هشام ثـــــــــــــــائر
الجنس : عدد المساهمات : 77 معدل التفوق : 207 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 26/01/2012
| | روسيا.. الموقف المستغرب ! | |
صالح القلاب عندما تتخذ روسيا هذا الموقف المعاند والمناكف وتنحاز إلى بشار الأسد وكأنه فلاديمير بوتين فإنها ،بتشجيعها للنظام السوري على الاستمرار في استخدام العنف المنفلت من كل عقال وإدارة الظهر لمطالب شعبه التي بدأت معقولة ومنطقية، تساهم مساهمة فعلية في حمامات الدماء الجارية الآن في سوريا وأنها مثلها مثل شبيحة هذا النظام نفسه وأجهزته الأمنية تلطخ يديها بدماء الأبرياء الذين كل ذنبهم أنهم يريدون انتشال بلدهم مما هو فيه ووضعه في قاطرة الألفية الثالثة والقرن الحادي والعشرين.غير مفهوم ولا مبرر هذا الموقف المعاند والمناكف الذي تتخذه روسيا ،التي بقيت أكثر من سبعين عاماً تحت نير ديكتاتورية الحزب الأوحد والذي بالتخلص منه في بدايات تسعينات القرن الماضي اعتُبرت وكأنها وُلدت من جديد، إذْ كيف تسمح هذه الدولة لنفسها أن تتحرر من نظام استبدادي أوصلها وأوصل كل الدول المنضوية في إطار الاتحاد السوفياتي إلى الانهيار وأن ترفض أن يأخذ الشعب السوري مقاليد أموره بنفسه وأن يستبدل هذا النظام الديكتاتوري القمعي بنظام تفرزه صناديق الاقتراع ولا مكان فيه لا للحزب الواحد ولا للقائد الأوحد.إن روسيا باتخاذها هذه المواقف التي تتخذها ،وهي مواقف مدانة ومرفوضة وتدل على عقلية ستالينية متحجرة، وبإرسالها الأساطيل البحرية إلى طرطوس فإنها في حقيقة الأمر تدفع بشار الأسد دفعاً إلى الاستمرار بالسباحة ضد التيار والى مواصلة ذبح شعبه بل والى المساهمة في تمزيق سوريا ودفعها إلى الحرب الأهلية وتشجيع حسن نصر الله ،هذا المصاب بهذيان العظمة، على إرسال مقاتلي حزبه التابع لـ»فيلق القدس» الإيراني لمواجهة الشعب السوري على أسس طائفية.لو أن روسيا لم تتخذ هذا الموقف المستغرب الذي شجع النظام السوري على الاستمرار بخيار العنف ومواصلة ارتكاب المجازر اليومية على مدى كل هذه الشهور الماضية ولو أنها تعاملت معه وفقاً للطريقة التي تخلص بها بوريس يالتسن من الحزب الشيوعي فأغلب الظن أنه كان بالإمكان إيجاد حلٍّ معقول لهذه الأزمة التي غدت مستفحلة وأنه كان بالإمكان أن ينحني بشار الأسد لهذه العاصفة عندما كانت لا تزال في بدايتها ويومها كان المطلب الشعبي ليس إسقاط هذا النظام وإنما إصلاحه.ربما توجد مبررات وإن هي غير منطقية لتبني روسيا لمواقف الاتحاد السوفياتي تجاه كوريا الشمالية ودعم كيم إيل سونغ ثم نجله ،الذي توفي قبل فترة، كيم إيل جونغ والآن حفيده كيم جونغ أون أما أن تُطبق هذه المعايير البائسة على سوريا وتنحاز إلى بشار الأسد ونظامه ضد تطلعات الشعب السوري فهذا يعزز القناعة بأن شبح «الرفيق» جوزيف ستالين لا يزال يعيش في رأس بوتين ورأس ميدفيديف ورأس وزير خارجيتهما لافروف وإنَّ موسكو لا مانع عندها من أن تلطخ يديها بدماء الأبرياء السوريين لقاء وهم إمكانية إزاحة الولايات المتحدة عن موقع الدولة الأولى والأعظم في العالم. | |
|