حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 الحبس كذّابْ.. والحيّ يروّحْ ورقات من دفاتر اليسار في الزّمن البورقيبيّ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سيكل
ثـــــــــــــــائر
ثـــــــــــــــائر
avatar


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 55
معدل التفوق : 131
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 19/02/2012

الحبس كذّابْ.. والحيّ يروّحْ  ورقات من دفاتر اليسار في الزّمن البورقيبيّ Empty
10052012
مُساهمةالحبس كذّابْ.. والحيّ يروّحْ ورقات من دفاتر اليسار في الزّمن البورقيبيّ



الحبس كذّابْ.. والحيّ يروّحْ  ورقات من دفاتر اليسار في الزّمن البورقيبيّ Arton4782-fd5c9
صدرت مؤخّرا (عن دار نشر "كلمات
عابرة"، تونس، 2009) الطّبعة الأولى من يوميّات فتحي بالحاج يحيى في
السّجن.. مليئة بالمشاهد الحيّة والمعرفة الممتعة، متخفّفة من كلّ القوالب
الفكريّة العابسة..


"الحبس كذّاب.. والحيّ يروّح" عبارتان دارجتان على لسان التّونسيّين،
تستعملان في سياق الطّمأنة والتّعزية عندما يحكم على أحدهم بالسّجن:
"السّجن كذّاب"، ربّما تعني أنّ السّنين الطّويلة تمرّ سريعا، أو ربّما
تعني أنّ السّجن غير السّجن… و"الحيّ يروّح" تعني بالتّأكيد أنّ السّجين
مادام حيّا لا بدّ أن يعود ويطلق سراحه.. وربّما تعني أنّ قيمة الحياة فوق
كلّ اعتبار..
يقال في تونس أيضا : "الحبس للرّجال"، ولكن هذه العبارة الأخيرة لا يمكن ان
تروق لفتحي بالحاج يحيى..


نورد من هذه المذكّرات تصدير المؤلّف، والتّقديم الموجز الذي كتبه الممثّل والمخرج والكاتب المسرحيّ التّونسيّ توفيق الجبالي..


(الأوان)


تمهيد


أوّل صلتي بالكتابة نشأت في السّجن. ملاحظات وأسئلة على هوامش بعض الكتب.


طرائف كنت أخاف عليها من الضياع. أحداث ووقائع ما إن تلج الورق حتّى
يفقد فيها الهزل أثره كلّما اقترب من دائرة الوجع، وتضيع فيها علامات الوجع
كلّما لبست ثوب العبثية.


ضاعت كلّها بعد خروجي من السّجن، أو لعلّها لا تزال مقبورة حيث أودعتها، ومكانها ضاع في ذاكرتي.


سُئلت يوما عن سرّ افتقادنا في تونس إلى أدب السّجون، وأنا لا أحبّ هذه
التّسمية. أجبت بأعذار شتّى إذ ليست لي أسباب وتفسيرات مقنعة. قلّة منّا
كتبوا أو تحدّثوا: محمّد معالي، أحمد بن عثمان الردّاوي، جلبار نقّاش، محمد
الشريف الفرجاني، حمّة الهمّامي، نور الدين بن خضر، زينب الشّارني… وربّما
آخرون ولكنّهم ليسوا كُثُرًا.


لماذا لم نكتب؟ كقولك لماذا ليس لنا فريق قوميّ في الهوكي على العشب؟
فهذا السؤال هو من نوع الأسئلة التي تحتمل جميع الأجوبة فلا تخرج من أيّها
بتفسير واحد مقنع.


يوم تُوفِّي نور الدين بن خضر، حدث شيء ما في عقارب الزّمن. أمر يتجاوز
شخصه. جليلة بكّار قالت إنّ مسرحيّة "خمسون" وراءها موت نور الدّين بن خضر
وأحمد بن عثمان. كأنّ الصّحاب بدؤوا يتساءلون عن المعنى من وجودهم وهم
الذين قضّوا العمر في تأسيس معنى.


أربعينية نور الدين بفضاء التياترو تركت أثرا في النّفوس، وفلما
توثيقيّا كلّه أشجان وشهادات لرفاق درب طويل عن تاريخ أريد له أن يكون خارج
التاريخ الرّسمي للبلاد وداخل المغيّب من ذاكرتنا الجماعيّة.


اليسار التّونسي حكاية أجيال متعاقبة: أحلى ما فيها عناد على رفع
التّحدّي، ورفض أن يُختزل الوطن في الشّخص الواحد، وحلم بصناعة غد أفضل،
ومُرُّها أنّها ولّدت انكسارات وبعض يأس… وآفاقا لبسها الإبهام بقدر ما
لبست "آفاقنا" أحلاما… وإيمانا…وعطاء.


ليس لأنّ الثّمن كان باهظا، فلا شيء يغلى على حلم يؤمن فيه الفرد بقدرته
على البقاء واقفا، وإن استحال الوقوف، في زمننا، ضربا من الجنون… أو
العبثية.


الصّورة التي نقلتُها ستظلّ أُحادية الجانب… بالضّرورة. ينقصها الكثير، وتنقصها خاصّة صفحة لها أكثر من معنى، وأبلغ من قراءة،
وهي صفحة رفيقاتي السّجينات اللاّتي انخرطن بمثل انخراطنا في الحلم، ودفعن
أكثر منّا في بعض تفاصيل من حياتهنّ، كما تدفع المرأة يوميّا أشياء، قد
تبدو للرّجل تفاصيل في مجتمع ذكوريّ.


أجيال بنات دخلن سجن النّساء بمنّوبة في الزّمن البورقيبي. كان الزّعيم
يريد المرأة أن تقتحم معترك الحياة، فإذا ببعض "بناته" يدخلنها من أبواب لم
تكن مدرجة في مجال الرّؤية الحداثيّة المبتورة في حرياتها.


دليلة بن عثمان، عائشة بلعابد، سيمون للّوش، روضة الغربي، عائشة قلّوز،
دليلة محفوظ، بهيجة الدّريدي، ساسية الرّويسي، زينب الشّارني، آمال بن عبا،
سعاد التريكي، وغيرهنّ… هنّ الأقدر على رواية ما حدث في ذاك المكان.


اليوم تجاوز الخمسين جلّ من حكيت عنهم، ولا زال الكثير منهم يحاول ويجهد. وقد لا نُصيب ثمرًا في ما تبقّى لنا أن نعيش.


إلاّ أنّ اليوم لأغلبنا أولاد وبنات، والبلد كلّه بنات وأولاد، هم
أطفالنا وإن لم يكونوا من صلبنا، فمن باب أولى وأحرى أن يستمرّ الحلم،
لأنّه:


"لولا أطفالنا لما كان لنا أن نحلم لأطفالنا بمستقبل أفضل".(1)


ألفريد جاليناك"، مسرحية "هذا ما جرى لـ"نورا" بعد أن غادرت زوجها".


تقديم


العزيز فتحي


لقد ذبحتني أيها الصّديق المستبسل في عدم اللّجوء إلى "التْرَبْرِيبْ"
ومنه إلى "تنقيط الرّاء فيه" للتعبير عن نفاد صبرك ومعاناتك مع الكتبة
الوقتيين الذين هم عن "أصدقائهم ساهون ".


… باختصار خفيف ولست أختلق أعذارا من نوع "إني مُشَتَّتٌ بين 60
ألف هذا وذاك " بل إنّ عذري الوحيد، مادام الأمر يتعلق بتأخير المقدّمة،
هو أن حدسي الذي يقودني في الغالب رغم أنفي إلى مسالك لا أعلم أغوارها، لم
يوفّر لي هذه المرّة الاطمئنان الكافي لكي أجرؤ على حشر "أنايا" في ما لا
منفذ لي فيه… كيف لا وشبابيك السّجن وأبوابه كلها موصدة في وجه اللّي "يسوى
واللي ما يسواش"… ومع ذلك وبالرّغم عنه وحتى أُبَيِّض ملفي الملوّث من
أصله أنقل لك هذه المسودة مبعثرة كما هي كنت أقدمت عليها منذ أسابيع،
انظر إن كان فيها شيء مما يستحقّ التعاطف فأكون شاكرا لو دللتني عليه :


"… استدرجني "الرقيق" فتحي بن الحاج يحي، لكي أقرأ ورقاته عن السجن
وكان السّجن رهيبا أحيانا وممتعا أحيانا أخرى حتى إني تمنّيت أن لو أتيح لي
مرافقته ورفقاته ومقاسمتهم تلك الأوقات الاستثنائية لا وبل كدت أحسده
عليها لما اشتملت عليه من متعة وحميمية ونشاط ذهني.


ولكني تراجعت بعد ذلك عن هذه الشّهوة المازوشية لا سيما وأنّ المطلوب قد
يكون شعارا فقط "الضّحك قبل الحريّة أحيانا" كما ورد في مذكراته، وحيث
إني أرفض هذه الموهبة الربّانية التي ألصقها بي عموم المواطنين من ذوي
النّطفة المشابهة، فقد عدلت عن تخيّل ذاتي المتواضعة التي "تعاني من جميع
"فوبيات العالم" أن أحصر نفسي أنا "العبد الرقيق" في السّجن على رفاهته
وحقوق إنسانه، فإني أعتذر لصديقي فتحي عن الحضور وتوفير أدنى درجات الفكاهة
المستحبّة ولو كانت سوداء حالكة، أو حتى كالحة (الفكاهة الكالحة فكاهة
نحذقها نحن من دون سائر البشر لمضمونها الكبتي والحرماني إن كان من المال
أو من الجنس) وهذه ثابتة وطنية تفوق كل توقّعات ما يمكن أن يسفر عنه
الانفتاح السّجني (الإصلاحي) الخ الخ الخ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الحبس كذّابْ.. والحيّ يروّحْ ورقات من دفاتر اليسار في الزّمن البورقيبيّ :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الحبس كذّابْ.. والحيّ يروّحْ ورقات من دفاتر اليسار في الزّمن البورقيبيّ

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: المدونات العامة-
انتقل الى: