حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 بلطجي على الهواء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باسم
ثـــــــــــــــائر محــــرض
ثـــــــــــــــائر محــــرض
باسم


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 342
معدل التفوق : 954
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 15/12/2011

بلطجي على الهواء Empty
12122012
مُساهمةبلطجي على الهواء



بلطجي على الهواء Arton11566-76632
أن
يتنازل آدمي عن قيمته الإنسانيّة ويدوس حرّيته وكرامته، ويتحوّل إلى حيوان
متوحّش، يعوي أو يزأر، يصرخ بجنون المجرم القاتل، ينكل يسحل يعذب إنسانا
آخر يدافع عن قيمته الإنسانيّة ويطلب الحريّة لنفسه وللآخرين، مهما كان
مصدر اختلافه عنهم في اللون والعرق والجنس واللغة والدّين…





















كما يسعى في سياق الكرامة نفسها إلى خلاص له وللجلاد الأداة
الذي مسخ الطغاة إنسانيته، وشوّهوا ذاكرته بسعار الكلاب الذي أعمى بصيرته
وصيره سفّاحا محترفا، يفتك ويقتل بيديه من هو أقرب النّاس إليه في
الانسحاق الوجودي للحصانة البشريّة، ولقمة العيش وهاجس الاهتمام بنمط عيش
الحياة.









أن ينزل الإنسان إلى مستوى "نفاية" أو"حثالة" فذلك ليس أمرا
جديدا في التّاريخ الاجتماعي الإنساني، ولا يستدعي الدّهشة والاستغراب،
بقدر ما يتطلّب الصّمود والتحدّي. هذه القضيّة المسكونة والمغلفة بالعنف
والإرهاب ترافق الطّغاة كجزء جوهري موضوعي مرتبط بطبيعة الاستبداد
والطغيان، لا تنتهي إلا بسقوط الشّكل السياسي الاجتماعي الثقافي لأنظمة
الطغيان. هذه القضيّة قد تأخذ مظاهر سياسيّة، اجتماعيّة، إيديولوجيّة،
اقتصاديّة، لكنّها في الأساس التّاريخي والاجتماعي هي جهاز قمعي إرهابي
لممارسة العنف السّياسي في الصّراع الاجتماعي.









هذه القضيّة لا تنحصر في الأجهزة الأمنيّة والمخابراتية فقط،
بل هي تتمثل في الشّكل الخطير لما يسمّى المرتزقة، والجماعة المصطنعة
لتكريس الولاء وحماية الطغاة أو تسمّى بشكل أدق البلطجيّة والشبيحة…









وهي جزء من التّاريخ المسكوت عنه لدى المؤرّخين والفقهاء
القدماء والجدد، فهم لم يسلطوا الضّوء بما يكفي حتّى تستحق التنقيب والبحث
والدّراسة. إنّه الوجه الآخر النقيض للتّاريخ المسكوت عنه لما يسمّى في
تلك الأدبيات التاريخيّة والفقهية ب " العامّة".









فالمرتزقة، البلطجيّة والشبيحة مارسها السياسيون والعسكر
والفقهاء والمثقفون… ولا يزال الكثير من هؤلاء يعيشون في كنفها، متنافسين
على نعم وغنائم ورضا الحاكم المستبد الطاغية. وقد نجح اليوم الرّبيع
العربي والتقدّم العلمي التكنولوجي المعلوماتي والإعلامي في تسليط الكثير
من الأضواء على هذه القضيّة اللصيقة بالعنف السّياسي للطغاة.









لكن قلما تمّ الانتباه إلى التشبيح والارتزاق و"البلطجة
الإعلاميّة". وهذا ما نريد أن نتناوله كنموذج، من خلال برامج الإعلامي
أحمد منصور الذي يملك حصّة الأسد (لم نقصد وجه الشّبه في قصفه بالبراميل
الحارقة من الهواء) في إدارة البرامج بقناة الجزيرة، بدءا "بالشريعة
والحياة"، وصولا إلى "شاهد على العصر"، ومرورا ببرنامج "بلا حدود". فهذا
الرّجل في الكثير من حلقاته يستغل فرصة المنبر الإعلامي للجزيرة، لكي يخوض
غزواته مسيئا بأكثر من معنى إلى العمل الصّحفي الشّريف.









لذلك تراه في حربه الإعلاميّة يعبئ تقنيات هائلة بتفكير مقصود
لتحقيق أهداف سياسية إعلامية بعيدة عن المهنية الحيادية والموضوعية. فهو
يعتمد تصوّرا إرشاديا توجيهيا لخدمة منظور معين، انطلاقا من زاوية نظر
الكاميرا، والتحكم في الإضاءة، التقطيع، التعبيرات الجسديّة كالتذمّر
والسخريّة والاستهزاء تقمّصا لحالات نفسيّة قصد إنتاج دلالات معينة تستهدف
السّيطرة على إدراك المشاهد، بخلق انطباعات محدّدة، إلى جانب اعتماده
العنف اللفظي المدعوم باللغة الحركيّة للجسم التي يدرك أسرارها أهل المسرح
والسّينما.









والغرض من هذا كله هو التحكّم في إدارة الحوار، ليس بالإقناع
المنطقي العقلاني الذي يعتمد التّواصل المتفاعل والهادئ كأخذ وعطاء بل
يلجأ إلى العقلية الغيبية الخارقة التي تؤمن بالمعجزات والخوارق، ممّا
ينعكس سلبا على تفاعلها مع التقنية الحديثة، لهذا يميل إلى الإخضاع
والإكراه التكنولوجي، بالإضافة إلى التّمزيق الدّلالي لمفهوم الحوار،
وتشتيت الانتباه بتوسّله الأسئلة البوليسيّة المتسارعة الإيقاع في القفز
من موضوع لآخر، بنوع من العداء لعمق الفكر، والتّأسيس المفاهيمي لأبعاد
الحوار المنتج لمعرفة علميّة حقيقيّة. يشعر ضيف الحوار والمشاهد أنّهما
أمام إعلامي يتحرّك بسرعة نحو مناعة خلايا الفكر قصد تدميرها وتفكيك روابط
التفكير وشبكاته الذهنيّة والمعرفيّة، وفق تقنيّة الجلاد/ المحقّق الذي
يكون هدفه مزدوجا، أوّلا القضاء على حريّة العقل وانفتاح الفكر وذلك
لتسهيل انتزاع الاعتراف حتى بالأعمال التي لم تقم بها الضحية، ثم العمل
على إيقاف التفكير كتمهيد لغسل الذاكرة، وكل هذا لتأسيس رؤية مبيتة تخدم
أهدافا محددة بشكل مدروس ومسبق وفق إستراتيجية الاستسلام التلقائي للآخر
إلى درجة توريط الضيف / الضحية وخنقه في زاوية الشبهة لو سولت له نفسه
الاعتراض والنقد والنقض لما يتم طرحه عليه من أسئلة. يكفي أن نشاهد حلقة
"شاهد على العصر" التي خصصت لتونس خلال المرحلة البورقيبية لكي نتأكد من
كل ما قلناه سابقا، حول الإعداد البلطجي لتزوير التاريخ، والهجوم بطريقة
المحاكمة العسكرية على مرحلة تاريخية لها سلبياتها وايجابياتها، وتحتاج
إلى كثير من النقد التاريخي والمنهجية العلمية التاريخية.









فالإعلامي احمد منصور بين عن جدارة في أغلب حلقاته أنّه خرّيج
شعبة مخابرات التّعذيب السّياسي، فهو أشبه بالمحقّق (وكل من عاش تجربة
السّجن يكتشف ذلك بسرعة) الذي تحركه ساديته في اتجاه الإجهاز على الضحيّة
وسلخها دون رحمة. وعندما تعوزه وسائل الإخضاع فغالبا ما يلوح على الهواء
بتهديد المتابعة القضائية في حق الضيف /الخصم. إنّها أرقي شكل من البلطجة
الإعلاميّة في تزوير وقائع تاريخ الشّعوب، حتّى لو تطلّب ذلك الشخصنة، حيث
يقاتل بغدر متحصنا وراء الآلة الإعلاميّة الرّهيبة، ويسخر ويتقمّص بطولة
حامي الملة والدّين والهويّة…









يستنفر كلّ جوارحه وقسمات وجهه لخلق صدارة انطباع خطير لدى
المشاهد حول كفر وعلمانيّة وإباحيّة بورقيبة، كرجل متعهر منحل أخلاقيا
ودينيا واجتماعيا وسياسيا. بهذه البلطجة الإعلامية يصفي احمد منصور حسابه
مع مرحلة تاريخيّة من حياة الشّعب التّونسي، وذلك خدمة لأولي نعمته الذين
نصّبوه إعلاميّا محنّكا (هذا إذا ما استحضرنا التعبيرات الجسديّة) لنصرة
التخلّف والقدامة وتعدّد الزّوجات والجواري والعبيد…









وهو لا يستطيع أن يخفي تعبئة دواخله وشحنها بإحساساته بالحقد،
كبضاعة تعرض في السّوق الإعلاميّة، خدمة للجهل المقدّس، ولو تطلب ذلك
التّنكيل الرّمزي والخطابي برفاة الأموات كما فعل مع بورقيبة، وكأنّه
يصفّي حسابه مع العلمانيّة التي يجهلها إذ يمارسها بشكل آخر ومن حيث لا
يدري. أجل يصفّي حسابه معها بطريقة الإعدام الأقرب إلى السّلوك السّياسي
للاستبداد والطغيان، دعما لمشروع التكفير والطائفيّة والحروب الأهليّة
لمشروع الإسلام السّياسي بمختلف ألوانه السّوداء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

بلطجي على الهواء :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

بلطجي على الهواء

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: المكتبة الشاملة-
انتقل الى: