الخطوة السابعة: التخصُّص الخليويّ
الإبن البارّ. تنقسم الخليّة لخليتين, لكن لا تترك ذات الشيء بكل قسم خليويّ إبن: حيث تحتوي إحداهما على فضلات أكثر من أخرى, تركيز بروتينات مختلف أو نقص مركّب ما. يمكن اعتبار هذه الأمور بمثابة حوادث سابقة لعملية التخصُّص الخليويّ. يحصل هذا بالوقت الراهن عند البكتريا, الخمائر أو بعض أنواع الاشنيات وحيدة الخلايا والتي تعيش ببعض الاحوال على شكل مستوطنات: حيث يتخصّص بعض الأفراد بوظائف محددة وفق تموضعها ضمن المستوطنة. يفترض التخصُّص حصول فعاليّة كبيرة. من هنا وصولاً لخلايا كالعصبونات أو الكريّات البيضاء: يتبقّى علينا قطع مسافة تطورية لا بأس بها.
صورة
الخطوة الثامنة: التكاثر الجنسيّ
ما الذي سيحلّ بنا: دون عملية جنسيّة ؟! ظهر بأنّ التكاثر الجنسيّ يسمح بتكيُّف سريع للأنواع الحيّة عبر الإلغاء السريع للطفرات الضارّة ونشر المفيد منها. ربما يعود ظهور التكاثر الجنسيّ لاتصاله بالفيروسات وطفيليات أخرى, أو كنتيجة جانبيّة لاستراتيجيّة التضاعف الجينوميّ بُغية تخفيف آثار الطفرات. في كل الأحوال, اكتسبت الكائنات الحيّة مع التكاثر الجنسيّ تنوّعاً وتعقيداً: لا يرقى له أيّ كائن حيّ يتكاثر لاجنسياً.
صورة
الخطوة التاسعة: النموّ الجنينيّ
" لا شيء يحدث معك في الحياة: سيميزك كثيراً كالمعيدة ". افترضت خطوات تشكيل الجسم بصورة تقدمية ومرتّبة: حدوث قفزة بين عالم قناديل البحر والديدان الراهنة. خطوات تكون مرصوفة في مجموعات أو باقات جينيّة تسمح بتكيُّف هائل. تبرز المعيدة بسياق خطوات النموّ الجنينيّ, والتي تتشكّل من انغماد طبقة بخلايا الجنين. ربما تبدو للوهلة الأولى غير هامّة, لكنّ ظهورها بالواقع قد فرض التخصُّص ثلاثي الأبعاد, كما يحدث عند غالبيّة الحيوانات وعندنا مقابل التخصُّص ثنائيّ الأبعاد الحاصل عند الديدان.
صورة
الخطوة العاشرة: الجهاز العصبيّ والدماغ
قبل ظهور الجهاز العصبيّ بفترة طويلة, تواصلت الخلايا فقط من خلال التماس مع خليّة جارة واصدار اشارات كالهرمونات. برأيي لا تكمن القفزة بتشكيل شبكة لايصال الاشارات بصورة أسرع: بل تكمن في تمركز الاشارات الذي قاد خلال زمن طويل لظهور الدماغ. تقدّمت دراسة الشبكات العصبيّة في السنوات الأخيرة بصورة ملحوظة: بفضل دراسة نماذج حيوانية مختلفة, سيما عند الربداء الرشيقة gusano C. elegans والتي نعرف أنّ شبكتها تتكوّن من 302 عصبون.
صورة
الخطوة الحادية عشرة: الإحساس الفرديّ
كان يُرى حتى وقت قريب, بأنّ الرئيسيات العليا فقط تمتلك هذه القدرة. مع ذلك أثبتت دراسات عديدة بأنّ ثدييات أخرى كالفيل أو الدلفين, وحتى الطيور مثل الغراب: تمتلك تلك الأهليّة. وربما شكّلت هذه القدرة المقدمة لظهور ما نسميه " الانا " والتفكير المنطقيّ. وهذه الأخيرة ستحتاج درجة كاملة لوحدها.
صورة
الخطوة الثانية عشرة: التنفُّس الرئويّ
عادة ما نتخيّل التطوّر الحيوانيّ كخطّ يبدأ بظهور الأسماك في المياه, تتطوّر لبرمائيّات, لاحقاً لزواحف, ونهاية لثدييات وبينهم البشر. مما يدفع للتفكير بأنّ الاسماك قد خرجت من المياه: الامر الذي يُنهي داروين أو آنشتاين!. يتم توظيف هذه الرؤية من أولئك المؤمنين بخالق قد أرشد الانتقاء الطبيعيّ لخلق الكائنات البشريّة اعتباراً من كائنات بدائيّة.
إنّ تاريخ السلائل الحيوانية التي سبقتنا, أبعد ما يكون عن شكل الخطّ المستقيم الذي نتخيله. كمثال, غالبيّة الأسماك الراهنة وكل الفقاريات البريّة: نأتي من سلالة وحيدة من الأسماك. طوّر هذا الفريق من الأسماك كيساً بالقرب من معدتها لأجل " أكل الهواء " حرفياً. من الممكن أن تكون قد طلعت تلك الأسماك نحو سطح المياه بُغية الحصول على جرعات من الاوكسجين: عندما لم تتمكّن خياشيمها من تحصيل كميات كافية منه تحت المياه. المثير أنّ جزء من سلالة الأسماك تلك, والتي يقول البعض بانها قد غادرت المياه, قد أعادت استعمال هذا الكيس كغرفة تعويم: تسمى المثانة السباحيّة.
سمحت الغرفة الهوائيّة تلك للأسماك, بدقّة, بتحقيق الاستقرار في أعماق مائيّة محددة دون غرقها, وهي استراتيجيّة تستخدمها كذلك الغوّاصات. كانت دون شكّ تكيُّفاً مفيداً للغاية, بحيث أنّ الاسماك التي لا تمتلك الغرفة الهوائيّة تلك, مثل أسماك القرش والراياس: ستكون مُجبرة على السباحة الدائمة كي لا تغرق.
طوّر فريق من سلالة الأسماك القديمة تلك: الرئة اعتباراً من ذاك الكيس قرب المعدة. فربما قد تكيّفت مع العيش في بيئات قليلة المياه أو بدؤوا البحث عن الطعام في الخارج. لا نعرف ما كان, لكن نعرف أنّ ما حصل قد امتلكوا النجاح.
خطوة إضافيّة – المشي على قدمين
تُعتبر هذه الميزة خاصّة بالبشر وبعض الحيوانات الأخرى. وفق وجهة نظر آنتروبولوجيّة فإنّ القرود قد وصلوا لهذه القدرة: إثر تكيُّف ثاني مع البيئة, حيث أنّ أسلافها قد استخدموا الأربع قوائم للتحرُّك بصورة أسرع.
بيومنا هذا تسود بين العلماء النظرية التي تعتبر أصل المشي على قدمين: يعود للإحتياج للجري لمسافات طويلة. يرى اولئك العلماء بأنّ صيغة مشي أشباه البشر على قدمين ترتبط بشكل وثيق بمورفولوجيّة مُحرِّكة أو بالإنتقال.