http://img401.imageshack.us/img401/1972/
عالم الأحياء المائية أليستر هاردي (Alister Hardy) كان أوّل من اقترح أنه ربما, أجداد البشر من الرئيسيات, كانوا كائنات مائية أكثر مما يعتقد التيار العلمي الحالي. أول ملاحظات أليستر هاري عن احتمال وجود أجداد مائيين للبشر قدمت من قرائته لكتاب طبي لعالم اخر ذكر فيه أنه أثناء تشريح جثث البشر, طبقة الدهن (fat) تحت الجلد لايمكن فصلها بسهولة عن الاعضاء الداخلية, وأليستر كان قد شرّح مئات الثديات المائية وله دراية واسعة بتركيبة أجسامها , لاحظ أنّ هذه الميّزة موجودة عند الثديات المائية أيضا. ومن هنا بدأت أولى الافكار أنه ربما البشر كانوا أكثر مائية مما يعتقد اليوم, أو كان يعتقد في الماضي.أليستر أعلن عن أفكاره عام 1960, لكنها لم تؤخذ على محمل الجد. جاء بعده بعض من سانده من أهمهم الصحفية Elaine Morgan ألين مورغان والتي لها رابط الفيديو.
تدعي ألين مورغان أنّ العلماء لم يأخذوا أرائها أو اراء هاردي على محمل الجد ولم يعاملوها كنظريات علمية تستحق الدراسة وقاموا فقط برفض النظرية لانها لاتتماشى مع المنحى العلمي الحالي.
هذا اتهام مبالغ فيه. أنا لست مختص لتكون وجهة نظري مهمة في هذا الأمر. لكن لاأعتقد أن هنالك "مؤامرة" في الوسط العلمي ضد نظرية القرود المائية.خلال البضعة أيام الفائتة حاولت قراءة نظرية القرود المائية بموضوعية وبحثت عن ما يساندها من ألين مورغان الى باحث حديث نسبيا اسمه Algis Kuliukas الروابط موجودة في اخر الموضوع.
صورة
نظرية القرود المائية (Aquatic ape hypothesis) (أوترجمة حرفية القرد المائي
لنبدأ بالعنوان حتى لايتم الخلط. كلمة "نظرية" في اللغة العربية هي واحدة (على حدا علمي). في اللغة الانجليزية هنالك مصطلحان يترجمان الى "نظرية" . الأول "theory" والثاني "hypothesis" . لاأدري ماالتعريف الدقيق لكلمة "نظرية" بالعربية..في اللغة الانجليزية "theory" تعني نظرية علمية مثبتة بحقائق ودلائل وموافق عليها من قبل الوسط العلمي على أنّها الشرح الأنسب المدعوم بالادلة العلمية لظاهرة معينة.
"hypothesis" أحب أن أترجمها الى "توقّع" وليس نظرية. عندما أن تطرح سؤالا..وتطرح إجابة عليه..هذه الاجابة اسمها "hypothesis" ..ربما تكون منطقية وممكنةالحدوث. لكنها غير مدعومة بأدلة علمية. طالما أنها غير مدعومة بأدلة علمية لاتسمى "theory" .
اذا كلمة "theory" كما في " نظرية التطور" و "نظرية الجاذبية" ...هي "hypothesis" مدعّمة وموثقة بأدلة علمية مادية يمكن التحقق منها.
مع هذا, سأبقي على جملة (نظرية القرود المائية) لاني لاأجد ترجمة بديلة. لكن هل فعلا نظرية القرود المائية غير مدعمة بأدلة؟
تنص النظرية على أنّ:
البشر ,خلال تطورّهم من رئيسيات, قد مرّوا في مرحلة مائية أو نصف-مائية. هذه المرحلة المائية تشرح وتفسّر عدة من الاختلافات بين البشر والرئيسيات (الشمبانزي والغوريلا مثلا) ,وأنّه لايمكن شرح هذه الاختلافات بدون أن يكون البشر قد مرّوا بهذه المرحلة المائية.
(لاحظ الطريقة العلمية والمنطق العلمي في إبداء أي نظرية. لتكون هذه النظرية علمية وحقيقة (وأي نظرية بشكل عام), لايكفي أن تجاوب على أسئلة معينة, يجب أن يكون جوابها هو الانسب. إن تواجد نظريتان مختلفتان يقدّمان الاجابة على نفس السؤال, يجب على إحداهما إثبات أنها الانسب ليتم إعتمادها.)
في العادة يعتقد المروجون لهذه النظرية أن هذه المرحلة يجب أن تكون في أولى مراحل إنفصال الانسان عن الرئيسيات, أي حوالي 5-6 مليون سنة من اليوم. تعتمد هذه النظرية على مبدأ Convergent Evolution وكأغلب مصطلحات التطور لاأظن أن له ترجمة عربية. يمكنك تصوره على أنه تطور متلاقي (يجمع بين كائنين)..ومعناه أن كائنين منفصلين يتطور لديهما نفس الميزات والخصائص البايولوجية. مثلا جناح الخفاش وجناح الطيور. الجناح يمثل الخاصية البايولوجية المماثلة عند الكائنين. لكن اخر جد اشتركا فيه لم يكن يمتلك أجنحة. اذا كل منهما تطور جناح لديه على حدا.
نظرية القرود المائية تقول أن هنالك تشابهات بين الانسان والثدياث المائية, تشابهات تفصيلية في البنية وتشابهات فيزيولوجيةفي الجسم. ومن هنا تستنج النظرية أن جد البشر وجد الثديات المائية عاشوا في بيئات متشابهة ومماثلة.
ماذا تعني بـ"قرود مائية"؟
هنالك اختلاف الى درجة يجب أن نأخذ كلمة "مائية". لكن من المؤكّد أن الكلمة لاتعني قرد بذيل سمكة (كما يخيل اليوم للخلقيين وسيخيّل لهم بعد ألفين سنة لأنهم لايريدون أن يفهموا). قرد مائي يعني كائن رئيسي (ينتمي الى الرئيسيات) عاش بالقرب من أماكن وجود مياه, سواء كانت عذبة أو مالحة. القرد كان يعتمد في تنقله على السباحة عندما تكون المياه عميقة وعلى المشي عندما تكون سطحية. التوقع المنطقي من هذه النظرية أن حميته وطعامه كانت مائية غالبا.
صورة
الأدلّة المدعاة على نظرية القرود المائية- الرد عليها:
1- تبدأ ألين مورغان الفيديو بالقول أن الابحاث الحديثة وجدت أن البشر ربما لم يتطورا في مناطق السافانا. وتستخدم هذه دليل على نقص النظرة العلمية الحالية في تفسير التطور البشري ثم تستخدم هذا, كدليل بطريقة غير مباشرة على صحة النموذج المائي. وهذه مغالطة منطقية. فشل نموذج لايثبت النموذج الاخر بالافتراض. حسنا البشر تطوروا في الغابات وليس في السافانا. لم تجدها ألين مورغان دليلا على أن أجداد البشر كانوا رئيسيات مائية؟ لايجب حتى ذكر هذه المعلومة في المحاضرة إلا للفائدة العلمية. وداروين لم يعرف شيئا عن علم الجينات. ولم يزدريه. هو فقط لم يفهم قوانين مندل. ولاأحد يقول أنه يجب الابتعاد التأثير الانتقائي للطبيعة والتركيز على الجينات. كل الفرعين يكمل بعضهما. الاقتباس من شخص واحد لامعنى له.
2- المشي على الأقدام: كما تقول الين مورغان في الفيديو. أن طريقة عيش مائية لأجدادنا ستفرض عليهم الانتصاب والمشي على قدمين. مورغان تقول,وهي صحيحة في هذا, أن المشي على قدمين موجود فقط عند البشر من الرئيسيات. لكنها تدعي أنّه لايمكن تقديم تفسير منطقي لم تطور المشي على قدمين دون الحاجة الى وضع مرحلة تطور مائية للبشر. كماتقول هي وغيرها, أنّ حيوان يمشي على أربعة, سيضطر الى أن يمشي على اثنين عندما يعبر الماء والسبب أنه إن مشى على أربعة فسيغرق ولن يستطيع التنفس. وتقول أيضا أنه لو نظرت الى القرود اليوم, ستجدهم يضطرون الى المشي على قدمين فقط عندما يعبرون مساحة من الماء.
أولا والأهم, لايوجد أي دليل على أنّ مرحلة مائية هي التي أدت الى وقوف البشر والمشي على قدمين. وأريد هنا أن ألفت نظرا الى التشابه بين النظرية و من يدعي اليوم في المنتدى (وهم كثر) وجود قوة خفية ويحاولون اثباتها باثبات فراغات في نظريات معارضة. المنطق والدنيا والعلم والحياة لاتعمل بهذا الشكل. هذه نظرية منطقية, وأكثر منطقية ممن يدعون وجود جنيات خفيّة مثلا, لكن لايوجد أدلة عليها لذا لاتقبل. حتى مروجي نظرية القرود المائية يقرّون أنه لاتوجد أدلة على مايقدمون من أجوبة. لايكفي أن تقول أن النظرة العلمية الحالية لاتفسّر بشكل منطقي كيف مشى البشر على قدمين, من هنا نستنتج أن البشر يجب ان يكونوا قد مرّوا بمرحلة مائية خلال تتطورهم. خطأ منطقي. من هنا لاتستنج شيء ولاتقوم بافتراض أي شيء حتى تثبته. يحق لك كل الحق أن تطرح هكذا احتمال وتدرسه, لكن لايحق لك أن تدعوه دليلا. النظرية فارغة حتى الان.
أيضا, هنالك العديد من الثديات البريّة الذين يستخدمون المشي على قدمين في حاالات نادرة كالنغر وبعض القرود. ولايوجد أي ثدي مائي يقوم بالمشي على قدمين. إن كان أجدادنا قد مرّوا بفترة كانو فيها ثديات مائية (ثديات لانهم رئييسيات والرئيسيات تتبع للثديات..ع الاغلب واضحة لكم) فلم الثديات المائية الاخرى لم تطوّر هذه الطريقة في المشي؟
حتى القرود عندما يعبرون الماء, ان كانت المياه سطحية وخفيفة سيعبرونها على أربعة وليس على اثنين.
صورة
3- كما يقولون: إن فكرة تطور المشي على قدمين خارج الماء غير مقنعة. لأن المشي على قدمين يسبب الام للمفاصل والظهر بينما المشي في الماء يجعل الماء يحمل قليلا من وزن الجسم ويخفف الضغط على المفاصل, لذا هي منطقية أن المشي أول مابدأ بدأ في الماء وليس على اليابسة.
Kuliukas ,ذكر في الفيديو الخاص به (ثاني رابط في اخر الصفخة) أنه أجرى بحث علمي أثبت فيه أنّ المشي في الماء فعلا يخفف الضغط على المفاصل والعامود الفقري. لكن مرة أخرى, لايوجد أي دليل على أنّ الماء هو السبب في تطور المشي على قدمين. مع هذا يجب ان نكون موضوعيين هنا, نظرية المشي في الماء قابلة للنقاش.
ماتفسير المشي على قدمين في وسط غير مائي؟ عدة نظريات. وربما المشي على قدمين جاء نتيجة اكثر من واحدة مجتمعة.
- الوقوف يزيد من انتقال الحرارة من الجسم الى خارجه وبالتالي يزيد من تبريد الجسم. باعتبار أن الدلائل تشير الى أن البشر تطوروا في أماكن حارة في افريقيا. فأن ارتفاع الجسم عن سطح الارض يزيد من انتقال الحرارة خارج الجسم ويقلل من تعرض الجسم لاشعة الشمس المنعكسة من سطح الارض. هنالك تجربة أثبتت أن ميزان حرارة على ارتفاع 6 أقدام من سطح الارض سيشير الى حرارة أقل من ميزان قريب من سطح الارض مباشرة.
- إكتشاف "أردي" دعّم نظرية تطور المشي بسبب جلب الطعام. الاناث ربما لم يكن لدديهم الوقت للذهاب والصيد أو جمع الطعام. الذكور الذين كان لديهم القدرة على حمل اكبر كمية من الطعام للاناث سيتم انتقائهم طبيعيا. وطبيعيا اكبر كمية طعام ممكن حملها هي عندما يمشي الكائن على قدمين ويحرر يدين للحمل.
- المشي على قدمين جاء نتيجة طريقة جمع الطعام. البحث والتقاط الطعام من الارض يصبح أسهل بكثير أذا استخدم الكائن طرفين وجثم على طرفين. جلوس القرفصاء يطلب تسطيح الاقدام, الاقدام المسطحة ستشكل تكيفيا مبدئيا يساعد على الوقوف على قدمين ثم المشي. هذه الطريقة في الحركة ستحفظ مع الاجيال لسهولتها في جمع الاطعمة والتقاطها.
لم نرجّح النظريات في وسط غير مائي على ذلك في وسط مائي؟
السبب الأهم, أنه لم توجد أي مستحاثات أو عظام بشرية قديمة دلّت على أنّ البشر الاوائل عاشوا في بيئة مائية. وهنالك عظام تدل على أنّ البشر عاشوا في السافانا وفي غابات افريقية ولايوجد أي دليل على أنّهم احتكوا بالماء. ومن مبادئ النظرية العلمية, أنها تستخدم أقل عدد من التفسيرات الممكنة. لم يجب فرض بيئة مائية (مكان عدم وجود أدلة أن البشر عاشوا هناك) في حين يمكننا تفسير المشي محل مانجد العظام والجماجم؟.
4- تقول الين مورغان: الفرق الواضح بين جسم الانسان وجسم باقي الرئيسيات هو أنّ جسم الانسان عاري –أي لايحتوي على شعر- بينما جسم الشمبانزي مثلا مغطّى بالشعر. مرور الانسان بمرحلة تطورية مائية يفسّر زوال الشعر. السب أنّ لو كان الانسان يعتمد على السباحة فإن زوال الشعر سيقلل من احتكاك الماء وبالتالي يزيد سرعة السباحة. بينما الثديات في السافانا لديها شعر لو تطور الانسان في السافانا لكان لديه شعر, الفيل لايملك شعر لأنه أتى من جدود مائية. وأيضا جميع الثديات المائية لاتملك شعرا. لذا من المنطقي الاعتقاد أن البشر كان لديهم جدود مائية.
-أولا, ربما لأنها بريطانية تعتقد أنّ البشر لايملكون شعرا على أجسامهم..لاأعتقد أنها رأت جسم رجل عربي بدون ثياب..كانت غيرت رأيها... البشر يملكون شعرا أقل بكثير من الرئيسيات وهذا واضح, لكن أجسامهم بالتأكيد ليست عارية كما تريد مورغان ان تجعلنا نعتقد.
- الثديات المائية ليس عارية أيضا. عدد كبير من الثديات المائية تملك شعرا أو ماشابه. مسألة فقدان الشعر غير متعلقة بالبيئة المائية. هنالك 31 فصيل مختلف من الثديات المائية. 3 فقط من بينهم تطوروا ليفقدوا شعرجسمهم. معظم الثديات المائية لديها طبقة ثخينة من الفرو ويسبحوا بشكل جيد جدا. جسم بدون شعر هوأفضلية فقد عند ثديات كبيرة جدا كالفيل والحوت والدولفين. السبب أنها تتعرض الى موجات حرارية كبيرة وقد تزداد حرارة جسمها بشكل مضر,لذا تفقد الشعر.
-بين السباحين البشر, حلق شعر الجسم يؤدي الى فارق صغير في تقليل احتكاك الماء. هذاالفارق من الصعب تعميمه ليصبح سبب لفقدان شعر جسم كامل. مثلا لو كان أجداد البشر من ثديات مائية يقومون بالسباحة في البحر للبحث عن طعام, فإن عليهم الحظر من أخطار البحر وأسرع سباحيها كالقرش مثلا الذي تزيد سرعته عن 6 أضعاف سرعة أسرع سباح الومبي اليوم. مسألة وجود أو فقدان الشعر لن تؤثر على إمكانية وصول القرش لفريسته.
مسألة زوال الشعر يمكن تفسيرها عن طريق قلة الطفيليات و الانتقاء الجنسي.
صورة
5- وجود طبقة الدهن (fats) عند البشر,خصوصا عند الرضع وحديثي الولادة, تدل على احتكاك أجدادنا بالماء لأن الدهن يسبب عزل الاغشية عن الماء. هذه الطبقة موجودة عند الثديات المائية وغير موجودة عند حيوانات السافانا.
خطأ.
الدهن البشري هوأقرب للثديات البرية منه للثديات المائية. وهو تقريبا مطابق للدهن عند الرئيسيات. الدهن عند الثديات المائية كالحوت والفقمة يقوم بمهمة عزل الاعضاء عن الماء وتأمين الدفأ لها. الدهن عند البشر لايقوم بهذه المهمة.الدراسات تقول أنّ الدهن عند البشر له دور صغير والدليل أنه أوّل مايستهلك في حالة الجوع. دوره يبدو ثانويا لتأمين مصدر للطاقة. كما يجدر الملاحظة أن كمية الدهن تختلف عند ذكور وإناث البشر بينما لاتختلف عن ذكور وإناث الثديات المائية. الاناث البشرية يمتلكون كميات أعلى بكثير من الدهن من الذكور (لاأقصد الشماتة) .إن كانت البيئة المائية هي ماسببت هذا الاختلاف فلم لم تسببه عند الثديات المائية؟
مروّجوا لنظرية القرود المائية يستخدمون مبدأ convergent evolution بشكل مخطئ. إنهم ينظرون فقط الى هيئة العضو أو الميزة ولاينظرون الى وظيفتها. حتى تقدم جدال مقنع أن كائنين تطوروا في نفس البيئة مع أنّهم منفصلين عن بعض, يجب أن يكون هنالك تشابه في هيئة الاعضاء وفي ووظيفتها. من الواضح أنّ وظيفة الدهن عند البشر مختلفة عن وظيفة الدهن عند الثديات المائية. وجود الدهن عند الاثنين ليس دليلا كافية على تطورهم في بيئات مماثلة.
صورة
هنالك أدلة أخرى مدعاة لكن أيضا عليها ردود واضحة وسهلة. أعتقد أنّ هذه الحجج هي الاقوى.
الجزء الثاني من نقض نظرية القرود المائية أنّ المقتنعون بها يبحثون فقط عن أسباب في البيئة المائية لشرح ميزات نراها عند البشر ويتغاضون عن لوأنّ أجداد البشر عاشوا في بيئة مائية لكان للبيئة المائية تأثيرات أخرى على صفاتهم وأجسامهم ..مثلا:
- لم لايوجد أي مستحاثات وعظام لأوائل البشر في أماكن مائية أو ماكان مائيا؟ يجب توقع وجودها بشكل كبير.
- لم لايملك البشر جهاز مناعة ضد الطفيليات والفيروسات المائية؟
- لم لايملك البشر أذن صغيرة جدا (أو حتى عدم وجود أذن) مثل معظم الثديات المائية؟
- لم لايوجد أي دليل في البنية البشرية على أنّ البشر مجهزين للسباحة أو حتى المشي في الماء؟
- جميع الثديات المائية تنتج حليب غني جدا بالدهن والبروتين وفقير باللاكتوز (lactose) "سكر الحليب"..بينما حليب البشر عكس ذلك تماما.
- بعض نظريات القرود المائية تقول أننا تتطورنا بجانب مياه مالحة. الكائن الذي يعيش بالقرب من مياه مالحة ويمضى وقتا طويلا فيها, يجب أن يعاني من مشكلة فقدان الماء من الجسم. لأن الماء يتجه دائما ,بحركة فيزيائية, نحو المناطق الأكثر تركيزا. إذا جسم الكائن داخل الماء المالح سيعرّض لخسارةالماء وبالتالي الشعور بالعطش دائما. جميع الثديات البحرية لديها الية في الكلية أكثر فعالية من ألية الكلية البشرية. تقوم بتركيز البول وتقلل من طرح الماء للحفاظ عليه في الجسم. لمَ لم نطوِّر هذه الالية في كليتنا؟
- لم نحن من أسوأ السباحين في الطبيعة؟ لم عدد كبير من الرضّع يموتون سنويّا من الغرق؟
لايوجد أي دليل على أننا تطورّنا من أجداد مائية. ربما تقول أن هذه الصفات قد زالت بعد أن خرجنا من الماء. لكن بإمكاني أن أقول لك أي نظرية ثم أقول لك أنها زالت ولادليل عليها الان. مثلا أنا أعتقد أن البشر كانوا مخططين ابيض واسود في الماضي وزالت هذه الخاصية عبر الزمن. لايوجد أي سبب أن نقوم بافتراضات لانحتاجها.
وإن كان الجواب أنه لم يكن هنالك وقت كافِ للتطور هذه الصفات. فهذا جواب متناقض مع النظرية. كيف يكون هنالك وقت كافي لنمشي على قدمين ونتخلص من طبقة كاملة من الشعر وليس هنالك وقت كافِ لباقي الصفات؟
صورة
ألين مورغان ,صاحبة الفيديو, ليست مختصة في تطور البشر وليست حتى مختصة في علم الاحياء. هي مجرد صحفية أخذت أفكارها من عالم أحياء مائية (أيضا لم يكن مختصا في تطور البشر). والسبب أنّ العلماء لم يعيروا هذه النظرية اهتماما أنّهم لايملكون الوقت الكاف. الرد على نظرية ,بدون أدلة, يتطلب الجهد والطاقة لقراءة ابحاث قديمة والرد. هنالك الكثير من الاسئلة الاكثر أهمية التي يجب أن نوجه الاهتمام لها.
لن أقول هي نظرية تخريف علمي أو مشابه, بالعكس أقدر جدا اهتمام ألين مورغان ومواظبتها كل هذه السنين, لكن اعتقادي الشخصي أنها كمحارب عجوز كبر وأصبح من الصعب التخلي عن قناعاته بعد كل هذه المدة من القتال. مع هذا قد أكون مخطئ, وجائز أن تسمع غدا عن اكتشاف يجعلنا نفكر مرة أخرى في الأمر. حتى يأتي ذاك الاكتشاف , سيبقى الشك الكبير هو المسيطر على صحة هذه النظرية.