سوسية ثـــــــــــــــائر نشيـط
الجنس : عدد المساهمات : 159 معدل التفوق : 341 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 05/03/2012
| | اللبؤة دون حذف الهمزة أشرف العناني | |
اللبؤة دون حذف الهمزة أشرف العناني لم يضبطها أحد في غرفة نوم عشيقها بقميص "فوشيا" كما في الأفلام الهابطة تمضغ العلكة بينما ماكياج من النوع الرخيص يسيل بالبشاعة نفسها على بشرة وجهها، حيث يجبرها المخرج أن تبتسم في الكادر وهي مضجعة هكذا ببلاهة ورخص، لم نسمع عن أنها كانت في أحد الشوارع الجانبية بالخطوة البطيئة، "المايصة" بالتعبير الشعبي في انتظار كلمة خارجة من هذا أو ذاك لتمد جسدها بوقوده السري، لم يسجل الجيران في ذاكرتهم أن أحدهم فاجأها تحت بئر السلم تسلم نصف جسدها لفتاها فيسرق قبلتين أو ثلاث ويشتم في سره البطالة وسوق العمل والجشع الرأسمالي، لا شيء تخفيه في البال عن خيانات – ولا حتى بيضاء - تعتزم ارتكابها، من أين إذن جاءت هذه السمعة الرديئة التي تزوجت اسمها زواجا ً كاثوليكيا لا طلاق فيه ؟؟ ومن هذا اللص اللغوي الأسطوري الذي سرق في غفلة من حراس اللغة الهمزة من اسمها لتصبح وللأبد " لبوه " بدلا ً من لبؤة ؟؟. هي – كما تقول الكتابات المتخصصة وغير المتخصصة - محور حياة أسرتها، هي من تصيد الفرائس، هي المحاربة الجسورة، الباسلة الحنون، هي من ترعى الصغار، هي من تدربهم على الصيد، الكر والفر وحيل الحياة، هي التي تكفل هم جوع وعطش الجميع بما فيهم هذا الكسول المقزز ، هي من تحتمل عبثه ونزواته العابرة والمقيمة، هي من لا تهدأ إلا لتتعب، كل المسؤوليات على رأسها، بينما هو يتمدد بتثاقل، بالزهو الفاجر ذاته تحت ظل شجرة ينتظر الطعام، فروض الاحتشام، الاحترام، و أشياء أخرى. من يسعفنا إذن ويحل لغز هذا الظلم التاريخي؟؟، "بيدبا"؟؟، "لورانس داريل"؟؟، للأسف فلا صاحب "كليلة ودمنة" ولا صاحب "مزرعة الحيوانات"، أنصفا جميع الحيوانات إلا هي، ظل هو الأسد، ملك الغابة، الغضنفر، السبع، الليث، الضرغام، وأسماء أخرى عديدة، بينما ظلت هي اللبؤة، وليته بقي اسما ًخالصا ًمن حذف الهمزة ومن تلك السمعة الرديئة، من أين إذن استمد صاحبنا كل هذا المجد والجلال، هل لأنه حامي الحمى؟؟ هي أيضا باسلة ومحاربة لا يشق لها غبار؟؟ بل أنها أكثر شراسة منه في أحايين كثيرة، هل لأنه مفترس فوقي، لا يفترسه أحد من الكائنات بينهما هو يفترس الجميع، هي أيضا كذلك، هل لأنه يحمل لبدة حول رأسه وعنقه تميزه عنها؟؟ هو تمايز شكلي لا يجعله أقوى، حتى زئيره الذي تقشعر له الأبدان لا يحرك شعرة واحدة من شعر بدنها الذي لا يتحدث كثيرا ً عن نفسه. ربما لأنها لا تحسن التعبير عن نفسها، بينما هو يتقن ذلك، ضالع في هذا الشأن، إن كنت لا تصدقني فانظر كيف يمشي، كيف يرفع رأسه عاليا ًحين يزأر، تأمل هدوءه الذي هو صورة كربونية من هدوء الجنرالات، زئيره الذي يشابه سبابتهم حين ترتفع هكذا محذرة متوعدة كل من تسول له نفسه، انتظاره هكذا بالعزة والجلال نفسه تحت ظل الشجرة وكأنه أحدهم يتحدث كيف أن وجوده يحمي الجميع، حتى وهو يتثاءب، يمارس هواية الجنرالات المتقاعدين ومن هم مازالوا في الخدمة، أنا هنا موجود وهذا يكفي، يقول حاله، ويقولون هم أيضا ًمرة ًبالسبابة التي ترتفع لتحذر وتتوعد، ومرة بالهدوء الذي يسبق العاصفة، هكذا يفعل، هكذا يفعلون، أما الثورة، عفوا ً أقصد اللبؤة فلا أحد يعلم من أين اكتسبت هذه السمعة الرديئة رغم أنها السبب الرئيسي في وجود الجميع بما في ذلك الأسد نفسه. | |
|