جمالية الصمت
بمجرد ذكر الصمت يتبادر إلى الذهن الوجه المقابل وهو الصوت ، وبالتالي
يصبح الصمت والصوت وجهين لعملة واحدة، وتبدو دلالة المسألة أكثر وضوحاً في
الجوانب الفنية والجمالية، فقديماً قال الشاعر : والحُسنُ يُظهر حُسنهُ
الضّدُ.
والمعلوم أن الصمت يوازي فعل البدء في كل ظاهرة صوتية ، فالموسيقى يسبقها
صمت ، ونهاية للحن أو «القفلة» معيارها الصمت الإيحائي الذي يعيد رجع صدى
الألحان في ذهن المتلقي .
على المستوى التشكيلي يستقيم العمل الفني على دلالة الصمت المطلقة،
فالموسيقى البصرية قرينة الصمت، والإيحاءات الجمالية أثناء الاشتغال على
الرسم أو بعده تتّصل اتصالاً عميقاً...