حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 الدماغ ووعي الذات دراسة في ظاهرتي الذات والاغتراب بالنسبة إلى علوم الدماغ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
وليد
ثـــــــــــــــائر نشيـط
ثـــــــــــــــائر نشيـط
وليد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 195
معدل التفوق : 547
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 17/12/2011

الدماغ ووعي الذات دراسة في ظاهرتي الذات والاغتراب بالنسبة إلى علوم الدماغ Empty
28122013
مُساهمةالدماغ ووعي الذات دراسة في ظاهرتي الذات والاغتراب بالنسبة إلى علوم الدماغ

الدماغ ووعي الذات دراسة في ظاهرتي الذات والاغتراب بالنسبة إلى علوم الدماغ Arton10335-4dd8f

لعل قارئ مصطلح “الذات” Essence ستنبثق في ذهنه على الفور معان شتى ، كل منها يدل على خاصة مختلفة في شكلها، لكن جميعها يعتمد على تقابل الوصف ما بين الخارجي والداخلي ، العام والخاص، الباطني والعرضي. ويشير الجرجاني إلى أن الـذات أعم من الشخـص ، لأن الـذات يطـلق على الجسم وغيره ، والشخص لا يطلق إلا على الجسم . أيضاً فإن للذات معنىً مقابلاً لمعنى الوجود ، حيث أن تصور الشيء لا يستلزم وجوده، وأن الوجود ليــس من مقومات المـاهية ، كالمثلث المـتساوي الأضلاع ، فإنه لا يلزم عن إدراك ماهيته بالعقل ، أن تــكـون هذه الماهية موجـودة في العالم الخارجي . كذلك فإن بين الذاتي والعرضي تضاد كالتضاد بين المحسوس والمعقول، وبين الممكن والواقع. (1)
لقد ارتبط مفهوم الذات على مدى قرون بالعقل، فغياب أحدهما يمتنع عنه حضور الآخر،لكن مايهمنا هنا اشتراك الذات في شعور الشخص بكليته- أي إحساسه بأنه كائن منفصل بالعـقـل عما حوله من الموجـودات ، ومن هنا نجد أن الذات والعقل يشتركان في منظومة توحد انبثاقهما ألا وهو(الدماغ). وإذا ما صح أن الإنسان يملك منظومة عصبية دماغية هي الأرقى من حيث البنية والحجم،وأن وظائفه الإدراكية العليا منوطة بتطور جملته العصبية،فهل للشعور بالذات مكان في حكاية وعيه بفرديته ووعيه بالعالم ؟.. وإذا كان العقل بما يشمل من خواص الإدراك والعاطفة والخيال وآليات الفكر منبثقة عن الدماغ، فماذا نعني بالانبثاق هنا ؟.. –إن الانبثاق (Emergence) كما عرفه أرنست ماير ( أحد كبار علماء البيولوجيا التطورية ) هو الارتقاء على سلم التكامل يصحبه عند كل مستوى من التعضي ظهور خواص جديـدة ليس بالإمكــان التنبؤ بها بمجرد معرفة مكونات المستوى الأدنى.وعلاوة على ذلك فإن لكل مستوى من مستويات التكامل خصائص مميزة ومقومات جديدة لم تكن موجودة في أي مستوى تكاملي أدنى . وبذلك يقال عن هذه الخصائص أنها (انبثقت). (2)
وعلى هذا أفلا يمكننا دراسة الذات كنتاج تطوري لجنسنا انبثقت عبر مجرى تطوره صور الذاتية مُعزِّزة بذلك وحدة الأنا ، وممهدةً السبيل ليصبح ذلك الإنسان سيداً على الطبيعة.وعلى هذا النحو يمكننا تصور أن هذه الذات التي كانت تعيش في تيار واحد سيال مع الطبيعة، تحولت بفعل تعقد نماذج البنى العصبونية في الدماغ ، والخبرات الطارئة في التاريخ البشري مع التنافس في سبيل البقاء ، لتصبح جوهراً منفصلاً ، والتي سيغذي بقائها أسئلة الماهية والوجود منذ فجر التاريخ . إن لحظة الانقطاع عن الطبيعة كانت أليمة ولا شك ، لكنها شقت الطريق أمام احتمالات شتى للمستقبل البشري صانعة بذلك أولى حالات الوعي البشري …وهو الوعي بالوحدة الكلية للكائن الإنساني والوعي بالزمان،والوعي بنموذج فكري تخيلي عن الطبيعة والكون من حوله ، وإذا كان الحال كذلك، فكيف يتسنى لهذه الذات أن تعي استقلالها وتفردها؟.
تتـصور الفرضية الأكثر شيـوعاً لدى علـماء النفس – الوعيconsciousness  على أنه نـاظــر (مراقب، مشرف) عام يراقب مجموعة نشاطات استعرافية، وقد يكون بشكل مامركز إرشاد(قيادة ، توجيه، إشراف) يضطـــلع بمسؤولـية تركيز المـعلـومــات الآتية من الحواس وتحليلها وتنسيقها ، ثم قيادة (توجيه) العمليات المطلوب إتباعها .(3)
إن الوصف السابق يجـد جذوره ربما عند (فيجوتسكي ) الـذي يــرى “أن التـحكم في وظيـفـة مـا ، هو النـسخـة المطـابـقـة لـوعي المرء بها”، في حين أن بياجيه يصّر على أن الـوعي ينمو على نحو نمـوذجي عندما يوقـفنا شيء ما ، أو عندما نتوقف لنفكر في احتمالات الأفعال التي تكون موجودة أمامنا، بدلاً من أن نفعل تماماً ما هو ممكن. هذا يعني أننا نرفع من إدراكنا لما هو واقع وفعلي بالتفكير فيما هو محتمل أو ممكن، ونحن واعون لما نفعله إلى حد أننا ندرك أيضاً مالا نفعله ،وما يمكن أن نكون قد فعلناه .(4)
أما يونغ فيعتبر الوعي بطبيعته ضرب من طبقة سطحية، أدمة تطفو على الخافية التي تـمتـد في الأعـمـاق مثل محـيط شاسع ذي اتصـالية كامـلة . لقد استـشعر (كانت) ذلك فكانت الخافية بالنسبة له موطن التصورات المعتمة التي تشكل نصف عالم . فالوعي لدى (يونغ) ضرب من عضو إدراكي توجـيهي متجـه في خطه الأول نحو العالم المحيط ، وهو يتـمـوقـع في نصفي الكرة المخيـة الـتي يشـكل إحـدى وظائفها ، في حين أن باقي المـنظــومة النـفسية لا تتموقـع على الأرجح في النصفيين المخيين. بل في مكان آخر.(5)
وعلى أية حال فإن الثدييات التي انقرض معظم أنواعها,كان لها دماغ أمامي بدائي (قشرة مخية) وكان لها القدرة على تجاوز التصرفات الغريزية الصرفة , وعلى مستوى هذا الدماغ الأمامي تصبح الأشياء الخارجية متميزة ذهنياً عن الجسم ذاته، حين يتميز الحيز الداخلي عن الخارجي بواسطة الجهاز الحوفي Limbic system . وأيضاً فإن الإدراك المكتسب من قبل الثدييات الراقية-هو مستوى التعرف على الأشياء-أي الفكرة المجردة للأشياء الدائمة في حيز خارجي ظاهر الوضوح،وفي هذه النقطة من (وعي الشيء)ينبثق وعي الحقيقة الخارجية.(6)
وعليه فقد اقترح البعض بأن التعقيد (التعضي) ، هو الذي يولد السياقات الواعية ، حيث بين طبيب الأعصاب (جون ايكلز) ، أن الجهاز العصبي المركزي (الدماغ) يبدي درجة شديدة جداً من التعقيد ، أعظم من أي جهاز منظم في الكون،ومن الطبيعي أن يسبب ذلك انبثاق emergence  خواص من طراز شديد التباين من كل ما جرت مشاركته مع المادة من خواص حتى الآن .(7)
إن (جيمس تريفل) يقول بأن عملية التطور قد أنتجت أدمغة متباينة إلى حد كبير، بالتطور الاختياري لأجزاء مختلفة من النظام الأساس، أي بإضافة خلايا عصــبية لتوســعة جزء معين ، أو بإعادة ترتيب الخلايا العصبية الموجودة مسبقاً.(8)
ترى هل إن انبثاق وظائف الدماغ الجديدة هو نتيجة التعقيد العصبي فقط؟ أم أن فُرصاً بيئية محلية أيضاً سمحت لتطور الدماغ على هذا النحو . إن (مينسكي) يدافع عن فكرة أن أدمغتنا لم تتطور حسب قواعد ومتطلبات محددة . لا بل تطورنا بدلاً من ذلك حسب الفُرص بانتقاء طفرات دعمت بقاؤنا تحت الظروف والتقييدات لعدة بيئات مختلفة خلال نصف مليار سنة من التباينات والاصطفاء . إن الكثير من الأجهزة العقلية قد تطورت لتصحح نواقص في الأجهزة القديمة - أي نواقص لم تظهر حتى أصبحنا أكثر ذكاءً، حيث أنه من خصائص التطور ، أنه بعد تطوير بُنى عديدة جديدة فإنه يصبح متأخراً الرجوع إلى الوراء وإجراء تعديلات على المنظومات القديمة التي لا نزال نعتمد عليها. (9)
ويمكننا القول هنا أن الدماغ -منظومة تكيفية معقدة - بأكثر من كونه نظاماً بيولوجياً يحمل خطة تطورية جينية مبرمجة . ذلك في أن لهذه المنظومات مخططات ذات نتائج في العالم الواقعي، وهي تمارس ضغطاً اصطفائياً عكسياً على التنافس بين المخططات ، وتلك المخططات التي تنتج نتائج أفضل في العالم الواقعي ، تميل إلى أن تستمر في البقاء ، أو أن ترتقي . وتلك التي هي أقل نجاحاً في العالم الواقعي تميل إلى أن تُزاح،أو تختفي.(10)
الوعي و الذات :
-إن ارتباط ظاهرة الوعي بمفهوم الذات يبدو جوهرياً بالنسبة لوجود الإنسان، ولا غنىً لأي تفسير يشمل هذه الظاهرة (الوعي) من أن يحاول سبر هذا الإحساس العميق الداخلي بوحدة الذات . إن هذا الإحساس متعالٍ على الإحساسات الجسدية ويبدو أكثر غوراً وعمقاً ، ولا يمحى حتى في ساعات النوم.
ترى ألا يبدو أن الوعي هو القدرة على إدراك الذات ؟ أي الإمكانية الجديدة لأن نكوِّن الأفكار حول ذاتنا ، ولأن ندرك ذاتنا كـ“أنا” ومن هذا المنطلق فإن دتيفورت يقول“ بأن الوعي هو محصلة لتجميع الذاكرة” والقدرة على التعلم وتبادل الخبرات، والقدرة على التخيل والتجريد،التي كانت جميعها قد نشأت في مراحل التطور السابقة بصورة منفصلة عن بعضها البعض .(11)
وزيادة على ذلك ، فقد تطورت بالتدريج فكرة أن الدماغ هو قبل كل شيء شبكة ، أو مجموعة شبكات عصبية مترابطة ، ولكن لا تراتبية التكامل العقلي “الأنا”التي يحس كل منا بوجودها ذاتياً، قد يكون آتياً حسب انطونيو داماسيو A. Damassio –من التعاون بين منظومات عصبية عالية المستوى، والذي يتأمن من خلال تزامن نشاطات عصبونية تنشأ في نواح دماغية منفصلة تشريحياً .(12)
أما(غوردون غالوب) (*G.Gallup Jr .Champanzees,Self Recognition Science,Vol l67,1970) فيرى أن وعي الذات يمكن أن يكون قد تطور استجابة لضغوط اجتماعية فريدة مرتبطة بالتعقيد المتنامي للعلاقات بين الأفراد. وبفضل انبثاق منفذ إلى عالمها الداخلي، ربما تكون شبيهات الإنسان البدائية قد طورت استراتيجيات مكرسة للتوقع والتأثير على سلوك الآخرين :التعاون، الخداع ..الخ ، وتشكل هذه الاستراتيجيات بدورها ضغوطاً انتقائية لصياغة خبرات عقلية أكثر تعقيداً ، ومن وجهة النظر التطورية أمكننا أن نكوّن نحن مصدر ذكائنا وربما أ ن العقل قد انبثق من الحاجة الأخذ نوايا وخبرات الآخرين بالاعتبار.(13)
من بين جميع الرئيسيات Primates .فإن الشمبانزي،والاورانغوتان قادران على تشكيل مبدأ ذهني عن معرفة الذات، وبقية الحيوانات التي نعتبرها ذكية كالغوريلا وقردة الريسوس،لا يبدو أنها تمتلك هذه القدرة .(14)
لكن من الطريف أن هناك ما يشير إلى أن المسار الارتقائي بالوعي بالذات،قد لوحظ عند (الغوريلا كوكو) التي تعلمت بعض الرموز اللغوية في عمر مبكر، ثم خضعت للملاحظة والدراسة ( Patterson,cohny 1994) حيث تعلمت بعض الكلمات بعمر السنة وقد تمكنت من نطق وفهم ضمير المتكلم Me وضمير الملكية mine وكذلك اسمها، حين بلغت من العمر 34-35 شهراً وقد تعرفت على الذات بصرياً من خلال تعرفها على صورتها في المرآة حينما بلغت اثنين وأربعين شهراً.وإذا كان الرابط بين التعرف على الذات يحدث لدى الرضيع البشري في نهاية السنة الثانية، فإنه قد حدث لدى (كوكو) في منتصف السنة الثالثة من عمرها. (15)
وزيادة على ما سبق فهناك تجارب توحي بوجود وعي شعوري عند الرئيسيات وذلك حين لجأ غالوب Gallup إلى تخدير حيواناته ثم وضع بقعة حمراء فوق حاجب كل منها وأخرى فوق الأذن غير المجاورة .في أماكن لا يمكن للحيوان أن يكتشفها إلا في المرآة .وبعد أن صحت الحيوانات راح يعد بدقة خلال مدة معينة عدد المرات التي كان فيه ا الحيوان يلامس بغير قصد أو تلقائياً هذه المناطق، ثم يضع مرآة أمامه، ويحصي عدد المرات التي كان فيها الحيوان يلامس المنطقة الحمراء في المدة نفسها إلى أكثر من خمسة وعشرين ضعفاً عما كانت عليه قبل رؤيتها بالمرآة،وبعد ملامسة الحيوان للبقعة الحمراء ، كان يفحص أصابعه ، أو يشمها وقد أجريت تجارب مماثلة على الغوريلا ، فأعطت نتائج مماثلة ، أو حتى ذات دلالات أقوى مما هي عند الشمبانزي .(16)
إن رؤية الإنسان لنفسه في علاقاتها بالعالم الخارجي ،إنما تعني تعرفه إلى ذاته في محيطها فما هي هذه الذات ؟ يسأل (يونغ) ، ويقول .. إنها أولاً(الأنا) محور الوعي، فعندما لايكون غرض ما قابلاً للانضمام إلى الأنا، أولا يكون ثمة جسر يصل الغرض بالأنا ، فإن الغرض يكون حينئذ خافياً ، أي أنه بالنسبة إلى الأنا بمثابة غير الموجود . ويمكننا بالتالي تحديد الوعي كعلاقة نفسية بواقع مركزي يدعى الأنا،ولكن ماهي الأنا ؟..إنها مقدار مركب للغاية، شيء ما أشبه بتجميع للمعطيات والأحاسيس تنطوي في المقام الأول على إدراك الوضعية المكانية التي يشغلها الجسم ، كوضعية الحرارة والبرودة والجوع.. الخ . ثم إدراك الحالات الوجدانية ، إضافة إلى أنها (الأنا) تنطوي على كم هائل من الذكريات ، ومع ذلك يبدو أن الحالة الوجدانية هي العنصر الجوهري , لأننا إنما نعي أنفسنا كأشد ما يكون الوعي ، وندرك ذواتنا كأشد ما يكون الإدراك عندما نكون فريسة وجدانٍ ما. (17)
أما التنسيق بين الأنا والذات يحقق الكلية، أياً كانت الجروح والنواقص، ذلك أن الموضوع المطروح، ليس أن يملك الفرد كل شيء، ولا أن يكون كل شيء بل أن يوجد وفق بنية تتمثل فيها التناقضات . (18)
ومن وجهة النظر الفرويدية،فإن الميل إلى عزل كل ما يمكن أن يصبح مصدراً للإزعاج عن "الأنا) إلى طرده عن إلى الخارج وتكوين(أنا)مُتعي خالص ، يقابله ويعارضه عالم براني (خارجي) غريب ومتوعد . وحدود هذا الأنا المُتعي البدائي لا يمكنها الإفلات من أسر تصحيح وتعديل تفرضها التجربة.فثمة أشياء عديدة لا يريد الطفل أن يتخلى عنها بوصفها مصادر للذة،مع أنها ليست (أنا) وإنما هي (موضوع) .وعندما يميز الجواني العائد إلى (الأنا) من البراني الآتي من العالم الخارجي فإنه يستوعب للمرة الأولى(مبدأ الواقع) الذي يفترض أنه يوجه التطور اللاحق .(19)
-ولربما على حد تعبير فرويد بأن الحالة الحواسية كانت مرهونة بالحالة الوجدانية الواعية باعتبارها تشكل الجانب الذاتي الآية حالة نفسية، وتصبح هكذا متلازمة للعمليات المتعاقبة الفيزيولوجية- العقلية ،واستناداً إليها فإن الوجدان الواعي يمثل هنا الجانب الذاتي لقسم من العمليات المتعاقبة البدنية (الفيزيقية) التي يتم حدوثها في صميم جهاز الخلايا العصبية (أي العمليات المتعاقبة الحواسية). (20)
ويبدو عموماً أن الرابط بين مفهوم الشخص عن ذاته وبين حدود جسده وإحساسه به ضروري من أجل شعوره بالوحدة بين الجسد والذات . حيث لوحظ من خلال الحالات السريرية التي شملت ا لمرضى الذين تعرضوا لإصابات في إحدى نصفي كرتي المخ ، وبالأخص في إصابات الشق الأيمن من الدماغ، أن الإحساسات بالجسد الخاص-بكلّية “أنا”-المريض الجسدية تتغير. ويحصل نقص إدراك للجسد الخاص ، فنصف الجسد الأيسر، وكل ما يحدث في هذه الجهة(وخزه، لمسة، ضغط) يتم إدراكه بشكل أضعف ،كما يكون التعرف على الأشياء أسوأ عندما توضع باليد اليسرى،ولا يشعر المريض بجسده بشكل سيء فحسب، بل يفقد في وعيه كليته ووحدته أيضاً،فهو يفقد كليته المكانية ، وحدوده الواضحة تجاه المحيط في كل لحظة من الزمن الجاري.(21)
إن المكان الفردي (المحتل من قبل الشخص) يمتلك في أغلب الظن صفة التوسط في تكوين الإحساسات بكلّية الـ “أنا” الجسدية والنفسية للإنسان، وفي التحديد المكاني الفاصل الواضح عن العالم الخارجي مع الإحساس المتزامن بالوحدة غير القابلة للفصل معه . يؤدي ضعف أو زوال المكان من جراء حدثيات مرضية في نصف الكرة المخية الأيمن إلى فتور الإحساسات المذكورة أو إلى استحالتها التي تتظاهر سريريا في ظواهر الاغتراب وتبدد الشخصية ، فالمرضى يتملكهم الإحساس بتزايد قياسات أجسادهم أو أجزاء منها ، وجميع الأشخاص المحيطين بهم (يبقون) في هذا المكان بينما (ينصرف) المرضى إلى مكان آخر .(22)
يبقى لدينا هنا تساؤل مهم .. ترى كيف يتطور هذا الوعي بالذات في مراحل الطفولة؟. إن ذلك يتم على الأغلب على مراحل متعددة يمكن أن نوجزها في ست نقاط رئيسة :
أولاً : يعي الطفل أنه كيان متمايز عن كيانات أخرى في بيئته وأن له خصائصه
المميزة.
ثانياً: يعي الطفل أيضاً أن ثمة معايير للسلوك متعارف عليها في بيئته الاجتماعية
ويبدأ في تقييم ذاته وفقاً لتلك المعايير .
ثالثاً: يدرك أن للآخرين فهمهم وتصورهم المعرفي والانفعالي الخاص للمواقف والأحداث،والذي يختلف عن فهمه وتصوره لتلك الأحداث والمواقف .
رابعاً: يدرك أن الآخرين يمكن أن ينظروا إليه ويقيموه بطريقة تختلف عن رؤيته
وتقييمه الخاص لذاته .
خامساً: يدرك أن وجهة نظر الآخر فيه هي بمنزلة تقييم لشخصه ولأدائه.
سادساً : تؤثر وجهة نظر الآخرين في الطفل على وجهة نظره هو في نفسه ،
حيث يرجع إليها عندما يقيم نفسه.(23)
لكن الذات لايمكن فهم وحدتها دون استقلالها ورؤيتها الداخلية تجاه العالم الخارجي (الموضوعي). وعلى ذلك فإن (بليس) يقر بأننا نبدأ بتعلم الاعتراف بالخاصيات الواقعية للأشياء في بيئتنا فقط ، وأننا لا نتعلم أن نصف وعينا للأشياء في بيئتنا إلا بعد أن نكون قد تعلمنا وصف الأشياء في بيئتنا. ونحن نصف خبرتنا الواعية ليس بلغة (الخاصيات الظاهراتية ) الميثولوجية التي يفترض بها أن تلازم (الموضوعات) الميثولوجية في الحقل الظاهراتي الميثولوجي ، بل بالرجوع إلى الخواص الفيزيائية الحقيقية للموضوعات والأحداث والعمليات التي تؤدي بشكل نظامي إلى نشوء نوع من الخبرة الواعية التي نحاول وصفها .(24)
إضافة إلى ما سبق فإن الفيلسوف جون سيرل ، يرى بأنه لما كانت الظواهر العقلية هي بالفعل من خاصيات الدماغ العادية ، فإن الوعي هو كذلك أيضاً
ويضيف بقوله : وذلك بالمعنى الذي فيه ميوعة الماء خاصية من خاصيات جزئيات H2O .ليس للحديث عن(ميوعة) بالنسبة للجزيء الواحد أي معنى الميوعة هي خاصية لا تعبر عن نفسها ولا معنى لها إلا بالنسبة لمنظومة جزيئات . وهذا حسب رأيه (سيرل) ، ما ينطبق على الظواهر العقلية التي لا توجد خاصياتها إلا في مستوى معين من التعقيد . الوعي والذاتية بالنسبة للفيلسوف (سيرل) هما خاصيتان منبثقتان طبيعياً من الدماغ . لذا فإن الوعي هو في الوقت نفسه الحياة العقلية الذاتية ،إن الأفكار والرغبات والأحاسيس هي دائماً لشخص ما .لا يمكن لأي ملاحظ خارجي امتلاك معرفة مباشرة بها. (25)


الذات و الاغتراب:
إن فروم ينظر إلى الاغتراب عن الطبيعة بطرق مختلفة .فللانفصال عن الطبيعة الذي يصاحب سيطرة الإنسان عليها طابع يختلف عن طابع ذلك الانفصال الذي يصاحب ظهور وعي الذات ، ففي الحالة الأولى يظهر الإنسان ، وقد تبنى موقفاً فكرياً بالغ الايجابية تجاه الطبيعة باعتبارها كذلك ومستعبداً إياها وفي الحالة الثانية هي فكرة الاستبعاد عن الانغماس ا لمباشر في الطبيعة. ويعني الاغتراب عن الطبيعة افتقاد القدرة على ربط ذات المرء بالطبيعة بصورة كلية، وهذا العجز عن الارتباط كلية بالطبيعة ليس مرادفاً حتمياً لوعي الذات والعقل عند فروم ، فهو يعتقد أن بوسع المرء أن يربط ذاته كلية بالطبيعة دون أن يفقد وعيه بذاته وعقله ، ففي هذه الحالة يتم معايشة الطبيعة لا بصورة سلبية وإنما بالأحرى باعتبارها مادة خاماً يتعين استخدامها وصياغتها . (26)
أما هيجل فيتحدث عن الفرد باعتباره(مغترباً عن ذاته)، وهو يعتقد أن الإنسان هو أساساً عقل، وأن الكلية أمراً أساسي لأي شيء عقلي في أساسه ، وهكذا فإن افتقاد الكلية يسفر عن أن المرء (يغرب بذلك نفسه عن الطبيعة الجوهر ويصل إلى أقصى قمم التطرف في التنافر مع ذاته ) ، والفرد بتوقفه عن أن يكون في وحدة مع تلك البنية الاجتماعية يفقد كليته،وحينما يحدث ذلك فإن الفرد لا يعود به ممتلكاً لناصية جوهره. وفي البنية الاجتماعية يتموضع العقل، وحينما تغترب البنية عن الفرد فإنها تغدو عقلاً متوضعاً مغترباً عنه .(27)
-ويعتقد فروم أن جوهر الإنسان يتمثل في التناقض الكامن في وجوده (أي) أنه جزء من الطبيعة ، إلا أنه يتجاوزها باعتباره يمتلك ناصية العقل ووعي الذات ويشير إلى أن خروج الإنسان من حالة الوحدة مع الطبيعي إلى الوعي بذاته ككيان منفصل عن الطبيعة والبشر الآخرين المحيطين به . ويؤدي ذلك الانفصال عن الطبيعة أو تجاوزها بأنه اغتراب عن الطبيعة – إن الإنسان إذ يتجاوز الطبيعة ويغترب عنها يجد نفسه عارياً والعار يجلله . ويرجع فروم ذلك في بعض الأحيان إلى ظهور وعي الذات . وهو شيء لا يمكن للإنسان التخلص منه ويبدو أن اغتراب الإنسان عن الطبيعة هو أمر حتمي ولا مناص منه. في سبيل تحقيق (وعي الذات) .(28)
ترى أليس بمقدورنا تفسير هذه الظاهرة (الاغتراب) على المستوى البيولوجي العصبي ؟ وإذا كان ذلك صحيحاً فإلى أي حد يسهم فهمنا لهذه التظاهرات السريرية في فهم جوهر حادثة الاغتراب؟..
فعلى سبيل المثال فالحالة الانفعالية المتبدلة في إصابات نصف الكرة المخية الأيمن لايمكن وصفها لا كذعر ولا كخوف ولا كحزن ، وتترافق مع تظاهرات اغتراب وتبدد شخصية . فالعالم الواقعي يتغير ليصبح خانقاً ، مقبضاً ، غير طبيعي وجامد.الألوان تبهت ، والوجوه تبدو مخشوشنة (فارغة من أي محتوى) ويبدو البشر كدمى أو آلات فقدت القسمات والمعالم الفردية والانفعالية
ويشعر المرضى بأنهم مغتربون ومنفصلون عن العالم الخارجي ، ويصف المرضى الإدراك غير الانفعالي للأنا الخاص ة، والعالم المحيط بأنه ذو صبغة مزعجة ومضايقة.(29) ومن كل ما تم وصفه من قبل (,1959Abramowitsch 1957Schlarowa,1948Gurewitsch,1965Semenow, Dobrochotowa,Bragina1978 ) لحالات تبدد الشخصية والاغتراب لابد من الانتباه لثلاث نقاط هي..
أولاً: يتعلق الأمر هنا بتناقض، أو زوال الشعور الباطني للإنسان السليم بكلّيته وتبدليه(أنا) المريض الخاصة الجسدية والنفسية.
ثانياً: إن الشعور بالارتباط غير القابل للفصم بين الأنا الخاصة والمحيط ، الشعور بوحدتهما قد ضعف أو فُقد.
ثالثاً : يتعلق الأمر هنا باضطراب في كلية وتبدليه العالم الخارجي .
-ومن الجلي تماماً أن وحدة الأنا الجسدية والنفسية ، عدم قابليتها للفصل عن المحيط ، وكلية العالم الخارجي جميعها غير ممكن بدون مكان محدد وزمان محدد ، ويتعلق الأمر هنا على الأرجح بالاندماج الزمني للإحساسات الجسدية المتنوعة ، والمنطلقة من مختلف نقاط المكان الجسدي . إن الإحساس بكلية ووحدة الأنا الخاصة والعالم الخارجي يترافق في الظروف الطبيعية مع إدراك فصل واضح للأنا الجسدية عن المحيط، هذا الاتحاد الزمني لمختلف نقاط المكان (بمعنى الحوادث الواقعة فيه) في الوعي هو بالذات ما يضطرب عادة في إصابة نصف الكرة المخية الأيمن.(30)
إن (أنا) المريض في إصابات نصف المخية الأيمن متواجدة في كل مقطع مُعطى من المكان الواقعي والزمان الواقعي ،حيث يحصل في هذه الإصابات تبدد للشخصية الجسدية بشكل خاص والشكل المتطرف منه هو التغريب الذي ينسحب عادة على نصف الجسد الأيسر بالكامل ، أما تبدد الشخصية النفسية فيحدث بدرجة طفيفة .(31)
ويبدو عموماً أن الترتيب الزمني لسلسلة الأحداث الواقعية الآنية بأن يعطى لكل لحظة زمنية في مكان واقعي انطباع حسي جسدي مميز من كل نقطة من نقاط المكان الذي يحتله الجسد ، يبدو أن هذه العملية يضطلع بها الدماغ الأيمن على نحو كبير ، كما يضطلع الدماغ الأيسر باللغة والتفكير المنطقي
أما عندما يغيب هذا التنسيق الدماغي ويحصل اندماج زمني داخلي لهذه الإحساسات الجسدية،فلا يمكن هنا صناعة حدود واضحة بين الأنا الخاصة (الجسدية) والعالم المحيط بنا، فتتبدد شخصيتنا ونغترب عن ذواتنا .
كذلك الأمر فإن المرضى في إصابات(الكرة المخية الأيمن) يفقدون القدرة على التقاط، أو فهم التغييرات التي تحصل من حولهم دون انقطاع ،ولا يعود بالإمكان إدراك تبدليه العالم وحركات المواضيع فيه. إن عدم حركة العالم في وعي المريض ينبغي أن نتصورها بأن العالم المُدرَك من قبله في هذه اللحظة يبدو له كما كان قبل ثانية واحدة. وينشأ في وعي المريض وبشكل لا إرادي تيار ثانٍ من التصورات الحسية وتكون الحوادث المتتالية المُعاشة قد حدثت في الماضي عندما يعيش الشخص هذه الحوادث مرة أخرى ، حيث يعيش الحالة النفسية في ذلك الحين السابق . وبهذا يستعيد التيار الثاني للوعي عالماً هو الآن غير واقعي ولكنه كان واقعياً في الماضي بالنسبة للمريض، ويعيش المريض في هذه النوبة عالمين : الأول منهما حقيقي موجود بمكان وزمان محدد ملموس، والثاني هو العالم الماضي الذي كان موجوداً في إدراك المريض.(32)
البحث عن الذات في الدماغ :..
حسب النظرية الفرويدية في الجهاز النفسي فإن الجزء المكبوت من العقل اللاواعي يعمل طبقاً لمبدأ يختلف عن مبدأ الواقع، الذي يحكم الأنا الواعية ، هذا النمط من التفكير اللاواعي يعلّل النفس بالآمال ، ويغفل وهو مفعم بالسرور – قواعد المنطق واتجاه الزمن ، فإذا كان فرويد على حق ، فلابد أن يطلق تلف البنى المثبطة للدماغ (التي تُعد مقر الأنا الكابتة نماذج من العمل العقلي تنافي التفكير السليم وتساير تمنيات النفس ) وهذا ما أمكن ملاحظته لدى مصابين بتلف في المنطقة الحوفية Limbic region ، الجبهية التي تتحكم في نواح مهمة من الشعور بالذات self- awareness إذ يبدي هؤلاء المصابين متلازمة تدعى (ذهان كورساكوف) يتصف أصحابها بكونهم لا يعون أنهم نسّاؤون ، وهذا يجعلهم يملؤون ثغرات ذاكرتهم بقصص مبعثرة تعرف بالتحريفاتConfabulations  .(33)
-إن البشر عموماً قد طوروا حساً بالذات لانظير له في تعقيده، وقد يكون من المهم أن القشرة المخية أمام الجبهية الوسطى واحدة من أهم المناطق الدماغية البشرية تميزاً ، فهذه القشرة لدى البشر ليست أكبر منها لدى الرئيسيات غير البشرية ، فحسب . بل إنها كذلك تمتلك تركيزاً أكبر لعصبونات فريدة الشكل تدعى الخلايا المغزلية Spindle cells ،ولا يعرف العلماء حتى الآن عمل هذه العصبونات ولكنهم يشتبهون في أنها تؤدي دوراً مهماً في معالجة المعلومات .ويبدو على الأغلب أنه إذا كانت الذات البشرية ذات التجهز المكتمل هي نتاج مجتمع فصيلة الإنسان ، فإن تلك الصلة قد تفسر لماذا توجد تداخلات مثيرة بين الكيفية التي نفكر بها بأنفسنا، والكيفية التي يفكر بها الآخرون، ولا يقتصر هنا هذا التداخل على القدرة على الشعور بمشاعر الغير . فالبشر كذلك ماهرون على نحو فريد في استدلال مقاصد وأفكار الآخرين من بني جنسهم.لقد أجرى العلماء مسحاً على أناس منشغلين فوجدوا أن بعض المناطق الدماغية التي تصبح ناشطة ، تشكل جزءاً من الشبكة المستعملة في التفكير حول الذات(بما في ذلك القشرة المخية أمام الجبهية الوسطى) . (34)
-إن الفرق الرئيسي والأهم بين دماغ الشمبانزي ودماغ الإنسان هو البروز الكبير للفص قبل الجبهي عند الإنسان، ويتصل هذا الفص بالمهاد Thalamus والوطاء hypothalamus ، وقد أُفترض أن المناطق قبل الجبهية هامة في الحفاظ على توجيه الوظائف العقلية نحو الأهداف، إضافة إلى إتقان الأفكار، وذلك يعني ببساطة زيادة درجة عمق وتجريد الأفكار المختلفة، والقدرة على التخطيط للمستقبل وعلى تأجيل الفعل كاستجابة لإشارات حسية ، وتدبير نتائج الأفعال قبل القيام بها وحل مشكلات فلسفية وحسابية معقدة والضبط الأخلاقي . وعقب التداخل الجراحي باستئصال المنطقة قبل الجبهية  Prefrontal lobotomy، يحدث حالة من الخلط بذاكرة مضطربة، وتخلف بالنشاط العقلي، وعدم ضبط التبول وكذلك التبرز، مع تغيير بالنشاط العضلي ، في ضعفه أو زيادته وتغيير بالتعبير الانفعالي والسلوك الاجتماعي، ويبدو الشخص كمن فقد ضميره، ويبدو الفرد لطيفاً ومتعاوناً على غير العادة بعد الجراحة ، مما يدل على اضمحلال دور الإرادة في الأفعال والاختيار والتفكير .(35)
وهكذا يبدو أن القشرة المخية قبل الجبهية في تميز وظائفها وتطورها الكمي والنوعي عن باقي أفراد الرئيسيات ، قد مكنت نوعنا الإنساني من التفوق واتخاذ القرارات الصعبة (نموذج التفكير المسبق) من أجل البقاء وحفظ النوع وجميع هذه الوظائف الراقية للقشرة المخية قبل الجبهية ترتبط على نحو وثيق بقاصد الذات، الأمر الذي يمّكن هذه ا لذات من التفرد على باقي أفراد الرئيسيات ، وحتى ضمن جنسنا من أفراد البشر . ليس هذا وحسب فإذا ما أرادت الذات اختراق العالم، وتأكيد وجودها فيه ، فإن ذلك يستلزم أن تكون مجهزة بالخبرات السابقة عبر عمليات الاصطفاء الطبيعي سواء على المستوى البيولوجي أو حتى السلوكي التي تدعم سبل البقاء والتطور.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الدماغ ووعي الذات دراسة في ظاهرتي الذات والاغتراب بالنسبة إلى علوم الدماغ :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الدماغ ووعي الذات دراسة في ظاهرتي الذات والاغتراب بالنسبة إلى علوم الدماغ

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: المكتبة الشاملة-
انتقل الى: