سوسية ثـــــــــــــــائر نشيـط
الجنس : عدد المساهمات : 159 معدل التفوق : 341 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 05/03/2012
| | إن متُّ بقدرةِ شاعر.. فلا حرج خالد بن صالح | |
إن متُّ بقدرةِ شاعر.. فلا حرج خالد بن صالح أصنعُ سماءً بحبالِ الغَسيل لمساءٍ واحد..أتأخر عن موعدِ قطار الخامسة والنصفأُضاجِعُ امرأةَ اليقظةِ في الحُلم، وهي نائِمَة إلى جانِبيأتعثَّرُ بجُثَّتي في طريقي إلى الحمَّام.. الماءُ دافئ كالدَّم تحت قدميّوالوِحدةُ عاداتٌ تتجاوَزُنا لتكمِلَ مَشْهدَ الرَّاحِلين في ماءِ البانيو. قال لي ميِّتٌ ما: أتشهَّى امرأةً بدينةً جدًّا ليَظلَّ الدُّود أنيسَ وِحدَتي. جارَتي التي أحبَبتُها صغيراً كنتُ أعرِفُ أنها ستخونُني مع أقربِ الناس. أبي مثلاً. صديقي الَّذي يحِبُ قصيدةَ النثر، يَنسى يدَهُ بين أوراقي ليُصافحَ كلَّ العابرين ... لمساءٍ واحد.. أصنعُ سماءً بحبالِ الغَسيل وأرفعُ فوقَها بيوتَ الفُقَراء أتجمْهرُ في ساحةٍ غير معروفَةٍ لأخلَعَ رأسي وأُهديه لأقرب جائعببلاهةٍ.. أراقبُ أفكاري تصَّاعدُ سُحبَ دخانٍ أبيض. مرَّ المساءُ كشحَّاذٍ أنيقوأنا أُفتِّشُ في جيبي عن قطع نقودٍ لأستبقيَه قليلاًبينمايخطُو على رصيفِ المحطَّةتاركاً يدهُ هي الأخرىمُعلَّقةً كمطرقةِ نجاةفوقَ زجاجٍ أصَم. *** كأنَّ هُدهداً تمتم شيئاً عن ساقها تستفيقُ مِن حُلمِك نِصفَ ثمِلتُلصِق ذكرياتِك على السَّقف بالترتيب .. من الأقرب إلى الأبعد. وتنشِد: "لا شجرة تحمل في عروقها ترابَ الأرض ولا جسدا خاليا من روح الرَّب بإمكانهما صناعة قبر أنيق" تتذكر حكمة أن يكون قلبك علبة كارتونيفترشها الموتى والمشرَّدون وعابرو السبيل..تُزيحُ جسدَك المرهقَ من السرير تمضي إلى الحمَّام بعينين نصف مُغمضتينتتأمَّل المرآة وتبتسِم لشرخٍ يقسم وجهك نصفين فرشاةُ أسنانك مبللة ووحيدة قارورةُ مزيل العرق هادئة وفارغة الماءُ المنهمِر على جلدِك دافئ ولا يوحي بشيء كرسي تُغطي ظهرَهُ منشفةٌتتناثرُ على حوافها شموسٌ صغيرةتعرِّي الكرسي وتلفُّ جذعَك بعرشٍ من القطنفكرةٌ على شكلِ خاتمٍ تجتاحُ إصبعَك كأنّ هُدهُداً تمتم في أذنِك شيئاً عن ساقِها المرأةُ التي تناهى إليك اسمها في هيئةِ حلم وتعدّد في أفواه العابرين، قتلتكَ بنصفِ ابتسامةحين خرجتْ من حلمِك مبللة بالضوء. الكأسُ الأخيرة كانت موحيةكتهمة تفيء إلى مرتكِبها كتابٌ خفيف على الطاولة نافذةٌ نصفُ مفتوحةعجوز هجرَها أولادُها ترافِقُها نظراتُك إلى المقبرةكلبٌ نائمٌ عند مدخلِ العمارة يَصلُحُ لحراسةِ أفكارِك من الضياعنبتةٌ تهفو لكوبِ ماء فنجان قهوة لا يرافقه الدخانظهرُ امرأةٍ نصف عاريةٍ غارقة بأكمَلِها في النوميدٌ بأصابع نحيلة تتسلَّل تحت الملاءةقلمُ أحمرِ الشِّفاه كثير الاستعمال يُدوِّن على ظهرٍ عارٍمكوِّنات صباحٍ متأخِّر.*** خدعة الخدعةُ الوحيدة التي أوقعُ نفسي فيها وأصدِّقها لا فرق بينها وبين من ماتَ ولم يزل يحلُم بالرقصوإنَّني متُّ بقدرةِ شاعر. فلا حرج. تستطيعين ركوبَ الخيل وظهورَ الرِّجال وأحلامَ العصافير والوسائدَ المحشوة بريشِ النعام والكمنجاتِ الحزينة والأجنحةِ المتكسِّرة لنبي والحافلة القديمة ودراجة مرام المصري الهوائية وعربة تضيعُ في شوارع غرناطة وتقرأين من مقصورتها الملونة: هناك عراك في الخارج. ولا حرج. تتعودينَ دون معارضةٍ على صديقات الفايسبوك والمسنجر وإيمايلات الياهو والرسائل المحمومة والكلمات السرية بأسماء نساءٍ لم تسمعي بهنَّ من قبلُ والقبلَ الافتراضية والصُّورَ الخليعة لزوجاتٍ حقيقياتٍ والكلماتِ البذيئة من شاعراتٍ أتقنَ صياغةَ النص كما يُشتهى له أن يكون عارياً ومتفلتاً كجسد هائج. ولا حرج. تشتمينَ الخطوط الهاتفية ورصيد الموبيل والأوراق النقدية البالية والتغطية الضعيفة بين المطبخ والصالون والمسجات المتأخرة والأرقام المجهولة وتلك الخارجية والمسجَّلة برموزٍ تبعثُ على الشكِّ وما يرنُّ منها بصور قلوبٍ وردية وتفاح لم ينضج. ولا حرج. تقرئينَ بلهفةٍ كل القصائد والمخطوطات التي لم تكتمِل ومشاريعَ الكتابةِ المتوقفة لأسبابٍ تتعلَّق بجفافِ الروحِ وإفلاس العقلِ وانتهاء صلاحيةِ موادٍ أساسية في القلب والنزولِ بالطائرات الورقية بدل السماءِ إلى حدود البطنِ في مجرى النَّهدين والفرج. ولا حرج. لماذا تغارين؟ ليس سوى أنا، من ماتَ ولم يزل يحلُم معكِ بالرَّقصمَن له القدرة على قتلِ نفسهِ بنفسِه مِن غير حسابٍ ولا عقابحبيبتي هكذا خُلِق الشعراء حمقى وسُذَّج. فلا ...._____________________شاعر من الجزائر | |
|