[rtl]هذا الموضوع يعالج طريقة ظهور المواد الاساسية لتشكل الحياة بظريقة مبسطة وسلسلة، ويبدأ بقسم نظري يتبعه قسم للصور الايضاحية اكثر سلاسة. 

منذ ان اوجدت الطبيعة العقل، وقبل مئات الالاف من السنين حيث بدأ نشوء الانسان العاقل (هومو سابینز) بدأ العالم بالتفکير بداخله وإدراك نفسه. وتدريجياً بدأ ينضج العقل البشري حتى اصبح من الممکن اليوم ان يطرح الانسان على نفسه اسئلة لا يمکن ان يجيب عليها إلا العقل ذاته.

فسؤال من نحن ؟ ومن اين اتينا؟ وکيف نشأنا؟ والى اين ماضون ؟ اسئلة جميعنا يطرحها اليوم والاجابة تتم عن طريق البحث ودراسة الاف الاشکال العضوية الموجودة الان والکيمياء الحيوية والبولوجيا الجزيئية وبقايا الحفريات یمکننا محاولة اعادة تجميع السلف الاول والعام، اي تلک الخلايا الاولی التي انحدرت منها الحياة جميعاً . وکذلک فهمنا لحال الکوکب الجیوفیزیائیة والجيوکيميائية وهو في مراحله الاولی يساعدنا علی ايجاد فرضيات حول کيف کان جو نشوء السلف العام.

فبعد انتهاء حقبة التعجيل وبدأ الکوکب يبرد وظهرت المحيطات وتکونت مرکبات الکربون في الغلاف الجوي والمحيطات وجاءت بعض الشهب بأنواع منها الی الارض . وکانت بعض هذه المرکبات مکونه من جزيئات منتظمة في سلاسل وعری تحوي بنی من وحدات تجمع بين ذرتين هيدروجين وذره من الکربون مکونة مواد زيتية تسمی(إلکانات).

ومن المعلوم لنا جميعاً ان الماء والزيت لا يختلطان ،لکن توجد استثناءات تحتوي علی بنی غريبة لها خاصية توحيد الماء والزيت عندما تتصادم جزيئاتها في المحيطات فيتلاحم الجزء الباحث عن الزيت بالزيت اما الباحث عن الماء يتفاعل مع البيئة المائية المحيطة وتسمی( إمفيفيلات) وإمفيفيل مفردها وتعني ( محب للأثنين) . وهذه الکتئنات يعتقد العلماء قد جيئ بها الی الارض في مراحلها الاولی او تکونت علی الارض بفعل الاشعظ الفوق البنفسجية.

وعند تکون مجموعة من الامفيفيلات تترابط في اغشية سمکها جزئان تسمی(اکداس) تکون الاجزاء الباحثة عن الزيت داخل الغشاء والباحثة عن الماء محاطة بالخارج ، ثم بعد ذلک تنتظم الاکداس داخل ( حويصلات) منعزله تماماً عن المحيط الخارجي. فعند تکون اول حويصلة دخل العالم شئ جديد ، وهو الجذر البدائي للحياة وتکون الهوية الفردية.
ثم نشأة الاف الحويصلات في مياه المحيطات ، وامتازت هذه الحويصلات بعضها عن بعض بالمواد الکيميائية التي استحوذت علیها منذ تکونها الاول فبعضها احتوی علی (الکروموفورات) ، وهي بنی وجدت من بين الجزيئات البدائية، فساعدها هذا وبإستخدام ضوء الشمس علی تخليق طاقة بفضل تفاعل بعض المواد الکيميائية بضوء الشمس. وتدفق الطاقة هذا اساسي لاستمرار الحِياة .وبما ان تضمنت هذه القشرات مواد کيميائية  مختلفة عند تکونها، استطاعت بعض هذه الحويصلات تخليق امفيفيلات جديدة وکروموفورات فکبر حجمها واصبح بعضها غير مستقراً فانقسمت الی حويصلات اصغر وهنا بدأت هذه الخلايا البدائية بالتکاثر بالانقسام وتوليد حويصلات جديدة تحمل نفس المواد الکيميائية في الحويصلة الام .
 واثناء هذه التفاعلات تم تخليق جزء نادر عرضي له امکانية الالتساق بالغشاء من الخارج وتحفيز تفاعل او اکثر مثل التفاعلات التي تحدث داخل الحويصلة ، وهنا دخل العالم التخفيز، فکانت الحویصلات التي تحتوي علی هذه المحفزاتلها القابلية علی النمو اسرع ، والحفاز هو جزئ يساعد في اسراع تفاعل ما لکن يخرج منه دون تغيير .وشبيه بالانزيمات البروتينية التي ينتجها الحامض النووي الـ (RNA) في یومنا هذا لکن بالطبع کان اکثر بدائية ،    وعملت الحويصلات التي امتازت بهذا علی شبکة من التفاعلات الکيميائية    ، فکونت الاساس الايضي للحياة.

وفي انواع محددة بدأت بعض الاجزاء الحفزية الحديثة قادرة علی تغییر الشبکة من خلال زيادة احدی المواد الکيميائية وهکذا اصبحت عند الانقسام تحمل الحويصلات الجديدة نفس المعلومة من حيث الصفة الکيميائية ، وهنا بدأت النظم الجزيئية للذاکرة اي ( DNA بدائي ) بالظهور ، واصبحت الحويصلات کل مجموعة مختلفة عن الاخری وتنتج کل منها ذرية من نوعه، وهکذا وجدت الانواع الحية.

وکما الحويصلات الکبیره قد انقسمت ،اندمج بعضها الصغير، التي تحمل نفس المعلومات، ونشأة عن ذلک مجموعات اجود واقوی من مصادرها.

وقد حدث تفرع عظيم في الانواع الحويصلية الحاملة للذاکره الجزيئية ، وقد تطورت هذه الشبکات من ناحية احکامها ووساول تخزين الذاکرة ، حتی نمی نوع حوِيصلي ،حمل الذاکرة والايض الاکفأ ، فکان المنافس الاقوی من بقية الانواع الاخری
وکان هذا النوع هو السلف العام ، وتعددت انواع ذريته ايضاً لکن حافظت علی المرحلة المتوسطة للأيض واسلوب حفظ المعلومات . وجميع اشکال الحياة علی الارض تحمل اليوم نفس الايض والمورثات التي نشأة في ذاک السلف الاول والعام حتی بعد مرور 4 بلایین عام تقريباً علی بداية الحياة علی الارض .

إذن ، وبأختصار شديد، ولدت الحياة من الکيمياء البدائية بعد ان ولدت الامفيفيلات والامفيفيلات ولدت الحويصلات والحويصلات جاءت بالبیروفوسفاتات والبیروفوسفاتات ولدت الاحماض الکيتونية والاحماض الکيتونية جاءت بالاحماض الامينية والاحماض الامينية جاءت بالاحماض النووية والاحماض النووية ولدت الشفرة الوراثية ، وهذه هي تتمة حکاية السلف العام.


[/rtl]

نحن نعرف عن طريق التجربه فى مجالات علم الفلك و الكيمياء و علم طبقات الأرض أن قبل وجود الحياه على كوكب الأرض انها كانت تمتلىء بجزيئات عضويه يدعوها العلماء بأسس الحياه الأوليه (Building Blocks Of Life), و هذه الجزيئات من المعروف انها منتشره بالفضاء الخارجى أيضاً.

و نحن نعرف أيضاً ان الحياه الأوليه كانت بسيطه للغايه , بمعنى انه لم تكن هناك آليات بروتينيه معقده:


الخلايا الحديثه تفصل نفسها عن البيئه المحيطه بها عن طريق طبقه ذهنيه ثنائيه :


المشكله مع هذه الطبقات العازله الحديثه انها تقوم بعملها على أكمل وجه , فهى تشكل حاجزاً صعب جداً أختراقه :


الخلايا الحديثه يجب ان تستخدم بروتينات حتى تستطيع تحريك الجزيئات على سطحها :


لكن الحياه ليس عليها ان تبدأ بكل هذا التعقيد ! فالبيئه على الأرض قبل وجود حياه كانت تحتوى على العديد من الأحماض الدهنيه البسيطه:


و تحت ظروف الأس الهيدروجينى (PH) سوف يقومون بتشكيل حويصلات مستقره :


و ستكون هذا الحويصلات تقبل نفاذ الجزيئات العضويه الصغيره داخلها, بمعنى ان الحويصله ليس لديها آليات بروتينيه معقده لتمنع دخول الجزيئات:


عندما تلتقى الحويصله مع أحماض دهنيه حره , ستقوم بالألتحام معهم مما سيؤدى الى نموها الذى يدفعه القوانين الفيزيائيه البسيطه للثيرموديناميك:


عندما تنمو الحويصلات , يصبح شكلها على هيئة فروع , مما يجعلها سهلة الأنقسام عن طريق الظواهر الميكانيكيه مثل (الأمواج , الصخور, التيارات) , و خلال هذا الأنقسام الميكانيكى لا شىء من محتويات هذه الحويصلات سوف يفقد:


حتى الأن, عن طريق الطبيعه و تلك الأحماض الدهنيه البسيطه حصلنا على حويصلات تستطيع ان تنمو و تنقسم .



البيئه التى كانت موجوده قبل الحياه أحتوت على مئات الأنواع المختلفه من النيكلوتيدات (ليس فقط DNA و RNA) .. كل ما نحتاجه فقط هو واحده تستطيع ان تقوم بالبلمره بنفسها :


تجارب حديثه أثبتت ان بعض من هؤلاء يستطيعون القيام بعملية البلمره الذاتيه , مثل ال د.ن.أ الفسفورى (Phosphoramidite DNA) .

المونمرات ستقوم بتأسيس قاعده ثنائيه مع النموذج المحصور و ستقوم بالربط الذاتى معه:


و يستطيعون أيضاً البلمره لتكوين نماذج جديده او تمديد النموذج الحالى, و ليس هناك تسلسل خاص مطلوب انها عمليه عشوائيه تماما .. مجرد كيمياء :


حتى الأن لدينا حويصلات دهنيه تستطيع ان تنمو و تنقسم و بوليمرات نيكلوتيديه تستطيع التكاثر ذاتياً .



الحويصلات الحمضيه الدهنيه تستطيع ان ينفذ منها و اليها المونمورات و لكن لا تستطيع ان تنفذ منها أو أليها البولميرات:


عندما تحدث عملية بلمره للمونومرات داخل الحويصله , البوليمر المتكون لا يستطيع الهروب:


هذه الحويصلات سوف تلتقى بتيارات أنتقاليه , مثل التى تحدث عن طريق منفسات أرضيه للماء عند المناطق البركانيه او الأحواض المحيطيه او عند تكوينات الصفائح الجيولوجيه المتحركه او النبوع الحاره .. (حويصلات الأحماض الدهنيه تظل مستقره تحت درجة حراره قريبه من الغليان) :


درجة الحراره العاليه سوف تفصل البوليمرات عن بعضها مما سيزيد قابلية الحويصله لأستقبال مونمرات جديده :


وعندما تنخفض درجة الحراره ستحدث عملية بلمره, ثم تبدأ الدوره من جديد :


البلمر سيكون محاطاً بالأيونات , مما سيؤدى الى زيادة الضغط التنافذى داخل الحويصله فيحدث تمدد و يزيد مساحة عضويتها :


الحويصلات التى لديها بوليمرات أكثر سوف تسرق الدهنيات من الحويصلات التى لديها بوليمرات أقل حسب قوانين الثيرموديناميك الفيزيائيه.



و هذا هو أصل المنافسه , فهم يأكلون بعضهم .

الحويصله المحتويه على بوليمرات التى تستطيع ان تتكاثر أسرع , سوف تنمو و تنقسم أسرع , و سوف يتم أنتخابها طبيعياً , وهذه هى بداية التطور   .

الجينومات البدائيه كانت عشوائيه تماماً, لذلك لم تكن تحتوى على أى معلومات :


فقد كانت قدرتهم هى التكاثر بدون أهتمام للتسلسل, و هذا ما أدى الى النمو و الأنقسام لحويصلات الأحماض الدهنيه , و أى طفره قد تقود الى زيادة السرعه النسبيه لتكاثرالبولميرات سيتم أختيارها طبيعياً :




الطفرات البدائيه المفيده تتضمن :

1- تغيير فى التسلسل ليتضمن النيكلوتيدات الأكثر أنتشاراً فى البيئه المحيطه.


2- عدم تكوين مصفوفه ثانويه تعرقل التكاثر .


3- تكوين تسلسل مستقر و لكن فى نفس الوقت ينفصل بسهوله.


4-تكوين مصفوفه ثانيه تظهر بعض الفاعليه الأنزيميه .


تماماً مثل ال RNA ,النيكلوتيدات البدائيه تستطيع ان تخزن معلومات و تعمل كأنزيم:


البولميرات الأنزميه تستطيع ان :

1- تحسين فاعلية التكاثر .


2- يستخدم الجزيئات عالية الطاقه حوله فى مناطق التيارات الأنتقاليه ليعيد شحن الحويصله بالمونمرات .


3- جذب أحماض دهنيه من الجزيئات المحيطه به .


4- تعديل الدهون حتى لا تترك الحويصله.


و هذا الاختصار يوضح بساطة التكوين في الجوهر   , نظام حيث ثنائى المكونات يستطيع ان يأكل و ينمو و يحتوى على معلومات و يتكاثر و يتطور, فقط بفضل قوانين المادة الداخلية وبالذات الثيرموديناميك و القوى الميكانيكيه و 

[b][b][b][b][b][b][b][b][b]
[b]كالعادة ابداع رائع 

[b]وطرح يستحق المتابعة

[b]شكراً لك 

[b]بانتظار الجديد القادم
[b]دمت بكل خير[/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b]