أمير الروح ثـــــــــــــــائر متردد
الجنس : عدد المساهمات : 40 معدل التفوق : 90 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 27/02/2012
| | التدخل في سورية يسير وممكن … وروسيا لن تتورط بحرب | |
بقلم : ماكس بوت *
لا يخفى على أحد أن البنتاغون يعارض التدخل العسكري في سورية، فثمة تسريبات تتناول العثرات التي تحول دون مثل هذا التدخل. وسبق ان تناهى الينا مثل هذه التسريبات في التسعينات من القرن العشرين حول التدخل في البوسنة وكوسوفو، وسمعناه العام الماضي يوم برز التحدي الليبي.وتنقل التقارير الإخبارية عن مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الدفاع الأميركية، أن سورية تملك نظاماً جوياً دفاعياً متطوراً وجيشاً قوياً قوامه 330 ألف جندي، وأن المعارضة تفتقر الى قيادة موحدة، وأن التدخل الأميركي يؤدي إلى إغراق سورية في حرب أهلية، ويورط واشنطن في حرب بالوكالة على إيران، وربما على روسيا.ويُستند الى هذه الذرائع لاستبعاد عدد من الخطوات، مثل: تسليح المعارضة السورية، وبسط منطقة حظر طيران، وتوجيه ضربات جوية إلى أهداف النظام، وفتح معابر إنسانية يلجأ اليها الهاربون من النظام الذي قتل حوالى 10 آلاف مدني على الأقل.ولا يجافي المنطق تردد القادة العسكريين في تعريض قواتهم للأخطار، كما لا يجوز إهمال تحذيراتهم وعدم الوقوف عندها وتقويمها، على نحو ما فعلت إدارة جورج دبليو بوش قبيل اجتياح العراق، ولو أن كبار القادة العسكريين صادقوا يومها على كل القرارات السيئة.اليوم، تبرز الحاجة الى تقويم العملية العسكرية في سورية تقويماً دقيقاً، ولكن لا يجوز الامتناع عن أي خطوة نزولاً على تحذيرات البنتاغون من الانزلاق إلى الأسوأ. وما يساق من ذرائع تسوِّغ عدم التدخل في سورية ضعيف، فثمة مغالاة في ما يقال عن تفوق منظومة السلاح الجوي السوري، ففي 1982 وسع الإسرائيليين اختراقها في حرب لبنان، وفي 2007 دمروا موقع دير الزور النووي، ومن المستبعد أن يعصى على أقوى قوة جوية في العالم اختراق دفاعات سلاح الجو السوري. وكان يسيراً على سلاح الجو الاميركي تدمير دفاعات صدام حسين الجوية مرتين، والدفاعات هذه كانت، شأن تلك السورية، تستوحي النماذج الروسية.ومعظم جنود الجيش السوري يفتقر الى التدريب والكفاءة، وشطر كبير من الجنود السنّة لا يريد الدفاع عن نظام يهيمن عليه العلويون، ونظام بشار الأسد لا يسعه التعويل سوى على 30 ألف جندي علوي. لذا، تضطر الوحدات العسكرية العلوية الى الانتقال من ساحة معركة الى أخرى، ولا تشن عمليات متزامنة.واحتمال اندلاع حرب بالوكالة مع ايران وروسيا لا يعتد به، ففصول الحرب الإيرانية على الولايات المتحدة لم تتوقف منذ أزمة رهائن السفارة الأميركية في طهران عام 1979، وبعض هذه الحروب مباشِر وبعضها الآخر غير مباشر. والمساهمة في اطاحة حليف طهران في دمشق هي بمثابة رد متأخر على سلسلة الاعتداءات الايرانية ضد الولايات المتحدة.وعلى رغم أن روسيا تملك قاعدة بحرية في سورية، لن يستهدف سلاح الجو الاميركي المنشآت الروسية. لذا، لن تؤدي أي عمليـة تشـنها اميركا في سورية الى نزاع مع موسكو، فالأزمة السورية لا ترقى الى أزمة الصواريخ الكوبية، وموسكو لن تتورط بحرب للدفاع عن نظام الأسد.إن انقسام المعارضة السورية يثير القلق، لكن تجاوز آثار الانقسام مـمـكن من طـريق دعـم واشنطن المعتدلين في المعارضة وإقصاء الأجنحة المرتبطة بالمجموعات المتطرفة التي تدعمها الدول العربية. ولكن الى اليوم، لم تزود واشنطن المعارضة وسـائل اتـصالات تمكِّنها من نشاطاتها.ومساعدة الثوار لن تفضي الى حرب أهلية في سورية، فهذه الحرب بدأت، وفصولها تتفاقم، وطي صفحتها رهن بتضييق الخناق على الأسد لإطاحته. وإذا وقفت أميركا موقف المتفرج، قد تنزلق الامور الى الأسوأ: وقوع الاسلحة الكيماوية في أيدي ارهابيين، أو استيطان «القاعدة» في بعض المناطق الخارجة على سلطة الأسد.وفي غياب قرار مجلس الأمن يبيح التدخل العسكري في سورية، يسع واشنطن تأليف حلف دولي، على نحو ما فعل الرئيس بيل كلينتون في كوسوفو، وتجاوز تالياً النقضَ الروسي ونظيره الصيني.ومثل هذا الحل هو رهن مبادرة واشنطن الى التدخل، على رغم الموقف السلبي للبنتاغون.* كاتب ومؤرخ شؤون عسكرية، عن «واشنطن بوست» الاميركية، 16/3/2012، اعداد منال نحاس | |
|