سوسية
ثـــــــــــــــائر نشيـط
الجنس : 
عدد المساهمات : 159
معدل التفوق : 341
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 05/03/2012
 | | تعلق الشتاء بمسمار فصلٍ آخر إيلي عبدو | |
تعلق الشتاء بمسمار فصلٍ آخر إيلي عبدو 
[b]أخطاؤكَ تحترم مواعيدَها
تعضُّ على شفَّتِك
بندم
ترمي أخطاءكَ
في المجلى
تصفعُ جبهتَك
كمن نسيَ
حاسَّته السَّادسةَ
على النَّارِ
دون تحريك
ربَّما
إن تركت الصّرصار
يمرُّ قربَ علبة السُّكر
لن تلتفتَ إلى يومٍ
كالسّبت
تُعشعِشُ الحشراتُ
في زواياه
وإن مسحتَ بكُم سُترتك
مرآة المصعد
وضغطت على الزّر
ستدركُ أن الدرج
صديقَكَ القديم
وأن أخطاءكَ
تحترم مواعيدها
فيما قصةُ شعركَ
لا تلائم المناسبة.
***
الجسدُ المتأخر
الجسد المتأخرُ
عن دفءِ السريرِ
يختفي
خلفَ أضلُعِهِ
ويغيب
لابد أنَّ الظَّمأ
قاسٍ
حتَّى الاختفاء
كل كتابةٍ عن التشابه
ما بين الجسدِ والهدوءِ
جريمةٌ
الجسد المتأخر
لم يقسْ
المسافة بدقةٍ
ما بين النار ووهجها
وفاته أن القميصَ
المتقطِّع الأزرار
ترفٌ لا يملكه الوقت
والتلّهي بارتدائه
خطيئةٌ
كلُّ رشةِ ماء
بين ساقِ الوردة الشهيّة
وترابها
فضيلةٌ
الجسد المتأخر
على المائدة الفارغة
يحتسي الخيال-
الطّبق الشّهيُّ المعدُ لخيبةٍ كهذه
كل قصيدةٍ
تكتب لتعزية هذا الجسد
غباءٌ.
***
مناسبةٌ تتردَّد في القدومِ
أن تقلّم أظافرك
في يومٍ
مضّطرٍ أن تفرح فيه
كالعيدِ مثلاً
أن تنبشَ
من مسافةٍ لم تبلغَ سنَّ الرشد
موعداً أجلتَه مراراً
لأسبابٍ غير مقنعة
كاحتمال أن تكون أنتَ
أمامَ تَجهمِ المرآة
يجعلك تتبولُ صفاتك
وتكتفي بشعور الخجل
ستعقُصك الحشرةُ ذاتُها
في المكان ذاتِه
فخذُ رجلك اليمنى
بينما ديكٌ وزّع صيحاتَه
على كلِّ صباحات الأسبوع
واستراح
أن تُهملَ ذقنك
في يومٍ مضطرٍ أن تحزن فيه
كالنكبة مثلاً
تنشر على الحبل
وقائِع ندمك
تبشِّر بسقوط عمودك الفقَري
وتخرج للتبضّع
تحت زقاقٍ سقفوه
بخيبات لاعبي الكرة
تلك محاولةٌ للتعلق بالمروحة
أساسها اللُّف والدوران
أن تشدَّ رباطَ حذائك
في يوم
مضّطر أن تمشي فيه
تقطع ما أردت
وتُوصِل
بين حفرةٍ موحلةٍ
وشعورٍ عابرٍ بالسعادة
تمد ممسحةً
وتكتفي بنظرةٍ حادةٍ
نحو ما عَلِق من أوساخ
أن تنزع زرَّ القميص
في يومٍ
مضطرٍ أن تعبث فيه
الأربعاء مثلاً
تعلّق الشتاء
بمسمار فصلٍ آخر
وتتركُ باب الخزانة يهرب
هكذا ستنسى
مقاديرَ صُنعِ
قالبِ الحلوى
ثمةَ مناسبةٌ
تتردد في القدوم
وشرائطُ زينةٍ
معلّقةُ بالخفيةِ
كأسلاك كهرباءٍ مسروقة.
***
المنبِّهُ يتابعُ نومَهُ
لا تنسَ وجهَك في المرآةِ
ثمَّةَ من يريدُ أن يحدّق
لا تدع رائحتَك
تتسلل عبرَ الثقوبِ
آخرُ أنفٍ تنفسك
قد يُخطِئ في العثورِ عليكَ
إن دَسَسْتَ
بضعاً من الشوارع في جيوبك
لن تلحظَ
وأنت تمشي
أنك في المكان ذاتِه
وأنَّ المنبّهَ
الذي تركتَه يَرُنُّ
يتابع نومَه
على نغمةِ الشخير.
________________________
شاعر من سورية
من مجموعة بعنوان "كابتسامة بطيئة مثلاً" صدرت مؤخراً عن دار "النهضة العربية" في بيروت [/b] | |
|
