حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 الإعلام وثقافة الجموع (7) عولمة المُنتج الثقافي وتسليع الأدب والفن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
faraglo
ثـــــــــــــــائر متردد
ثـــــــــــــــائر متردد
avatar


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 27
معدل التفوق : 65
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 23/02/2012

الإعلام وثقافة الجموع (7)  عولمة المُنتج الثقافي وتسليع الأدب والفن Empty
10052012
مُساهمةالإعلام وثقافة الجموع (7) عولمة المُنتج الثقافي وتسليع الأدب والفن



الإعلام وثقافة الجموع (7)  عولمة المُنتج الثقافي وتسليع الأدب والفن Arton8390-ff826

من أكثر الأسئلة التي تُثار في الأذهان دون أن يكون لها الصدى الكافي في
الأروقة الثقافية تلك التي تندرج تحت خانة الأهمية التي تشكلها وسائل
الإعلام والفائدة المرجوة منها.

ومن أكثر الإجابات التي يحق لها أن تكون ردوداً على تلك الأسئلة هي في
جدواها الثقافية أي أهمية وسائل الإعلام في التثقيف والتنشئة الثقافية على
غرار التنشئة الاجتماعية.

وباعتبار أن التنشئة الثقافية هي إحدى الوظائف الرئيسية للإعلام، اتفق المنظرون في الإعلام على تسميتها بالتثقيف الإعلامي..

لن أبالغ، فالإعلام بوسائله لا يقدم للثقافة ما يميزها وهو بذلك يساهم في
زيادة نسبة التسطيح الثقافي، فصحيح أنه يعرّف مجتمع ما بثقافة مجتمع آخر،
ولكن ما هي الصورة التي يتم من خلالها هذا التعرّف والاطلاع؟ وإلى أي مدى
يتحوّل المنتج الثقافي إلى سلعة تجارية وفقاً لمنطق الصناعة والسوق؟

إذاً نحن أمام سوق إعلامية تروّج لمنتجات ثقافية قد تكون مستهلكة على
المدى المنظور أو البعيد، وهي على الأغلب تلعب على الوتر البعيد
(التراكمي)، وبالعودة إلى نظرية "التثقيف الإعلامي" نلاحظ أنها تركز على
التأثيرات البعيدة لوسائل الإعلام ولاسيما في إقناع مجتمع معين بمعتقدات
معينة وبطريقة غير مباشرة.

من هنا تتبدى خطورة العملية التثقيفية لوسائل الإعلام، وهي كمهنة تختلف عن
باقي المهن كونها تخاطب الوعي البشري بدون وسيط، وهي إذ تقوم بذلك تستطيع
تغيير الاتجاهات وتكوين المواقف، وبالتالي اتخاذ أنماط سلوكية تجاه
المواقف، فكثير من المواقف المعقّدة يتم حلّها عبر رسائل وسائل الإعلام، أي
تطابق ردود أفعال المتلقين مع سلوكيات ما يشاهدونه من أبطال سواء عبر
البرامج الثقافية أو عبر الدراما والأفلام السينمائية في المشاهد الخارقة.

نحن أمام أية ثقافة يبيحها الإعلام بوصفة ممثلاً للجموع؟

يتحدث الكثير من المنظّرين حول الغزو الثقافي الغربي للثقافة العربية
ويعتبرون ذلك جزءاً من عملية اخترعتها أيادي العولمة الإعلامية في مؤسسات
إعلامية ضخمة من صناعة أميركية - بريطانية، وما يثير الدهشة دخول مصطلحات
أجنبية إلى صميم اللغة العربية واستعمالها اليومي من خلال وسائل وسيطة،
انتفض من خلالها اللغويون على كلمات مهمة مثل (الشابك.. الإنترنت) و(الشاطر
والمشطور والكامخ بينهما… الهمبرغر) و(الرائي.. التلفزيون) وغيرها، واضعين
اللوم على الإعلام باعتباره أخطر وسيلة لنقلها.

هم محقون لأن ثورة الإعلام استطاعت ابتلاع كل ما في طريقها من قيم وأفكار
ومعتقدات وحوّلتها إلى سلع ثقافية لا تحمل في مضمونها سوى الفراغ والتسطيح
والانعزال والانسلاخ عن الواقع الحقيقي.

لذا، فالخلل الذي أحدثه الإعلام في تغييره لمنظومة أفكارنا وقناعاتنا تجاه
بعض القضايا المصيرية كالحلال والحرام، واللعبة الذكية التي لعبتها وسائل
الإعلام كانت في تمترسها وراء قيم أخرى مغايرة وثقافات لاتمت للثقافة
المحلية بصلة، وبالتالي التأثير على النظام الأخلاقي والسلوكي.

لنعد إلى مفهوم الثقافة ومدى التغيير الذي لحق به، هذه الكلمة تعبي مجموعة
المعارف والعلوم والآداب والفنون والمعتقدات التي تعتنقها جماعة ما أو
مجتمع معين، ولعل الأكثر إلحاحاً في هذا المضمار الآداب والفنون بكل
تفصيلاتهما الفرعية من شعر وقصة ورواية ونثر ومسرح وغناء وسينما وموسيقى
وغيرها، هذه الأنشطة الإبداعية لاتحمل في طياتها السمة المحلية لأنها شروط
ثقافية عالمية، ولكن عندما يتعلق الأمر بتأثير وسائل الإعلام على الفنون
والآداب وكيفية التعامل فيما بينهما، نستنتج ضرورة دراسة مداها وتأثيرها.

في مراحل التنشئة الثقافية الأولى للطفل، يتأثر الأخير بأسرته كمكوّن
تربوي ثقافي أولي حتى يتحيّن له الذهاب إلى المدرسة، والاختلاط بأصدقاء
يحملون في جعبتهم اتجاهات ثقافية متنوعة، وعلى الأرجح مغايرة، وبين الأسرة
والمدرسة يكون الطفل فد أخذ الجزء اليسير من معارفه، لكن حين يعرف ويتعرض
للإعلام وينخرط في المشاهدة طوال اليوم، تكون فترة المشاهدة تلك للتلفاز
على سبيل المثال هي الأكثر، في هذه الفترة بالذات يكتسب معارفه وعاداته
بشكل كامل منها، لذا يكون تأثير الإعلام على مداركه أكبر من كل الوسائل
التقليدية الأخرى لأمور تتعلق بفترة المشاهدة وعملية التعرض ذاتها كمصدر
أساسي للمعلومات وبظروف التلفزيون وشروطه القائمة على الصورة والصوت
والتقنيات المغرية الأخرى، جميع هذه الأساليب تحقق معادلة "التغيير في
المعرفة يؤدي التغيير في الاتجاه وبالتالي التغيير في السلوك"..

كم من أفكار وسلوكيات نتعلمها من التلفاز؟

كم بلغت حالات الانتحار للأطفال من الشرفات تقليداً للخارق سوبرمان وباتمان؟

إلى أي مدى تغيرت النظرة إلى المرأة ولقضيتها المصيرية جريمة الشرف؟

إلى أي درجة ساهمت الفضائيات في تسليع المرأة وجعلها أيقونة قائمة على الصورة فقط؟

لقد أقبل عصر الصورة… أجل.

هي جميعها معادلات ثقافية من الدرجة الثالثة أو الرابعة لا يفك طلاسمها
سوى القائمين عليها، وهم الأقدر على حلها، ويبقى الجمهور في موقع التقليد
الأعمى للسلوكيات.

لايصح الحديث دون التعريج على نظرية الغرس الثقافي أيضاً التي تّعتبر
الإسهام المستقل والمحدد الذي يسهم به التلفزيون في عمليتي التنشئة
الاجتماعية والتثقيف، وتبحث النظرية في التأثير التراكمي للتلفزيون كوسيلة
فريدة.

وتتابعاً للنظرية، هناك من يُعتبر كثيف المشاهدة ومن هو متوسط المشاهدة
فضلاً عن منخفضي المشاهدة التلفزيونية وفقاً لدوافع المشاهدة المتمثلة في
المتعة والتخلص من الملل واستكشاف الواقع والهروب والتوحد مع الشخصيات.

لذا، فالترابط وثيق بين الثقافة والإعلام، بعد أن تحوّل الإعلام – بنظر
البعض – إلى حامل أو وعاء للثقافة، في حين أن الثقافة أمست الرائز والخلفية
الحضارية للإعلام، وأصبح من الصعب التمييز بينهما..

ما يهم أكثر هو الدخول في مضامين الإعلام الأدبية والفنية، ومدى إسهام كلّ
منها في حمل الآخر، وفي الوقت الذي تشكل فيه الآداب والفنون جزءاً من
الثقافة أو نصفاً للثقافة التي تساوي الحضارة مضافة إليها المدنية، يكون
التمييز بينهما أجدى.

لأن الهامش الثقافي سيطر على عملية العرض الإعلامي ولاسيما التلفزيوني،
أمسى الهامشان الأدبي والفني لا يُذكران، كونهما لايجلبان الإعلان إلى
الفضائيات، فتم الاستعانة بنجوم صنعتهم هذه القناة أصلاً سواء أكان في مجال
الرياضة أو الغناء أو السينما بدلاً من الأدباء والمفكرين الذين لا
(ينفّعون) الوسيلة في شيء.

الصورة هي الأساس والكلمة في ضياع، بعد أن شاعت مقولة موت النص أوموت
الكاتب، والصورة خير من ألف كلمة، فلا معنى إذاً لقصيدة شعر أو رواية تُبث
عبر الفضائيات، مع ملاحظة أن المتلقي غائب ضمن ندرة البرامج الثقافية
بمعناها الأدبي والفني إذا استثنينا برامج غنائية بوصفها فناً، وسينمائية
بوصفها نجوماً لانصوصاً أو سيناريوهات.

الثقافة الرائجة هي ثقافة الصورة بكلّ تجلياتها من إيقاع وموسيقى ومشاهد
ومؤثرات بصرية، لكن أعود لأسأل: أية ثقافة تروّجها الفضائيات في مضماري
الأدب والفن؟

بكلّ ضعف، ليس من هوية للبرامج الثقافية التي تبثها الفضائيات، ونحن نشهد
حالات ثقافية دون أن نعيش ثقافة بعينها، فما معنى أن تؤتيك مغنية بكلمات
أغنية لا يُفهم منها شيء، كلمات مبهمة ومشاهد مجانية نظمها أحدهم على إيقاع
راقص مغر، هي ثقافة المال أو ثقافة الجيل الجديد، ثم مانوعية الجمهور الذي
تخاطبه وتستهدفه القناة؟

الهوة الثقافية تتسع باطراد بين المثقف وإعلامه، فليس هناك من إعلام مثقف
ولا مثقف مهتم بالإعلام بالمعنى العملي للكلمة، ثقافة تعتمد على النجومية
في اختيار أسماء معينة في مضمار الفن والأدب واعتبارهم آباء روحية للثقافة،
وهضم حقوق من يستحقون الدعم الكامل.

عناوين كتب، أسماء شعراء، عروض سينمائية لفنانين ومخرجين اعتبرتهم هذه القنوات الرمز الأسمى للثقافة العربية..

بالطبع خصائص الفضائيات السمعية والبصرية تُجبر المتلقي على إطلاق أحكام
غير حيادية على من هم قادة الرأي في نظرهم، لكنهم في النهاية ضحايا للصورة
التلفزيونية.

الفضائيات العربية لاتدرك أو تتجاهل إلى الآن احتياجات متلقيها الثقافية،
وتتناسى آلاف الثقافات والإثنيات والمذاهب الفرعية التي يمكن أن تكون مواد
دسمة لبرامجها إن أُحسن توظيفها ضمن المصلحة العامة والتجانس الوطني، حتى
يتسنى لجميع هذه الثقافات العيش بسلام داخل حدود وطنها بوجودها وحضورها
والتعبير عن ذاتها في مجتمعها، دون منح الفرصة لمن يحاول زرع الفتنة بينها
ولاسيما بين المذاهب.

لكن المسألة تتعقد أكثر حين ندرس اتجاهات من يقف وراء هذه الفضائيات،
ونزداد تشاؤماً حن نعلم أنهم فقط تجار أموال لاعلاقة لهم بالثقافة بل مدعين
لها، أغلبهم يغسلون الأموال ويبيضونها للحفاظ على سمعتهم الجيدة كونهم
مهتمون بالثقافة والمال بالنسبة لهم أمر ثانوي.. هذا ما يروّجون له.

إلى الآنـ لا يمكن التماس فضائيات عربية تهتم بالشأن الثقافي كما هو من
دون غايات، ربما لأن مفهوم الثقافة الإعلامية اقتصر على الغناء والدراما
والاستعراض والصورة فقط، التي دخلت حتى إلى غرف نومنا وفرضت نفسها علينا
كفرد من أفراد الأسرة.

هل – يا تُرى – تنساق وسائل الإعلام حسب ثقافة السوق ومنطقها؟ أم السوق والعوام هم من ينساق وراءها؟

المسألة إشكالية بطبيعة الحال، والسؤال الأكثر جدية هو: مَن يصنع مَن؟ هل الإعلام يصنع نجومه أم الجمهور يصنع الإعلام؟

المبدع في كل تجلياته يكون بعيداً عن منطق الإعلام المجاني، رغم أنه بينه
وبين نفسه يتمنى رؤية وجوده على الخارطة الثقافية البرامجية للقناة أن صحّ
التعبير كون رسالته الثقافية تصل بسرعة أكبر بهذه الطريقة، لكن الملاحظ هضم
حقوقه كمبدع من خلال استضافته عبر برامج سطحية ومذيعين أكثر بلاهة
وبالتالي تحجيمه بأسئلة لا تمت لأدبه وفنه بأية علاقة.

حتى نبقى ضمن حدود الموضوعية، السلطات العربية تأذن بفتح فضائيات ثقافية
حسب نظامها الداخلي دون أن توافق على السياسية منها، وتركّز على كلمة
(ثقافيّة) وكأن الثقافة أمست من أبسط المحاور والقضايا وأهونها ولا تحتمل
المخاطر، وفي هذا استسهال واضح لدور الثقافة والمثقفين.

الإقلال من شان الثقافة بشقيها الأدبي والفني يؤدي في نهاية المطاف إلى
إحداث فضائيات غير ثقافية، وانحدار مفهوم الإعلام الثقافي وتلخيصه إلى
متابعة عروض مسرحية وسينمائية واللقاء بنجوم صاعدين وعرض مسلسلات وفتح
أحاديث مع ممثليها، ومقابلة أدباء في مجالات الشعر والرواية والقصة
والثرثرة معهم حول حواف الموضوع وليس في صلب القضايا الجوهرية التي تشغل
الثقافة العربية وبال المثقف، لنصل في النهاية إلى مفاهيم وعلاقات جديدة في
الإعلام تندرج تحت مسميات عديدة من مثل الرواية التلفزيونية والنجم
التلفزيوني والمسلسل المرئي وغيرها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الإعلام وثقافة الجموع (7) عولمة المُنتج الثقافي وتسليع الأدب والفن :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الإعلام وثقافة الجموع (7) عولمة المُنتج الثقافي وتسليع الأدب والفن

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: المدونات العامة-
انتقل الى: