الشرطة تعتقل النساء وتعريهن وتجبر الرجال على السجود لبشار
| 18/03/2012 |
أسرة سورية تروي تفاصيل رحلة فرارها من البطش والاغتصاب والتنكيل والتعذيب
بوينويوجون
(تركيا) - رويترز: سار عبد الله (60 سنة) وزوجته وابنه ثلاثة ايام عبر
التلال من مدينة اللاذقية الساحلية السورية, وصولا الى تركيا ولم يتوقفوا
الا للاختباء من دوريات قوات الجيش أو لتناول الشطائر التي اعدتها الزوجة
لرحلة الهروب.
وحين وصلوا لمقصدهم أخيرا عند فجوة في سور من الاسلاك الشائكة الذي يمثل
الحدود بين تركيا وسورية, كان الاب ذو اللحية التي خطها الشيب جائعا وفزعا
وخائر القوى.
ومن مأواه الجديد داخل مخيم للاجئين في تركيا على الجانب الاخر من الحدود,
يحكي عبد الله بجزع تفاصيل الرحلة المروعة التي استغرقت ثلاثة أيام بغية
الالتجاء الى ملاذ آمن ويروي الفظائع التي دفعته للهروب وهي حكاية مألوفة
يرويها آلاف السوريين الذين يفرون الى تركيا.
وقال عبدالله بصوت مرتعد "جاءت مجموعات من الشرطة السرية لمنازلنا
واقتادوا النساء لمراكز الشرطة, يمزقون ملابسهن ويتحرشون بهن, البعض
اغتصبن".
وأضاف "يأخذون النساء لانهم يريدون اجبار الرجال على الخروج من مخابئهم,
يأتون بأسلاك كهربائية ويكهربون اقدامهم واذانهم والاعضاء التناسلية,
الرجال والنساء على السواء, هل من مكان اخر في العالم تفعل فيه الحكومة
ذلك بشعبها?".
وعبد الله وهو أب لثمانية واسرته ضمن اعداد اللاجئين التي تتسارع وتيرة
توافدها على تركيا ليل نهار من خلال نقاط عبور غير رسمية سواء من خلال
الاسلاك الشائكة, او عبر نهر العاصي الذي يمثل قطاعا من الحدود.
وخلال الاسابيع القليلة الماضية, زاد عدد السوريين الذين يعبرون الحدود زيادة كبيرة ويصل تركيا بين 200 و300 يوميا في الوقت الحالي.
والاسبوع الماضي عبر الف شخص في 24 ساعة فقط وهو أعلى رقم منذ توافد الموجة الاولى من اللاجئين في الصيف الماضي.
ويقيم نحو 15 الف لاجئ سوري مسجل في مخيمات داخل تركيا ويمثلون نحو نصف 34
الفا تقدر الامم المتحدة انهم فروا من سورية منذ بداية اعمال العنف قبل
عام, كما يعتقد أن مئات الاف اخرين نزحوا داخل البلاد.
وتخشى تركيا تزايد اعداد اللاجئين ليصل لعشرات الآلاف, مثل الذين عبروا
الحدود من العراق خلال حرب الخليج الاولى, كما اعلنت ان اقامة منطقة عازلة
داخل سورية احد الخيارات التي تدرسها لحماية المدنيين الفارين.
وعبد الله وأسرته من اصل تركي ويتحدث العربية وقليلا من التركية, وهو سني مثل 75 في المئة من سكان سورية.
وأكد عبد الله ان قوات الامن التي تنتمي للطائفة العلوية ومنها الرئيس
بشار الاسد, تستهدف المناطق السنية في اللاذقية في حملتها ضد المحتجين
المناهضين للاسد.
وقال "اغلقوا جميع الطرق وقسموا المدينة لقطاعات متعددة لمنع الناس من الانتقال من منطقة لاخرى".
وأضاف "لا استطيع الكلام في سورية, لا استطيع أن أقول ما أريده او التعبير
عن شعوري, نحن دائما تحت ضغط, لا استطيع ان اصلي, انهم يقتادونا الى مراكز
الشرطة ويسألون من هو ربك, فأقول الله ربي, يضعون صورة للاسد على الارض
ويقولون لا هذا هو ربك اسجد له, هل يفعلون ذلك في بلدك, يقتلوننا جميعا
لماذا, لماذا?".