حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 التفكير العلمي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فؤاد
فريــق العــمـل
فريــق العــمـل
فؤاد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 786
معدل التفوق : 2214
السٌّمعَة : 22
تاريخ التسجيل : 17/12/2011

التفكير العلمي Empty
17122013
مُساهمةالتفكير العلمي

في ظل الهجمة الدائمة على العلم والفكر العلمي , كان لابد لي من أن أطرح هذا الموضوع الذي يحاول أن يجيب على أسئلة لطالما شغلت بالنا , عن طريقة التفكير العلمي , والمنهجية العلمية , وهل الحقيقة العلمية " نسبية " أم " مطلقة " ؟ وما هي سمات التفكير العلمي ؟ وما هي العقبات التي يواجهها التفكير العلمي ؟ ما هي شخصية العالم ؟ والكثير من التساؤلات التي سنحاول أن نطرحها ونناقشها في هذا الموضوع .

سأعتمد في كلامي على كتاب " التفكير العلمي " لـ " الدكتور فؤاد زكريا " من " سلسلة عالم المعرفة _ مارس 1978 " , فقد وجت به مرجعا يقدم كثير من الأجوبة المقنعة , عن تساؤلاتي , بطريقة مبسطة وسلسلة .
_____________

ماذا نقصد بالتفكير العلمي ؟

ليس التفكير العلمي هو تفكير العلماء بالضرورة. فالعالم يفكر في مشكلة متخصصة ،هي في أغلب الأحيان منتمية إلى ميدان لا يستطيع غير المتخصص أن يخوضه ، بل قد لا يعرف في بعض الحالات أنه موجود أصلا. وهو يستخدم في تفكيره وفي التعبير عنه لغة متخصصة يستطيع أن يتداولها مع غيره من العلماء ، هي لغة اصطلاحات ورموز متعارف عليها بينهم ، وان تكن مختلفة كل الاختلاف عن تلك اللغة التي يستخدمها الناس في حديثهم ومعاملاتهم ا لمألوفة. وتفكير العالم يرتكز على حصيلة ضخمة من المعلومات ، بل انه يفترض مقدما كل ما توصلت إليه البشرية طوال تاريخها الماضي في ذلك الميدان المعين من ميادين العلم.
أما التفكير العلمي الذي نقصده فلا ينصب على مشكلة متخصصة بعينها ، أو حتى على مجموعة المشكلات المحددة التي يعالجها العلماء ، ولا يفترض معرفة بلغة علمية أو رموز رياضية خاصة ، ولا يقتضي أن يكون ذهن المرء محتشداً بالمعلومات العلمية أو مدربا على البحث المؤدي إلى حل مشكلات العالم الطبيعي أو الإنساني. بل إن ما نود أن نتحدث عنه إ نما هو ذلك النوع من التفكير المنظم ، الذي يمكن أن نستخدمه في شئون حياتنا اليومية ، أو في النشاط الذي نبذله حين نمارس أعمالنا المهنية المعتادة , أو في علاقتنا مع الناس ومع العالم المحيط بنا. وكل ما يشترط في هذا التفكير هو أن يكون منظما وأن يبنى على مجموعة من المبادئ التي نطبقها في كل لحظة دون أن نشعربها شعورا واعيا ,مثل مبدأ استحالة تأكيد الشيء ونقيضه في آن واحد , والمبدأ القائل أن لكل حادث سببا , وأن من المحال أن يحدث شيء من لا شيء .

هذا النوع من التفكير هو ذلك الذي يتبقى في أذهاننا من حصيلة ذلك العمل الشاق الذي قام به العلماء ,و زالوا يقومون به من اجل اكتساب المعرفة والتوصل إلى حقائق الأشياء. فبناء العلم يعلو طابقا فوق طابق ,وكل عالم يضيف إليه لبنة صغيرة ,وربما اكتفى بإصلاح وضع لبنة سابقة أضافها إليه غيره من قبل. ولكن الأغلبية الساحقة من البشر لا تعرف تفاصيل ذلك البناء ,ولا تعلم الكثير عن تلك الجهود المضنية التي بذلت حتى وصل إلى ارتفاعه هذا. وهي تكتفي بأن تستخدمه وتنتفع منه ,دون أن تعرف إلا اقل القليل عن الطرق المستخدمة في تشييده. وهذا أمر طبيعي لان العلم قد تحول ,على مر العصور ,إلى نشاط يزداد تخصصا بالتدريج ,ولا تقدر على استيعابه إلا فئة من البشر أعدت نفسها له إعدادا شاقا ومعقدا. ولكن هل يعني ذلك أن جمهرة الناس لم تتأثر بشيء مما زودها به العلم ,فيما عدا تطبيقاته ؟ وهل يعني أن العلم لم يترك أثرا في أية عقول فيما عدا عقول العلماء المنشغلين به؟الواقع أن العلم ,وان كانت تفاصيله وأساليبه الفنية مجهولة لدى أغلبية البشر ,قد ترك في عقول الناس آثارا لا تمحى , أعني أساليب معينة في التفكير لم تكن ميسورة للناس قبل ظهور عصر العلم ,وكانت في المراحل الأولى من ذلك العمر مختلطة بأساليب أخرى مضطربة مشوشة وقفت حائلا دون نمو العقل الإنساني وبلوغه مرحلة النضج والوعي السليم.

وهذه الأساليب التي تركها العلم في العقول ,حتى لو لم تكن قد اشتغلت به أو أسهمت بصورة مباشرة في تقدمه ,هي ذلك النوع من التفكير العلمي الذي نود هنا أن ندرسه. فبعد أن يقدم العلماء إنجازاتهم ,قد لا يفهم هذه الإنجازات حق الفهم ,ويشارك في استيعابها ونقدها ,إلا قلة ضئيلة من المتخصصين,ولكن »شيئا ما « يظل باقيا من هذه الإنجازات لدى الآخرين,أعني طريقة معينة في النظر إلى الأمور ,وأسلوبا خاصا في معالجة المشكلات . وهذا الأثر الباقي هو تلك »العقلية العلمية « التي يمكن أن يتصف بها الإنسان العادي ,حتى لو لم يكن يعرف نظرية علمية واحدة معرفة كاملة ,ولو لم يكن قد درس مقررا علميا واحدا طوال حياته. إنها تلك العقلية المنظمة التي تسعى إلى التحرر من مخلفات عصور الجهل والخرافة والتي أصبحت سمة للمجتمعات التي صار للعلم فيها »تراث « يترك بصماته على عقول الناس.

و لن نتمكن من إلقاء الضوء على هذه الطريقة العلمية في التفكير إلا إذا أ لممنا بشيء عن أسلوب تفكير العلماء , الذي انبثقت منه تلك المعلومة العلمية في مجتمعاتهم , فتفكير العلماء هو مصدر الضوء , ومن هذا المصدر تنتشر الإشعاعات في شتى الاتجاهات وتزداد خفوتا كلما تباعدت ولكنها تضيء مساحة أكبر في عقول الناس العاديين كلما كان المنبر الأصلي أشد نصاعة ولمعانا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

التفكير العلمي :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

التفكير العلمي

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: الحــــــــــــــــــداثـــة-
انتقل الى: