يقضي استخدام برهان السلطة*, بتوظيف اتجاه شخصية هامة بعصرنا او تاريخنا, لتدعيم اتجاهنا الشخصي. بهذه الصيغة, يُعتقد في دوائر ايمانيّة محددة,بأنّ آنشتاين يكون مؤمناً بإله شخصيّ, ليتم استنتاج القول: كيف يمكنك ان تكون متشككاً, فيما لو تجد شخصاً بكل هذا الذكاء كآنشتاين, ويكون مؤمناً. لقد تعودنا على الطروحات الخلقيّة والاصوليين الدينيين عند قيامهم بالتبشير الدينيّ, حيث ا ن ايّ خدعه جديدة قد تصلح لكسب بعض الانصار الجُدد.
في هذه الحالة, يكونوا مخطئين { كما في كثير من الحالات الاخرى }. لم يكن آنشتاين مؤمناً بأيّ إله شخصيّ, لكنه امتلك فكرة شديدة الخصوصيّة لجهة الشعور الديني, يمكن تقريب اتجاهه الى وحدة الوجود panteísmo** , حيث فيه تكون الطبيعه هدفاً بذاتها للاخلاص. ولاخذ هذا بالحسبان, يتوجب التحقّق من الكتابات التي تركها هذا العبقريّ الفيزيائيّ, حيث نجد كأمثلة:
اولاً: لا احاول تخيّل إله شخصيّ: يكفي الشعور باحترام كبير نحو بنية الكون, وفق ما تقوم بتقديره حواسنا الغير مناسبة.
ثانياً: من المُفترض أنه كذبة, كل ما قرأتموه حول قناعاتي الدينية. انا لا اعتقد بإله شخصي ولم اقم بنفيه بشكل مُطلق, بل هذا ما عبّرت عنه بوضوح كبير. فيما لو يكن شيء بداخلي يمكن تسميته " دينيّ " فهو اعجابي ببنية الكون, إلى المدى الذي يمكن لعلومنا إبرازه.
ثالثاً: أنا أكون لا- مؤمن دينياً بشكل عميق. بصيغة ما, ربما يشكّل هذا صيغة جديدة للدين, فلم يسبق لي أن اعتبرت أيّ مقصد أو غرض للطبيعه, ولا ايّ شيء يمكن فهمه بوصفه متجسداً. ما أتصوره شخصياً عن الطبيعة: هي كونها بنية رائعة والتي يمكننا فهمها بشكل ناقص دوماً, وهذا يجب أن يملأ خيال كل كائن مُفكّر يتحلى بالتواضع. هذا الشعور الديني الصحيح لا يمكن مقارنته بأيّ شكل مع الصوفيّة.
من اهم الادلة على اتجاه آنشتاين الغير إيماني, هو ما تلقاه من معاصرين له, من انتقادات, او شتائم مباشرة احياناً بتصريحات علنية. وربما التهجّم الاكثر عدوانية عليه, كان من قبل أحد مؤسسي الجمعيات الدينية الاميركية Asociación del Tabernáculo del Calvario de Oklahoma, حين قال:" لا نرفض اعتقاداتنا بإلهنا وابنه يسوع المسيح, لكننا ندعوه { يدعون آنشتاين المقصود .. فينيق } فيما لو أنه لا يؤمن بإله مواطني هذه الامة, يمكنك العودة الى المكان الذي اتيت منه. لقد ساندنا " اسرائيل " بقوّة, ولكن تأتي انت لتهدم بلسانك كل هذا, وتُسيء إلى كل الجهود المسيحية المحبة " لاسرائيل ", بدل ان تساهم بمكافحة العداء للساميّة من ارضنا. استاذ آنشتاين, كل مسيحي اميركي سيجيبك مباشرة: خذ نظرية التطور المجنونة المزيفة وعُدْ إلى ألمانيا من حيث أتيت, أو ابتعد عن التشكيك بايمان الشعب الذي رحّب فيك عندما رآك مُجبراً على مغادرة بلدك الاصليّ ".
اضافة للكره الواضح من قبل هذا الشخص, نجد الفهم الناقص لما تعنيه حريّة التعبير, فاميركا كما هو مُفترض بلد ديموقراطي, كما نعثر على جهل فاضح بمؤسس التطور, إن كرهه سبّب إعماء لفهمه.
بالنهاية, يمكننا القول بأنّه في الواقع يوجد علماء يؤمنون أو آمنوا بإله شخصي, لكن آنشتاين لم يكن واحداً منهم.