العين الثاقبة |
أوباما يلوِّح بالتفوق العسكري الأميركي على العالم |
فاجأ
أوباما العالم ببداية عام 2012 بخطاب مصيري موجه لمنافسيه في الخارج، أكثر
منه نحو الداخل لمكسب انتخابي! إذ بدأ خطابه المدروس جيدا من كل النواحي
السياسية والاستراتيجية والعسكرية، واعدا بإجراءات تضمن مصالح أميركا عبر
العالم، وتثبت تفوقها العسكري عليه، بتطوير الصواريخ الموجهة
الاستراتيجية، والاعتماد على القدرات العسكرية القتالية الموجهة الكترونيا
(طائرات من دون طيار باكستان - أفغانستان)، مما يحمي قواته العسكرية من
تكبدها خسائر بشرية، وبالتالي يخفض من ميزانية نفقات علاجهم الكبيرة،
وأكدت اصراره هذا وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، بتعزيز قدرات أميركا
العسكرية على المحيط الهادئ (الصين، كوريا الشمالية، روسيا)، واستمرارها
في حروبها الجارية في منطقة الشرق الأوسط رغم انسحاب قواتها من العراق،
لكن تطور الأحداث في المنطقة (الانتفاضة في سوريا) يبقي على قواتها
مستنفرة في المياه الإقليمية (لتخصيب ايران النووي، وتهديدها بإغلاق مضيق
هرمز)، حيث أعلن «المجلس الأميركي للسياسة الخارجية» بضرورة الاعتماد على
استراتيجية تقيد حركة ايران عبر المضيق، وبرأي «معهد المشروع الأميركي» أن
الإغلاق مصيره الفشل وكارثي على إيران أولا، لأنه سيؤدي إلى خطة هجومية
عسكرية تحرم عليها مجرد التلويح به.
في حال توافر الإرادة السياسية
لإيران بإغلاق المضيق للتخفيف من شدة العقوبات الاقتصادية الأميركية
والأوروبية عليها، والتي تحاول النجاة منها باتفاقات اقتصادية مع دول
أميركا اللاتينية، فهل لديها القدرة العسكرية لتحدي الأساطيل الأميركية
والأطلسية في بحر الخليج، والتي ستهب للدفاع عن مصالحها التجارية
والنفطية؟ حيث يعتبر مضيق هرمز الشريان الحيوي والأساسي لتدفق النفط
الخليجي الى الأسواق العالمية (15 مليون برميل نفط يوميا)، وهو المنفذ
الوحيد للدول العربية المطلة على الخليج العربي لعبور ناقلاتها النفطية،
وجميع السفن التجارية عبره وعبر بحر عمان، وقياسا بما تملكه ايران من
قدرات عسكرية بحرية (177 قطعة بحرية) موازاة بما تملكه دول الخليج مجتمعه
(184 قطعة)، فهما بحال توازن في حال انحصرت الحرب بينهما، لكن خبرات ايران
القتالية تفوقها في المناورات البحرية، فهي تمتلك قواعد بطاريات صواريخ
مضادة للسفن في الجزر التي تطل على المضيق (جزر سيري، وأبو موسى، وطنب
الكبرى والصغرى)، عدا عن قدرتها على زرع الألغام البحرية لعرقلة توجه
الأساطيل الغربية، كذلك اعتراضها لناقلات النفط بزوارق حربية مفخخة، ورغم
ما تملكه تلك الدول من كاسحات الغام، فباستطاعة ايران اطالة فترة اغلاق
المضيق الذي سيؤدي حتما الى خسائر فادحة لزيادة أسعار النفط التي ستهز
الاقتصاد العالمي، قبل تمكن الأساطيل الغربية الحامية للملاحة البحرية في
بحر الخليج ان تجعل من تهديد إيران بمنزلة الرصاصة الأخيرة لبنيتها
البحرية، قبل استخدامها للسلاح النووي، ويمكن أن يكون تهديدها الرصاصة
الأولى في الحرب الكبرى في حال تدخل حليفاها (الروس والصين) لإعادة
التوازن العسكري للمنطقة، وتعديل خريطة الطريق لمصالحهما!