بقلم: م. محمد حسن فقيهمع ما يسمى مبادرة كوفي أنان المنطلقة من الأمم المتحدة ،
والتي طبل لهل البعض وزمر وبنى عليها آمالا للجم آلة العنف لعصابات الأسد
وإيقاف نزيف الدم السوري المتدفق من شتى أنحاء ريف ومدن سورية ومن شمالها
الى جنوبها ، يقوم أنان بزيارة لإيران الداعم الأول لنظام بشار الأسد في
معركته المسعورة ضد شعبه الأعزل ليصرح أنان من هناك بأن إيران جزء من الحل
في الأزمة السورية ! كما صرح بأن أي حل يجب أن يكون سياسيا ويبتعد عن أي
عسكرة ، متناغما مع تصريحات إيران على لسان صالحي حين قال : يجب منح
الحكومة السورية فرصة لإجراء التغييرات التي تعهد بها الأسد ! ! .
هذه التصريحات والرؤى تدفن مبادرة أنان في الرماد قبل أن ترى
النور وتحكم عليها بالفشل ، وتضعها في سلة المهملات بعد تصنيفها تحت لائحة
المهل التي قدمها المجتمع الدولي ومنظماته للتآمر على دماء الشعب السوري
وحريته ، ولمنح نظام الأسد وعصاباته السادية المجرمة فرصة جديدة من
المجتمع الدولي لتنفيذ المجازر والمذابح بدباباته ومدافعه وطائرته ضد شعب
سورية الأعزل ، عله يثنيه عن عزيمته ويجبره عن التراجع عن ثورته المقدسة
التي دفع لها الشعب السوري أثمن ما يملك من أرواح ودماء وقتل وخطف واغتصاب
وتهجير وتدمير … وتشريد .
مع اقتراب تنفيذ مبادرة أنان ارتفعت حمى العتف والانتقام
وزادت وتيرة الإجرام من قيل عصابات الأسد ، واشتدت حملاتها المسعورة وتوسعت
مجازرها ومحارقها على طول سورية وعرضها، بتنفيذ هجماتها الوحشية المدمرة
بالدبابات والطائرات وراجمات الصواريخ والمدافع في إدلب وحماة وريفهما وفي
درعا وماحولها وريف حلب ودمشق و… غيرهم من المدن والمحافظات المنكوبة
الأخرى ، وأما حمص الذبيحة فقد استمر القصف عليها لتدميرها وقتل من يرفض
إخلاءها والخروج منها بنيران القنابل والصواريخ ، أو يقتل دفنا تحت أنقاض
المباني ، في خطة طائفية صارخة لتهجير أهلها وتفريغها من سكانها تمهيدا
لاحتلالها من عصابات الأسد وتسليمها للخونة من طائفته اللعينة ، الذين رضوا
بدويلة طائفية والإنسلاخ عن سورية الأم لتكون خنجرا ملوثا بسموم مجوسية
ينخز في خاصرتها كما هو حال الكيان الصهيوني الذي ينخز في جسد الأمة
العربية والإسلامية .
لن نقف أمام تصريحات أنان طويلا ، ولكن عندما زعم أنان أن
إيران جزء من الحل فهذا أمر يجافي الحقيقة بل ينحو إلى عكسها تماما ،
فإيران ومنذ انطلاق الربيع السوري كانت الحليف الأقوى لنظام الأسد وعصاباته
ضد ثورة الشعب الأعزل السلمية المطالبة بالحرية والعدالة والديموقراطية
والانسانية ، لقد كانت إيران من اليوم الأول للثورة هي شريك لنظام الأسد في
القتل والقمع ، وكانت عدوا بامتياز للشعب السوري ومطالبه العادلة من
البداية في الحرية والكرامة ، وجزء رئيسي وهام من المشكلة إن لم تكن أسها
وأساسها وهي التي تسعر نارها وتنفخ في أوراها وتجند أذنابها للإنخراط مع
كتائب الأسد وعصاباته لمشاركتهم في المذابح والمجازر ضد الشعب السوري
الاعزل .
أما تصريح صالحي إيران مخاطبا أنان والمجتمع الدولي بمنح حكومة الأسد فرصة لإجراء التغييرات التي تعهد بها !
إن هذا التصريح مضحك فعلا ،عدا كونه مؤسف ويصب في خانة
التآمر على دماء الشعب السوري ، ولا أشك لحظة واحدة أن مايقصده صالحي بمنح
عصابات الأسد وكتائبه وملحقات سيده خامنئي فرصة جديدة للإنتقام من الشعب
السوري الذي انتفض ضد الظلم والاستبداد ليطالب بحريته وكرامته ، وكأن ثلاثة
عشر شهرا من القتل والعسف لم تكف لإشباع الحقد المجوسي وسادية عصابات
الأسد وكتائبه المجرمة .
لقد زعم الأسد تنفيذ إصلاحات حقيقية إستجابة للنداءلت الدولية
، وها هو الشعب السوري يحصد ثمرة هذه الإصلاحات المرة المسمومة من عنف
وعسف وقصف وخطف وقتل واغتصاب ، وتخريب وتدمير ونهب .
لقد عمت هذه الثمار الآثمة ووزعت على جميع محافظات سورية
وألقموها زقوما وسما زعافا من قبل الأسد وعصاباته وحلفائه الطائفيين ، ضد
جميع أبناء الشعب السوري العزل من الشرفاء والأحرار ، شيبا وشبابا ، رجالا
ونساء ، كهولا وأشبالا ، بنات وأطفالا .
هل هذا التغيير الذي نفذه الأسد وعصاباته هو التغيير الذي يتحدث عنه صالحي ويريده هو وسيده خامنئي ؟ !
وهل يطالب صالحي بمنح الأسد فرصة بعد ثلاثة عشر شهر من القتل
والتدمير ، لأنه لم يصل إلى السقف المرسوم من التدمير ، والعدد المحدد من
القتل والخطف والإغتصاب لأحرار سورية وحرائرها الذي حدده خامنئي وحاشيته ؟
وهل يمكن أن نعلم كم ستستمر إصلاحات الأسد حتى يصل الأسد إلى
السقف المرسوم والعدد المحدد … وكم سيحتاج ذلك من مهل وتمديد ومنح فرص
للطاغية المستبد ضد شعبه الأعزل ؟ .
إن أبناء الشعب السوري الذين يقتلون بسلاح وأموال إيران من
قوات الحرس الثوري، وملحقاتها التي انصاعت لنداء خامنئي سواء كانت من
ميليشيات حزب الله في جنوب لبنان ، أو عصابات مقتدى وأشقيائه في العراق ،
أو جيوب الحوثيين في اليمن أو …. غيرهم ، إن الشعب السوري الذي يراهم رأي
العين جهارا نهارا وقد اعتقل الجيش الحر بعضهم … إنه يعلم هذا تماما ،
ويعلم صديقه من عدوه تماما ، ولن ينسى قطرة دم أريقت من قبل هؤلاء القتلة
الحاقدين أعداء الشعوب والحرية ، أعداء الكرامة والإنسانية ، أعداء الإسلام
والعروبة ، وسيقتص من قاتليه بمحاكمات عادلة …. ولو بعد حين