خ المشاركة : 05 يونيو 2012 - 02:04 م
صورة
في كل سنة يقوم شعب المرينا الذي يقطن جزيرة مدغشقر بإخراج الأجداد ، والأقارب من قبورهم لإعادة تزيينهم من جديد وتغيير الأكفان الحريرية التي تحيط بهم وتغطيهم ...
يقول ( جون بيير موهين ) المتخصص في طقوس ومراسم الموت :- " إن كل ما يفعله شعب المرينا بعيد كل البعد عن الحزن والكآبة ، بل يغلب على هذه الطقوس الفرح والغبطة والروائح الطيبة ...
ويسعى هذا الشعب من هذا العمل إلى إشراك الموتى في الحياة العامة ، وطلب النصيحة والمساعدة منهم ، والغريب أن كل المناسبات التي يفكر فيها يعب المرينا مثل الزواج ومبادلة الارض ( البيع والشراء ) وكذلك بيع وشراء الحيوانات والحصاد ، تترك للفترة الواقعة بين شهري يونيو / حزيران ، وسبتمبر / أيلول من كل عام ، وذلك لتتم الأمور أمام الأموات وبشهادتهم قبل أن تتم إعادتهم إلى مدافنهم ...
أما الشعوب المكسيكية والصينية وخاصةً صينيي هونغ كونغ ، فإنهم يقومون كل سنة بنزهة إلى مقابر أجدادهم ولكن في أوقات مختلفة ( أي ليس في نفس التاريخ ) ويجتمع صينيو هونغ كونغ في اليوم التاسع من السهر التاسع في التقويم الصيني في مدافن الأجداد ، حيث يعتقد هؤلاء وفقاً للمعتقدات البوذية والطاوية أن أرواح الموتى يمكن أن تظهر غضبها ضد الأحياء ، ولذا فهم يأتون لتنظيف القبور وتناول الطعام فوقها بغية تهدئة أرواح موتاهم ...
وفي المكسيك يحتفل الناس في بداية شهر نوفمبر / تشرين الثاني بعيد الأموات ، حيث يتوافد الناس على القبور حاملين معهم الورود بكافة الألوان ، لكن شريطة أن تكون الباقات مطعمة بالقرنفل البرتقالي الذي يعمل على جذب الأرواح الفقيدة حسب اعتقادهم ، وفي العادة تكون العطايا المقدمة للأموات عبارة عن طعام وخمر وعدد من أنواع الحلوى التي تتم صناعتها على هيئة هياكل عظمية ...
وتدخل في الاحتفال طقوس أخرى كالغناء والرقص الخاص على مدار الليل ، ويعتقد المكسيكيون أن هذه الطقوس مناسبة لإعادة العلاقات المنقطعة مع أحبائهم الموتى وفرصة لتسليتهم في عالمهم المجهول ...
وفي إفريقيا الغربية وبالتحديد في غانا ، يطلب الناس من النجارين أن يصنعوا لهم نعوشاً بكافة الأشكال والألون كالطائرة والسمكة وحتى قارورة الكولا والهواتف المحمولة ، وفي البداية ظهرت هذه الموضة على يد شعب إفريقي يسمى " ألجا " ويعتقد هذا الشعب أن من الضروري لكل إنسان أن يرحل نحو العلم الآخر في المركبة التي تتناسب مع شخصيته بشكل أفضل ...
وإليكم بعض العادات والطقوس الغريبة فعلاً ...
حائط الأرواح :-
تجسد التمائيل التي تقف عند حافة هذا الجرف أجداد قبيلة " توراجدا " وهي قبيلة مسيحية المعتقد ، تسكن جزيرة سولاوسي الأندونيسية ، والملاحظ أن كل وجه تم نحته وفقاً لوصف العائلة التي بنتمي إليها الشخص الميت ، وتسهم هذه الوجوه في السهر على الأحياء ومراقبة تصرفاتهم حتى يلقوا حتفهم ، في حين أن الأموات الحقيقيين الذين يمثلون هذه الأصنام ، يرقدون تحت الشرفات في مقابر محفورة في الصخر ، والمثير في الأمر أن عائلة الميت تقضي عشر سنوات في جمع المال للقيام بواجب العزاء وعملية الدفن والمراسم المتعلقة بذلك ، حتى يجب على العائلة أن تذبح للميت عدداً من الجواميس والخنازير وتوزيعها على أهل القرية ...
جوهرة للأبد :-
وهنا تعرض إحدى المؤسسات السويسرية التي تهتم بإجراء مراسم دفن الموتى من الألف إلى الياء في موقع لها على الإنترنت ، طريقة للخلود داخل جوهرة ، حيث تعرض على أهل الميت أن يحرقوا فقيدهم إن رغب ذلك ، وأن يأخدوا رماده ويسخنوه حتى درجة حرارة تزيد عن ألفي درجة مئوية ويعرضونها إلى ضعط عالٍ جداً ليحصلوا في النهاية على حجر كريم أو جوهرة ( ماسة ) ، خاضة إذا علمنا أن الماس عبارة عن كربون في الأصل ، وهو ما يمكن الحصول عليه من الرماد ، ويقول أحد العاملين في المؤسسة أن 500 جرام من رماد الميت تكفي ليتحول إلى جوهرة خالدة ...
و عند قبائل " الغالي " القاطنة في الكاميرون ، توجد عادة قديمة لحفظ اجساد الاجداد المقدسة، حيث يقوم أفرادها بلف الميت بالقطن إلى أن يصبح شبيهاً بلعبة كبيرة ، وكلما كان الشخص الميت مهماً في القبيلة كلما بالغ الرجال في لفة بقطعة القماش القطني ، ويقوم رجال القبيلة بتقديم الطعام للميت بعد إخراجه من مدفنه ، ويقدمون له كذا ( إن كانت امرأة ) آنية مبرقعة بنقاط بيضاء دلالة على أنها تركت وراءها عدداً كبيراً من الذرية ...
وطبقاً للديانة الهندوسية، يكون تكريم الميت بحرق جثمانه وذلك في احتفال كبير يتم فيه وضع الجثمان على عربة تغطيها الزهور وتجرها الخيول إلى المكان المخصص لعملية الحرق، حيث تغطى بالأغصان الجافة لتسهيل انتشار النار. ويغسل الميت بماء الورد ويلف بثوب محاط باطواق الورد. وبعد انتهاء عملية الحرق يتم جمع الرماد المتبقي في إناء قبل نثره على صفحة مياه نهر الغانج المقدس لديهم. ويعتقدون ان مياه الغانج هي الفيض الالهي الذي يقوم بتطهير الروح من اجل إعادة خلقه من جديد عن طريق تناسخ الارواح، ليحيا من جديد، إذ لايوجد لديهم فناء او جنة ونار.
وفي الولايات المتحدة والعديد من البلدان الاوروبية تنتشر هذه الأيام وسيلة إحراق الجثة في فرن، بشرط أن يكون ذلك بناء على وصية الميت.
صورة
وفي أوروبا، يلجأ العلماء هذه الأيام إلى طريقة حديثة لتسهيل دروس التشريح على طلبة الطب، وعلى المهتمين بالموضوع في المتاحف العلمية، وذلك بسحب كل السوائل والدهون من جسد الميت واستبدالها بمواد كيماوية مركبة من البلاستيك الطري (بوليمر أو بوليستر) بحيث تشبه الجسد الطبيعي .. حيث يمكن لمسها وهي لا تتفسخ ولا تتعفن كما أنها بلا رائحة أيضاً.
العالم كله يعرف والت ديزني مبتكر الرسوم المتحركة، لكن القليلين فقط يعرفون أن الرجل الذي مات قبل عشرات السنين، لا يزال جسده محفوظاً بناء على وصيته في حالة تجمد وسط النيتروجين السائل، اعتقاداً منه، ومن الكثيرين غيره، أن العلم سيتوصل في النهاية إلى قهر الموت وتحقيق الخلود واستمرار الحياة إلى ما لا نهاية، أو إلى الوقت الذي يقرر المرء فيه الموت!
التحليق في السماء :-
أما العادات التبتية في الدفن فهي أغرب من الخيال حيث يقوم الرهبان البوذيون بتقطيع جثة الميت إرباً إرباً إلى قطع صغيرة وهي عادة طبيعية في التبت ، ثم يتركونها في العراء لتلتهمها النسور والطيور الأخرى لتحلق بها في السماء ، ويعتقد التبتيون أنه خلال لحظات النزاع تترك الروح الجسد ، ولذا يصبح الجسد مجرد وعاء ومن الاولى ان يقدم لفائدة الارواح الحية من الطيور.
صورة
وهذه الطقوس والمفاهيم منحدرة عن الديانة الزرادشتية القديمة، حيث يعتبر الجسد نجساً لا يجوز تدنيس الأرض به بعد موت صاحبه.. الدفن ممنوع وإحراق الجثة ممنوع أيضاً. لذلك كان أتباع هذه الديانة يعمدون الى وضع جسد الميت فوق قمة جبل يطلقون عليه اسم «تلال الصمت» ويتركونه هناك لكي تلتهمه الطيور السامية .. وبعد أسابيع يجمعون العظام الجافة تماماً، فيطحنونها ثم يذيبونها بعصير الليمون للتخلص منها نهائياً.
في العديد من
وتترافق هذه الاعتقادات مع الاعتقاد بأن تكريم الميت يكون برفعه عالياً وليس بدفنه تحت الأرض وتركه طعاما للديدان الحقيرة.. ولذلك كانوا يلفون الميت بالقماش ومن ثم يعلقونه في خطاف فوق غصن عال إلى أن تلتهمه الطيور ولا تُبقي منه شيئاً سوى العظام التي تتساقط على الأرض، فتتم تغطيتها بالتراب أو بأغصان الشجر .. وقد كانت هذه الطريقة شائعة جداً في استراليا وكولومبيا وأميركا الجنوبية وسيبيريا وافريقيا.
صورة
المومياء تتحول الى صنم :-
يعتقد أفراد قبيلة البابو الإندونيسية أن تحويل ميتهم إلى مومياء هو شرف كبير يعبر عن الاحترام للاجداد. ويعتقدون أن المومياء تقوم بحراسة وحماية الأحياء، لتصبح المومياء لها وظيفة الاصنام الطوطمية، وذلك من الاعتقاد ان ارواح الاجداد تبقى تحوم حولهم الى الابد وترعاهم ، ومن عاداتهم أنهم يقومون يتقديم الزوار إلى مومياواتهم باعتبارها واحدة منهم وكأن صاحبها ما يزال حياً يرزق ...
اشتهر الفايكينغ في منطقة اسكندينافيا (شمال أوروبا)بأنهم كانوا يقضون معظم حياتهم في البحار، وغالباً ما كانوا يموتون أيضاً في البحار.. وعلى هذا الأساس كان الغني منهم حين يموت يضعون جسده خلف مقود سفينة خاصة وإلى جانبه الكثير من الطعام والشراب والأسلحة.. وأحياناً بعض الخدم، ومن ثم يدفنون السفينة بكل من وما عليها أو يحرقونها، أو يتركونها وسط البحر تتقاذفها الأمواج.
أما البحارة العاديون، فحين يموت أحدهم، يسجى جسده في مكان مكشوف كان الناس يؤمنون بأن الإله «أودين» يتسلم فيه أرواح «الأبطال».
صورة
وفي بعض مناطق شمال أوروبا، عثر الباحثون في منتصف القرن العشرين على مئات الجثث غير المتحللة في قيعان المستنقعات المنتشرة بكثرة في تلك المناطق، فاعتقدوا أنها تعود لأشخاص حاولوا عبور المستنقعات فغرقوا، لكن الدراسات والأبحاث أثبتت أن الجثث تعود لموتى تم دفنهم في المستنقعات، لأنها الطريقة التي كانت متبعة في القديم. واكتشف العلماء أن بعض المركبات الكيماوية في مياه المستنقعات ساعدت على حفظ الجثث من التحلل.
وفي العديد من مناطق الشرق الأوسط وأوروبا، كان الناس قبل أكثر من 100 ألف عام، يتركون موتاهم في الكهوف، اعتقاداً منهم بأنها الطريقة المثالية للعبور إلى العالم الآخر.
ويبقى التحنيط الذي اشتهر به المصريون القدماء من أكثر الطرق المعروفة في العالم في التعامل مع الموتى من القادة والأغنياء فقط .. حيث كان يتم تفريغ الجسد من كل محتوياته بما فيها الدماغ (بواسطة خطاف من فتحة الأنف)، ومن ثم يـُملأ الجسد بنشارة الخشب الممزوجة ببعض المركبات الكيماوية ومنها الزفت والقطران. وفي المرحلة الأخيرة يُلف بالقماش بشكل محكم جيداً. وكان المصريون القدماء يؤمنون بأن التحنيط بهذه الطريقة يحفظ الروح خلال رحلتها إلى المرحلة الثانية من الحياة.
وفي مقال نشر على صفحات الوطن السعودية بإسم " شعوب تقشر موتاها" للكاتب فهد عامر الاحمدي: حول غابات بركان باتور في جزيرة بالي الأندونيسية تعيش قبيلة وثنية تمارس طريقة غريبة في التخلص من الموتى .. فبدل دفنهم أو حرقهم أو حتى إلقائهم في البحر يلبسونهم أفضل ثيابهم ثم يجلسونهم في الغابة مستندين على جذع شجرة .. وبعد بضعة أشهر يعودون للتأكد من أن الحيوانات أكلت الجلد واللحم وأن الديدان تكفلت بتنظيف العظام وتجاويف الجمجمة فيربطون الهيكل بالجذع بحيث يبقى مستندا إليه الى الأبد . وبمرور الأيام امتلأت الغابة بالهياكل العظمية "الجالسة" وتحولت الى موقع لهواة الرعب وكدت أنجح في زيارتها في مايو 2008 لولا أن قائد الدراجة النارية (التي استأجرتها لزيارة البركان) رفض بقوة وهدد بتركي حيث أنا !!
... على أي حال ؛ هذه القبيلة ليست الوحيدة في العالم التي تستعين بالمخلوقات المفترسة للتخلص من موتاها .. فطائفة البارسيس فى الهند مثلا تعتقد أن الجثة كلما أسرعت فى التخلص من لحمها الميت أسرعت فى دخول الجنة ؛ ولهذا السبب كانوا يعرضون موتاهم عراة على منصات عالية كي تلتهمهم العقبان بسرعة .. وإن لم تنته العقبان من مهمتها خلال يوم واحد فقط كان على أهل الميت "تقشيره" بأنفسهم !
.. ونفس التصرف كان شائعا في التيبت حتى عام 1950 حيث كان الميت يترك عاريا فوق هضبة مرتفعة كي تأكله العقبان والغربان .. وحين تنتهي من مهمتها يسحب الهيكل العظمي لإكمال طقوس الوفاة وتخزينه في أحد الكهوف الخاصة !
.. أما أفراد قبيلة ساوناكي في غينيا فكانوا يتخلصون من موتاها برميهم الى "التماسيح المقدسة" التي ينظرون إليها كتجسيد حي لأرواح أسلافهم القدامى (والغريب أنهم يعمدون لدفن التماسيح حين تموت على الشواطئ) !!
.. وشبيه لهذا الاعتقاد نجده لدى قبائل الصيادين في شرق كمبوديا التي لا تمانع في رمي أجساد الموتى لأسماك القرش كونها ستتحول بدورها إلى تجسيد حي لهؤلاء الأموات (والغريب أن ابتلاع القروش لأحد الصيادين يعد في نظرهم بمثابة استدعاء مقدس من أحد الأسلاف) !
.. ومساهمة الضباع والعقبان والقروش بهذا الجانب "الإنساني" يذكّرنا بمهمتها الأساسية على كوكب الأرض .. فهي تصنف من الحيوانات الرمامة أو القّمامة التي خلقت لتنظيف الأرض من بقايا المخلوقات الميتة والجيف النتنة .. وإيماناً منه بهذه الحقيقة اقترح وزير الصحة السابق في سيراليون (التي تعاني من مجاعات وحروب أهلية مستمرة) تربية مجموعة من الضباع تطلقها الوزارة بصفة دورية لالتهام جثث الموتى المتناثرة في كل مكان !!
صورة
أما الأكثر غرابة فهو قيام بعض الجماعات على جزر استوائية معزولة بالتخلص من موتاها عن طريق اكلهم بدافع الحب والاحترام ، ويشارك الاصدقاء الاقربون في وليمة الاكل، وليس اهله المباشرين. .
* ففي شرق الهند مثلا كانت تنتشر عادة أكل الوالدين كي لا يُهانا بدفنهما في التراب !!
* وكانت قبائل الدييري الملاوية تأكل ذوي العاهات لضمان استقرار أرواحهم المتعبة..
* وفي عشائر الميورونا الهندية كانت الأمهات يأكلن أولادهن الرضع بدافع العطف والحنان..
* وفي غينيا الجديدة كان الاقرباء يأكلون أحباءهم إكراما لهم من ان يصبحوا طعاما للدود والحيوانات المفترسة !
* وفي وسط أستراليا كانت البنت الصغيرة تذبح ليأكل منها أبوها العجوز أو أخوها المريض كي تنتقل الصحة والقوة إليهما !!