حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 التَّجربة النَّهضويَّة الألمانيَّة: كيف تغلَّبت ألمانيا على معوّقات النّهضة؟(*) للدكتور عبد الجليل أميم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فؤاد
فريــق العــمـل
فريــق العــمـل
فؤاد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 786
معدل التفوق : 2214
السٌّمعَة : 22
تاريخ التسجيل : 17/12/2011

التَّجربة النَّهضويَّة الألمانيَّة: كيف تغلَّبت ألمانيا على معوّقات النّهضة؟(*) للدكتور عبد الجليل أميم Empty
20032017
مُساهمةالتَّجربة النَّهضويَّة الألمانيَّة: كيف تغلَّبت ألمانيا على معوّقات النّهضة؟(*) للدكتور عبد الجليل أميم

التَّجربة النَّهضويَّة الألمانيَّة: كيف تغلَّبت ألمانيا على معوّقات النّهضة؟(*) للدكتور عبد الجليل أميم 82-1
إن الهدف العام الموجه لهذا العمل هو قراءة التجربة النهضوية الألمانية  في مجالات مختلفة والكشف عن الاجتهادات التي ميزت هذه التجربة في جميع مناحي الحياة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتربويا وعلميا([1]) ، و التعرف على السر الذي أوصل ألمانيا  إلى مصاف الدول الأكثر تقدما في العالم .
ولقد اجتهد الباحث في الإجابة عن إشكال مركزي مؤطر لهذا المؤلف فحواه كيف تغلبت ألمانيا على معيقات النهضة؟ وهو سؤال فرعي يندرج ضمن إشكال عام تناوله الدارسون والباحثون في التاريخ والسوسيولوجيا والاقتصاد والسياسة والدين…  مند القرن التاسع عشر وهو لماذا تقدم الغرب وتأخر المسلمون؟ ولازال هذا السؤال موضع البحث من قبل  الباحثين، ويتأطر هذا الكتاب ضمن المؤلفات التي تعنى بمبحث التخلف ونظريات الحداثة والتبعية.
 
لقد تطرق الباحث أميم في الفصل الأول من الكتاب إلى النظام السياسي الألماني وسياسته الخارجية ويمكن إعادة صياغة عنوان هذا الفصل ب “النهضة السياسية الألمانية من النظام الشمولي إلى النظام الديموقراطي” ومن أهم المبادئ التي قام عليها هذا النظام تبعا للخلاصات والنتائج التي توصل إليها الباحث ما يلي :
– الإيمان بالقيم الإنسانية الكونية المبنية على التسامح والتعدد والتنوع والقطع مع الفكر النازي العنصري الشمولي.
– اختيار النظام السياسي الفيدرالي كمنهج سياسي للحد من الصراعات والحروب
– اعتبار الاستقرار الاقتصادي أساس الاستقرار السياسي
– قيام العمل السياسي على البرامج التنموية وليس على البرامج الأيديولوجية
– استبعاد ورفض أي استغلال للدين في السياسة
– الاهتمام بالجانب العلمي والثقافي باعتبارهما أساس النهضة
– الإصلاح السياسي هو سيرورة متواصلة بدأت من إصلاحات لوثر إلى الآن ولا زالت مستمرة.
– التوازن بين المصلحة الوطنية والأوروبية وبين الالتزامات الدولية أساس السياسة الخارجية الألمانية.
 
 
ولقد أفرد المؤلف الفصل الثاني([1]) لمعالجة أسرار التفوق الألماني في مجال التعليم حيث انطلق من مسلمه مفادها أن النظام التعليمي يعكس فلسفة وتاريخ وتطور وأهداف أي مجتمع([1] ) وأكد الباحث أن النظام التعليمي هو المحرك الأول والفاعل لعجلة التطور والتجديد في التجربة النهضوية الألمانية.
وفي معرض تحليله لبنية هذا النظام وخصوصياته أوضح الكاتب أن التعليم الألماني ينفرد بمميزات يمكن اختصارها في العناصر التالية:
– الابتعاد عن ممارسة العنف بكل أشكاله  في المدرسة
– إشراك الأسرة في مراقبة وتتبع سير العملية التعليمية التعلمية
– يرتكز التقويم على نظام الملاحظات والتقارير أكثر من العلامات خاصة في التعليم الأساسي
– تدريس التربية القيمية والأخلاقية إضافة إلى التربية الجنسية والفنية والبدنية
– ربط المعلومات والمضامين المدرسة بحياة المتعلم واهتماماته وحاجياته
– الاهتمام بالتعليم العملي والعلمي والمهني
– إعطاء أهمية خاصة للتعليم العالي الذي يهدف إلى  إنتاج المعرفة الجديدة والابتكارات العلمية وتشجيع الطلبة على الإبداع والاستجابة إلى حاجات المجتمع من الأطر
– تنفرد ألمانيا بالعناية الكبرى بالتكوين المستمر أو التكوين مدى الحياة الذي يتم في أماكن كالمكتبات والمدارس العليا الشعبية ( التي تشكل حوالي ألف مؤسسة) ومراكز التكوين التابعة للكنائس أو البلديات والمؤسسات الصناعية أو الخاصة و ثانويات الليل، إضافة إلى مكون آخر لا يقل أهمية من المكونات السابقة وهو التعليم الاليكتروني أو التعليم عن بعد الذي بدأ يحضى باهتمام  النظام التعليمي الألماني في العقود الأخيرة.
 
 
أما الفصل الثالث من الكتاب فقد خصصه الكاتب أميم لإبراز تجليات قوة الاقتصاد الألماني أو ما يصطلح عليه في الأدبيات الاقتصادية ب “المعجزة الألمانية” إذ بدأ المؤلف بتشخيص عقبات التصنيع في ألمانيا، حيث توقف عند العوامل الجغرافية (المناخ القاري ، الموقع الجغرافي وعدد السكان) والعوامل التاريخية وبين أن ألمانيا كانت مستهدفة الحروب في ( نابليون بونابارت  مثلا) وكانت  منقسمة إلى دويلات إضافة إلى ضعف البنيات التحتية وسيادة الفكر المحافظ وانعدام المغامرة وإهمال العلوم الطبيعية والدور السلبي للكنيسة المتمثل في إعاقة التنمية والحفاظ على الوضع القائم، إضافة إلى عدم توفر ألمانيا على رأسمال  ضخم ،مما صعب إمكانية الاستثمار في الصناعة، وضعف المنافسة الخارجية، ولقد استطاعت العبقرية الألمانية تجاز هذه الوضعية باتخاذ إجراءات عملية شملت جميع المجالات، إذ بدأت بالبنيات التحية وذلك بباء شبكة السكة الحديدية بعد صنع القطار وتوسيع شبكة النقل البري والبحري، وعملت على التحرر من التبعية للكنيسة،  وإزالة الحواجز الجمركية ،وتم القضاء نهائيا على النظام الإقطاعي، ونهج سياسة التجارة الحرة القومية.
ولقد أسهب المؤلف في توضيح السياسة التجارية الألمانية حيث بين أنها تقوم على أطروحتين الأولى تدعو إلى الانفتاح ([1] )، والثانية تتبنى سياسة الانغلاق  أو ما اصطلح عليه بالحماية  واعتمد في ذلك على نظرية” فريدرش لست” وعرج الكاتب على عرض الإمكانات الاقتصادية الألمانية، بدءا بالمواد الخام كالفحم الحجري مواد والقطاع الغابوي، وإنتاج الطاقة وأشار الباحث بشكل مقتضب إلى التفاوت بين الألمانيتين الغربية الرأسمالية والشرقية الاشتراكية، وأوضح مؤشرات تفوق ألمانيا الغربية، غير أن هذا الوضع تغير مع سقوط جدار برلين واتحاد الألمانيتان سنة 1989 .
ولقد ساهمت الاختراعات والاكتشافات العلمية في النهضة الاقتصادية الألمانية ويمكن الاستشهاد باختراع المطبعة لجوتنبرغ واختراع القطار و صناعة القاطرات والبواخر مما سهل حركة تنقل  داخل ألمانيا وخارجها.
 
ولم يتوقف الباحث عند حدود السرد والوصف بل  عمد إلى بيان العوامل المفسرة لما يسمى “بالعصر الذهبي الألماني” أو المعجزة الاقتصادية الألمانية، اعتمادا على نظريات علمية استقاها الكاتب من علوم السياسة والاقتصاد والاجتماع، وقبل ذلك توقف الدكتور أميم عند لحظة تاريخية حاسمة في تاريخ ألمانيا ابتداء من سنة 1945م ([1] )، لقد عاشت ألمانيا-يصف الباحث- دمارا شاملا  سواء على المستوى الأرواح  أو البنيات التحتية، و لكي يبرز المؤلف عظمة الشعب الألماني أورد صورا للنساء والأطفال شاركوا وهبوا للإعادة بناء ألمانيا وإعمارها ([1] ).
 
يمكن إرجاع العوامل السباب المفسرة لتقدم ألمانيا وازدهارها في وقت وجيز حسب محموعة من النظريات التي استند عليها الباحث ([1])، إذ يرى ابلسهاهوزر  Abelshauser  أن ألمانيا كانت قوية صناعيا وتكنولوجيا في فثرة الحرب، إضافة إلى الثروة البشرية ذات التكوين العلمي العالي واليد العاملة المكونة أحسن تكوين ويؤكد الباحث جانوسيJanossy أن المعجزة الألمانية شأنها شأن ايطاليا واليابان يجب أن تفهم على أنها فترات إعادة البناء، وليست وليدة اليوم، في حين قدمت نظرية “اللحاق بالركب” ثلاثة عوامل مفسرة للمعجزة الألمانية أولها كثافة رأس المال وثانيها استيراد التكنولوجيا وثالثها الانفتاح على السوق العالمية.
أما الفصل الرابع من الكتاب فقد افرده الكاتب لتحليل الأصول الفسلفية والقيمية الموجهة والمحركة للنهضة الألمانية القائمة على الإيمان بالتعدد القيم ونسبيتها، وقام الباحث بترتيب القيم حسب نوعها (ثابتة ومتغيرة) وحسب أصولها (يونانية ورومانية ومسيحية، وقيم العصر الحديث والمعاصر القائمة على الثورات العلمية وعصر النهضة وفكر الأنوار والثورة الفرنسية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان([1] ).
 
وأكد الباحث في معرض حديثة  عن إشكالية العلاقة بين النهضة والدين عن أهمية  البعد الديني في  الشأن العام  خاصة في الفترة المعاصرة وأصبح موضع اهتمام عدة حقول معرفية  كالفلسفة والسوسيولوجيا والانتروبولوجيا والسيكولوجيا والسياسة باعتبار الإنسان كائن ديني بامتياز، وتوصل الباحث الى نتيجة مفادها انه لا يمكن تصور مجتمع بدون دين ولا دين بدون مجتمع، بل هما وجهان لعملة واحدة واجتهد الكاتب في تحديد  الوظائف الأساسية للدين في وجود الإنسان منها وظيفة الدعم السيكولوجي والإجابة عن أسئلة معنى الوجود الإنساني ومصيره، وظيفة بناء المعايير والقيم والقواعد الموجهة للسلوك الإنساني إضافة إلى كون الدين هو المصدر الأساس المشرع للأخلاق.
 
ليخلص الكاتب إلى أن النهضة الألمانية لم تحدت بالصدفة  بل هي نتيجة علم وعمل وأخلاق واستنتج الدكتور أميم أن هذه التجربة النهضوية تتميز بمجموعة من الصفات تجعلها تجربة متفردة ومتميزة، يمكن الاقتداء بها واستلهامها  في جميع المجالات  بالعالم العربي دون نقلها حرفيا وإسقاطها على الدول العربية، بل يجب احترام خصوصياتها التاريخية والثقافية والجغرافية ،  ومن أهم الصفات التي استنبطها الكاتب من هذه التجربة ما يلي:
– التوحيد والربط التي تتجلى في التشبث بمنجزات الماضي التي يبنى عليها الحاضر ومنها يتم التخطيط للمستقبل .
– التفرد على مستوى الرؤية والأداء والاستمرارية
– التحويل أي تحويل نقاط الضعف إلى نقط القوة
– الثقافة الإبداعية
– التدبير الدقيق للتعقد والتعدد الصناعي والإكراهات
– إمامة العلم للعمل
–  ارتباط العلم بالعمل أي الربط بين التكوين النظري والتطبيقي
– تقريب البعيد أي أن التنقل متاح برا وبحرا وجوا بين جميع أنحاء ألمانيا
 
– بناء المشاريع وفق رؤية منهجية ومستقبلية
– ارتباط السياسي بالاقتصادي
– التحفيز الشامل دولة وشعبا
– الإيمان بالتميز و الجودة او خاصية صنع في ألمانيا
– ارتباط العلم والصناعة بالأخلاق
– الإتقان والتجديد
 
لقد كانت التجربة النهضوية الألمانية في التنمية خلال فترة وجيزة من الزمن لم تتجاوز ثلاثة حقب  نموذجا تاريخيا  متفردا في عالم النهضة و التطور أطلق عليه المعجزة الألمانية.
 
وغني عن البيان ان المؤلف اختار موضوعا مهما وأوغل في تحليله وبيان أهميته في تاريخ الإنسانية عامة، والأمة العربية خاصة ، ولا مناص من الاعتراف بأن المكتبة العربية في حاجة ماسة إلى المزيد من الأعمال التي تنقل التجارب النهضوية المتفردة في العالم لعلها تفتح آفاقا جديدة  في مجالي التنمية والتحديث بالعالم العربي الإسلامي .
لقد التزم الباحث أميم بقيم ومبادئ البحث العلمي الرصين في عرض مضامين الكتاب بكل موضوعية، وطبق مناهجه كالمنهج الوصفي والتاريخي والتحليلي والمقارن والمنهج النقدي، وساعده على نقل هذه التجربة إلمامه باللغة الألماني ما مكنه من الرجوع والاغتراف من المراجع والمواقع الالكترونية الألمانية ، إضافة إلى تجربته في العمل بألمانيا واحتكاكه بالإنسان الألماني سلوكا وأخلاقا وفكرا ودرايته بأسرار نجاح هذه التجربة،  وإصراره على نقلها، لعلها تدفع أصحاب القرار في العالم العربي الإسلامي  إلى البحث عن السبل الكفيلة  بتغيير الوضع القائم في هذه المجتمعات والسير بها نحو مصاف الدول المتقدمة وإحداث تغيرات جذرية في جميع القطاعات.
والحاصل أن في هذا الكتاب جهدا كبيرا وإضافة علمية نوعية للدراسات العربية برؤية جديدة خاصة على مستوى النتائج العلمية الدقيقة التي توصل إليها الباحث .
ولعل السؤال المركزي الذي  يمكن ان نفتح بها هذه القراءة لهذا العمل هو: هل تعتبر التجربة الألمانية قابلة للتكرار في ظروف تاريخية مغايرة؟ وما هي الدروس المستفادة من هذه التجربة لتحقيق النهضة المنشودة في العالم العربي الإسلامي؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

التَّجربة النَّهضويَّة الألمانيَّة: كيف تغلَّبت ألمانيا على معوّقات النّهضة؟(*) للدكتور عبد الجليل أميم :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

التَّجربة النَّهضويَّة الألمانيَّة: كيف تغلَّبت ألمانيا على معوّقات النّهضة؟(*) للدكتور عبد الجليل أميم

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» عصر النّهضة الأوروبيّة في مرآة المؤرّخ الفرنسي الشّهير فرنان بروديل
» ألمانيا متمسكة بالميثاق المالي الأوروبي
»  مقالة رائعة للدكتور صلاح الراشد ، طبقها و سترى النتيجة
» مراجعة في كتاب ((الصراع الحضاري والعلاقات الدولية)) للدكتور سمير سليمان
» القوقعة البشرية: قراءة من كتاب ”مهزلة العقل البشري“ للدكتور علي الوردي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: الحــــــــــــــــــداثـــة-
انتقل الى: