حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 الكاتب في محيطه وفي أعالي المحيطات وأسفلها بقلم: حسن بن عثمان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باسم
ثـــــــــــــــائر محــــرض
ثـــــــــــــــائر محــــرض
باسم


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 342
معدل التفوق : 954
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 15/12/2011

الكاتب في محيطه وفي أعالي المحيطات وأسفلها بقلم: حسن بن عثمان   Empty
19122013
مُساهمةالكاتب في محيطه وفي أعالي المحيطات وأسفلها بقلم: حسن بن عثمان

الكاتب في محيطه وفي أعالي المحيطات وأسفلها بقلم: حسن بن عثمان   Arton688-341fe

ثمة دائما ما لا يُرى مباشرة في معادلات الحياة الأدبية العالمية، التي هي غربية بالأساس، بمعنى أوروبية وأنكلو سكسونية. من جهة هناك الكتّاب الأكثر شهرة والأكثر مبيعا، ما يسمّى كتّاب البيست سيلرbest-seller ، والذين هم في الغالب حكّاؤون حواة، متفنّنون يجيدون فنّ السرد، يلعبون بمهارة دور النجوم في السوق وفي الإعلام وفي الملتقيات والمعارض والاحتفاليات، تُحقّق كتبهم باستمرار أرقاما قياسية في التوزيع والمبيعات والقراءة والترجمة والترويج في الكثير من لغات العالم. هؤلاء هم كتّاب الصدارة وبورصة القراءة والتبادل والتجارة. هم كتّاب العملة الرائجة والمتّفق عليها في سوق الكتابة والقراءة، يشبهون الأوراق النقدية، التي لها أرصدة رمزية في الفكر والثقافة والمعارف والمجتمعات التي تتداولها وتعمل على تسويقها لغيرها من المجتمعات واللغات، حيث يتم تصريفها باللغات المحلية وتضخيمها وتفخيمها، شأن العملات المحلية حين تستقبل عملات نقدية صعبة. أو هكذا اصطلح عليها.
هذا الصنف الصميم من الكتّاب موكول له تنمية رصيد المخيال المعنوي والرمزي والأدبي، بما يجعل الذاكرة الجماعية للغته ولقومه ولثقافته ولسياقه الحضاري في حالة تذكّر لأفضل ما ترغب أن تتذكّر، بما يغذّي روايتها الكبرى وينعش سردياتها الكاسحة عن ذاتها ومحيطها، وبما يرسّخها في الكتابة والكتب، أي بما يديم فاعليتها وسطوتها في اللغة بالمعنى الوجودي والتاريخي.
من جهة ثانية ثمة كتّاب الرصيد الذهبي، كتّاب الجوائز الذهبية أو ما يعادل سبائك الذهب، هؤلاء هم رصيد صلب للمعاني والوجود وإمكانيات السرد، حين يكون السرد متفوقا على كل المعادن والمعاني، حين يكون السرد جوهرا للتاريخ البشري وما فيه من بشرية ومن تبشير ومن تأله وتأليه وأسطورة وتسطير ومن تجربة وتجريب، حين يكون السرد حكاية للإنسان، مطلق الإنسان، أو لإنسان منتخب من مطلق الإنسان. هذا النوع من الكتّاب هو رهان الكتابة والحياة، يُذكر في أي لغة أو مجتمع أو تاريخ فيُشكر حين يُبْهرُ.
جائزة نوبل للآداب هنا هي مما لا يُرَدّ عليها بالتفاهة والسخافة، وإنما هي في كل أحوالها وحساباتها جائزة من سبائك الذهب، مهما كان موقفنا من الجوائز ومن الذهب، ولا تُمنح، ولم تُمنح في تاريخها، سوى لمن توفرت فيه أقدار معيّنة من الفن والإبداع والجوهرية. إنها جائزة المعادن النفيسة بلا منازع، ولا ينازعها في ذلك منازع من الجوائز وأهل الجوائز والمتحصلين على الجوائز أو المتخلصين من الجوائز.
ثمة كما تدركون فرق جوهري بين اللامع من المعادن، وبين الذهب الذي من أخص خصائصه اللمعان دون أن يكون في حاجة للبرهنة على لمعانه أو إخفاء لمعانه حتى وإن شاء. وتدركون أن ما يلمع ليس بالضرورة من الذهب. ذلك فرق أولي بين تجارة الأدب وحقيقة الأدب. بين ما يلمع خلّبا شبيها بالذهب و طبيعة معدن الذهب ولمعانه الذاتي!!
لسنا بصدد الخوض في تاريخ ألفريد نوبل مخترع المفرقعات. إنما جائزة نوبل هي أقوى ما ابتُكر بعده، بعد نوبل، من المفرقعات، بل هي مبيدة أكثر من كل المبيدات، لكل قوم أو أقوام أو ناس أو إنسان، لا قدرة له على الصمود في وجه المفرقعات. أكانت المفرقعات من نوع المعادن أو النجوم أو من نوع الذهب!
وبين المفرقعات، نجوم كانت أم مبدعات أم مبيدات، ثمة أصناف أخرى من الكتّاب والكتب، لها علاقة معيشية ورزقية بالكتابة والكتب، ولها في مجتمعاتها حاجة متبادلة تُلبّى... ذلك في مجتمعات تجتمع على الخيرات، خيراتها.
إنّما الكتابة في اللغة العربية تحوّلت إلى الكتّابة، إلى المشعوذين والسحرة والضاربين في الرمل وفي الأبراج والأفلاك والنجوم وحرقان البخور، وكل حرقان في الأرض والبحر والسماء.
هل يَفهم الكتّابة البائسون، أطفال نظم سيئة الظن بنفسها، أن الرمل والأبراج والنجوم هي التي اختارتهم لأدوار سخيفة وهي تلعنهم في كل حين وآن، وتلعن بؤسهم وأنظمتهم السخيفة؟
هؤلاء لهم جوائز النبل كلها، ولا نوبل.
أي نوبل أمام نبلنا الشعوذي؟
أي نبل، وأي نوبل أمام تحايلنا اللغوي العبقري العقربي؟
الكاتب العربي المسلم المحليّ يحارب على جبهات عديدة في أي معرض من معارض الكتاب. يحارب أسلافه ويحارب أخلافه ويحارب مخالفيه، ويحارب دائما في ساحات لا يملكها ولا يسيطر عليها، وأحيانا لا سطر له على ساحات ليست ساحاته.
الكتب، أية كتب، لها دائما قيمة في ذاتها، عندما تكون لها كتابة ويكون لها ذات، لكن هذه القيمة هي بلا معنى، حين لا يمكن تصريفها، وحين لا تعثر على نحوها الكوني، أو على صرفها وعلى نحوها في لغتها الأهلية وفي اللغات الأخرى.
الكتب التي لا تحيا لكي تموت.
الكتب التي لا تموت لكي تحيا.
الكتب التي لا تباع ولا تشترى إلاّ بتسويق السوق أو ببداهات الثقافة و بمداهنات الوزارات والرسميات.
الكتب الرديئة. الكتب الشعوذية، الكتب الساحرة المسحورة، الكتب النفعية. الكتب الوظيفية. الكتب الفقهية. الكتب المدرسية. الكتب التاريخية. الكتب الرئاسية والسلطانية والملوكية والمملوكة والمملوكية...
الكتب التي لا تترك لأسلافها كتابات ولا حياة.
الكتب التي تستولي على الحياة.
الكتب التي لم تقرأ ولم تجد من يقرأها.
الكتب الباقية لكي تجعل قراءها في الفناء.
الكتب، تلك الكتب ذاتها، التي علينا أن نتخلص منها ليحلّ محلّها كتب أخرى تنتظر كتّابها الذين يدركون أن اللغات الصعبة والكتابة الصعبة والآداب الصعبة والعلوم الصعبة والعملات الصعبة والإقامة الصعبة في دنيا تكاد أن لا تكون صعبة، بل تافهة! هي مستحيلة القرّاء.
كتب متيسّرة يسيرة القراءة للنابغين من الكتّاب والراغبين من القراء.
هل بعد ذلك من قرّاء لكتابة حين انكتبت لم يكن في ذهنها قرّاء يكتبونها حين تكتب؟
أليس الأجدر أن يسبق دائما سؤال الكتابة سؤال القراءة؟
أليس فقدان العرب للقرّاء هو قبلا فقدانهم للكتابة وللكتّاب؟
متى ما ظفرنا بكاتب، جدير باسمه وصفته ومنزلته وكتابته، سيتوفّر القراء... وسيتمعّنون مجددا في حروف الأبجدية من ألفها إلى بائها إلى يائها إلى قرّائها وكتّابها.
ولكن التعتيم بالغ، والضباب مطبق، ولا أمل في الرؤية، فما بالك بالقراءة؟
أما فيما يخصّني فيكاد القنوط يستحوذ عليّ من الكائنات الكاتبات العربيات والكتّاب. لولا نسائم بعض ما تجود به علينا بعض الاجتهادات وبعض اللغات من صميم الكتابات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الكاتب في محيطه وفي أعالي المحيطات وأسفلها بقلم: حسن بن عثمان :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الكاتب في محيطه وفي أعالي المحيطات وأسفلها بقلم: حسن بن عثمان

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: الحــــــــــــــــــداثـــة-
انتقل الى: