حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 ما الذي رآه الجبل".. حينما تكون القصيدة قصّة قصيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
badar222
ثـــــــــــــــائر
ثـــــــــــــــائر
avatar


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 46
معدل التفوق : 90
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 26/02/2012

ما الذي رآه الجبل".. حينما تكون القصيدة قصّة قصيرة Empty
26022012
مُساهمةما الذي رآه الجبل".. حينما تكون القصيدة قصّة قصيرة

ما الذي رآه الجبل".. حينما تكون القصيدة قصّة قصيرة Gatto

ترجمة: عبد علي سلمان




هناك الكثير من القصص القصيرة التي راح الشعر المعاصر يتضمنها، ولعل
الأمر جزئياً يعود الى تأثير السينما . وعلى سبيل المثال فان الشاعر
الايرلندي ماثيو سويني يصف قصائده بانها "رواية تصويرية "، والشاعر بامكانه
القيام بكل مايمكن أن يقوم به مخرج سينمائي من العمل مع الشخصيات العنيدة
و الغريبة وغير المألوفة ومع الحوادث الملتوية متتبعاً المنطقة الداخلية
للانسان. وبالنسبة للقارئ فهناك الرضا بالمضي مباشرة الى الصميم العاطفي
والى لحظات الايحاء والظهور وما يحدث في القصة القصيرة فانه يحدث في الشعر
أيضاً وبصورة قد تكون أكثر صرامة فكل تفصيل يجب أن يأخذ مكانه.
وقصيدة
فيليب غروس "ما الذي رآه الجبل" نموذج للقصيدة – القصة التي تبين قول
مايكفي وليس أكثر مما يكفي . انها تبدو وكأنها تغلف القصة العاطفية بكاملها
لعائلة أو قصة العائلة كما فهمها الساسة وكذلك تتحدث عن قصة المجتمع أوعن
قصة من قصصه.
وراوي القصة ذو معرفة شاملة وهذا يساعد في اعطاء السلطة
والهيمنة لقطعة من روايات القرن التاسع عشر، فالأب يتم تقديمه في السطر
الثالث في مقطع يعرف شخصيته بوصفه :" الأب المستيقظ أولاً". وهو كما
نلاحظ "الأب" واللاعبون الآخرون يُعَرفون وفقاً لأدوارهم العائلية، "
الزوجة والطفل" و" الطفل" ولاتتم تسمية أية شخصية . فكلهم من طراز بدائي
وبنفس المستوى مثل الجبل وهو أول الأشياء التي يراها الأب الذي لوحده يتولى
ايقاظ العائلة المجهدة وبلا شك مع تلك الطقطقة" المتفجرة للمصاريع.

ولان الأب هو من يقوم بتنظيم أيام العطل والأعياد فانه سيكون واضحاً.
وحتى قبل أن نصل الى المقطع الرابع من القصيدة، نرى الحاشية وهي تمشي مجهدة
بصبر الى المجهول والجبل مهم لانه يمثل التحدي الذي على الأب أن يواجهه .
انه قبيح، هل هو جميل؟ لكونه " يقعي على شكل مربع في النافذة" .لكنه يلف
وشاحاً من الغيم وكأنه فتاة الغواية وهو في الوقت نفسه عنيد كما هو غير
معقول والأب يملأه العزم بان عائلته ستقوم بالتغلب عليه .ويتم قطع القصيدة
منذ " لقطاتها " الأولى عن الجبل وتتحول للعائلة التي تحاول تلمس طريقها
اليه، وعلى الرغم من الطول السخي لكل بيت في القصيدة والانضباط في استخدام
تركيبة المقاطع ذات الأربعة أبيات، الا ان الجمل تنقل احساساً قوياً
بالخطوات الواثقة العريضة .ويتم سحب القارئ تماماً الى الصعوبة واليأس عند
ارتقاء الجبل . ويخالجنا شعور بالخطر الوشيك الذي يشتد بثبات .ويقال لنا
ان " وجه الشمال " قاتل . . وعندما يجعل الأب عائلته تجثم على ركبتيها وهي
تلهث " فانه يقوم بذلك ليريهم فقط " قطرات الماء وقد تجمدت وهي تتدلى من
الزعفران البري الأصفر"لكن المعنى العامي لذلك المقطع يدوم طويلاً .
وفيما
تستمر الرحلة المتعبة من دون رحمة، فاننا نرى أشياء ذات جمال : ليس
الزعفران الذي تم وصفه وأزهار أُخرى فقط، ولكن البحيرة والشلال ممتزجين
بالبياض والجليد. ان هذه الأشياء تبدو وكأنها عطايا من سلطة الأب لكنها
تعود في الحقيقة للجبل. انها تعزز جو التحدي والمغامرة .وتصل الدراما
ذروتها عندما يتطاير الشعر في الهواء وحينما يستخدم (الطفل لوحاً خشبياً
كارجوحة تحت شلال الماء).
وهذه هي المرة الأولى التي يخبرنا فيها
الضمير(هو أو هي ) عن جنس الطفل ان كان مذكراً أم مؤنثاً، وهذه كما سيقول
الأب لاحقاً:انها نقطتهم الأبعد.
ولكن في كل الأحوال فليست تلك هي
الذروة .فالقصيدة تعطي للقارئ تجربة مشابهة لتلك التي يختبرها متسلقو
الجبال الذين يشقون طريقهم للأعلى بصعوبة وهم يظنون ان قمة الجبل أصبحت
قريبة .والذروة الروائية التالية ستكون في تلك اللحظة تماماً التي سيتنفس
القارئ فيها الصعداء لشعوره بالراحة وذلك عندما تتحدث القصيدة عنهم حينما
يكونون – عند مائدة الطعام - في منتصف المقطع الشعري . ذلك ان الطفل مذعن
للأوامر وببطولة لحد الآن.
ان الأسلوب العامي يضخم الجهد الذي ليس له من فائدة لمزاوجة حالة الخوف مع الكلمات الغامضة عديمة المعنى.
ان
راوي القصة يوقف اللقطة في مختلف مراحل (الانعطافات )في تأثيرات درامية
كبيرة، وممسكاً بقوة بتلك الظواهر النفسية الغريبة التي تبدو وكأنها تتباطأ
بالنسبة لأولئك الذين يمرون بها أو بالنسبة للذين يراقبونهم. ان الحادثة
الجديدة ستكون مدهشة، اذ اننا بدأنا نفهم الصورة اليائسة للجبل بالنسبة
للأب ونبدأ بادراك كيف انه شخص عديم القوة. وعلى الرغم من توجهه للتهرب وحل
وتحويل المأساة وكل عواقب ذلك العمل، فانه لن يصل أبداً الى الطفل.
ونحن
لن يتم اخبارنا باسم الجبل وموقعه ولا بالوقت الذي نظمت القصيدة فيه.
وأياً كانت الفترة التاريخية، فان العائلة قد قيدتها تقاليد مهلكة. والنظام
الأبوي الذي يتحكم بالعائلة يبدو كأنه يجد انعكاساته في آداب السلوك في
مفرش المائدة الكتاني المُنَشى وفي الفطور الذي يحفه الصمت.
القصة
القصيرة الناجحة هي رحلة، ومهما كانت الحوادث قليلة أو كثيرة في القصة، فان
للقارئ شراكة مع بطل القصة سيصل الى منطقة عقلية مختلفة في نهاية القصة.
وبالنسبة لي فان التحول هو اني أصبحت الآن أفهم الأب بل وأتعاطف معه. وفي
الحقيقة فانه بات يمتلك انعطافته الخاصة في نوع من شخص فنان وعائلته هي
مادته الخام. وعندما يتخيل كيف يبدو الفطور حدثاً صغيراً بالنسبة للجبل،
فاننا سنكون كمن يرى مقطعاً يقطعه المخرج. والعزلة في البيت الأخير تشكل
رمزاً للبرد وللعزلة الجمالية التي يتوق الأب -الفنان اليها.
وقد فازت
أخيراً مجموعة فيليب غروس الأخيرة (مائدة الماء) بجائزة تي اس اليوت
.وقصيدة "ما الذي رآه الجبل" من القصائد المبكرة لكنها مع ذلك تظهر كل
التفوق المكبوح للمسير المتدرج والتناغم للشاعر غروس ومهاراته الوصفية
الذكية وبراعته العاطفية.

ما الذي رآه الجبل


لقد وصلوا ليلاً في رحلة متعبة ولم يروا شيئاً
ناموا ملفوفين برائحة الصنوبر النفاذة وتدفقات الماء
الأب كان أول المستيقظين وأعاد مصاريع النوافذ التي تطقطق ثانية
وكان الجبل يقعي على شكل مربع في النافذة ناظراً للداخل


ولم يتركهم أبدا، رغم انه كان يتغيير من ساعة لأخرى
يجدل وشاحاً من الغيوم أو يقلب صورته الجانبية
لشمس الصباح، أو يخفي ضباباً رقيقاً بلون السكر الوردي
ومهما يمشون بعيداً ويمشون،, يمشون كل يوم .

كان فوقهم، بعيداً عن متناولهم وبعض الجليد يتدلى
في نتف مقطعة .ذلك وجه شمال شهير، وقاتل
وكل يوم كان الأب يتفحصه بمنظاره ذي العينين
باحثاً عن عن أي دلالة لممرات، لكنه ما وجد شيئاً.

ولذا كانت العطل تتوالى في لقطات فوتوغرافية
وهنا في وسط خطاه الواسعة كان يتوج ارتقائه، والزوجة والطفل
عند كعب جزمته فينتشي لصوت سقوطها المكتوم وانفعالهما
ولطنين الحشرات .لكن الوجه الجليدي لايزال بعيداً.

هنا من خلال شجرة البيسيه، كان يرتاح في فضاءات الغابة
مهووسا بعشب الخربق* الشاحب المعرق أخضراً
أوهنا اذ أوصل العائلة** مبهورين لاهثين جاثين على ركبهم
أمام قطرة جليد بيضاء متدلية من الزعفران البري .هنا البحيرة

وجدهم مثل تذكار مدورين ثابتين
بما يكفي لمسك جبل حتى تقفز السمكة
في الوسط هناك الساعات التي كان يسوقهم فيها
للصحة يقفون طويلاً حتى يبدأ العرق بالتجمد

تنفسوا بعمق !كان يصرخ ثم يندفع للأعلى
فوق جدول أبيض صخري يتشقلب
ويتمدد بندى الربيع الذائب تغطيه ثلاثة جذوع ممزقة حائلة
اللون وبضع زهرات خباز قوية بالغة الصغر

ماكان بمقدوره أن يسمي الأشياء .ممسكاً بيد طفلته فيما كانت تتأرجح على لوح خشبي تحت شلال ماء والهواء البارد يلامسهم
وشعرهم صار أبيض بالرذاذ . وبعدها سيقول
هذه نقطتنا الأبعد.. ويتأوه .فيما ينحدرون عائدين للبيت

متقرح القدمين .. والجبل يُظهِر نفسه ثانية خلفهم
في حلمه المجرد عن نفسه..عذري ....مثلما هو الآن
انه ينظر للداخل عبر نافذة غرفة الافطار عندما كانت الطفلة
كما لو أن الخيوط التي كانت تمسكها تلوثت

واهتزت مشدودة بعنف ..اذ انقلب واحد منها. بيضة
مالت برفق من قدحها الفضي.. وانقلب قدح للحافة
لكنه لم ينكسر ..وبقية الضيوف
لم يستديروا ليحدقوا ..فقد وصل الأب اليها ولكنه

تجمد .فهو لن يصل اليها ابداً . والآن في كل لحظة
سينفجر صفار البيض على البياضات المغسولة . حالاً
سيكون هناك شجار ودموع . وخلف ذلك كله رأى
الجبل في النافذة .آه لوكان بمقدور أحد أن يقف هناك

وينظر للأسفل ..وكان يفكر .. ان كل شئ سيكون عندها صغي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

ما الذي رآه الجبل".. حينما تكون القصيدة قصّة قصيرة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

ما الذي رآه الجبل".. حينما تكون القصيدة قصّة قصيرة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: المكتبة الشاملة-
انتقل الى: