مرثية وطن أم مرثية ذات
في هذا الوطن ثمة جهود فردية تفوق جهود الدولة كما تفوق ضميرها الأخلاقي-
إن وجد- وهي لذلك غالباً ما لا تحظى بالعناية المؤسسية من قبل الدولة، بل
على العكس من ذلك ؛ كثيراً ما يتم تجاهلها أو محاربتها أو تأطيرها
وإسباغها ثوباً لم تفصّله لذاتها. فهي جهود تحرج الدولة بشكلٍ أو بآخر ،
حين تضع سلطتها (العظمى) أمام سلطة الفرد الواحد الضعيف، فتجدها أكثر قوة
وسلطة .
والحق أن دولتنا المفترضة بشقيها، ليس من قبيل اهتمامها بعض صغائر الأمور
المتروكة للعامة وللحالمين بقيّم التغيير والعدالة، والحق أيضاً أنّ بعض
الأحلام تشبه الكوارث، ليس فقط على أصحابها؛ بل أيضاً على المنتفعين...