حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

  عـدوى الغضب العـربي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد محمد
ثـــــــــــــــائر متردد
ثـــــــــــــــائر متردد
avatar


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 24
معدل التفوق : 50
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 12/03/2012

 عـدوى الغضب العـربي Empty
12032012
مُساهمة عـدوى الغضب العـربي

كان الخبراء حتى الآن يعتقدون أن
زمن الثورات التي تكنس الأنظمة الاستبدادية المحافظة قد ولى واصبح في طيات
الماضي، حتى لو كان الأمر يتعلق بالبلدان النامية. غير أن احداث تونس ومصر
تبين أن الأمر ليس كذلك. لقد ركزنا انتباهنا على التطرف الإسلامي ولم نقدر
حق التقدير تأثير الحداثة وخاصة على البلدان الإسلامية المتقدمة ثقافيا
واجتماعيا”. لقد لعبت “العفوية” المدعمة باتصالات الانترنت والهاتف الخلوي
دورا كبير في الحركة الثورية التي انخرطت فيها الملايين في تونس ومن ثم في
مصر.



قدرة الحركة الثورية الجديدة على
استقطاب ملايين الشباب مستبعدة الاحزاب بما فيها الاسلامية تطرح السؤال حول
قدرتها على تقديم البديل السلمي للإحتجاج على مشاعر الهوان الجماعي
والكوارث المعنوية الناجمة عن معايشة اذلال شعوب باكملها بدءاً من
افغانستان والعراق وفلسطين حتى الاذلال المحلي على يد الديكتاتوريات
الحاكمة. مروراً بقهر المواطنة في دول فاشلة بسبب سياسات حكامها الذين
يستمدون بقاءهم في سدة الحكم من الدعم الاميركي ليزيدوا فشل دولهم فشـلاً.
وأعمق منه قهر المواطنة في دول تحكمها دمى اميركية إستقدمت من السجون ومن
هوامش المجتمع وفطرياته الاقتصادية وغوغائه التقنية السامة عقب انقلابات
نفذتها المخابرات الاميركية بآلية الفوضى الخلاقة أو حتى بآلية الحروب
الاميركية المباشرة.



الحركة الثورية الجديدة لا تملك
ايديولوجيتها الخاصة لكنها تملك معاناتها التي كانت كافية لدفع ثوارها نحو
الحركات الاسلامية المتطرفة وتنفيذهم لعمليات انتحارية ارهابية وليس
احتجاجية. وعليه فان هذه الحركة تهدد الانظمة الظالمة والمتورطة في خدمة
المخابرات الاجنبية وأيضاً تلك المصنعة اميركياً. بما يشكل تهديدات مباشرة
للمصالح الاميركية في المنطقة العربية وبالتالي تهديداً لإسرائيل. التي
ستفقد حلفاء يشاركون في خنق قطاع غزة ومحاصرته. وحلفاء آخرين يدعمون حربها
ضد لبنان من داخل لبنان وخارجه باعتبارها حرباً اسرائيلية ضد ايران لا
يمانع هؤلاء من استضافتها على الارض اللبنانية او حتى امتدادها الى الاراضي
السورية. حيث يرتبط احكام قبضة حكم الدمى الاميركية بازاحة حزب الله.



لكن المتضرر الاكبر من هذه الحركة
الثورية هو التطرف الاسلامي الذي سيفقد قوة الجذب والتجنيد للشباب العرب
بسبب وجود بديل متحضر وسلمي وقادر على رفع الظلم والقهر بملكيته القدرة على
الفعل والتغيير التي تؤمنها الحركة الثورية الجديدة. التي تشكل حرباً
سلمية ضد الارهاب تفوق بفاعليتها حرب بوش العالمية المجرمة ضد الارهاب وهي
التي اسقطت اكثر من مليون قتيل بتكلفة تريليونات الدولارات.



عـودة
الثـورات الشعبية



يناقش المستشرق والسياسي الروسي
يفغيني بريماكوف الأحداث الجارية في مصر. حيث يرى السياسي الروسي المخضرم
أن بالإمكان منذ اليوم استخلاص بعض الاستنتاجات، منها أن الأحداث في مصر
تحمل طابعا اجتماعيا، وليس دينيا. ومن ناحية أخرى “كان الخبراء حتى الآن
يعتقدون أن زمن الثورات التي تكنس الأنظمة الاستبدادية المحافظة قد ولى
واصبح في طيات الماضي، حتى لو كان الأمر يتعلق بالبلدان النامية. غير أن
احداث تونس ومصر تبين أن الأمر ليس كذلك. لقد ركزنا انتباهنا على التطرف
الإسلامي ولم نقدر حق التقدير تأثير الحداثة وخاصة على البلدان الإسلامية
المتقدمة ثقافيا واجتماعيا”. لقد لعبت “العفوية” المدعمة باتصالات الانترنت
والهاتف الخلوي دورا كبير في الحركة الثورية التي انخرطت فيها الملايين في
تونس ومن ثم في مصر. ومن اللافت غياب الشعارات الإسلامية عند المتظاهرين
في هذين البلدين على الرغم من القوة التي يتمتع بها تنظيم الإخوان المسلمين
في مصر. وهذا بحد ذاته مؤشر هام جدا، لكنه ليس ضمانا بأن الإسلاميين لن
يعتلوا ظهر الموجة الثورية. من الطبيعي القول إن الأحداث في مصر لا تسير
وفق مخطط خمسينات القرن الماضي، فآنذاك لعب الجيش بقيادة تنظيم “الضباط
الأحرار”، الدور الرئيسي في الثورة. أما اليوم فمن الواضح أن الجيش سيقف
على الحياد. ويمضي بريماكوف فيقول ” أنا الآن في واشنطن للمشاركة في لقاء
مع الزملاء الأمريكيين حول الشرق الأوسط. ومن أمزجة هؤلاء ومن مقالات الصحف
الأمريكية المليئة بالمخاوف جراء أحداث مصر، يتضح لي الحذر الذي يطبع
مواقفهم. وثمة أسئلة تطرح، منها: كيف ستؤثر هذه الأحداث على علاقة مصر
والولايات المتحدة الأمريكية ، حيث واشنطن تعتبر نظام مبارك أحد ركائزها
الأساسية في الشرق الأوسط، ومصر تتلقى مساعدة أمريكية قدرها مليار ونصف
المليار دولار سنويا، جلها لاحتياجات الجيش المصري. وثمة سؤال آخر يثير
القلق، هو: ألن تؤثر أحداث مصر على الوضع في البلدان العربية المنتجة
للنفط؟. وكيف ستنعكس هذه الأحداث على عملية التسوية الشرق أوسطية، فمن
المعروف أن مصر هي الدولة العربية الأولى التي وقعت اتفاقية سلام مع
إسرائيل، وذلك عام 1979. ويخلص الكاتب إلى أن الأسئلة كثيرة جدا، والزمن
كفيل بالإجابة عنها.



أميركا
تتخلى عن حلفائها وتبحث سيناريوهات ما بعد مبارك



قال الإعلامي الأميركي اليهودي مورتمير
زوكرمان
إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بدت
منزعجة جدا منذ بداية تطور الأزمة في مصر، محذراً من انه في حال عدم إظهار
أميركا دعمها لحليف امتد حكمه لمدة ثلاثين عاماً سيؤدي ذلك إلى فقدان دول
أخرى الثقة في أميركا مثل الأردن والسعودية على سبيل المثال. وعبر عن قلقه
من أن تتحول مصر إلى إيران أخرى، مشيرا إلى أن أميركا لم تدعم نظام الشاه
ليأتي مكانه نظام راديكالي هو الأكثر زعزعة لاستقرار المنطقة، محذرا من أنه
في حال تولت حركة الإخوان المسلمين السلطة في مصر، فإنّ ذلك سيلحق أضراراً
بالغة بالمصالح الأميركية وسيهدد أمن الدول المجاورة.



خصصت مجلة فورين
بوليسي
طاولة حوار لبحث عنوان واحد وعريض: «نهاية
فرعون». الطاولة حاولت طرح عدة سيناريوات لكيفية التدخل في مصر الآن. الكلّ
أجمع على ضرورة أن ترعى الولايات المتحدة عملية انتقال السلطة في مصر، لكن
كل من المحللين اقترح طريقة لذلك.



ناثان براون،
الأستاذ في جامعة جورج واشنطن، وأحد المشاركين في الحوار، يرى أن اكتفاء
الإدارة الأميركية بدوزنة كلامها وإطلاق عدد من التصريحات لا يرقى إلى
مستوى النهج السياسي ولا يُسهم في تغييره أو تطويره. براون يدعو الإدراة
الأميركية إلى عدم الاكتراث للمنظرين الذين يرون القضية المصرية من خلال
الخرم الضيق للسياسة الأميركية المحلية. «ليس الوقت مناسباً لتنهار الإدراة
الأميركية بسبب الإخوانوفوبيا» يقول براون، موضحاً أن «الإخوان المسلمين»
في مصر هم أحد اللاعبين المهمين على الساحة السياسية المصرية، لكنهم ليسوا
الأساس في اللعبة. وللأشهر المقبلة القريبة يدعو براون الولايات المتحدة
إلى اعتماد المرونة في سياستها تجاه ما سيحدث في مصر؛ لأنه ـ حسب الكاتب ـ
«نحن نعرف جيداً هذا المجتمع، برجال أعماله وسياسييه ورجال أمنه
ودبلوماسييه»؛ لذا يمكن الإدارة الأميركية أن تراقب بعناية وتهيئ بدقة
لانتقال السلطة بطريقة ديموقراطية وواضحة. لكن براون يسارع إلى التنبيه بأن
السياسات التي لا تزال الولايات المتحدة تتبعها في الشرق الأوسط منذ
السبعينيات «باتت عتيقة ولم تعد صالحة للتطبيق بعد الآن».



شادي حميد،
مشارك آخر في «طاولة الحوار»، يصف ردة فعل أوباما على ما يجري في مصر
بالـ«too little, too late»، لذا هو يدعو الإدراة الأميركية إلى أن تستفيد
مما حققته في مصر في ظل حكم حليف عايشه 8 رؤساء جمهورية أميركيين. حميد
يحذّر الولايات المتحدة من عدم التدخل في الشؤون المصرية في هذه المرحلة
الحساسة والمصيرية، لأن عدم التدخل الأميركي سيفهمه المصريون بأنه تواطؤ مع
النظام الحاكم.



مجلة «نيو
ريبابليك
» اختارت بدورها أن تتناول الأحداث المصرية، لكن
من وجهة نظر إيرانية معارِضة. وفي مقال موقّع باسم عباس ميلاني، مدير
«مشروع إيران الديموقراطية»، قارن الكاتب بين التحركات المصرية الأخيرة
والثورة الإيرانية عام 1979. وتحت عنوان «تشجيع وتحذير للمصريين»، رأى
ميلاني أن الإدراة الأميركية يجب أن تدعم التحركات الشعبية في مصر لأنها
تشبه إلى حدّ بعيد رغبة الإيرانيين في إسقاط نظام الشاه في أواخر
السبعينيات. لكن ميلاني يسارع إلى تحذير الأميركيين والمصريين من أن
«يُخدعوا» كما «خدع الإمام الخميني المتظاهرين»، قائلاً: «إن الخميني جاء
بروحية ديموقراطية، لكنه سرعان ما طبّق نظاماً متسلطاً وضعه بين أيدي رجال
الدين». لذا يوجه ميلاني نداءً إلى المسؤولين الأميركيين بالحذر من
«الإخوان المسلمين» لعدم تكرار التجربة الإيرانية ـ الخمينية في مصر.



وفي سياق متصل سلّط تقرير
لتلفزيون
بي بي سي العربي الضوء على
مقال صحفي للسيناتور الديمقراطي
جون كيري
ذكر فيه أنه يتعين على الرئيس المصري حسني مبارك أن يدرك أن استقرار مصر
يتوقف على تنحّيه عن السلطة لمصلحة نظام سياسي جديد، كما يتعين على مبارك
أن يعلن صراحة عدم نيته الترشح أو ترشيح ابنه للانتخابات، واعتبر التقرير
أن هذا المقال ينطوي على أهمية كبيرة كونه يمثل أول موقف أميركي من هذا
القبيل، وإن كان كيري لا يتحدث باسم الإدارة الأميركية.



وأضاف التقرير، أن هذا الموقف لا
يمكن النظر إليه بمعزل عن حقائق عديدة، لعل أهمها أن كيري ليس شخصا عاديا
أو مجرد سيناتور عادي، فهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس ومرشح
رئاسي سابق ولطالما كانت مواقفه تتوافق مع مواقف الرئيس باراك أوباما،
وبالتالي هناك من يقول إن كيري قال ما لم تستطع الإدارة الأميركية أن تقوله
في العلن، وهناك اعتقاد في الأوساط السياسية في واشنطن بأن الإدارة
الأميركية باتت مقتنعة بأنه يتعين على مبارك الرحيل، وأنها تريد أن ترى
تغييرا حقيقيا كما تريد أن ترى الجيش المصري يستلم الحكومة الانتقالية حتى
الانتخابات المقبلة.



وتابع التقرير أنه بناء على ما
تقدم فإن هناك بين المحللين من يرى أن قرار إرسال مبعوث أميركي خاص إلى
القاهرة، وهو
السفير السابق فرانك ويزنر،
جاء في هذا الإطار، إذ أنه يحمل رسالة من الإدارة الأميركية لإقناع مبارك
بضرورة التنازل وإقناع النظام المصري بوجهة النظر الأميركية الداعية إلى
استلام الجيش للسلطة خلال الفترة الانتقالية، مشيرا إلى أن السيناتور كيري
دعا الإدارة الأميركية إلى إعادة النظر بطبيعة المساعدات الأميركية إلى
مصر، وانتقد بشدة استخدام القوات المصرية لقنابل الغاز المسيل للدموع
المصنّعة في أميركا في مواجهة المتظاهرين، لكن وزيرة الخارجية الأميركية
هيلاري
كلينتون
قالت إنه لن يتم الحديث الآن عن مراجعة تلك
المساعدات.



وأشار التقرير إلى أن الحديث بدأ
يدور الآن في الأوساط السياسية الأميركية عن السيناريوهات التي تريد واشنطن
أن تراها في فترة ما بعد مبارك، وعن الانتقال المنظم للسلطة، الأمر الذي
يعد مؤشرا واضح الدلالة على أن واشنطن بدأت تقتنع بضرورة انتقال السلطة عبر
الجيش، خصوصا أن الولايات المتحدة تحتفظ بعلاقة جيدة جدا مع الجيش المصري
عبر وزارتي الدفاع الأميركية والمصرية وما بينهما من تعاون عسكري واسع،
يتمثل بالمناورات المشتركة وتبادل الخبرات فضلا عن المساعدات العسكرية،
وبالتالي سيكون هناك ارتياح لدى واشنطن في حال تسلم الجيش مقاليد الأمور
خلال الفترة الانتقالية، كما أنها تشعر بالارتياح الآن لعدم تورط الجيش
المصري في أحداث الشارع.



المغرب
والعدوى المصريّة: الثورة لا تستأذن أحداً



عبد
العلي حامي الدين



باحث وعضو المجلس الوطني لحزب
العدالة والتنمية المغربي



على نهج الثورة التونسيّة
المجيدة، قام الشباب المصري بتحريك انتفاضة شعبية لا تزال مشتعلة في جميع
المدن المصرية. ورغم مجابهتها بقمع دموي من طرف الأمن المصري وسقوط عشرات
الشهداء ومئات الجرحى، ورغم حالة الفلتان الأمني المفتعلة من طرف جهاز
الداخلية، فإنّ الثورة المصرية تعرف طريقها جيداً وترفع شعاراً واحداً
ومختصراً: «يسقط حسني مبارك».



الرئيس حسني مبارك الذي حكم
البلاد لمدة ثلاثين سنة بيد من حديد، اعتمد على أسلوب في الحكم قائم على
إرضاء الغرب وخدمة مصالحه الاستراتيجية بالدرجة الأولى. وعلى رأس هذه
المصالح، حماية أمن إسرائيل والاستماتة في تنفيذ بنود «كامب ديفيد»، وعدم
التردد في تزويد الكيان الصهيوني بالغاز الكافي ولو بشكل يناقض أحكام
القضاء المصري. ولذلك استحق نظام مبارك صفة الحليف الاستراتيجي للولايات
المتحدة الأميركية، ونال شرف احتضان أول خطاب للرئيس الأميركي باراك أوباما
للعالم الإسلامي، والذي ألقي من جامعة القاهرة في تجاهل مقيت لسلسلة
الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها النظام المصري في حق معارضيه. وعلى رأس
هذه الجرائم، الحكم وفق قانون الطوارئ الذي يحصي على المصريين أنفاسهم
ويحرمهم من العديد من حقوقهم السياسية والمدنية.



النظام المصري الذي «نجح» في
تزوير جميع الانتخابات السابقة وفي تضييق الخناق على المعارضة السياسية
والحركات الجماهيرية، فشل فشلاً ذريعاً في التنمية الاجتماعية والاقتصادية:
نصف الشعب المصري تحت خط الفقر، ومؤشرات البطالة في ارتفاع مستمر، ومظاهر
التفاوت الاجتماعي بادية للعيان، واتساع الهوة بين العائلات المحظوظة التي
تعيش في كنف النظام في تزايد لافت، وأحزمة الفقر التي تنبت حول هوامش
الحواضر والمدن المصرية في تنامٍ مريع.



وعلى غرار النموذج التونسي،
استولت العائلة الحاكمة في مصر على أهم المشاريع الاقتصادية الرابحة، وأطلق
مبارك العنان لأبنائه ولطبقة رجال الأعمال داخل الحزب الوطني للاستحواذ
على أهم المشاريع الاقتصادية واستغلال نفوذهم لتحطيم قواعد المنافسة
والشفافية لمصلحة دائرة الهيمنة الاقتصادية للفئة الحاكمة.تراكم ثلاثين سنة
من الاستبداد والانغلاق السياسي وكبت الحريات وإضعاف المؤسسات الوسيطة من
أحزاب ونقابات التي من وظائفها عقلنة المطالب الشعبية وترشيدها وصياغتها
بالطريقة التي يستطيع صانع القرار تحملها، أسهمت في ولادة ثورة «الفلّ»
التي استلهمت الكثير من ثورة تونس المجيدة مع اختلاف السياقات والظروف.



الثورة المصرية نجحت، حتى الساعة،
في إفشال مشروع التوريث، ونجحت في تحطيم أسطورة الحزب الوطني الذي تبيّن
أنّه عبارة عن مافيا مالية وانتخابية ولا يمتلك جرأة الدفاع عن رئيسه في
لحظة الامتحان الشعبي الحقيقي. ونجحت الثورة المصرية في توحيد الطبقة
السياسية بكل أطيافها حول شعار واحد: رحيل حسني مبارك وتأليف حكومة وطنية
انتقالية تهيئ لانتخابات نزيهة. ونجحت في إحراج الأنظمة الغربية أمام
شعوبها ودفعها للخروج بمواقف «مساندة» لشعارات الثورة في العلن على الأقل.
ولا يزال المسلسل المصري يعد بالكثير من المفاجآت، لكن ما هي الدروس
المستفادة مغربياً؟



لقد قلنا في السابق إنّ هناك
الكثير من التشابه بين الأنظمة العربية، بغضّ النظر عن اختلاف شكل أنظمتها
السياسية، سواء كانت ملكية أو جمهورية.



أعتقد أنّ لدى الأنظمة الملكية
فرصة هائلة للتأقلم مع مقتضيات النظام الديموقراطي، تفوق طبيعة الأنظمة
الجمهورية لاعتبارات عدّة. أهم هذه الاعتبارات أنّ رأس السلطة في الأنظمة
الملكية لا يكون محل تنافس أو تداول انتخابي، بينما تفرض قواعد
الديموقراطية استبدال رئيس برئيس في الأنظمة الجمهورية.



تتمتع المؤسسة الملكية في المغرب
بشرعية كبيرة وتحظى بإجماع الفرقاء السياسيين بمختلف أطيافهم، ليبراليين
ويساريين وإسلاميين. وهذا مكسب كبير، ينبغي استثماره لتحقيق انتقال
ديموقراطي حقيقي على إيقاع نقاش حضاري هادئ وليس في ظل الشعارات والهتافات.



لا أحد يتمنى أن يتكرر السيناريو
التونسي أو المصري في المغرب، لكن لا أحد يستطيع الجزم بأنّ بلادنا محصنة
ضد جميع أشكال التوتر الاجتماعي، فالثورة لا تستأذن أحداً.



ولذلك فإنّ المطلوب اليوم،
وبسرعة، استرجاع ثقة المواطن بمؤسساته التمثيلية وبهيئاته الوسيطة من أحزاب
ونقابات وغيرها. وهو ما يستلزم البحث في صيغة لتصحيح أكبر خطأ ارتكب خلال
العهد الجديد، من خلال العمل على فك الارتباط بين الدولة و«الحزب» المعلوم.
حزب لن يسهم بممارساته السلطوية إلا في تعقيد مسار التحول الديموقراطي
بالمغرب من خلال الإيقاع بين الشعب ومؤسساته ورفع منسوب الانتهازية
والمصلحية في العمل السياسي وتحصين مافيات الفساد وأباطرة الانتخابات بغطاء
سياسي مغشوش.



الأحزاب السياسية بكل أطيافها
مدعوّة لمراجعة الكثير من أساليب اشتغالها وتطوير ثقافتها السياسية لتكون
في مستوى تطلعات الشباب المغربي وأحلامه الجميلة.



المطلوب أيضاً، التعجيل بإصلاحات
سياسية ودستورية حقيقية تحتل فيها الحكومة ورئيس الوزراء موقع السلطة
التنفيذية الفعلية، ويتبوّأ فيها البرلمان دوره التشريعي والرقابي المطلوب
ويتم فيها الاعتراف بسلطة القضاء واستقلاليته عن الجهاز التنفيذي. بينما
يحتفظ الملك بموقعه كرمز لوحدة البلاد وكضامن للحقوق وللحريات وكمرجع
للتحكيم بين جميع الفاعلين السياسيين بدون إقصاء أو تمييز، مع تمتعه
بالصلاحيات الضرورية في بعض الملفات ذات الطبيعة الحساسة كالجيش والأمن
والإشراف على الشأن الديني والروحي، بما يضمن التوازن السياسي ويحقق
التعايش المطلوب بين المؤسسات.



الأردن
الدولة الأولى المرشحة لانتقال العدوى المصرية إليها



تساءلت ذي غارديان البريطانية عن
احتمال انتقال احتجاجات مصر إلى دول عربية أخرى، وأوردت أمثلة لبعض
الحيثيات المشابهة الموجودة في بعض الدول التي يمكن أن تنتقل إليها عدوى
الاحتجاجات.



وقالت الصحيفة إن قطاع الإعلام
الخاص الصغير في سوريا أبرز الصورة بوضوح، ووجد الإعلام الرسمي أن الحدث
أكبر من أن يُتجاهل. وهذا ما حدا ببثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار
الأسد إلى تخصيص عمود صحيفتها للاحتجاجات في شوارع القاهرة وتونس وعمان
وصنعاء، قائلة إن الغرب لم يعرف كيف يرد على الغضب العربي الجماعي.



وأشارت إلى أن سوريا بالمقارنة
بدت متحيرة، مشيرة إلى مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال قال فيها الأسد إن
الظروف في بلده لا تستدعي غضب الجماهير، ومع ذلك وعد بالإصلاح.



وأضافت الصحيفة أنه على مدار
الأسبوع الماضي أعلن الوزراء السوريون عن إعانات حكومية ومعونة للفقراء،
واليوم مُنح المدرسون قروضا بدون فائدة لشراء حواسيب نقالة، وبعض المسؤولين
الحكوميين اتهموا بالفساد في مدينة حلب.



واستطردت أن آخر اضطراب خطير
واجهته سوريا كان في مدينة حماة عام 1982 عندما قتل الآلاف في ثورة مُجهضة
قام بها الإخوان المسلمون هناك.



وقالت إن هناك حيثيات تجعل الأردن
الدولة الأولى المرشحة لانتقال العدوى المصرية إليها، حيث تستمر
الاحتجاجات هناك على الفقر والتضخم والبطالة والفساد وانعدام الديمقراطية
منذ أسابيع.



وأضافت الصحيفة أن هناك دورا نشطا
الآن للمعارضة يتمثل في جبهة العمل الإسلامي التي تدعو إلى إصلاح سياسي.
وكما يقول زعيمها حمزة منصور إنه “ليس هناك مقارنة بين مصر والأردن، فالشعب
هناك يريد تغيير النظام، لكن هنا نحن نطالب بإصلاحات سياسية وحكومة
منتخبة”.



وأشارت إلى أن الملك عبد الله
الثاني وعد بإصلاحات، وخاصة في ما يتعلق بقانون الانتخاب. لكن من غير
المرجح أن يتنازل عن حقه في تغيير رئيس الوزراء ومسؤولي الحكومة. وأضافت أن
البطالة رسميا تصل إلى نحو 14% من مجموع السكان البالغ ستة ملايين، 70%
منهم دون سن الثلاثين. كما أن أدنى أجر يبلغ 211 دولارا شهريا، ومستويات
الفقر تصل إلى 25%، بينما تعدّ العاصمة عمان من أغلى المدن في العالم
العربي.



ومثل مصر الأردن حليف مقرب
للولايات المتحدة، وهو الدولة العربية الوحيدة -فضلا عن موريتانيا- التي
بينها وبين إسرائيل معاهدة سلام، لكن لديها قوات أمن عالية الكفاءة وجهاز
مخابرات سري وإعلام مروض.



ذي
غارديان



وعن الدولة الثالثة المرشحة لثورة
مثل مصر، قالت الصحيفة إنها ليبيا الواقعة بين مصر وتونس، فهي لم تتعرض
حتى الآن لقلق واسع النطاق، وزعيمها معمر القذافي الذي يحكم البلد منذ 41
عاما يترأس نظاما تحت السيطرة الشديدة بحيث يتم التغيير ببطء شديد، ويمتلك
من الثروة ما يكفي لإحداث التغيير بطريقة تخفف أكثر مما تزيد حدة التوترات.



كما أن الطبيعة القبلية القائمة
للمجتمع الليبي تعني أن القذافي لا يسيطر فقط على الجيش وقوات الأمن التي
ستتدخل بالتأكيد إذا ما حدثت ثورة سياسية خطيرة.



وإذا كانت كل الأعين في العالم
العربي مسلطة على مصر، فليس هناك مكان في المنطقة يبدو أقل احتمالا لمشاهدة
أحداث مشابهة من السعودية ودول الخليج الأخرى. فقد سارع ملك السعودية في
تأييد مبارك بعد ترحيبه بالرئيس التونسي المخلوع في جدة، ودول الخليج عبارة
عن ملكيات متوارثة بدون أحزاب سياسية، ومن ثم فإن التوقعات فيها قليلة.
والانتخابات البلدية في السعودية عام 2005 كانت ممارسة محدودة ولم تتكرر،
وقطر تقود المنطقة بتسخير ثروتها لتوفير تعليم وغذاء مدعوم لشراء الانصياع
إذا لم يكن ولاء شعبها.



أما الجزائر فقد حظرت كل أشكال
المسيرات لأسباب أمنية، وسط مخاوف من أن انتشار موجة الاضطرابات عبر شمال
أفريقيا يمكن أن تزعزع استقرار البلد. لكن حليفا كبيرا للرئيس بوتفليفة قال
إن الجزائر يمكن أن تنجو من مثل هذه الثورة لأن المحتجين لم يطالبوا
بإصلاح سياسي. وقال المسؤول إن المحتجين في الجزائر يريدون ظروفا اجتماعية
واقتصادية أفضل وليس لهم مطالب سياسية، كما في حالة تونس ومصر واليمن
والأردن.



وأشارت الصحيفة إلى الاحتجاجات
التي اندلعت في اليمن يوم الخميس الماضي بعد فشل المباحثات مع الحزب الحاكم
للرئيس علي عبد الله صالح. لكن صالح اتخذ خطوات لتخفيف التوترات برفع
رواتب الجيش وموظفي الخدمة المدنية وتفنيد مزاعم بأنه يخطط لتنصيب ابنه
أحمد وريثا له. كما أعلن أول أمس عن خطط لتوسيع نظام التأمين الاجتماعي
المحدود.



غضب
سوري.. سوريون يدعون لتظاهرة سلمية الجمعة احتجاجاً على الاستبداد والفساد



أ
ف ب



دعت مجموعة لم تكشف هويتها على
موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الى يوم غضب بعد صلاة الجمعة في كافة المدن
السورية



وقال “بيان الثورة السورية ليوم
الغضب” على الموقع المحجوب في سوريا “بعد صلاة الجمعة في الرابع من
شباط/فبراير هو اول ايام الغضب للشعب السوري الابي”.



واضاف البيان متوجها الى الرئيس
السوري بشار الاسد “نريد ان نقول اننا لسنا ضد شخصك ولكن ضد أسلوب الحكم
الفردي والفساد والاستبداد وتكديس الثروة بيد أقربائك وحاشيتك”



وتابع “لا ينبغي السكوت عن الظلم
بعد اليوم وطفح الكيل ولا من سامع أو مجيب” واكد البيان على سلمية التظاهر.



وقال “لا نريد ثورة هوجاء بل نريد
انتفاضة سلمية (…) نريد أن ترفعوا أصواتكم بشكل سلمي وحضاري. فالتعبير عن
الرأي يكفله الدستور والقانون وكل القوانين الوضعية والسماوية”.



كما ناشد قوات الامن افساح المجال
امام المتظاهرين للتعبير عن انفسهم، مؤكدا ان “هؤلاء الشباب المتطلع
للحرية هم ابناؤكم واخوانكم فلا تقمعوهم وحافظوا عليهم فهم ثروة الوطن وعدة
المستقبل”.



كما دعت مجموعة اخرى على موقع
فايسبوك الى “وقفة تضامنية سلمية” مع كل من يعاني من “النهب المنظم
والاحتكار” لشركتي الهاتف النقال العاملتين في سوريا “سيرياتيل وإم تي إن”
يوم الخميس 3 شباط/فبراير عند الساعة 15,00 (13 تغ) امام مجلس الشعب في
دمشق.



ودعا الى “المشاركة في وقفة
تضامنية مع كل من يعاني من النهب المنظم والاحتكار المستمر من شركتي
سيرياتيل وام تي ان لنكون معا ويدا بيد” الخميس امام مجلس الشعب.



كما دعا البيان الى رفع الاعلام
السورية وتنظيم اللافتات التي “تنحصر بمطالبنا الواردة في هذه المجموعة.



سوريا
في مأمن من الثورات الشعبية



كتبت صحيفة ذا
غلوب أند ميل
بعنوان “الأسد يقول إن سوريا في مأمن من
الاضطرابات التي تؤرق مصر” ان الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي قاوم دعوات
تطالبه بمنح المزيد من الحريات السياسية وألقى وراء القضبان بمنتقدي نظامه،
في مقابلة نشرت الاثنين 31/1 إن بلاده بمنأى عن هذا النوع من الاضطرابات
التي تجتاح تونس ومصر.



وفي مقابلة نادرة نقلت صحيفة “وول
ستريت جورنال
” عن الأسد إقراره بأن الإطاحة بالنظام
الذي حكم تونس طويلاً، واحتجاجات ترنحت على إثرها حكومة حسني مبارك في مصر،
مؤشر على “حقبة جديدة” في الشرق الأوسط.



غير أنه أضاف بالإشارة إلى أن
سوريا، التي بدأت التخلي تدريجياً عن ماضيها الاشتراكي خلال الأعوام
الأخيرة، لصالح الأسواق الحرة بمعزل عن تلك الاضطرابات لأنه يتفهم
احتياجات شعبه، وأنه وحدهم تجاه قضية مشتركة ضد إسرائيل.



وألقى الأسد بلوم تلك الاضطرابات
على الغرب، والولايات المتحدة في المقام الأول، لإخفاقها في دفع عملية
السلام بين إسرائيل والعرب وعلى الحرب التي تشنها في العراق وأفغانستان
فـ”"الغضب مستمد من اليأس”، وفق ما نقل عنه.



زلزال
سياسي في اليمن: صالح لن يترشح ولن يورث الحكم لإبنه



اعلن الرئيس اليمني علي عبدالله
صالح الاربعاء 2/2 التخلي عن تعديلات دستورية تسمح له بالترشح لولاية
جديدة، مؤكدا رفضه “التمديد” او “توريث” الحكم الى ابنه ومقدما سلسلة
تنازلات للمعارضة الى ناشدها وقف التظاهرات.



كما اكد صالح التخلي عن اجراء
الانتخابات التشريعية في نيسان/ابريل المقبل راضخا بذلك لمطالب المعارضة
البرلمانية التي تنظم تحركات شعبية مناوئة له.



ودعا صالح المعارضة البرلمانية
المنضوية تحت لواء “اللقاء المشترك” الى العودة الى الحوار وتشكيل حكومة
وحدة وطنية، وتجميد التظاهرات.



وقال صالح امام مجلس النواب
والشورى اللذين استدعاهما بشكل طارئ “لا نريد احدا ان يصب الزيت على النار …
ولا يجب ان نهدم ما بنيناه في 49 عاما”، وذلك فيما تتصاعد التحركات
الاحتجاجية المطالبة بسقوط النظام اليمني وتخلي الرئيس عن السلطة التي يمسك
بها منذ 32 عاما.



وقاطعت احزاب المعارضة البرلمانية
الجلسة.



وقدم الرئيس مبادرة قال انها “من
اجل مصلحة الوطن”، تشمل استئناف الحوار بين الحزب الحاكم والمعارضة
البرلمانية ضمن ما يعرف باللجنة الرباعية.



كما اعلن “تجميد التعديلات
الدستورية لما تقتضيه المصلحة الوطنية”، وهي تعديلات يريد الحزب الحاكم
الذي يتمتع باغلبية مريحة في البرلمان اقرارها.



والتعديلات كانت ستسمح لصالح
بالترشح لعدد غير محدد من الولايات، فضلا عن اجراء الانتخابات التشريعية في
نيسان/ابريل المقبل، وهي خطوة تعتبرها المعارضة احادية وترفضها.



وبعبارات واضحة، قال صالح “لا
تمديد ولا توريث”، في اشارة الى عدم السعي الى اي تمديد او تجديد لولايته
الحالية التي تنتهي في 2013، او الى توريث الحكم الى نجله احمد الذي يقود
الحرس الجمهوري في اليمن.



كما دعا صالح المعارضة البرلمانية
الى “تجميد المسيرات”، وذلك عشية “يوم الغضب” الذي دعت اليه.



وكانت صنعاء شهدت خلال الاسابيع
الماضية عدة تظاهرات مطالبة بسقوط النظام، استلهمت شعاراتها من “ثورة
الياسمين” في تونس التي انتهت بسقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن
علي.



وقال صالح “لن اكابر وساقدم
التنازلات تلو التنازلات من اجل المصلحة الوطنية”، مؤكدا “ساقول لبيك” لما
يتم التوصل اليه عبر الحوار مع المعارضة.



وقدم صالح بذلك تنازلات مهمه
للمعارضة في وقت تشهد فيه المنطقة حركات شعبية ضخمة مطالبة بالتغيير، خصوصا
في مصر حيث يتظاهر مئات الالاف من اجل اسقاط نظام الرئيس حسني مبارك.



وجدد صالح دعوته لتشكيل حكومة
وحدة وطنية ووعد باجراء اصلاحات في نظام الحكم المحلي لمواجهة “دعاة
الفدرالية” على حد قوله.



وقال “سيتم اجراء اصلاحات شاملة
للحكم المحلي” وسيتم انتخاب المحافظين بشكل مباشر وذلك “لسحب البساط من تحت
اقدام دعاة الفدرالية”.



كما اكد فتح قطاع الاسمنت والنفط
والاتصالات والبنوك “للاكتتاب وتوفير فرص عمل للشباب” مشيرا الى ان “شبكة
الضمان الاجتماعي ستغطي 500 الف حالة” في المرحلة المقبلة.



وطلب صالح من الحكومة توظيف
الشباب في القطاع العام ودعا مجموعة اصدقاء اليمن التي من المتوقع ان تعقد
مؤتمرها المقبل في الرياض في اذار/مارس المقبل، الى انشاء صندوق لانماء
اليمن وان تتولى المجموعة بنفسها مشاريع التنمية في اليمن الذي يعد من افقر
دول العالم.



واكد صالح “لن نسمح بالفوضى” ودعا
كل مواطن الى الدفاع عن “عرضه وماله”، وهي دعوة اثارت تساؤلات حتى في
اوساط نواب حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم.



الثورة
العربية الكبرى ودكتاتوريات الخليج



كريستوفر م. ديفيدسون


أستاذ العلاقات الدوليّة في جامعة
دورهام في بريطانيا



أخيراً، تستعيد مصر دورها
التاريخي كمحور سياسي وفكري للعالم العربي. سنشهد من دون شكّ تأثيراً يشبه
تساقط أحجار الدومينو في الشرق الأوسط، مع الشعوب الشابة وغير الشابة،
المعرضة للقوى التحديثية الكبيرة للانترنت والفضائيات، التي تطرد
دكتاتورييها الذين عفا عليهم الزمن وتفكِّك الدول الأمنية القامعة. الأمر
الحاسم هو أنّ هذه الثورات شعبية، وليست انقلابات الخمسينيات والستينيات من
القرن الماضي التي قام بها الجيش.



ووفقاً لذلك، تكون هذه أول ثورات
حقيقية في العالم العربي الحديث. وهي تحصل دون مساعدة أو تدخل من الخارج.
بالفعل، لم تقدم أهمّ ديموقراطيات في العالم أيّ دعم معنوي أو لوجستي،
فضلاً عن ظهور الإدارات الاميركية والبريطانية في موقف حرج، ولم تشأ
بالتالي المخاطرة بتراجع التأثير البريطاني والأميركي في “الشرق الأوسط
الجديد” لجيل كامل.



الأهّمّ، ربما، هو أنّ الثورات لا
أساس مذهبياً لها. ولا يبدو أنّ “إسلاميين” مخيفين وذوي لحى كبيرة
يقودونها. الرجال والنساء الجرحى في الشوارع متعلّمون بأغلبهم، يتحدّثون
الانكليزية وليسوا غرباء عن البلاكبيري، تويتر، والبريد الإلكتروني، وقيم
الطبقة الوسطى ومبادئ الديموقراطية.



بالنسبة إلى الخليج، أظن أنّ هذه
الهوية غير الإسلامية، ستكون السبب في نسف آل سعود وغيرهم من استبداديّي
الخليج، في حال لم يتم اتخاذ خطوات هامة قريباً. من الواضح أنّ دول الخليج
ليست بحاجة للخوف الآنيّ من تظاهرات على الطراز المصري بسبب سعر الطعام
واليأس الاقتصادي، لأنّها محصنة. فهي دول رعاية قوية ولديها قدرة على توزيع
الثروة وتأمين فرص العمل لمواطنيها (لكن في حالة البحرين والسعودية لا
يمكن استبعاد ذلك دائماً).



لكن لا يمكن اعتبار مناوئيهم
المحليين، الذين يصبحون اكثر تنظيماً، اسلاميين خطرين بسهولة، او كما في
حالة البحرين عملاء يثيرون فتنة سنية ــ شيعية. قطعاً لا يمكن لحكام الخليج
ان يستمروا في ايصال صورة عن مناوئيهم الى بقية العالم، بأنّهم متطرّفون
مجانين، يريدون تأسيس دول دينية اسلامية مناهضة للغرب. اظن انّهم لا يريدون
ذلك ولم يفعلوا ذلك منذ زمن. من الصعب، بالطبع، تخيّل انتفاضات شعبية في
دول الخليج الغنية بالنفط، لكن مع تغيّر الانظمة وبدء محاصرة دول الخليج
بديموقراطيات، فإنّ الحكام ،ومعظمهم يبدون عاجزين عن تطبيق تغيير حقيقي،
سيشعرون بضغط كبير من الدول المجاورة ذات الكثافة السكانية العالية. أشكّ
في أنّ هؤلاء سيسمحون ببعثرة النفط القومي العربي الثمين على مشاريع لفرض
الهيبة وعلى ممتلكات في دول اجنبية ومصاريف نخبوية أخرى، فيما الملايين
يعانون في مساكن القاهرة الغاضبة وتونس وعمّان ودمشق.



وكالات
استخباراتية: المنطقة الشرقية بالسعودية على وشك الانفجار الشعبي



حذر محللون في وكالات استخباراتية
دولية متخصصة في المخاطر من أن الانتفاضة التي تشهدها مصر قد تتسبب في
تصاعد الاحتجاجات بين سكان المنطقة الشرقية بالسعودية ذات الكثافة السكانية
العالية من الشيعة.



وأشار تقرير لمؤسسة اكسكلوسف
اناليسس Exclusive Analysis وهي مؤسسة أميركية متخصصة في تحليل المخاطر
السياسية،



الى أن اليمن وسوريا والأردن
والسودان تبدو جميعها غير حصينة حيال الغضب الشعبي وتفجر الاحتجاجات.



وذكر التقرير الذي كتبه امبروز
ايفانز بيتشارد في صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية، انه في الوقت الذي
تتابع اسواق النفط العالمية انسيابية عمل قناة السويس، تبدو شرارة الانتفاض
في المنطقة الشرقية السعودية العائمة على بحيرة من النفط قائمة وبدعم من
ايران.



وتمثل كمية النفط الاجمالية التي
تعبر قناة السويس وخط سوميد 4.5 في المائة من الانتاج العالمي للنفط الخام،
ما يجعل منهما معبرين اساسيين لنقل النفط من الخليج الى اوروبا.



وحذر الامين العام لمنظمة الدول
المصدرة للنفط (اوبك) عبدالله البدري من “خطر حصول شح حقيقي” في سوق النفط
العالمية في حال اغلاق هذين المعبرين الاستراتيجيين.



الا انه أكد ان قناة السويس محمية
بشكل جيد ولن تقدم السلطات المصرية على اغلاقها.



وعبر المحلل في شؤون الشرق الاوسط
فيصل عيتاني عن مخاوفه من الخطر الذي ينتج من عدم استقرار المنطقة الشرقية
في السعودية المقر الرئيسي لشركة ارامكو النفطية العملاقة، والتي تحتوي
على حقول “السفانية” و”الغوار” الغنية بالنفط.



وقال “إن الشيعة اللذين يشكلون
نسبة عشرة في المائة من عدد سكان السعودية يتمركزون في هذه المنطقة، وسبق
ان حدثت مواجهات بينهم وبين رجال الشرطة، الا ان الاعلام الدولي غض النظر
عليها”.



وشارك عدد من الشيعة السعوديين في
“انتفاضة” عام 1979 بعد تأثيرات الثورة الايرانية التي قادها اية الله
الخميني، أدت الى مقتل 21 شخصا.



وتعيش غالبية الشيعة السعوديين في
المنطقة الشرقية المنتجة للنفط في البلاد. ويشكون من انهم يعاملون معاملة
مواطنين من الدرجة الثانية في المملكة.



ومن غير الواضح ما اذا كان الجيش
السعودي قد يدخل في مواجهة مع الشيعة عند احتجاجهم – حسب كلام فيصل عيتاني.



وكانت السعودية قد عبرت عن قلقها
من الاحداث المتصاعدة في مصر، كما قام العاهل السعودي الملك عبدالله بن
عبدالعزيز بالاتصال بالرئيس المصري حسني مبارك معبرا عن تعاطفه معه.



وعبرت الدول العربية عن قلقها من
السعي الايراني لانشاء “الهلال الشيعي” الممتد من ايران الى العراق مرورا
بالبحرين لبسط نفوذها على مصادر النفط في هذه المنطقة.



وأشادت ايران بالاحتجاجات الواسعة
التي تشهدها مصر قائلة إنها تكرار للثورة الاسلامية لعام 1979 التي أطاحت
بالشاه الموالي للولايات المتحدة.



وقال وزير الخارجية الايراني علي
اكبر صالحي في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي ان الانتفاضة في مصر ستساعد
في اقامة “شرق اوسط اسلامي”.



واضاف “انني واثق من انهم سيلعبون
دورا في اقامة شرق اوسط اسلامي لكل الذين يتطلعون الى الحرية والعدالة
والاستقلال”.



ونقلت صحيفة “ديلي تلغراف” عن
المحلل غولدمان ساكس قوله “ان منطقة الشرق الاوسط تحتوي على 61 في المائة
من احتياطات النفط في العالم، الأمر الذي يجبر قادة العالم على بذل مجهودات
مركزة لتحقيق الاستقرار فيها، وعدم انتقال عدوى الاحتجاجات الى السعودية
ودول الخليج الغنية بالنفط”.



ويشكل الاجانب ثلث سكان السعودية
البالغ عددهم 25 مليون نسمة، فيما تتصاعد نسبة البطالة في البلاد بين
الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 الى 24 عاماً.



وقال الخبير في مشروع الخليج
للأزمة العابرة للحدود الوطنية نعمة كورامي اسي “ان صوت الشيعة في السعودية
قد ارتفع منذ اندلاع الثورة الايرانية ودعمها لهم بطريقة ما لمواجهة
المصدات التي تضعها السلطات أمامهم في العمل والتعليم”.



وطالب دول الخليج بالقيام بكل ما
ينبغي في محاولة للحفاظ على الوضع الراهن “وإلا أصبحت والاضطرابات
الاجتماعية لا مفر منها، والوضع الحالي غير المستقر يساعد عليها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

عـدوى الغضب العـربي :: تعاليق

avatar
رد: عـدوى الغضب العـربي
مُساهمة الأربعاء مارس 14, 2012 7:26 pm من طرف shosho
 عـدوى الغضب العـربي Post-19496-1155500579
 

عـدوى الغضب العـربي

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: المكتبة الشاملة-
انتقل الى: