إن مفردةالله في كل الأطروحات التي طرحت على الساحة الفكرية والفلسفية ومن قبل كل الأيديولوجيات مفردة لا تدل على معنى محدد أو مفهوم واضح، والمفردات التي ليست لها معاني محددة وواضح هي مجرد أحرف مجتمعة لا معنى لها ... أما ألقول بأن هناك أشياء موجودة ولكنها خارج إطار الإدراك البشري، وكونها خارج إطار هذا الإدراك لا يعني أنها غير موجودة،فالرد هو: إن هذا القول فيه تناقض واضح،لأن ما كان خارج نطاق الإدراك البشري لا يعبر عنه بأنه (شيء) محدد أو (ذات) معينة ، بل يعبر عنه على أنه علامات استفهام مجردة تدل على واقع مجهول، وهذه لا يمكن التعامل معها على أنها ذات معلومة.. إن الإقرار بوجود شيء يلزم أخذ صورة واضحة عنه أو معنى محدد له، أما إذا كنا لا نملك رصيد معنوى وعقلي عن هذا الشيء ، فأننا لا نستطيع أن نقر بوجوده، لأن الرصيد المعنوي أساس وجود المفاهيم في العقل. فلو أن شخص أخبر آخر حول وجود شيء بلا ماهية أو زمان أو مكان أو ظرف أو مقياس يلازمه، فكيف يصدق الآخر وجود هذا الشيء، وحتى لو أراد تصديقه ، فسيصدق ماذا؟
من الممكن أن لا ننفى أشياء لم نصل بإدراكنا إليها ..ولكن تبقى أشياء ذات دلالات مادية محددة ..أما إذا كانت
غير مادة وخارج الأبعاد المتعارف عليها فكيف لنا إستنتاج وجودها , إذا كانت وسيلة الإدراك غير متواجدة
أى أن جهاز الإستقبال لا يستطيع إستقبالها اليوم أو غدا ..فمن أين يرى البعض أنها موجودة .؟!!!
وكيف إستنتج وجودها ؟!!!
المؤمنون بمفردة الله يريدون منا أن نؤمن بذات هم أنفسهم لا يعلمون عنها شيئا... وكل الذي يقولونه عنها: إنها خلقت الوجود... والحقيقة أن حتى هذا الخلق المفترض لا يعطي تعريف أو معنى محدد لمفردةالله، بل كل الذي يعطيه منطقيا معنى مفاده: إن هناك فعل (مفترض) قامت به ذات مفترضة (مبهمة) فخلقت الوجود، وهذا بالتأكيد يبقي مفردةالله غير معرفة تماما، وما دامت كذلك فلا أساس منطقي لها ولا يمكن التعامل معها كلاميا. وكيف عسانا نؤمن بذات هي عبارة عن علامات استفهام مفتوحة أسمها الله؟
إن تداول مفردة الله كلاميا والتعامل معها دون تحديد معنى لهذه المفردة أو ملامح لهذه الذات المفترضة، خطأ منطقي واضح وقع به الكثيرون، اذ تعاملوا معها بأخذها على حالها وعلى أبهامها... إن عدم وجود معنى محدد لمفردة الله أو ملامح محددة للذات الإلهية جعل منها مفردة قادرة على التهرب من الإشكالات بمطاطية ومرونة عظيمتين... وهذا يحصل بالتأكيد مع أي مفردة أخرى لا يعطى لها معنى محدد، إذ أنها ستتحول إلى سراب وليس شيئا حقيقيا.
فى علم الرياضيات مثلا لا نستطيع التعامل مع أي رموز دون إعطاء تعريف رياضي لها ، أو معادلة رياضية معلومة وصحيحة تحددها... أن مجرد الدخول في متاهات الجدل حول أفعال الله أو صفاته دون التعرف على فكرةالذات الإلهية، هو كسب للمؤمنين بهذه الفرضية،لأنك تكون قد دخلت فى اللعبة .. فتكرار هذه المفردة على إبهامها يزيد من حضورها ويجعلها أمر شبه واقع وهذا ما يحصل على أرض الواقع والأولى البحث عن هوية للذات الإلهية نفسها كذات مستقلة. و باختصار شديد .. إن عدم الإتيان بمفهوم محدد للذات الإلهية المفترضة دليل منطقي قاطع على عدم ثبوتها كمفردة واضحة ألدلالة بحيث تدل على ذات معينة.
ومازال هناك نقد وخواطر أخرى .