لاجئون سوريون ضمنهم عائلات دخلوا مصر ثم توجهوا إلى حدود ليبيا فأوقفتهم السلطات الليبية في منفذ السلوم على الحدود.
العائلات تضم أكثر من 800 شخص بينهم ونساء وأطفال وشيوخ عالقون وأوضاعهم صعبة جداً، وبينهم نساء حوامل وأطفال رضع.
وقد بدأ 50 شابا منهم بإضراب عن الطعام منذ يوم الثلاثاء 8 / 5 /2012 للفت الأنظار إلى مأساتهم.
فمن لهؤلاء المساكين ؟
تذكرت حادثة قبيل عام من الثورة المصرية، فقد تجمع في الكويت عدد من أنصار البرادعي عندما أعلن أنه قد يترشح لينافس مبارك بشرط تأمين نزاهة الانتخابات، تجمع هؤلاء يهتفون ضد مبارك، وهي أولى الإرهاصات التي تطالب بالتغيير ،وهذا التحرك كسر الجمود حول خنوع الشعب المصري واستعداده لتكرار التجربة الأسدية بالتوريث.
فما كان من الكويت وقتها إلا أن قامت بتسفير بعض النشطاء المشاركين بهذا الاحتجاج.
وهنا انبرت السفارة المصرية والاعلام المصري يطالبون بوقف هذا الإجراء الغير قانوني بحق المعارضين المصريين، فالحكومة والسفارة تمثل كل المصريين ولا تمثل فقط أنصار مبارك.
نورد هذا المثال لأنه ورد من دولة عربية ونامية وليس من سويسرا. نظام مصر طالب بإزالة المعاناة عن المصريين الذين طردوا لأنهم قاموا بنشاط معارض له.
أين نظامنا العتيد القوي وسفاراتنا المصونة والرئيس الممانع الملهم من حكمة نظام مبارك (العميل المتآمر على شعبه وأمته)
قواتنا الباسلة وعملاؤهم لاحقوا اللاجئين في تركيا بالقتل الجسدي والمعنوي بإطلاق إشاعات الاغتصاب المضحكة المبكية وكأنهم ليسو أبناء الوطن، مع أن النظام يدعي أن عصابات مسلحة هجرتهم.
أما في لبنان فالسوريون يتخفون من الملاحقة من قبل عملاء النظام، وأصبح الإنسان السوري مهدور الدم والكرامة.
ولكن الأشد إيلاما ما يجري على الحدود المصرية الليبية حيث ترك السوريين في العراء نهبا للجوع والخطر، حتى لقد لقي البعض حتفه جراء ذلك.
هم ينامون على الأرصفة ويحلمون بخيمة كخيام الاجئين في تركيا، السلطات الليبية لا تدخلهم وتريد تأشيرة وثبوتيات مع أن كل حدود ليبيا مباحة ومنتهكة، ولم يطبق النظام الصارم الخارق إلا على هؤلاء المساكين الذين توسموا خيرا بالثورة الجديدة، وظنوا أنفسهم مقربين منها.
السلطات المصرية تتجاهلهم (ولكنها لا تتجاهل أي تجاوز قد يقع من الشرفاء على الصهاينة)
النظام السوري لم يكترث بحجة أنه لا يعترف بليبيا، ولكن هل استفسر مجرد استفسار من السلطات في مصر عن الوضع المزري لهؤلاء، ولكن لا غرابة فهو لا يمثل السوريين ،وهو يربأ بنفسه عن التوافه، إنه مشغول بأمور جوهرية أهم، فالرئيس مشغول بتأمين العطور الفاخرة للسيدة أسماء حتى تتغاضى عن غرامياته، وهو لا يكاد يجد وقتا كافيا للمراسلات الغرامية مع هديل وشهرزاد الجعفري وصاحبة الظهر العاري.
أين المجلس الوطني من مأساة هؤلاء السوريين أليست علاقته وطيدة بليبيا (الثورة)
أليست هي ثورة صادقة ضد الظلم، وليست كثورة القذافي، كان القذافي يدعي الوقوف مع فلسطين، وفي نفس الوقت يطرد الفلسطينيين بحجة أنه يجب أن يكونوا قريبين من بلدهم فلسطين ؟!!
يا ثوار مصر وليبيا الأحرار: ثوار سوريا في ضيافتكم ومن غير الأحرار يكرم الأحرار
لكم الله أيها السوريون