المشكاةُ المتيّمةُ بالألمِ،
تغتسلُ بعطر التثاؤب،
وقبل أن تحنّ لنهارات من كسل.
أقرأُ:
جاء في خطاطةٍ من عهد الخزامى:
وإلى أن رأى وجهها
كان يحارُ “من أين يطّلعُ الصبحُ ؟”
فابتهل مثل عجوز،
يُرَجّع قدّاس الشجر.
يرنو إلى ماء روحها،
ونغماتها،
أن يجلس بين وصيفاتها،
يندغم ببهائها المقدس،
ليتأرجحان قوس أُلفةٍ مُعتّقةً.
في صفحة ثانية:
أنّ ما بين نهديها
مكتباتٌ تؤرشف القبل،
برذاذ عاشق مُوجَعٍ
ببهارٍ لا ينام.
النهدان،
يشتهيان تحت ضوء القمر،
عناقاً ذئباً لا ينتهي.
ولعلّ ارتشاف ما ترقرق بينهما
يغدو ذاكرة للشبقِ.
في حاشية الصفحة:
شعرك - كما يقال –
حدائق الليل وآخره،
عيناك غيمتا ياسمين
مقفّى بأجراسٍ من كُحلٍ،
وبعصافير لا تتقنُ سوى الغناءِ.
شفاهك متْنُ قصيدةٍ،
وأنا تلميذٌ
يؤدّي فرض عقوبة.
لسانك مثل موجة،
فيما رضابك يَعِدُنِي بالمطلق.
أنفاسك،
مطرّزةٌ بنوارس من شهوات،
تفتح كتاب العواطف،
وتباعد بدلال ما بين ضفتيه،
على ما تبقى
من شهقات تدّخر أنخاباً لجزرٍ
لم أكتشفها، تسعى لخاطري
أن أبدأ أماسي القطاف،
من بستان جسمك
المزدهي بأجمل الملذات
أشهاها التوتُ.
سرّتك، الشّهدُ
وأحلى من عرس
يمنحني تاجاً أبدياً.
أٌمَسّدِها بنبيذي
فتهبط بي إلى تراث النشوة،
أقيم احتفالاتي، أهمي كرنفالات،
تداعب ظلّك المشغول
بهدهدة ظلّي،
كي أرتوي وينهض صيف الألم.
وفي حاشية أٌخرى: أنّ النّخل
لا يزال يقلّد قيافتكِ ويتعثّرْ.
ولازلت أقرأها حرفاً حرفاً
كنحّاتٍ شيمته الولوج إلى حجره.
في صفحة ثالثة:
مرجعية سمارك،
في حنطة الغسق،
لو أستطيع
أنهي حصاده قبل الشفق
ببضع تنهّدات ندى،
وصحوِ مئذنة.
تعليق قابل للتعديل:
أنّ لنا أن نمسْرح اليخْضور
آنَ كنارُ الرغبةِ
يُصلّي بالقصب
مثل ريح مراهقة؟
خاتمة أولى:
أنا مذ قيّلت بروحك
أحاول أن أصاب برؤيا وردك،
وأفشل.
خاتمة ثانية:
أنا مذ قيّلت بجسمك
أحاول عشباً يغفو
تحت حفيف غبطتك، ولم أ...