منذ
نعومة أظفارنا في مهدنا تعلمنا فلسطين داري كنا حينها بالصف الأول
الابتدائي وكنا نرددها فلسطين داري ودرب انتصاري حتى نقشت فلسطين في
قلوبنا وملئت القضية عقولنا فنسينا كل همومنا وباتت فلسطين همنا .
شعرائنا في سوريه ان لم يكن كلهم فجلهم صارت أقلامهم ترسم فلسطين
وحروفهم تشتاق هواها حتى أنهم نسوا الجولان ولواء اسكندرون السليب وظلت في
عقولنا وقلوبنا قضية فلسطين .
كان شعبنا يخرج في اليوم التاسع والعشرين من تشرين الثاني من كل عام
إحياءً لذكرى اللواء السليب إلى أن تولى نظام الممانعة والمقاومة والقومية
زمام الحكم في سوريه فصارت قياداتنا تنظم إحياء ذكرى النكبة والنكسة ويوم
الأرض ويوم العودة بيد أننا منعنا من إحياء ذكرى اللواء السليب بل ومنعنا
حتى من ذكره على ألسنتنا .
صار كل من سول له شيطانه أن يتوج نفسه زعيم على الامه يتاجر ويقامر
بقضية فلسطين فيدغدغ فيها مشاعرنا ويحرك فيها عواطفنا ويصول ويجول في بحر
أفكارنا فيخطب فينا خطب عصماء نرى فيها القدس بأم أعيننا محرره وأرجلنا
تطأ أرضها ورؤساؤنا تطاول عنان السماء فخراً بنصرنا وما أن تنتهي خطبهم
العصماء حتى تعود بنا الأرض إلى أرضنا فلا القدس عادت و لا القضية انتهت
لتبقى القضية تستنزف كل طاقتنا والزعماء يتغنون بالنصر لنا .
مذ نعومة إظفارنا حاول زعماء الامه أن يغرسوا فينا سبل النصر ويعلموننا
أن الطريق الى القدس وعر فمن اجل القدس يهون كل شيء والطريق للقدس بشكل
مباشر مسدود مسدود .
فعبد الناصر رأى ان طريق القدس يأتي من اليمن وحافظ الأسد رأى ان طريق
القدس يأتي من اللبنان وصدام حسين رأى أن طريق القدس يأتي من الكويت أما
زعيم القضية ياسر عرفات فقد رأى ان الطريق الى القدس يأتي من عدة دروب (
من إقامة دوله هو زعيمها بالأردن او إقامة دوله هو زعيمها بجنوب اللبنان
أو إقامة دوله هو زعيمها بتونس أو من الكويت حين وقف بجوار صديقه صدام
خطيباً بعد غزو صدام للكويت وهو يقول اليوم سنصلي في بغداد وقريباً سنصلي
بالقدس فكل الدروب تؤدي إلى روما برأيه ) .
واليوم نكتشف ان هناك طريق جديد الى القدس يمر على جماجم السوريين كما
أجمع بشار وأعوانه في ايران وحزب اللات وأقروا جميعاً اقامة جسوراً من جثث
السوريين لتكون دروبهم لتحرير القدس فو الله لو علم السوريين ان جثثهم هي
درب تحرير القدس لصرنا جثث فداء لها دون ان يقتلنا مدعي او يمثل بجثثنا
خائن بيد اننا نعي ان بشار و حسن نصر اللات ليسو إلا نسخة مكرره من جنكيز
خان و هولاكو الذي صنع من جماجم السوريين قبة ووقف عليها وها هم اليوم
يستبيحون دمائنا وأعراضنا وأموالنا بحجة القدس والقدس منهم براء .
لقد ولى زمن المقامرة بالقضية ولن نكون سلعة تتاجر بنا أهوائهم وستبقى القدس في قلوبنا حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا .