mostafa12 ثـــــــــــــــائر متردد
الجنس : عدد المساهمات : 31 معدل التفوق : 81 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 17/12/2011
| | يان حين تفقد فئة طاغية مستبدة لغتها فهذا يعني أن ساعة الرحيل قد دنت ! | |
بعد مرور أكثر ستة أشهر على ألأنتفاضة الشعبية في سوريا وبزخم جماهيري ملفت، رغم كل صنوف الإجرام والقتل والترويع والتعذيب بحق المدنيين ويعتدي بكل وحشية على الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، فالعنف المفرط الذي تستخدمه قوات الأمن والجيش بأساليب غير سلمية فاق ما حدث في البلاد العربية الأخرى بكل أنواع الأسلحة من الدبابات الحديثة والقديمة والطائرات والمدرعات وحتى الزوارق البحرية على شعب ثائر أعزل، ويتمادى في أمتهان كرامة الإنسان السوري لا بد له أن يذهب إلى مزابل التاريخ. منذ اليوم الأول لإنطلاقة شرارة الثورة السورية، التي هي جوهرة ثورات الربيع العربي، كان يجب إدراك، والتصرف على هذا الأساس، أن هذه المعركة بالنسبة للبعد الإقليمي منها، وهو بعد رئيسي، هي معركة إيران التي أخترعت حكاية «الممانعة والمقاومة» وإستخدمت سوريا هذا النظام ومعها حزب الله وحركة حماس، قبل أن تكتشف حجم خطيئتها وتتراجع، غطاء لترويج مشروعها الإستراتيجي لإحياء نفوذ الإمبراطورية الفارسية القديم في الشرق الأوسط والمنطقة العربية. فالحكومات العربية جثمت على صدور شعوبها أعوام طويلة وحكمتها بعقليات شمولية وإستبدادية بما فيها النظام السوري.النظام السوري يتجاهل كل النداءات التي تدعوه إلى الإصلاح ويمارس أبشع أنواع القتل والترويع. ولا يريد أن يفهم أنه كلما أزداد شراسة في تصرفاته الهمجية هذه كلما أزداد لهيب الثورة أشتعالا،لأن الشعب السوري مل حالة الخنوع التي فرضها عليه نظام الأسدين ولم يعد يطيق هذا الظلم والطغيان والترويع. ونظن أن الأسد الصغير الجاهل لن يجد ملجأ آمنا له ولزمرته الفاسدة غير طهران أو ضاحية بيروت الجنوبية عند حسن نصر الإيراني. أن سياسة النظام الحالي تتماشى مع متطلعات النظام الطائفي في إيران من حيث تقسيم الدول العربية وتزكية نار الطائفية . أما عن الموقف العربي فسنوضحها حسب كل دولة: العراق بكل مواردها البشرية والمالية الهائلة تحت تصرف إيران وبالتالي سوريا أيضا، لبنان الخط الأول لإمبراطورية إيران تساعد النظام السوري في المحافل الدولية وداخليا في إرسال ميليشيات حزب الملا حسن نصر الإيراني لقمع المتظاهرين السوريين، مصر أصبح قاب قوسين أو أدنى من أن تصبح تحت السيطرة الإيرانية وبمباركة أمريكا وكذلك الحال في ليبيا وتونس والجزائر، اليمن البحرين في مخاض عسير حول إنتمائها المستقبلي للإمبراطورية الإيرانية أم لا ، أما بقية الدول العربية من الخليج والأردن والمغرب فتقع على عاتقها مسؤولية الدفاع عن الوجود العربي ودرء المؤامرة الدولية الإقليمية في المنطقة قبل فوات الآوان. الأنتفاضة السورية الكبرى ليس ضد نظام عائلة الأسد الطغموية، فقط، وإنما هي ثورة على المحور الإيراني الفارسي ، الممتد من إيران حتى لبنان مرورا بالعراق وسوريا، وصولا إلى الحوثيين في صعدة في شمال اليمن، وفي البحرين والكويت والمنطقة الشرقية، وربما باكستان أيضا. وتوظف كل قواها وإمكانياتها العسكرية والإقتصادية والسياسية والإعلامية للتصدي لها. وقد ذكرت تقارير صدرت مؤخرا أن إجمالي التحويلات المالية الإيرانية إلى سورية بلغت حوالي خمسة مليارات دولار، منذ أندلاع الثورة، وحتى اليوم، وذكرت أيضا أن ولاية الفقيه في طهران، أصدرت أوامرها لحكومة المالكي التابعة لها وللأمريكان في بغداد، بتحويل عشرة مليارات دولار، إلى دمشق. وهذا علاوة على الدعم العسكري والمعدات والتجهيزات وخبراء الحرس الثوري، بل وحتى التدخل السافر المباشر من قبل عناصر حزب الله، وميليشيات الطائفية والعرقية لحكومة العميلة في بغداد المحتلة المتواجدة في السيدة زينب إلى جانب جيش النظام وأجهزته الأمنية وقطعان شبيحته، في قمع تظاهرات الشباب السوري. وتغيير هويتها العربية الأصيلة، وتحويلها إلى مزرعة للإيران .فمعالم المعركة تميزت وأتضحت أبعادها، وسقطت الأقنعة المزيفة والشعارات الكاذبة، سقطت إسطوانة" الشيطان الأكبر أمريكا" وسقطت أقنعة " جبهة المقاومة والممانعة"، وسقطت أسطورة حزب اللات، "وأنتصاراته الإلهية"، وسقطت أقنعة الأحزاب اليسارية والعلمانية المتحالفة في الجبهة الوطنية. ويكفي المصيبة التي لحقت الأمة من جراء ضياع العراق وتحوله إلى الخندق الإيراني . فإن بقاء النظام الأسد في سورية هو وصمة عار في جبين هذه الأمة، ومثل ذلك عن حكومة المالكي العميلة في العراق، وهذا إلى جانب وصمة العار الرئيسية، والمتمثلة في وجود الكيان الصهيوني في شمال العراقي وأرض أولى القبلتين. أيّ المقاومة والممانعة هذه! النظام الذي يقتّل شعبه ويدوس على كرامة مواطنه ويفتك بالإنسان وقيمته، هذا لا يمكن أن يكون نظام ممانعة، ولن يوفر حماية لكرامة الأمة ولشعوبها وأوطانها.كفى خداعاً وتلبيساً على الناس، وكفى إستهتاراً بعقول الأمة! يجري تبرير الفساد والإستبداد واللصوصية وقمع الناس وقتلهم وإرهابهم والمجازر الدموية والأعتداء على الإعراض بحجة المقاومة والممانعة! في حين لم تطلق طلقة واحدة على إسرائيل منذ إحتلال الجولان، ولم تردّ سورية على أي أعتداء إسرائيلي، حتى ضرب الإسرائيليون قلب دمشق. وأن الوضع السوري الحالي يمثل أكبر فرصة تاريخية للقوى الدولية والإقليمية المتربصة بالمنطقة والتي تحاول أخراج سورية من البيت العربي كما أخرجت العراق.لأن البوابة الإستعمارية الغربية الجديدة قائمة الآن على أساس التقسيم الطائفي والعرقي. أن قوى الإستعمار الغربي المتحمسة لإستغلال كل فجوة ونقطة ضعف من أجل التدخل بحجة حماية المدنيين وحقوق الإنسان،والتي تقود الأنتفاضة رافضة لأي تدخل خارجي. وأذا كان الملوك العرب قد فرحوا بالمصير الذي واجهه رؤساء الجمهوريات، متصورين أنهم أصلح حالا من غيرهم فهم يعيشون في وهم كبير لأن الإنسداد التاريخي الذي وصل اليه حال الأمة، كان دورهم فيه أكبر كثيرا من الدور الذي لعبته الأنظمة الجمهورية وهم يعرفون ذلك جيدا، لذلك تراهم اليوم قد فتحوا خزائنهم كي يرشوا شعوبهم بعد طول السنيين، لأنهم يعرفون جيدا تاريخهم وحجم السوء الذي تسببوا فيه للأمة . وكانت كل أدوارهم أدلاء خيانة للغزاة؟ وبالرغم من خطورة الوضع السوري يبقى الزعماء العرب أضعف من أن يقفوا وقفة مشرفة لإخراج حل عربي من داخل خيمة الأمة، وهم يعلمون جيدا خطورة الحلول الخارجية للمشاكل العربية . منذ دخول القوات العسكرية السورية بإذن أمريكي سنة 1976، مروراً بضرب تحالف القوى الوطنية والمقاومة الفلسطينية، وحرب المخيمات؛ ثمّ 'عاصفة الصحراء'، حين أنخرطت وحدات من الجيش السوري في تحالف 'حفر الباطن'؛ ولبنان ثانياً، عند تصفية سلطة الجنرال ميشيل عون وسقوط بيروت الشرقية؛ وفي العراق بعدئذ، وتآمر على العراق ودعمه وتعاونه مع إيران في حربها ضد العراق وتزويدها بالأسلحة والطيارين العسكريين وتدريب الإيرانيين وأحتضان ما تسمى بالمعارضة العراقية السابقة العميلة ودعمها سياسيا وإعلاميا وماديا وشارك النظام السوري فعليا في حصار الشعب العراقي من عام 1991 إلى عام 1997 ولم تتحرك بهم النخوة العربية ولا الإنسانية عندما كان العالم يتحدث عن موت مليوني طفل عراقي نتيجة هذا الحصار الظالم .علما أن الجيش العراقي الوطني لعب دورا مهما في أنقاذ دمشق من إحتلال الإسرائيلي عام 1973 ومن هزيمة محتملة ، ناهيك عن توفير غطاء لغزو العراق وأعتراف بالعملية السياسية الإحتلالية. الشعب السوري متسلحا بعناصر قوة عديدة متنامية. بداية فهو ينظر إلى حراكه على أنه جزء من الثورات العربية، وقد جاء في سياقها، يستمد منها العزم على التظاهر السلمي، مقاوما خوفه، متحديا أجهزة الأمنية لطالما أرهبته.الشجاعة والجرأة المستجدة هي عامل قوة لا تقهر.أن قضيته قضية عادلة، إنه يريد الحرية والكرامة، وأن يحكم نفسه بنفسه في إطار نظام ديمقراطي يختاره بإرادته. إننا في حزب الشيوعي العراقي - الأتجاة الوطني الديمقراطي ندين وبشدة أعمال القتل الجماعي والتهجير التي يمارسها النظام السوري الإستبدادي، ونساند الحراك الشعبي الثوري لشعب السوري من أجل الإطاحة بنظام العائلي القمعي الوحشي عبر قوة الإرادة والإصرار الجماهيري ، والذي يبذل الشعب السوري الغالي والنفيس من أجل تحقيق حياة كريمة. ندعو القوى التحررية في الوطن والعالم إلى مساندة الشعب السوري بوجه حملة نظام السوري والمعادي للقيم الإنسان . والأيام تُثبت والزمان يقول: بأن الشعب أبقى من حاكمه، وعقارب الزمان لن تعود للوراء وقد آذنت شمس الحرية بالشُّروق وها هو جيل العزة والكرامة من شباب سورية الأحرار قد تجلت عزيمته وهمته وهو يرفع العلم عالياً ويهتف بأنفاسه للحرية وينادي بدمه للكرامة، وينبض حسُّه بالعزَّة ليجعل علم سوريا مؤتلقاً في الآفاق مبشراً بفجرٍ جديد. | |
|