إن الأديان الإبراهيمية الثلاث تنبع من فكرة واحدة مفادها وحدانية المعبود بكل مسمياته فاليهود يسمون إلههم الواحد بـ ( يـهـوه ) وكذلك المسيحيين وأما المسلمين فغيروا أسمه إلى ( الله ) . وبعيداً عن المسميات فصفات وأفعال الإله الإبراهيمي هي نفسها في الديانات الثلاثة مع بعض الفوارق البسيطة بسبب إختلاف الثقافات واللغات ونرى أن اليهودية لازالت فعّالة في طقوسها ومعتقداتها بالرغم من قلة معتنقيها التي لا تزيد عددهم عن 20 مليون يهودي في أنحاء العالم وبالرغم من ذلك نرى أن اليهود لهم الأثر الكبير في إدارة السياسات والأفكار والمنظمات السرية والعلنية هذا يدل على قوة تفكيرهم ومنطقهم وكيف لا وهم من أسسوا فكرة الإله الإبراهيمي وقاموا بنشره قبل عشرات القرون ولازالت اليهودية ذات وقع كبير! حتى في أيامنا هذه التي تنتشر فيه المسيحية ويزيد عدد أتباعها عن أكثر من 2،5 مليار مسيحي في أنحاء الأرض ولا ننسى المسلمين باعتبارهم الوريث الأخير لعرش الإله الإبراهيمي حيث يبلغ تعدادهم حوالي 1،3 مليار مسلم منقسمين إلى طوائف ومذاهب عديدة ، وما يهمنا من كل هذا الأستعراض السريع هو طائفة من المسلمين تسمى بالطائفة الشيعية أو الجعفرية المتبعين لمذهب أحد أحفاد علي بن أبي طالب المسمى بالإمام جعفر بن محمد والملقب بـ ( الصادق ) حيث رسخت أفكار ومعتقدات هذه الطائفة أيام جعفر الصادق المذكور آنفاً وأشتد عودهم وظهر منهم الكتّاب والمؤرخين ووطدوا الكثير من الأفكار والمعتقدات وأضافوا الكثير أيضاً ! ، ومن أبرز مادعوا إليه هو فكرة ( الـمـهــدي الـمـوعــود ) والمهدي الموعود هذا هو أبن الحسن بن علي الهادي الملقب بـ ( العسكري ) أحد أحفاد جعفر الصادق مؤسس المذهب الجعفري الإثنا عشري وإسمه محمد بن الحسن وبه أختتمت الإمامة المكوّنة من إثنا عشر رجلاً كعدد نقباء بني إسرائيل الإثنا عشر ! سموا بالإئمة عند أهل الشيعة وأولهم علي بن أبي طالب وآخرهم محمد بن الحسن الملقب بـ ( المهدي المنتظر ) ويقول الشيعة بإن المهدي المولود في سامراء العراق في 15 شعبان سنة 55 هجرية . غاب عن العالم بأمر من الله في غيبته الصغرى التي أمتدت من ولادته وحتى وفاة أخر سفرائه ، وكان له أعوان أربعة سموا بالسفراء الأربعة وأنقطعت صلته بأتباعه بوفاة أخر السفراء الأربعة وهو علي بن محمد السمري في سنة 329 هجرية ، وبعدها غاب عن العالم بما سميَّ بالغيبة الكبرى وكان ذلك في الرابع من شهر شوال سنة 329 هجرية . ومنذ ذلك التاريخ ينتظر المسلمون الشيعة ظهور غائبهم المنتظر الموعود المهدي حتى يصلح أحوال العالم ويبسط العدالة والحرية والمساواة بين جميع البشر ويرفع عنه الظلم والجور والعذاب ، وكل هذا تحت راية الإسلام حيث لاغالب يومها إلا دين الله الآخير وهو الإسلام . من هنا ... ننطلق إلى حيث بدأنا بالقول والتعريف بفكرة الإله الإبراهيمي الواحد التي أسسها اليهود وتلتها المسيحية ومن ثم الإسلام ومنبعها واحد كما أسلفنا وكما نعلم بأن معـقـّـل المنتظرين للمجيء المهدي هو في العراق أولاً حيث ولد وغاب المهدي وفي إيران ثانياً باعتبارها الدولة الأكثر نفوذاً من حيث متبعي المذهب الشيعي الجعفري ، وفي الجهة المقابلة من العالم نرى نفس الفكرة ولكن بحلة أخرى ! حيث المنتظرين لظهور المسيح المخلّص فهذه الفكرة التي تتبناها منظمة علنية بطقوسها سرية بخططها معترف بها في الولايات المتحدة الأمريكية تحت أسم جمعية ( شـــهــــود يــــهــــوه ) وفيما يلي نبذة عن جماعة شهود يهوه وهي جماعه دينيه أسسها تشارلز راسل 1870-1916، ومن بعده جوزيف رذرفورد وتقوم الفكرة على التوحيد بين اليهودية والمسيحية من أجل التمهيد لقدوم المسيح المخّلص حيث يعتقد هؤلاء بمجيء المسيح وتخليص العالم من الآلام والظلم وبسط الأمن والطمأنينة والسلام على الأرض وتحويلها إلى جنة حيث يعيش شهود يهوه ولهم موقع خاص في أمريكا حيث يعملون يسمى بـ ( برج المراقبة ) ويبلغ عدد متبعي الجماعة حوالي 7،5 مليون شخص في أنحاء العالم ولهم إمكانيات مادية ونشاطات إعلامية واسعة ويعمل شهود يهوه في أكثر من 230 دولة في العالم بحسب إحصائية سنة 2010 ولاسيما أن شهود يهوه لهم باع طويل في الدول العربية والإسلامية ونذكر منها لبنان وسودان والنفوذ الأكثر قوة في العراق بعد سقوط النظام في سنة 2003 حيث تعمل منظماتهم في شمال العراق ووسطه كما تعمل منظمات وجمعيات الآتية من إيران في جنوب البلاد وكل يشترك في هدف واحد وهو التوطيد والتمهيد لظهور شخص موعود مسيحاً كان أم مهديا واللافت في الأمر مايدعيه الشيعة المنتظرون للمهدي حيث يقولون بأن المهدي لا يظهر إلا بعد نزول المسيح من السماء حيث رفعه الله وبهذا يشترك المنتظروووون ...!!
