الضمير .. احساس كالصديق الوفي دائماً ما يأمر بالخير وينهى عن الشر ..
ينحاز للمظلومين والفقراء .. يحب لنا الخير ويحاول جهده ان يقربنا اليه ..
ينطق كذبا وبهتاناً من قال (( قد يخون الضمير)) .. نحن كالاعمى والضمير
كالشاب الممتلئ بالاخلاق الحسنه يقودنا الى مبتغانا.. يحرفنا عن حفرة في
وسط الطريق .. يمسك بيدنا لنصعد عتبات الدرج .. ومع ذلك كله قد نخالفه ..
فنسقط في احدى الحفر الكثيرة او ننزلق على عتبات الدرج .. لكن مع مرور
الزمن وتتابع السنين كَهُل ضميرنا والضمير في ( نا ) يعود على المسلمين ،،
اصبح كالبليد لايبالي وكالمعتوه لايدري كالنائم لايفيق وكالاصم لايسمع
كالاخرس لاينطق وكالاعمى لايبصر .. نرى المصائب والهوائل والنوازل وكأن
شيئاً لم يكن لان ضميرنا اعمى .. نسمع صيحات الاستغاثة ونداءات الثكالى
وبكاء اليتامى فلانحرك ساكناً لان ضميرنا اصم لانه ابكم .. لكن مازال
لدينا قلوب صغيرة هزيلة سمعها يسعفها شيئا قليلا ومازالت تبصر اشياء خلف
الضباب ومازال لسانها ينطق بقليل من الاحرف .. فنسمع بها بكاء طفل ياتي من
بعيد .. ونرى مآذن كالسراب تتهاوى .. فانعقدت السنتنا ولم ننبس ببنت شفه
.. وصُمّت مسامعنا فلانسمع ، وغممت اعيننا فلانرى .. ثم متنا ومازال
ضميرنا هزيل ضعيف يصارع المرض لكنه لايموت ،، يتذكر ايام عزه وقوته وشبابه
فيصمد ويتماسك يتذكر حينما كان يعضده خالد ، حينما يعضده القعقاع ، حينما
يعضده عقبه ،حينما يعضده قتيبه .. فتيان احيوا كتاب الله فأحيا ضميرهم
صدقوه فصدقهم اوفوا بعهده فوفاهم اجورهم .. ما عضدوه إلّا بكتاب الله
متمسكين به ومتشبثين لانهم ايقنوا انه ملجأهم في الملمات وملاذهم في
النوازل ..والمصيبة العظمى اننا على علم بأن علاج ضميرنا المسكين في ذلك
الكتاب العظيم الذي استحله الغبار في زماننا فحوله الى صحراء مقفرة تحمل
بين جنباتها انهار عذبة وجنان خضراء جميلة يحاصرها حصن عظيم يصد كل قوة
مهما بلغت ومازلنا على الصحراء المجدبة نهيم .. اعيانا العطش واهلكنا
الجوع وودعَنا الامن ولو مسحنا هذه الصحراء او نفثنا ماعليها من غبار
وفتحنا ماتحتها لانهالت علينا الخيرات وحلت علينا البركات ..
لكن
اعجبتنا سكرتنا فما صحونا .. ودفئ فراشنا فما قمنا .. رغم صليل السيوف
ودوي المدافع ونفث البنادق وصهيل الطائرات وزئير الاسود .. ومزمجر يهتف ،،
الله اكبر ،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الى تلكم الصحوة اودعكم على امل النصر القريب ..