بقلم: محمد السامرائيجلست مجبراً وقد أوجعتني الكلمات التي راح يدلو بها على مسامع
جهازه الحزبي والذي كان يرتجف من هول دورة التغيير القادمة عما قريب ،
والتي كانت جديدة بكل ما تحمله معاني الكلمات و أبجديات الألف والباء ،
جديدة بإيغالها في دماء هذا الشعب الأعزل والذي يبدو أن نظام الملالي و
أساليب الحكومة العراقية بإثارة الفوضى المختلقة قد أتت أكلها في مخيلة
النظام وبعض الضباع التي تتبعه ، حينما جاء بمصطلح الإرهاب كمخرج جديد
ومنفذ للقتل الذي سيمارسه بهذه الذريعة الفجة والتي عانى منها من عانى ,,
وهاكم اليوم الكثير من العراقيين العزل, التي تعرف اميركا قبل غيرها بأنهم
أبرياء, قد قتلوا باسم مكافحة الارهاب.
إن هذه التسمية والفجيعة التي تحاول بها سحق ثوار سوريا لن
تكون ذات فائدة ولن تخيفهم رغم أنهم يعلمون بأن مصطلح الإرهاب لن يتناول
سوى طائفة واحدة من دون غيرها .. طائفة تسامت فوق الجراح و أعلنت بأن
ثورتها ليست طائفية و لن تكون أبداً كذلك لأنها ثورة الشعب السوري بجميع
أطيافه ومكوناته .
إنهم قد قُتلوا قبل أن يعلموك فن الحيل و التلاعب بالكلمات,
فحمزة الخطيب قد مُثّل به, و لم يكن إرهابيا و مثله مئات الاطفال والرجال
والنساء الذين نحرَتهم قواتك ومليشياتك و أتباعك من دول الجوار طيلة تسعة
أشهر ، وبيوم و ليلة تأتيك وسوسة الشيطان, لتعلن و من دون حياء أنه الإرهاب
والمؤامرات .
إن آلاف الشهداء الذين قتلتهم من خلال أجهزتك القمعية وشبيحتك
ومليشياتك, لن يمروا مرور الكرام, فالإرهاب إنما أنت من كان يرعاه في
العراق, و الأمريكيون يعرفون ذلك جيداً ، و إلا فانظر لتصرف الحكومة
العراقية والتي في غمضة عين صمتت عن كل جرائمك و إرهابك و ساديتك المخجلة
حد الموت, لأنها لا تتصرف بمدى الأخلاق و الإنسانية ، بل تعمل بمبدأ
الجاهلية, و زرع الكراهية بين أبناء الوطن الواحد, كما فعلت بالعراق.
لقد أظهر الشعب السوري رجولة قلّ نظيرها, و لن تنفعك الخطابات
الإنشائية الفارغة, التي مهما كثرت كلماتها لن تحجب أثر ذلك المشهد عند
خروج الروح من طفل قتلته مليشياتك, لأنه كان طفلاً إرهابيا يريد حق الحياة
والعيش بكرامة!
أيها النشامى الأحرار, الرجال بما تحملونه من شجاعة, لن أنظر
إلى ثورتكم لأضع لكم خطوط العرض و الطول, لأنكم أكبر من كل الكلمات, و أدرك
جيداً بأن ساعة النصر لن تنتظروها من روسيا و لا من الصين و لا من الجزائر
أو العراق أو الجامعة و “دابيها” بل من الله, لأنكم على حق. إن فجر يوم
الحرية قريب و لن يطول الزمان بمن يريد أن ينحر شعباً بأكمله من الوريد إلى
الوريد, متذرعاً بمصطلح الإرهاب المفضوح.
بوركت ثورتكم الموحدة, ثورة الشعب السوري الذي رفض الطائفية و
لغة العداء و الكراهية, تلك اللغة التي يحاول نظام البعث أن يثيرها،
فهزمتموه بنبل أخلاقكم و إنسانيتكم و سعيكم نحو الحرية و الحق.