حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 تأملات في شخص الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باسل
ثـــــــــــــــائر محــــرض
ثـــــــــــــــائر محــــرض
باسل


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 259
معدل التفوق : 770
السٌّمعَة : 21
تاريخ التسجيل : 15/12/2011

تأملات في شخص الله  Empty
16122013
مُساهمةتأملات في شخص الله

) الله كائن وحيد و فريد من نوعه .. ياللمسكين
أحد أحد .. لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد

الله هذا المسكين .. هذا الشخص الوحيد ليس له عائلة أو زوجة أو أصدقاء.
شخص بلا أصدقاء أو محبين مكافئين له بسبب خاصية لعينة .. أنه أقوى و أعظم من الجميع.
و لأنه أقوى و أعظم من الجميع فهو بلا أصدقاء أو محبين مساويين له يأتنس بصحبتهم … كل ما يملأ عالمه هو عبيده و ممتلكاته و عرائسه التي خلقها بأمر منه.
تلك هي ضريبة العظمة و القوة … أن تعيش حياة سرمدية وحيدا بليدا بلا أنيس أو زوجة.
أتصور ان الله من الممكن أن ينظر بحسد و حقد بالغ على العلاقات الإنسانية شديدة الترابط ..
لأنه بلا ولد فهو يأمر إبراهيم أن يقدم إبنه الذي يحبه جدا ذبيحة.
أتصور أن شخصا مثل هذا قد جن من هول الوحدة و الوحشة التي يعيشها ..
بالتأكيد أنا لا أريد أن أكون إلها فائق القوة و العظمة … وحيد و معزول و فريد من نوعي.
أن يحيا المرء كإنسان أفضل ألف مرة ..


(2) الله كائن كامل متكامل … الله لا يحتاج أحدا
أنا لن أحاول التقرب إلي شخص لا يحتاج أن أتقرب إليه

جميعنا نحب الأطفال … لماذا ؟
الأطفال يخرجوا من نفوسنا أفضل ما فينا …
نحن نكون أكثر حرصا في كلامنا في حضور الأطفال, نحرص على أن يكون كلامنا طيبا يزرع فيهم كل خير.
الأطفال في مرحلة يحتاجون فيها إلي من حولهم ..
الرضيع لا يستطيع حتى أن يعبر عن إحتياجاته إلا بالبكاء ..
أن تشعر أن فلان يحتاجك و يريدك و يصعب عليه أن يستغنى عنك هو لب أي علاقة حميمة.
هو يريدني .. هو يحتاجني.
حين تنظر لعيني طفلك الذي يحتاجك من أجل أن يعيش يوما آخر .. و يحتاج بالأساس لحبك و حنانك, حتى العلاقات بين الناضجين يلزمها الإحتياج المتبادل و إلا سقطت.
و بالأخص الإحتياج للحب و المشاعر الحلوة المتبادلة.
أما الله فهو لا يحتاج أحدا .. و لا أعرف ما الذي يجعلني حريصا على شخص لا يحتاجني في شئ و لا يحتاج أحدا في شئ و هو منزه أيضا في المسيحية أو الإسلام عن أن يكون محتاجا لحبي و إحترامي و إهتمامي … هو الله الكامل الذي لا يحتاج احدا و لكن الجميع يحتاجه.
طبعا العلاقة القائمة على إحتياج طرف واحد للإخر تصير علاقة عقيمة ثقيلة ..
حين يكون كل ما يجمعك بأبيك هو المال الذي يعطيك إياه .. حين يكون كل ما يجمعك بأمك هو الطعام الذي تعده … حين يكون كل ما يجمعك بزوجتك هو لقاءكما في السرير.
تكون الحياة رخيصة جدا …
حين لا تكون لا تحتاج شيئا من طفلك بينما هو عالة عليك بالنسبة لك .. سقطت العلاقة.
على الأب أو الأم هنا أن يعترفا أنهما يحتاجان إلي حب و إحترام و مودة و إهتمام أولادهما و إلا سقطت العلاقة.
و لو لم يعترف الله أنه يحتاجنا في أي شئ .. حتى و لو كان حبنا و إهتمامنا صار من يقبل بعلاقة مع الله مثل البلهارسيا في جسم الإنسان مع الفارق … أنك حتى لا تستطيع أن تضر الله.

(3) الله كائن سرمدي .. فهل لحياته معنى ؟
إن لم يكن يعرف الموت فلا أظن ان لحياته معنى …

كيف يستمد أي شئ قيمة ؟ كيف يكون أي شئ غاليا أو رخيصا ؟
الندرة هي أساس القيمة .. هذا هو علم الإقتصاد و هكذا علمتنا الحياة.
حين يكون مورد معين غير محدود يصبح بلا قيمة ..
فالهواء لا يكتسب قيمة إلا على القمر او خارج المجال الجوي أو في الأماكن المرتفعة أو ُناء الغوص ..
حين يقل الهواء أو ينعدم يصبح للهواء قيمة ..
و حين تكون الحياة محدودة و لها نهاية تكون لها معنى و قيمة ..
أما حين يكون المرء أزليا أبديا فلا أعتقد أنه قد يشعر باي قيمة لحياته أو لوجوده … و إن كان من الممكن أن يستمد قيمته و معنى لوجوده أو لحياته حين يرتبط بالفانين.
الفكرة كلها أن القيمة تستمد من المحدودية و ليس العكس كما هو شائع.

(4) الله لا يخطئ أبدا … الله لا يجرب أبدا
الله محروم من أن يتعلم لأنه يعلم كل شئ.

متعة التعلم .. متعة التجربة و الخطأ.
أن تنظر بإنبهار لشئ جديد … أن تفجأ بأي شئ, ربما تلك الأشياء هي التي تجعل لحياتنا طعما و نكهه.
تلك الأشياء هي التي تجعل أيامنا متجددة و مثيرة و شيقة.

أنا لا أحب كبار السن بوجه عام … لديهم أفكار معينة و طريقة معينة في النظر للحياة.
يظنون أنهم يعرفون كل شئ في كل شئ .. يصعب عليهم جدا أن يتعلموا شيئا جديدا.
يتكبرون على الدنيا و مفاجآتها و كل جديد فيها و يضفون على الحياة رتابة و ملل ..
يسقطون التمايز بين الأشياء و الأحداث و يجعلون كل الأشياء متشابهه.
متعصبون و يصعب عليهم تغيير معتقداتهم … و لا يبذلون مجهودا في الفهم أو الإستيعاب.
لماذا ذكرت ذلك ؟
الله لا ينكر وجود مفاجآت أو تغيرات في حياته تكبرا أو غرورا … هو بالفعل يعلم كل شئ في كل شئ, الماضي و الحاضر و المستقبل … لا جديد في حياة الله الذي ليس عنده تغيير و لا ظل دوران (يع 1 : 17)
حياة رتيبة مملة بلا جديد بلا إستزادة أو نقصان بلا مفاجآت أو إنبهار ..
حياة بلا حياة ..

(5) الله سرمدي .. لا يتغير او يتبدل أبدا … الله لا يخطئ أبدا
لماذا يصر أصحاب الأديان ان الله شخصا بذاته و ليس قيمة عظمى !!

حين تزيد سرعة جسم مادي لتصبح مساوية لسرعة الضوء يتحول الجسم إلي طاقة أو يجب أن يكون قد تحول إلي طاقة .. هذا ما فهمته و أجده معبرا عن فكرة أراها حتمية :
حين يتحول شخص بذاته إلي أن يكون مساويا للقيم المطلقة (العدل و الحق و الجمال و الحب و .. ألخ ) يفقد المرء شخصيته و يتحول إلي قيمة .. أو يجب أن يكون قد تحول إلي قيمة.
لا يمكن لشخص أن لا يخطئ أبدا .. أو أن يكون ملتزما بقيم معينة دون ان يكون جزءا منها و تكون هي جزءا منه.
حين يكون الله هو العدل .. لا يكون الله شخص بذاته له شخصية معينة ذات ملامح بل يكون قيمة مطلقة, حين يصير الله عادلا لدرجة أنه لا يظلم أبدا و لا يستطيع ان يظلم فهو لا يمكن أن يكون شخصا بذاته.
أو ان يكون الله محبة و من يثبت في المحبة يثبت في الله ….. حين يصير الله مساويا بالمحبة لا يكون الله شخصا بل قيمة.
كنت أحب دائما أن أتصور الله هو إتحاد كل القيم الجميلة و هو إن كان تصور جميل لله إلا انه لا يجعله شخصا حيا و عاقلا ..
إما أن يكون الله شخصا يخطئ و يصيب يلتزم بالقيم أحينا و لا يفعل أحيانا أخرى و إما أن يكون قيمة و ليس شخصا.

(6) الله كائن يفوق البشر .. الله ليس إنسانيا
الله لم يذق طعم الكريز أو نكهة الكوكاكولا .. و لن أقول طعم الخطيئة و نكهة العجز و الحرمان

حتى في المسيحية حين تجسد الله لم يجعلوه يخطئ .. لم يحب إمرأة معينة مثلا, لم يقبل فتاة أحلامه في سن المراهقة, لم يتزوج أو ينجب, لم يعجز أو يخطئ.
حرمت المسيحية الله حين تجسد من أن يحيا حياة طبيعية أو يتذوق مشاعر سيظل محروما منها بقية عمره الممتد إلي ما لا نهاية ..
لذا كان سهلا عليه أن يحرم الطلاق و يحرم الحب المحترم .. لأنه ليس إنسانيا و لا يعرف المشاعر الإنسانية, و لو جئت بشخصا أخضر من كوكب المريخ لا يطيق الابطاطس المحمرة بحكم تكوينه يسهل عليه أن يحرم أكل البطاطس المحمرة مثلما حرم إله المسلمين و اليهود أكل الخنزير و شرب الخمر ..
الله لا يعذر المخطئ حين يحاسبه على قلة إيمانه أو أخطاؤه .. لان الله لم يخطئ أبدا فهو لا يتعاطف مع المخطئ, يضع الآلية للغفران لمن يعترف له بخطؤه و يندم عليه و لكن في النهاية هناك جهنم لمن لم يفعل.
يقولون أنه من العيب كل العيب أن يتعبد المرء لإنسان مثله و إن كنت أظن أن عبودية إنسان لإنسان و بكل سوءها و إنحطاطها أفضل و أكثر إنسانية من العبودية لمن هو ليس إنسانيا.

(7) الله كان منذ الأزل غنيا و عظيما و قويا .. لم يتعب في شئ
لو كانت الحكايات الدينية تحكي عن شخص كافح و تعب لكي يصير إلها لكانت القصة أفضل.

المشكلة أن الله يمثل الطبقة الإرستقراطية الحاكمة منذ العصور القديمة و الوسطى .. منذ البداية كانت لديه الشرعية و الحق ليحكم و يتحكم لأنه الأفضل و لانه كان كذلك منذ الأزل.
الله كان دائما ملكا .. يملك و يحكم حتى عرف الغرب الديموقراطية في نظمهم السياسية ليتحول الملك إلي ملك يملك و لا يحكم … و بالتوازي أصبح الله يملك و لا يحكم, و حينها أصبح أكثر لطفا و طيبة.
الله لا يعرف التعب أو الكفاح .. كشاب مدلل ولد غنيا و لم يجوع قط كان الله منذ الأزل, و لذا كان من البديهي ألا يتعاطف مع الجوعى و المساكين و الخطاة.
يسهل عليه أن يأمر الناس بألا يخطأوا لأنه لا يبذل مجهودا لكي لا يخطئ .. و لكن كائن مثله لو كان قد كافح و تعب و ناضل من أجل إكتساب فضيلة واحدة فقط لما كان إحتقر من لا يملكون الكثير من الفضائل.
ما أريد قوله أن الله ليس أفضل منا لمجرد أنه أفضل .. هو لم يتعب لكي يكون أفضل بل وجد نفسه كذلك بلا أي فضل منه.
حين يولد المرء منا ليجد نفسه غنيا أو جميلا لا يكون له فضل في ذلك و لكنها الظروف التي جعلت من الإنسان إنسان و الإله إله .. و من الإنسان الضعيف و الفقير كذلك و من الإنسان القوي الغني القادر كذلك.
إذا ما استبعدنا المستحيلات فإن ما يتبقى أمامنا هو الحقيقة المجردة مهما بلغت درجة غرابتها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

تأملات في شخص الله :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

تأملات في شخص الله

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  عبد الله العروي تأملات ورؤى في ضوء الحوار
» الله والفيزياء الحديثة / ترجمة عبد الله حسين / موقع الأوان
»  تأملات نفسية في الظاهرة السلفية
»  تأملات في السياسة وسوسيولوجيا الاحتفال
» "تأملات ديكارتية"([1]) إدموند هوسرل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: الحــــــــــــــــــداثـــة-
انتقل الى: