حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 الحب الأخضر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ساحة الحرية
فريــق العــمـل
فريــق العــمـل
ساحة الحرية


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 902
معدل التفوق : 6211
السٌّمعَة : 25
تاريخ التسجيل : 11/12/2011

الحب الأخضر  Empty
10122012
مُساهمةالحب الأخضر


أخبرتها أن تجاهل الشيء لا ينفي وجوده .. فما بال تجاهل بعضه ؟!! ..
وكأنما تنتقى الكلمات فتمحى بعضها وتظل ترجو أن لا تفسد العبارات ..
تستبدلها بأحرف من عندها .. ما هكذا بنيت اللغة وحتماً لا يكون الحب كذلك
.. أبتر أعور .. تبتغي أن تنحت أعجوبة كاذبة من بنات أفكارها .. خيالات
تغذيها بضوء داخلي لم أرى له ظل ابداً .. أو أنها فقط تتحاشى نظراتي
وتلتمس دفء كلماتي .. تندس بداخلي بكل سعادة وتأبى المبيت .. وانا لأني
أميل إليها لا اشكو .. كيف لي أن أشكو قربها وإن لم يكن كما ارجو .. ذلك
حال قلب مثير للشفقة والرثاء وانا اشكو حالي إلى حالي .. أعاتبها بكل قسوة
وأسالها الكف عن تلقي الصفعات .. وليس من المنصف ابداً أن أبل ظمأي ببضع
قطرات من الماء والبحيرات العذبه تحيط بي من كل جانب



تثير
حيرتي مراراً .. تخبرني أنها تكن لي الحب دوماً .. والحب لديها أنواع
مختلفه .. البعض منه له حواف دائرية والآخر يبدو مسطحاً .. وأحد تلك
الأنواع مجرد نقطة سوداء بذيل صفحة بيضاء .. لم أفهم ذلك النوع والحمدلله
أنها لم تحتفظ به لأجلي ولسان حالي يشفق على صاحبه .. لا اعتقد ان هنالك
امرئ يفخر بكونه مجرد نقطة .. سوداء .. ويا ليته كان في منتصف الصفحة ..
صفحة بيضاء تخلو من كل معالمها .. وكأنما تخبره .. أنت موجود في عالمي
الصغير .. لك حيز ولتفتخر بذلك .. إن كان شامة على خدها لعضضت نواجذي
حسداً لقربه من عينيها .. ولكنه نقطة .. سوداء .. بذيل الصفحة



الحب
لديها ألوان سبعة .. أحمر يفقدها صوابها .. يسرق النوم من على جفنيها ..
وترجو الفكاك منه قبل أن تحترق بلهيبه .. وهنالك الأصفر الباهت .. تحتفظ
فيه بجحافل من القوم .. يطرقون أبوابها كل يوم ويأملون في أحد الأيام أن
ترتقي قلوبهم ليحظوا بلون آخر . وجوههم شاحبة ما أمتد الدهر ولا يعلمون أن
الألوان بقلبها لا تتغير ..

وحبيبتي
كما "أفروديت" صدفة بحرية على الشط يكمن في داخلها اللؤلؤ .. وكل من أراد
لؤلؤها اصبح من ذوي الحب الأزرق .. بلون السماء بلا أمد .. لون البحر بكل
أمواجه العالية .. وكل من أبتغى الصدفة أكسبته بعينيها لون الغرق .. في
الجاهلية أسموها اللات وعبدوها .. فكانت لهم صنم لا يستجيب .. هؤلاء عابرو
سبيل .. حظوا بفراشها ذات يوم .. ثم غرقوا وابتلعتهم تلابيب البحر .. وكما
حال فرعون أراد اللحاق بموسى فكان من المغرقين .. أرادوا أن يصطادوك
فغرقوا .. ولأني أخشى البحار وتخاف هي عليَ من البلل .. ألقت بي بكلتا
ذراعيها بقلب غاباتها .. وسط أشجار كثيفة وأغصان متشابكة .. منحتني بكل حب
لونها الأخضر .. وأصطنعت لي مرقداً بين الورد ظللته بجفونها .. ومالت بكل
مرونة بورداتها الجورية تقبلني .. تغسل قلبي بدفء مشاعرها وتحيك لي ثياباً
من الحنان .. وعندما تغيب الشمس ترحل بلا وداع وتتركني بظلمات الليل
الحالك وقد أحاطت بي وحوش الغاب .. وحيدُ انا أخضر اللون من حبها بلا
منازع . ولأن لي قلب مثير للرثاء أحتفل بوجودي وسط الغاب وحيداً .. وأرجو
هطول المطر .. وأن تشرق الشمس علي بضياءها .. وأقضي وقتي بين ورداتها
الجورية أكتب لها شعراً .. فاض بي الكيل واستبد بي الغضب .. فكتبت لها في
أحد المرات على جذع أكبر شجرة وقد سئمت حديث القردة الساخر ومكر الثعالب
وعواء الذئاب ليلاً واحتقار الأسد لي " أحببتك باللون الأبيض .. فمنه تنبع
كل ألوان الطيف .. وما عاد اللون الأخضر يناسبني .. لهذا فإني راحل ..
وبنار الجوى سأحرق كل غاباتك " ......



كنت
صادق العزم قوي اللهجة .. غادرت مسرعاً ولم ألتفت خلفي .. فررت بجلدي
هلعاً من سطوتها وغلقت كل الأبواب خلقي وألقيت بالمفاتيح في غياهب الجب ..
وكأنما بي فاراً مع آل لوط وأخاف أن أسترق نظرة لها من أعلى الكتف فتُخسف
بي الأرض وتتساقط علي كسفاً من السماء ....لتصيبني في مقتلٍ فأعود إلى تلك
القرود أحدثها .. عما حل بي وعما جرى .. كنت صادق العزم والنوى ولكن كما
قال نزار قباني .. "أمام القرار الكبير جبنت .. لقد كنت أكذب من شدة الصدق
.. والحمدلله أني كذبت"



كل
الوعود راحت هباءاً منثورا وتبقت هي جاثمة على صدري تبتسم .. للأنثى جبروت
يُخضِع الجبابرة تحت قدميها .. لا تملك من العتاد سوى عينين مشرقتين وصدر
نافر .. وقوام مياس وخدود محمرة مفعمة بالحيوية .. وهي تسمو بجمال روحها
فوق فضاءات أحبتها .. ذات نظرات طفولية وملامح امرأه .. وكلما أراها
تتلعثم أحرفي ويتحجر لساني وأعجز عن النطق إلا بتفاهات الأمور .. صوتها
ينسيني نصف الكلام .. فتبدو كلماتي لها بتراء .. لذا الجأ إلى القلم
ومدادي .. لا تنفك تخبرني عن سعادتها بوجودي ولطالما تمنت أن تنزوي بين
أضلع صدري .. ولكنها تكتفي بصبغتي بلونها الأخضر من الحب .. تثير حنقي بأن
هنالك امرأة لي في الخارج ستتراقص طرباً إن أحببتها .. إن منحتها كل ما
أملك من عواطف دافقة .. وكأنما أملك قلبي وقد خبأته بعيداً عن أعين
الحاسدين بقربها .. لسان حالي يقول وما بالك أنتي .. لما تخشين تلك
السعادة .. تبتغينها لغيرك وتبخلين بها عليك .. يكفيك فقط أن يعاودك
الحنين إلىّ كلما حين .. تكاد في بعض الأحايين أن توظف لي نفسها خاطبة ..
تجالسني بمائدة مستديرة وتتناول معي القهوة وان كنت من محبي الشاي ..
لتستعرض أمامي كل صور النساء غيرها علّ قلبي يميل لإحداهن .. دعيني أخبرك
وبكل أسف .. أني لو عاشرت كل نساء الأرض .. فلن يشكلن حيزاً مقداره أنت ..
لا قرار لي في ذلك وانا أتنفسك بكل نسمة هواء .. ولا يحلو لي إلا عبيرك
سيدتي .. تعجبك كلماتي حين أخطها .. ولا تدركين أن قلمي ينصاع لي عندما
أكتب عن كل الأشياء .. عن الحرب والجوع والفقر وأطفال المدينة يتسولون
بطرقاتها .. يسخر من كل الولاة ويدعو لهم بالثبور ويعشق كرة القدم ..
ويحبذ أن يحدث كل البشر عما يراه في أعين العاشقين ويتلذذ بمرأى السهد على
جفونهم .. بل ويتلو حكماً ومواعظ عند كل منبر .. فهو عبد لي وانا سيده
وترتعد فرائصه بين أناملي وحيثما أنصبه يتدفق حبراً ولا ينضب .. ولا يحتاج
مني سوى أوراق بيضاء .. ولكنه في حضرتك يتمرد .. ينفث لهباً ويأبى إلا
المطالبة بحريته .. يمارس بي كل الخدع ويتلوى ألماً .. يتصبب حبراً ويشتكي
من حماقاتي .. يتوسلني أن أكف عنك .. يخبرني بأنه سيسطر لي كل أبيات الغزل
في أيما امرأه تصادفني .. ولكنه في حضرتك الملائكية تجف مقلتيه من الحبر
.. هو صديقي وعبدي وأسيري ولا ينفك مراراً وتكراراً يطالبني بأن أحرف
غايته ليغدو ممحاة .. يزيل بها حبك الأخضر .. ما زال يستميت لاهثاً لك ..
لذا أعلن أمام الملأ أني قد أتخذت القرار الكبير .. الشوق سيستبد بي حتماً
ولكن لن أقوى على الكذب بعد اليوم .. هذه آخر أحرفي ترتص أمامك ... بهذا
القلم ... فوداعاً يا قلمي المحبوب .. قد سخر مني القرد وأهداني ذات مرةٍ
قلم من الرصاص قبل رحيلي .. سأكتب لك تارةً اخرى به .. من قلب غاباتك
الخضراء .. فإلى لقاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الحب الأخضر :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الحب الأخضر

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: المدونات العامة-
انتقل الى: