فيصل ثـــــــــــــــائر قـــائد
الجنس : عدد المساهمات : 546 معدل التفوق : 1488 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 17/12/2011
| | نحن نستطيع التنفس كالاسماك | |
انطلقت صفارات الانذار في غواصة تحت البحر معلنة ضرورة مسارعة البحارة الى ارتداء ملابس الغوص الخاصة بالانقاذ للخروج من الغواصة الغارقة. وعلى الرغم من خطورة الامر يبقى البحارة محافظين على هدوئهم ويتوجهون الى المخرج حيث يضغطون على زر ليملئوا رئتهم بسائل خاص قبل ان يرتدوا الاقنعة ويخرجوا من الغواصة ليصعدوا الى السطح بكل امان. هذا السيناريو يبدو انه مأخوذ من احد الافلام ولكنه يبدو انه ممكن للغاية.الباحثون يبذلون جهودا مستمرة لتحويل هذا الحلم الى حقيقة واليوم وصلوا الى نقطة حرجة في تحقيق الحلم بالتنفس كالاسماك. كلا البشر والحيواانات مارسوا التنفس في السوائل بدون ان يتعرضوا لخطر والباحثون واثقون من ان القضية لاتعدو مسألة وقت قبل ان نتمكن من استخدام تكنيك التنفس في الماء. المثير في هذه العملية، انه وبما ان الغواص يحصل على الاوكسجين من خلال السوائل فهو متحرر من الاعتماد على تغير الضغط. بهذا الشكل يتفادى المرء مرض الغوص الذي يسببه انتفاخ الهواء بسبب ارتفاع الضغط، إذا ارتفع الغواص بسرعة من الاعماق الى الاعلى. قدرة الباحثين على النجاح بإنتاج هذا التكنيك سببه مرتبط مباشرة بكون رئة الانسان منتجة خصيصا من اجل التعامل مع السوائل، إذ خلال يوم عادي واحد يمر ربع ليتر من ماء من خلال الرئة. هذه القدرة اعطت الباحثين فكرة تجربة تنفس "liquid breathing", حسب التسمية الانكليزية. من الرواد في هذا المجال كان الدكتور Johannes Kylstra, والذي بدأ الدراسات منذ الستينات من القرن الماضي. غير ان التجارب فشلت لكون السائل المستخدم اصبح سام لعدم قدرة اوكسيد الكربون على الخروج منه.السائل الذي يستخدمه العلماء اليوم يسمى perfluorocarbon, (PFC). هذا السائل يذكر بالسائل الذي يعيش الجنين فيه اثناء فترة الحمل. السائل يتألف بالدرجة الرئيسية من الفلور والكربون. ويجري تحضير هذا السائل من خلال بتعويض ذرة الهيدروجين في سلسلة كربونية بذرة فلور. بالنتيجة نحصل على مادة سائلة ليس لها لون او طعم او رائحة ولها بنية زيتية. توجد طريقتين لاستخدام التنفس في السائل، إما من خلال تنفس تام او تنفس جزئي. في كلا الحالتين يجري استخدام محطة تصفية ( رسبيراتور) من اجل ايصال الاوكسجين الى الجسم ومن اجل التخلص من غاز الكربون. في حالة تنفس السائل التام يكون السائل على طول الطريق من الرئة الى المواسير التي يجري التنفس بواسطتها لتنتهي اخيرا الى محظة التصفية. عند تنفس السائل جزئيا يكون السائل فقط في الرئة في حين ان محطة التصفية والمواسير التي يجري التنفس بواسطتها تكون ممتلئة بالاوكسجين في الحالة الغازية.عند التجربة بالتنفس من خلال السائل يحصل الشخص على انبوب تنفس من خلال القصبة الهوائية الى الرئة يجري ضخ السائل من خلالها الى الرئة. هذه الطريقة بالتأكيد مزعجة وتحتاج الى تخدير موضعي لعدم اثارة السعال.الان يجري تطوير طريقة تسمح بتحرير الشخص من الارتباط بالانابيب كما يجري محاولة تصميم مايشبه غلاصم الاسماك من اجل الحصول على الاوكسجين مباشرة من الماء المحيط عوضا عن الريسبيراتر.تقف امام العلماء معضلتين: الاولى محاولة ايجاد طريقة تسمح بالتخلص من غاز الكربون بسرعة لكون غاز الكربون لاينحل بالسائل بسهولة كما هو الامر مع الهواء، والثانية ان من الاصعب على الرئة استخلاص الاوطسجين من السوائل بالمقاترنة مع الهواء. غير ان تطورات هامة تجري بسرعة بحيث ان الكثير من العلماء متفائلين. مثلا جرى تحسين السائل بحيث تمكن التخلص من العديد من التأثيرات الثانوية الجانبية. وحتى لو لم يمكن الامر من اجل الاستخدام في الغطس الا ان هذا الامر يملك العديد من الحالات التي يمكن استخدامها الان مثل استخدام السائل لمعالجة الغرقى الممتلئة رئتهم بالماء إذ ان سائل الفلور اثقل من الماء وقادر على رفع الماء الى الاعلى وبالتالي التمكن من امتصاصه. وسائل الفلور لايحتاج الى اخراجه من الرئة لانه يتبخر بنفسه عند تماسه مع الهواء.ايضا يمكن استخدام سائل الفلور في معالجة الوليد السابق لاوانه خصوصا الذي يعانون من عدم نضوج الرئة. وايضا من اجل غسل الرئة او بغرض تصوير الرئة. | |
|