حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 نقد العودة إلى ديكارت مرة أخرى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فؤاد
فريــق العــمـل
فريــق العــمـل
فؤاد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 786
معدل التفوق : 2214
السٌّمعَة : 22
تاريخ التسجيل : 17/12/2011

نقد العودة إلى ديكارت مرة أخرى Empty
20032017
مُساهمةنقد العودة إلى ديكارت مرة أخرى

نقد العودة إلى ديكارت مرة أخرى Arton2473

كنت قد كتبت نقداً لمقالة الصديق سلامة كيلة “ربما نحتاج إلى ديكارت”. ونشر على صفحات موقع الأوان، ودافعت فيه عن دور العلم الطبيعي والاجتماعي بعنوان “هل يكفي ديكارت” لما له أثر في تغيير بنية الوعي من الوعي القروسطي إلى الوعي الشكّيّ العقلانيّ. دون أن أتجاهل دور الفلسفة الأوربية الحديثة برمتها، لا سيما شك ديكارت ومركزيته في الانطلاق من الذات لفهم العالم ولتغييره، ولفظ اليقين الدينيّ المستند إلى المنطق الصوريّ والمجتمع الزراعيّ. وهو ما فعلته الرأسمالية (وتحديداً كثورة صناعية كلية) حين نقلت البشرية من تشكيلة اجتماعية متخلفة وتراتبية إلى تشكيلة اجتماعية جديدة ومفتوحة، تتيح للبشر المساواة من الناحية الشكلية وتعلي من شأن الإنسان على جميع الصعد، وإن ضاعفت من حدّة التمييز الطبقي بين الطبقات. وإنّ حجم التقدم الصناعيّ والاجتماعيّ والفكريّ والسياسيّ، أتاح ربما لأول مرة إمكانية الانتقال إلى تشكيلة جديدة هي الاشتراكية. وهذا ما يُسجل للبرجوازية. وبنفس الوقت، يسجل عليها كمية الدمار الاستثنائية التي ألحقتها بالبيئة والإنسان وبكل موارد الأجيال الحالية واللاحقة ولم تشذّ تجارب الاشتراكية المحققة عن ذلك، وربما بزّتها في كثير من الأحيان. الهامّ في الموضوع أنّ الإنسان مع عصر النهضة والتنوير والتشكيلة الرأسمالية، بدا أنه المتحكم في حياته، وانّ الايديولوجيا الدينية، والخلود الأبدي للتراتبية الاجتماعية، لم تعدّ القوّة الضابطة لحركة البشر.
ما يهمني من كل ذلك، هو أنّ تنحية العقل القروسطيّ قد تمّت، وقد خُلقت إمكانية الوصول إلى الوعي المطابق، وهو ما فعله العلم الطبيعيّ بالتحديد ولاحقاً العلوم الاجتماعية. أما الفلسفة الحديثة، التي يدافع عنها سلامة في مقاله المنقود” عن ديكارت مرة أخرى” وهي موضوع نقاشنا، فهي كما أرى ساعدت العقل على تقبّل العلم واستخراج منطقه العام، واستفادت منه في تفسير وعقلنة وقوننة كل ما يحيط بالإنسان وما في الوجود، ورفعت من شأن العقل والمواطن مقابل القدرة الإلهية ورجالات الدين. وبالتالي أهمية الشك الديكارتي ودوره التاريخيّ، أتت في سياق تحوّل مجتمعيّ أوربي وعالميّ. وبالتالي لا يمكن الانطلاق من فهم سبب التخلف أو التقدم للعقل أو لدولة ما أو لاتجاهات فكرية ما، من بنية العقل فقط، مع أهمية ذلك. فنصّ سلامة يفكّك بنية العقل الراهن ويعيد أزمته، المحدّدة في عدم تمثّل قيم عصر الحداثة وتشويه (الماركسيّ أو الوضعيّ، الهيغليّ أو الديكارتيّ أو الكانطيّ)، إلى بنية العقل المحتجز في المنطق الصوريّ، المعاد إنتاجه وفق الرؤية الدينية، وتحديداً عبر عباءة الغزالي. ونضيف كذلك ابن تيمية، وصولاً إلى ابن حنبل، وعودةً إلى محمد بن عبد الوهاب، والوهابية التي لا تزال مملكة آل سعود، تعتبرها الإيديولوجية الرسمية لها، وتؤسلم بها عقل العرب في كل العالم العربي والإسلامي، انطلاقا من مساهمتها في تشكيل الواقع الراهن منذ أربعينات القرن الماضي على أقل تقدي، وهذا ما استدعى تلك الأشكال من الفكر. أي تحليلي للفكرة بعكس رؤية سلامة.
هذا المنطق الذي يحكم نص سلامة، ربما يدفعنا للقول أن الرأي يقود العالم، كما كان زمن المادية الميكانيكية، ولكن وبعد ذلك أكتُشف أن العالم يُقاد بفعل شروط معقدة ويلعب البشر ومستوى الصراعات الاجتماعية دوراً أساسياً في ذلك، وكذلك مستوى تطور الاقتصاد. وهناك نظريات كثيرة تؤكد الترابطات والاشتراطات بين عناصر عدة لظهور أية حادثة اجتماعية، فكيف بتكوين بنية العقل، وكأنّ له زمنه الخاص بعيداً عن الزمن الكلي للبنية الاجتماعية الواحدة.
وبالتالي، لم يعد ممكنناً تفسير بنية العقل، وكونها متخلفة وصورية ودينية بالعودة إلى عقل الغزالي وكأننا نفسر الحاضر بالماضي. حيث أنّ الحاضر يمتلك شروطه، ويفرضها على العقل وعلى كل البنية الثقافية. وبالتالي مشكلات العقل – تقدمه أو تخلفه- تفسّر بالواقع الذي يعيشه المواطن و بالاتجاهات الفكرية والسياسية والثقافية والعلمية والأدبية التي يحايثها. ولا أقصد هنا، أن الواقع يساوي عقداً من السنوات، بل ربما أكثر من قرن من الزمن. ولذلك، شك ديكارت وكل النتاج الفلسفي المعاصر والعلمي كذلك، لن يكون له فائدة كبرى، ما لم تحدث تحولات كبرى في الاقتصاد وفصل الدين عن الدولة وتحييد المال السياسي وإنهاء الإيديولوجية والسياسة الوهابية التي تنتشر عبر حركات الإسلام السياسي وفق واقع كل بلد كما يشير الكاتب الأزهري أحمد صبحي منصور في كتابه ” كتاب جذور الإرهاب في العقيدة الوهابية”.
حين نعي حجم الأزمة التي يعيشها الواقع العربي، نستطيع بالفعل فهم سبب العودة إلى عقل الغزالي أو فقهه. وبالتالي ليس من استمرارية تاريخية للوعي، بل هناك سيرورة معاكسة، تُجبر الوعي على العودة. وبمعنى آخر إن وعينا العربي أو عقلنا أُعيدَ إلى عقل الغزالي، نتيجة أزمة التطور التي لم تستطع برجوازياتنا التقليدية والصغيرة(القومية) تجاوزها، والأصح عمقتها، وأسهمت في تصعيد مشروع الإسلام السياسي. ومهدت ساحة العقل ونظفتها تماماً من كل اتجاهاتٍ فكريةٍ علمانيةٍ نقديةٍ جادة، لتلقي الإيديولوجية الدينية بكل ما فيها من يقينيات كبرى. وحلول إعجازية، تتحقق بمجرد أن نفتح كتاب الله، ونقرأ بعض النصوص، أو بعض كتب الفقه.
ولم تقطع التيارات الفكرية والسياسية الحداثية (قومية وماركسية وليبرالية وإسلامية) مع هذا الواقع فتشربته، وكانت كما هو،رغم مسعاها إلى رفضه أو محاولات تغييره، فأتت نتائج فعلها محدودة وفاشلة، فتشكل عقل هذه التيارات عقلاً إيمانياً فقهياً بلا شكٍ أو نقدٍ أو تمثلٍ لعقل عصر الحداثة ولا لواقعها المتأزم، الذي هو الأساس في ضرورة توقعن الشك والمنطق الجدلي والوضعي والكانطي، أو العلم الطبيعي والاجتماعي، كبنية أساسية في الوعي.
وإذ أتقف على ضرورة الشك الديكارتي وما أتى بعده من الفكر الحداثي في المنهجيات أو العلوم. فإنني لا أربط تقدم العقل/الوعي. بذلك التمثّل فقط، فالتقدم في العقل والوعي والفكر سيرورة متداخلة لجملة تغييرات في كافة أوجه البنية الاجتماعية. وبغير ذلك، لن يكون للشك الديكارتي قيمة تذكر ولا للجدل الهيغلي، ولا للجدل المادي، ولا تعدو الدعوة لذلك الشك ولغيره من المنهجيات سوى صرخات مثقفين من شدة الألم الذي يتملكهم على مستقبل أفراد أمتهم أو دولهم.
القضية تتحدد إذن في تمثل كل ما حدث من تغيّيرات وثورات في النهضة الأوروبية وليس في الجانب المنهجي أو الفلسفي فقط. وهنا لا يفوتني الإشارة إلى المشاريع العربية(التيزيني، الجابري، مهدي عامل وياسين الحافظ وعبد الله العروي وآخرين) التي حاولت تغيير بنية العقل وتطويره، وكانت متعددة المنهجيات والمشاريع السياسية والفكرية. ولكنها فشلت. وفشلها ليس متعلق بقوة عقل الآباء أو الماضي أو العقل القروسطي بل يتعلق بأزمة مشروع الحداثة العربية وفشل البرجوازيات العربية ونقيضتها عن القيام بدورها التاريخي. ولست في هذا الاستنتاج أحاكم الفكر من زاوية السياسة، ولا أوافق على أن لكل منهما زمناً مختلفاُ، وأؤكد إنني لا أجد إمكانية للفكر في زمن التداخل الدولي وبدءاً من بداية القرن العشرين وليس الحادي والعشرين، أن يشق طريقه بعيداً عن تحقيق تطوّر صناعي متقدم وحريات عامة وأنظمة ديمقراطية، أو تقدم بإحدى هذه القضايا المركزية.
وهذا ما يدفعني للقول: إن فشل تلك المشاريع الفكرية. لا يعود إلى ثقل الماضي على بنية العقل الحديث، بل إلى استجلاب الحاضر لذلك الماضي، نتيجة فشلّه في إحداث تغيير مجتمعي كلّي في زمن الوحدة العالمية، بقيادة الرأسمالية العالمية.
نقد وتفكيك بنية العقل العربي وشكل تمثله للفكر الحديث، هذا موضوع ضروري بإمتياز، إلا أنّه لا يمكن أن نجد تفسيراً له في بنية العقل القديم، التي كما يشير سلامة هي بنية عقلنا الحالي، بل في طبيعة المشاريع والتيارات الفكرية والسياسية التي تمثلت ذلك الفكر، وفي طبيعة البنية الاجتماعية التي تنتج ذلك العقل وتلك التيارات.
وبالتالي، الحاجة إلى الفلسفة أساسية، ما دام الإنسان يمتلك الدماغ والوعي والعقل، ولا تعارض بين العلم والفلسفة، بل إنها تستفيد من نتائجه ولا تكتفي بذلك، فلها عمقها التاريخيّ ومنطقها وأعمالها، التي لا يستطيع العلم تقديم إشكالياتها ولا محاولة الإجابة عليها. وبذلك يساهمان في تغيير بنية الوعي والعقل، الذي لا يمكن إتمامه عبر البحث عن مشكلاته في بنية الماضي عقلاً وواقعاً بل في بنية الحاضر عقلاً وواقعاً، وربما في الواقع وما فيه من ترابطات واشتراطات وأزمات، قبل العقل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

نقد العودة إلى ديكارت مرة أخرى :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

نقد العودة إلى ديكارت مرة أخرى

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  القراءة الإبستمولوجية لفلسفة ديكارت (1من 2) الشروط النظرية المهيئة لظهور فلسفة ديكارت الجمعة 24 شباط (فبراير) 2012 بقلم: عاصم منادي الإدريسي
» > حول فتوى إرضاع المرأة زميلها في العمل: جنون العودة إلى ما قبل (...) حول فتوى إرضاع المرأة زميلها في العمل: جنون العودة إلى ما قبل الفطام بقلم: رجاء بن سلامة
»  الانية عند ديكارت
» العقل بين “برغسون” و“ديكارت”
» هل يمكن العودة إلى الحياة بعد الوفاة؟ علماء يؤكدون قرب توصلهم إلى ذلك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: الحــــــــــــــــــداثـــة-
انتقل الى: