بقلم: مرعيد عبدالله الشمري-
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد :
نسأل الله تعالى أن يرينا في بشار وزمرته أسوأ مما أرانا في القذافي وطغمته..
هذه بعض الأمور المهمة والأوراق التي يجب على السوريين الانتباه لها لا سيما عند اقتراب النصر المبين للثورة :
١_ من نعمة الله عليكم أنه لم يتمكن مجلس الأمن من تمرير القرار وفشله
في هذا ، وذلك لحكم يريدها الله سبحانه وتعالى من تصفية وتزكية الناس وقوة
صلتهم بالله وارتباطهم به وأن تكون الثورة أليمة في اجتثاث الطغمة الفاسدة
عن بكرة أبيها وأن لا يكون هناك منة من أي أحد على الشعب السوري في تحقيق
ثورته وأن يفرق بين المؤمن والخبيث وأن تتضح اللعبة التاريخية المسماة
بمجلس الأمن والأدوار المتبادلة فيما بينهم وأن يبين حجم الصلة بين النظام
والعدو الصهيوني ، وغيرها من الحكم التي لا نعلمها، هذا فضلا عن ركاكة
القرار المقدم لمجلس الأمن وضعفه ، فلا يفيدكم حتى لو وافقوا عليه إلا
قليلا.
٢_ من النقطة السابقة ومن التأمل في تأريخ الشام يتبين والله أعلم أن
الشام يهيئه الله جل وعلا لأمر عظيم ، ويجهزه للقيادة والزعامة المرتبطة
به منذ فجر التأريخ مرورا بدولة الإسلام وإلى نزول عيسى عليه السلام في
آخر الزمان ، فكونوا يا أهل الشام على قدر المسؤولية المقبلة عليكم.
٣_ من الأعمال التي فعلها النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي قد يلجأ
إليها المسلمون في بعض الأحيان للنكاية بالعدو وإفشال مخططاته هي سنة
الاغتيال للكفار الذين اشتد أذاهم على الاسلام يقول النبي صلى الله عليه
وسلم عن كعب بن الأشرف اليهودي لما اشتد أذاه
( بهجاء ) النبي صلى الله عليه وسلم ( من لي بكعب بن الأشرف ! ) فتم
اغتياله دون عناء ووقع الخوف في قلب كل من حذا حذوه وانخرست الألسنة
الناعقة بكل قبيح.
وإن هذا الأمر متحقق في بشار الأسد !
كيف وهو قد آذى المسلمين بالقتل ، ويسجد أتباعه على صوره دون أدنى استنكار
منه ، وأمور أخرى كبيرة يعرفها اللبيب ، فكلها مجتمعة في مناسبة اغتياله.
فيا أيها الجيش السوري الحر ( من لنا ببشار الأسد ! )
ويا جنود الشام الأبطال ( من لنا ببشار الأسد ! )
و إن المتأمل في الثورة السورية يرى بحق أن العدو الرمز للثورة والظاهر
للعيان والمشتهر بين الناس _ وإن كان هناك من يسيره _ هو بشار الأسد فقط
، فإذا تمت تصفيته فستتغير الأمور إلى الأفضل بإذن الله ، وهذا ما سيحدث
والله أعلم في سوريا !
ويتضح هذا جليا في ثورة ليبيا فلما تم قتل المجرم القذافي اطمئن الناس على
أن الثورة الليبية قد انتصرت مع أنها مسيطرة على أكثر المناطق بليبيا في
ذلك الوقت ، وهذا يدل على أن مثل هؤلاء الدكتاتوريين رموز ، بسقوطهم تسقط
حكوماتهم ، وهذا يبين لكم حجم الاستبداد الموجود.
فاختصروا طريق النصر ، وذلك بالقيام بعملية نوعية اتجاه هذا المجرم القاتل.
ولا تنسوا توثيق هذا العمل حتى يبرد قلب كل مكلوم !
٤_ نرجو من الإخوة في سوريا تشكيل لجان لا تنشغل بالأوضاع الحالية من
الثورة وإنما تنحصر أعمالها على ترتيب استراتيجية للعمل بعد سقوط الطاغية
، وألا ننشغل بما نحن فيه الآن حتى ولو كان مهما عما هو أهم في نظري وهو
العمل والاستعداد وترتيب جميع الأوراق لما بعد النصر ( فالثورات يصنعها
الأذكياء وينفذها الشجعان ويقطف ثمرتها الجبناء )
فإياكم أن يقطف ثمرة ثورتكم أحد الجبناء !
٥_ على الأخوة السوريين المقيمين في خارج سوريا حمل كبير وحق واجب
عليهم اتجاه بلدهم ، وذلك بالتعريف بقضيتهم ودعم أهلهم بالمال والدعاء لهم
ومطالبة الدول التي يعيشون فيها بالوقوف مع قضيتهم وباتخاذ قرارت في صالح
بلدهم المنكوب وغيرها من الأمور التي يجب عليهم فعلها ، فهم سفراء بلدهم
وثورتهم في بلدان العالم.
٦_ من الحلول التي يتمكن السوريين من نيل حريتهم بها هي مساندة الجيش السوري الحر ودعمه بالمال والعتاد والتخطيط والتشجيع وغيره.
فهم بعد الله حماة الديار الذين يعول عليهم الشعب بل وحتى بعض الدول في
تغيير كفة الصراع. والدول المتعاطفة مع الثورة تنتظر هبة من الجيش السوري
المنشق تشد على جيش الطاغية حتى تتبدل قناعاتهم وتتغير استراتيجياتهم ،
فالمسموع له في زماننا هو الأقوى ، والهجوم هو خير وسيلة للدفاع ، ومن
يقول أن الجيش الحر مهمته حماية المدنيين والدفاع فقط ، فقد كسر همة
الشجعان !
نعم من ضمن مهامه حماية المدنيين وأيضا القبض على المجرمين ورد شرهم عليهم.
٧_ لابد من الاهتمام الكبير بتوحيد قيادة الثورة تحت مظلة واحدة ينطلق
منها الثوار وتكون ناطقة باسم الثورة وملامسة لحاجات الثوار وتداعي
بمطالبهم ولا تغرد خارج السرب ، ولا يكون فيها إلا الأمناء ذوي الخبرة ،
وأن يعمق التواصل بين قيادة الثورة والشعب ، وليحذروا من اختراق واختطاف
الثورة فهي والله أشد من كل المجازر التي نراها الآن ، لأن الوضع سيرجع
كما هو عليه في السابق لكن القيادة مختلفة.
فاحذروا يا أهل الشام من هذا المكر الكبار الذي يحاك لكم !
إن دهاقنة السياسة الغربيين فاجأتهم هذه الأحداث وإن كان بعضهم قد
استشرفها لكن من ضمن سياساتهم المعروفة أنهم قد لا يصنعون الحدث لكنهم
يستغلونه لصالحهم.
هذا كلام أخ ناصح لكم قد لا تعرفونه ، فخذوا من كلامه ما ترون أنه يفيد
ثورتكم ، واتركوا ما ترون أنه لا ينفعكم ، وسأزور سوريا بعد النصر بإذن
الله لأرى وجوه الأبطال وأحييهم ، وقبور الشهداء وأترحم عليهم ، وأهالي
سوريا وأبارك لهم.