حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 فراس السواح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ساحة الحرية
فريــق العــمـل
فريــق العــمـل
ساحة الحرية


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 902
معدل التفوق : 6211
السٌّمعَة : 25
تاريخ التسجيل : 11/12/2011

فراس السواح   Empty
23122013
مُساهمةفراس السواح

فراس السواح   Arton320-2c67d


قبل أن نبدأ الحديث عن أصل مريم وأسرتها وميلادها في كلا النصين الكتابي والقرآني، لا بد من تقديم نبذة عن وضع مريم ومكانتها في هذين النصين.
على الرغم من المكانة العالية التي تبوأتها مريم في اللاهوت المسيحي الذي أعطاها فيما بعد لقب أم الله، وجعلها ترتفع إلى السماء في يومٍ ما زالت الكنسية تحتفل به حتى الآن، وهو عيد صعود السيدة العذراء، إلا أن مكانة مريم في أسفار العهد الجديد لم ترقَ إلى مكانتها في اللاهوت المسيحي. وفيما عدا دورها في قصة البشارة والميلاد لا نكاد نعثر لها على دور مميز في حياة يسوع التبشيرية، وقد كانت غائبة عن مشهد الصلب لدى ثلاثة من الإنجيليين، ولم تشهد قيامة يسوع مع التلاميذ لدى الإنجيليين الأربعة. وهنا لابد من الإشارة إلى أن قصة البشارة والميلاد قد وردت عند متَّى ولوقا. وغابت تماماً عند مرقس ويوحنا. فهذان الإنجيليان يبدءان روايتهما باللقاء الذي تم بين يسوع ويوحنا المعمدان عند نهر الأردن عندما كان يسوع في نحو الثلاثين من عمره. وهما لا يشيران ولو من بعيد بعد ذلك إلى قصة الميلاد العذري، حتى ليبدو أنهما لم يسمعا بها، ولم يكن لديهما أي معلومات عن السيدة مريم وعن أسرتها وحياتها السابقة قبل الميلاد. وفي الواقع، فإن غياب قصة الميلاد عن إنجيلي مرقس ويوحنا، وورودها بشكل مختلف تماماً في إنجيلي متَّى ولوقا، قد دعا بعض الباحثين في العهد الجديد إلى اعتبارها قصة مقحمة على هذين النصين، جرى إضافتها لاحقاً لأسباب تتعلق بنشوء وتطور فكرة الميلاد العذري التي كانت غائبة في مرحلة تدوين الأناجيل.

في رواية لوقا لا تظهر مريم بعد قصة الميلاد إلا في حادثة زيارة أسرة يوسف النجار إلى أورشليم عندما كان يسوع في سن الثانية عشر من العمر، وكيف افتقداه في طريق العودة ولم يجداه في الركب، فعاد الوالدان إلى أورشليم ليجداه في الهيكل يناقش الشيوخ ويُظهر علماً كثيراً (لوقا 41:2-52). وبعد ذلك تغيب مريم عن بقية الأحداث حتى نهاية الرواية. وحتى في الموضع الذي نتوقع فيه ظهور اسمها كأم ليسوع فإن لوقا يخيب أملنا في ذلك. فعندما تكلم في مجمع الناصرة لأول مرة بعد هبوط الروح القدس عليه، تعجب الحاضرون من سلطان كلماته، فقالوا: “أليس هذا ابن يوسف؟” (لوقا 16:4-22)، ولم يقولوا: أليس هذا ابن مريم، أو أليس هذا ابن يوسف ومريم، على ما سنجد بعد قليل في إنجيل متَّى.

في رواية متَّى لا يأتي ذكر مريم بالاسم بعد قصة الميلاد إلا مرة واحدة، وذلك على لسان أهل الناصرة الذين استمعوا لأقوال يسوع للمرة الأولى فقالوا: “من أين لهذا هذه الحكمة والقوات؟ أليس هذا ابن النجار؟ أليست أمه تدعى مريم، وإخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا؟ أوَ ليست أخواته جميعاً عندنا؟” (متَّى 55:13-56). كما يأتي ذكر مريم عند متَّى مرة أخرى ولكن دون الإشارة إلى اسمها: “وفيما هو يكلم الجموع إذا أمه وإخوته قد وقفوا خارجاً طالبين أن يكلموه. فقال له واحد: هوذا أمك وإخوتك واقفون خارجاً طالبين أن يكلموك. فأجاب وقال للقائل له: من هي أمي ومن هم إخوتي؟ ثم مد يده نحو تلاميذه وقال: ها أمي وإخوتي، لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي.” (متَّى 46:12-50). ويسوع هنا يُبدي نوعاً من البرود تجاه أسرته التي جاءت على ما يبدو من أجل الحيلولة بينه وبين رسالته التي لم يكونوا مؤمنين بها. والنص التالي من إنجيل يوحنا يوضح لنا موقفهم هذا بشكل لا لُبس فيه: “وكان عيد المظال قريباً، فقال له إخوته: انتقل من هنا واذهب إلى اليهودية لكي يرى تلاميذك أيضاً أعمالك التي تعمل، لأنه ليس أحد يعمل شيئاً في الخفاء وهو يريد أن يكون علانيةً. إن كنت تعمل هذه الأشياء فاظهر نفسك للعالم. لأن إخوته أيضاً لم يكونوا يؤمنون به.” (يوحنا 2:7-5). ويبدو من هذا النص أن إخوته كانوا يحفزونه على الذهاب إلى أورشليم عاصمة مقاطعة اليهودية لكي يتم القبض عليه هناك ويُرغم على التخلي عن رسالته. وقد حاولوا هم القبض عليه لأنهم اعتبروه مخبولاً، على ما سنرى في إنجيل مرقس.

في إنجيل مرقس الذي لم يذكر قصة الميلاد العذري، ولم يأتِنا بخبر عن يسوع قبل اعتماده على يد يوحنا المعمدان وهو في نحو الثلاثين من عمره، لا يأتي المؤلف على ذكر مريم بالاسم إلا مرة واحدة، وذلك في معرِض تعجب أهل الناصرة من حكمة يسوع، فيسوق لنا مقطعاً مشابهاً لما قرأناه منذ قليل عند متَّى: “من أين لهذا هذه؟ وما هذه الحكمة التي أُعطيت له حتى تجري على يديه قوات مثل هذه؟ أليس هذا هو النجار ابن مريم؟ وأخو يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا؟ أوَ ليست أَخواته ههنا عندنا.” (مرقس 6: 1-3). وهذا هو الموضع الوحيد الذي دُعي يسوع فيه بابن مريم، ولكن من قبيل التعريف لا من قبيل إطلاق اللقب. ونلاحظ هنا أن مرقس قد تجاهل يوسف تماماً عندما قال: “أليس هذا هو النجار ابن مريم؟” بينما قال لوقا في روايته للحادثة نفسها: “أليس هذا ابن يوسف؟” وقال متَّى: “أليس هذا ابن النجار؟” أي أن مرقس الذي لم يروِ قصة الميلاد يبدو أنه لم يسمع بيوسف النجار فأعطى لقب النجار ليسوع نفسه.

في المرة الثانية والأخيرة التي يذكر فيها مرقس السيدة مريم يشير إليها على أنها أم يسوع دون ذكر اسمها، وذلك عندما جاءت تطلبه مع إخوته: “فجاءت حينئذٍ أمه وإخوته ووقفوا خارجاً وأرسلوا إليه يدعونه، وكان الجمع جالساً حوله فقالوا له: هوذا أمك وإخوتك خارجاً يطلبونك. فأجابهم قائلاً: من أمي وأخوتي؟ ثم نظر إلى الجالسين وقال: ها أمي وأخوتي، لأن من يصنع مشيئة الله هو أخي وأختي وأمي.” (مرقس 3: 31-35). ومن الواضح هنا أن أسرة يسوع قد جاءت لكي تحول بينه وبين المضي في رسالته، لأن مرقس يقول في الإصحاح نفسه، وقبل بضع آيات من ذلك: “ولما سمع أقرباؤه خرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا إنه مختل.” (مرقس 3: 21).

وعلى الرغم من وجود نسوة بين أتباع يسوع يرافقنه بشكل دائم ويخدمنه، إلا أن أم يسوع كانت غائبة عن المشهد طيلة الفترة التي تغطيها رواية الأناجيل الإزائية (= المتشابهة) الثلاثة، متَّى ومرقس ولوقا. نقرأ عن أولئك النسوة في إنجيل لوقا: “وعلى إثر ذلك كان يسير في كل مدينة وقرية يكرز ويبشر بملكوت الله، ومعه الاثنا عشر وبعض النسوة كن قد شفين من أرواح شريرة وأمراض: مريم التي تدعى المجدلية التي أخرج منها سبعة شياطين، ويُوَنَّا امرأة خوزي وكيل هيرودُس وسوسنة. وأُخر كثيرات كنّ يخدمنه من أموالهن.” (لوقا 8: 1-3).

بعض هؤلاء النسوة بقين مع يسوع حتى القبض عليه، وحضرن واقعة الصلب في الوقت الذي تخلَّى فيه عنه الرسل واختفوا. نقرأ في إنجيل متَّى: “فصرخ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح... وكانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد، وهن كن قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه، وبينهن مريم المجدلية، ومريم أم يعقوب ويوسي، وأم ابني زبدي.” (متى 27: 50-56). ونقرأ في إنجيل مرقس: “وكانت هناك نساء ينظرن من بعيد، بينهن مريم المجدلية، ومريم أم يعقوب الصغير ويوسي، وسالومة، اللواتي أيضاً تبعنه وخدمنه حين كان في الجليل، وأُخر كثيرات اللواتي صعدن معه إلى أورشليم.” (مرقس 15: 40-41). ونقرأ في إنجيل لوقا: “وكان جميع معارفه ونساء كن قد تبعنه من الجليل واقفين ينظرون ذلك.” (لوقا 23: 49). وبعض هؤلاء النسوة كن أول الشاهدين على قيامته، وهن من أبلغ بقية التلاميذ هذه البُشرى.“(متَّى 28 ومرقس 16 ولوقا 24).

من هذه الشهادات الثلاث نلاحظ أن أم يسوع كانت غائبة حتى عن مشهد الصلب. يوحنا هو الإنجيلي الوحيد الذي جعل مريم حاضرة في مشهد الصلب. فهل كان لها حضوراً أكثر وضوحاً في شهادته؟

إن يوحنا الذي أغفل قصة الميلاد جملةً وتفصيلاً، وصف يسوع في مطلع إنجيله بأنه ابن يوسف، حيث يقول فيليبس الذي تبع يسوع لزميله نثنائيل:”وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء، يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة.“(يوحنا 1: 45). وبعد ذلك، وفي الإصحاح الثالث، يشير يوحنا إلى يسوع على أنه ابن يوسف مع الإشارة العَرَضيَّة لأمه دون ذكر اسمها، حيث يقول أهل الناصرة:”أليس هذا يسوع ابن يوسف الذي نحن عارفون بأبيه وأمه؟“بعد ذلك يرد ذكر والدة يسوع مرتين فقط ولكن دون الإشارة إلى اسمها، المرة الأولى في مشهد عرس قانا في بداية الرواية، والثانية في مشهد الصلب في آخر الرواية. وفيما بين هذين المشهدين لا نعثر لوالدة يسوع على أثر، سواء في حياته الخاصة أم في حياته العامَّة.

في مشهد عرس قانا في الجليل حيث دُعي يسوع وأمه والتلاميذ، لدينا دليل على الدفء المفقود في العلاقة بين يسوع وأمه. فلما نفذت الخمر والحفل مازال في منتصفه، توجهت أم يسوع إلى ابنها ليجد حلاً لهذا الوضع المُحرج:”ولما فرغت الخمر قالت أم يسوع له: ليس لهم خمراً! فقال يسوع: مالي ولك يا امرأة. لم تأتِ ساعتي بعد. قالت أمه للخدم: مهما قال لكم فافعلوه.“(يوحنا 2: 1-10). يلي ذلك قيام يسوع بأولى معجزاته وهي تحويل الماء إلى خمر. بعد ذلك علينا أن ننتظر إلى نهاية الإنجيل لنقابل أم يسوع مرةً أخرى واقفة عند الصليب:”وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه، وأخت أمه مريم التي هي زوجة كيلوبا، ومريم المجدلية. فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفاً قال لأمه: يا امرأة هو ذا ابنك. ثم قال للتلميذ هو ذا أمك. ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته.“(يوحنا 19: 25-27). هذا كل ما لدى هذا الإنجيلي الذي تجاهل قصة الميلاد ليخبرنا به عن مريم.

في بقية أسفار العهد الجديد لا يرد ذكر مريم إلا مرة واحدة فقط، وذلك في سفر أعمال الرسل، وبطريقة عابرة. فبعد أن ارتفع المسيح إلى السماء بعد أن أمضى أربعين يوماً يظهر للتلاميذ على فترات متقطعة، عاد التلاميذ إلى جبل الزيتون بالقرب من أورشليم، وكان معهم مريم وإخوة يسوع الذين آمنوا به على ما يبدو بعد صلبه وقيامته:”ولما دخلوا صعدوا إلى العُلية التي كانوا يقيمون فيها: بطرس ويعقوب ويوحنا... إلخ. هؤلاء كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطِلبة مع النساء ومريم أم يسوع وإخوته.“(أعمال 1: 9-14).

بعد ذلك تختفي مريم في سفر أعمال الرسل. أما إخوته فقد بقوا، أو بقي بعضهم، عضواً في كنيسة أورشليم الجديدة، لأننا نعلم من سير الأحداث أن أكبرهم وهو يعقوب قد صار رئيساً لهذه الكنيسة وحمل لقب أخو الرب. وهناك أخ آخر له يدعى يهوذا تنسب إليه إحدى رسائل العهد الجديد المعروفة برسالة يهوذا.

فإذا نظرنا إلى رسائل القديس بولس التي تشغل الحيِّز الأكبر من العهد الجديد، والتي كانت الأساس الذي بنت عليه الكنيسة لاهوتها السامق، لم نعثر لمريم العذراء على أثر، وليس في إشارته العابرة الوحيدة إلى أن يسوع قد ولد من امرأة أي صلة بالسيدة مريم، لأن كل كائن بشري قد وُلد من امرأة، حيث يقول:”ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة، مولوداً تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني.“(غلاطية 4: 4-5).

فإذا انتقلنا إلى الرواية القرآنية للإنجيل، وجدنا لمريم حضوراً طاغياً لا يقارن بحضورها في العهد الجديد. فقد ورد في الرواية القرآنية، على قصرها واختزالها، اسم مريم نحو 43 مرة في مقابل 19 مرة في جميع أسفار العهد الجديد البالغ عددها 27 سفراً. وهي المرأة الوحيدة التي ذكرها القرآن بالاسم، أما بقية النساء فقد نسبن لأزواجهن كقوله: امرأة عمران وامرأة لوط وامرأة فرعون، أو نسبن لما اشتهرن به مثل ملكة سبأ. وفي مقابل صمت الأناجيل الأربعة عن أصل مريم وحسبها ونسبها، والذي نجد نموذجاً عنه في قول متَّى:”أما ولادة المسيح فكانت هكذا: لما كانت أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا. وُجدت حُبلى من الروح القدس.“فإن الرواية القرآنية تنسبها إلى سلسلة الأنبياء العظام في تاريخ الوحي الإلهي، وتجعلها سليلة أسرة نبوية مصطفاة على العالمين:”إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين. ذرية بعضهم من بعض، والله سميع عليم.“(3: 33). وإضافةً إلى انتمائها إلى هذه الأسرة المصطفاة، أسرة آل عمران، فإن مريم هي أشرف وأنبل نساء الأرض قاطبةً:”وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين.“(3: 42). وهي نموذج التقوى والصلاح:”يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين.“(3: 43). وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين.” (66: 12). وهي مثال العفة والطُهر: “ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا.” (66: 12). وتبلغ عظمة مريم ذروتها في قوله تعالى: “وجعلناها وابنها آية للعالمين.” (21: 91). “وجعلنا ابن مريم وأمه آية.” (23: 50).

وتتابع الرواية القرآنية تعداد فضائل مريم: “ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط... وضرب الله مثلاً للذين آمنوا... مريم ابنة عمران.” (66: 10-11). ويصفها النص بأنها صديقة: “وأمه صِدِّيقة.” (5: 75). والصِدّيق هو لقب من ألقاب التشريف الخاصة بالأنبياء: “واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبياً.” (19: 41). “واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقاً نبياً.” (19: 56). ومريم وابنها محصنان ضد الخطيئة ولا سبيل للشيطان إليهما. وهذا هو مؤدى قول والدة مريم لما وضعتها: “وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم.” (3: 36). وقد ورد في الحديث الشريف ما يشرح هذه الآية: “ما من ولد يولد إلا مسَّه الشيطان حين يولد فيستهل صارخاً، إلا مريم وابنها.” (رواه الشيخان). وقد ورد في إنجيل متَّى وإنجيل لوقا ما يشير إلى حصانة يسوع ضد الشيطان وذلك في قصة تجربة الشيطان له وعجزه عن إغوائه (متَّى 4 ولوقا 4). وفيما بعد، بنى اللاهوت المسيحي مفهومه الخاص عن حصانة مريم عندما اعتبرها قد وُلدت مبرأة من الخطيئة الأصلية التي يشترك بها بنو آدم.
وتدافع الرواية القرآنية عن سمعة مريم التي حاول اليهود طيلة تاريخهم تلطيخها واتهامها بالزنى: “فيما نقضهم ميثاقهم (أي اليهود) وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء... وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً.” (4: 155-156) فلقد استخدم اليهود شخصية مريم في سياق انتقادهم للمسيحية والحط من قدر يسوع الذي وصفوه بأنه ابن غير شرعي لمريم من جندي روماني يدعوه التلمود بانتيرا. وقد غادر بانتيرا هذا فلسطين بعد أن حملت منه مريم. وقد كان للعثور على شاهدة قبر لجندي روماني من مدينة صور الفينيقية، توفي في ألمانيا، كتب عليها: تيبريوس جوليوس عبدي بانتيرا، دور في إعادة فتح هذا الملف الذي لم يغلقه اليهود حتى اليوم. وفي هذا الشأن يقول الباحث Morton Smith في كتابه: Jesus the Magician (N.Y.1978, P47)، بأن الاسمان الأولان في هذا الاسم المركب هما تيمنّا باسم الإمبراطور تيبيريوس الذي خدم هذا الجندي خلال حكمه، والاسم الثالث “عبدي” هو اختصار للتعبير السامي “عبد شمس”، وأما الثالث “بانتيرا” فهو ترجمة للاسم السامي “فهد” وهو الاسم الأصلي لهذا الجندي. ثم يتساءل إذا كان هنالك صلة بين هذا البانتيرا وبانتيرا التلمود

FONT> DIV>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

فراس السواح :: تعاليق

هرمنا
رد: فراس السواح
مُساهمة السبت ديسمبر 28, 2013 10:01 am من طرف هرمنا
متَّى.

في رواية متَّى لا يأتي ذكر مريم بالاسم بعد قصة الميلاد إلا مرة واحدة، وذلك على لسان أهل الناصرة الذين استمعوا لأقوال يسوع للمرة الأولى فقالوا: “من أين لهذا هذه الحكمة والقوات؟ أليس هذا ابن النجار؟ أليست أمه تدعى مريم، وإخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا؟ أوَ ليست أخواته جميعاً عندنا؟” (متَّى 55:13-56). كما يأتي ذكر مريم عند متَّى مرة أخرى ولكن دون الإشارة إلى اسمها: “وفيما هو يكلم الجموع إذا أمه وإخوته قد وقفوا خارجاً طالبين أن يكلموه. فقال له واحد: هوذا أمك وإخوتك واقفون خارجاً طالبين أن يكلموك. فأجاب وقال للقائل له: من هي أمي ومن هم إخوتي؟ ثم مد يده نحو تلاميذه وقال: ها أمي وإخوتي، لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي.” (متَّى 46:12-50). ويسوع هنا يُبدي نوعاً من البرود تجاه أسرته التي جاءت على ما يبدو من
هرمنا
رد: فراس السواح
مُساهمة الإثنين ديسمبر 30, 2013 9:24 am من طرف هرمنا
د متَّى ولوقا. وغابت تماماً عند مرقس ويوحنا. فهذان الإنجيليان يبدءان روايتهما باللقاء الذي تم بين يسوع ويوحنا المعمدان عند نهر الأردن عندما كان يسوع في نحو الثلاثين من عمره. وهما لا يشيران ولو من بعيد بعد ذلك إلى قصة الميلاد العذري، حتى ليبدو أنهما لم يسمعا بها، ولم يكن لديهما أي معلومات عن السيدة مريم وعن أسرتها وحياتها السابقة قبل الميلاد. وفي الواقع، فإن غياب قصة الميلاد عن إنجيلي مرقس ويوحنا، وورودها بشكل مختلف تماماً في إنجيلي متَّى ولوقا، قد دعا بعض الباحثين في العهد الجديد إلى اعتبارها قصة مقحمة على هذين النصين، جرى إضافتها لاحقاً لأسباب تتعلق بنشوء وتطور فكرة الميلاد العذ
هرمنا
رد: فراس السواح
مُساهمة الأربعاء يناير 22, 2014 11:41 am من طرف هرمنا
ر مريم بالاسم بعد قصة الميلاد إلا مرة واحدة، وذلك على لسان أهل الناصرة الذين استمعوا لأقوال يسوع للمرة الأولى فقالوا: “من أين لهذا هذه الحكمة والقوات؟ أليس هذا ابن النجار؟ أليست أمه تدعى مريم، وإخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا؟ أوَ ليست أخواته جميعاً عندنا؟” (متَّى 55:13-56). كما يأتي ذكر مريم عند متَّى مرة أخرى ولكن دون الإشارة إلى اسمها: “وفيما هو يكلم الجموع إذا أمه وإخوته قد وقفوا خارجاً طالبين أن يكلموه. فقال له واحد: هوذا أمك وإخوتك واقفون خارجاً طالبين أن يكلموك. فأجاب وقال للقائل له: من هي أمي ومن هم إخوتي؟ ثم مد يده نحو تلاميذه وقال: ها أمي وإخوتي، لأن من يصنع مشيئة 
 

فراس السواح

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: الحــــــــــــــــــداثـــة-
انتقل الى: