حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 بعض عيّنات من الحجاب اللغوي الأخطر! بقلم: حسن بن عثمان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باسم
ثـــــــــــــــائر محــــرض
ثـــــــــــــــائر محــــرض
باسم


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 342
معدل التفوق : 954
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 15/12/2011

بعض عيّنات من الحجاب اللغوي الأخطر! بقلم: حسن بن عثمان Empty
19122013
مُساهمةبعض عيّنات من الحجاب اللغوي الأخطر! بقلم: حسن بن عثمان


حجاب المعاصرة حجاب ليس خطيرا وإنما هو خطِر جدّا، لأنه ليس خمارا ولكنّه نقاب لا برقع فيه، خصوصا إذا ما كان لصيقا بالروح والبدن، يلغيهما من أجل عتمته وسواده المطلق. المعاصرة في معصرة التخلّف: إرهاب صميم لا دواء له ولا شفاء منه.
نعاصر الأشخاص الذين لا شخصية لهم، نعاصر الكتّاّب الذين لا مروءة لهم ولا كتب مذكورة ولا فكرة، ولعلّهم كتّاب يترقرق زيت المعنى الزيتوني وعسله من معانيهم المخبوءة، التي لم تسعفنا المعاصرة، رغم أجهزتها الحديثة على أن نتعرّف عليهم. أتكلّم هنا تحديدا عن ما يشبه فكرة شخصية، نعاصر إنسانا بلا إنسان ولا زمان ولا مكان، لكن العصر والمعاصرة شبيهة أنفسنا المعصورة، نعاصر ما لا يعصر وما لا معاصرة فيه. نعاصر المكان بصفته عراقا، فيه كل العرق والعراقة والعروق وكل ما ترسّخ في الأرض وطبقات الأرض من الإنسان وما تبقى من الإنسان، وكل علم تعلق بالتألهات والنبوات وبالأركيولجيا وبالأنثروبولوجيا.
نعاصر الزمان بصفته أميركا، بصفتها شخّ، لا شيخا، شخّ متواصل من الإبهار والحركة والصور والموسيقى. صفة وقت وزمان، أميركا. معرفة وتحديدا للمعرفة. حدود تضيّع الحدود، ما بين الفيزيقا والميتافيزقا. وبين الإنسان المسكين وما يفارق الإنسان دون عطف على الإنسان المسكين، الذي هو المتمكّن المكين، ورغم مسكه ومسكنته الدائمة، هو من جعل لنا المكان والزمان، وأوجد لنا الكون ودعانا لأن نكون، ولا نعرف أحدا غيره رغم دعوته لنا، في الكثير من الأحيان والأديان، أن لا نعبد الإنسان وإنما هي عبادة الديّان. لكي لا نشرك بالديّان أحدا. لكي يكون الدّين لصاحب الدّيْن المطلق، لكي لا ينازعه أحد فينا، لكي لا نشرّك أحدا، مهما كان، في الشكر والحمد والعرفان. أحدهم كان الإنسان. أحدهم كان الديّان، حين ادعى أن له بشرا تابعا يخاطبه أحيانا بصفته إنسانا. أهلا بالإنسان في كل حين وآن، وفي كل زمان ومكان.

الكفر ممكن والشرك مبتذل. فلا.
الكفر أن تنساق في المحرّمات وتتآخى معها.
المحرّمات هي أخ الإنسان وأخته، أبوه وأمّه وكل سلالته.
المحرّمات مرضعة لا تكفّ عن الإرضاع، لها أثداء لا تخطر على البال، أما حليبها فهو حليب الوجود. ترياق يُشفي ويُميت.
إنما الشِّرك هو شَركُ الوجود.
الشِرك أن تؤمن بأن لله شَريكا، ذلك الله الذي لا وجود له مباشرا في وجودنا، فقط له وجود في اللّغة، واللّغة للحيوانات الناطقة تظلّ هي كل الوجود. وأن تشرك بما أقرّت به اللغة وصانته، فأنت عبد لما لا يذكره الزمان ولا يحفظه المكان ولا تتّسع له اللّغة بطبيعة الحال.
الشّرك هو أن تعبد المال والأحوال والأعمال، وأصحاب المال والأحوال والأعمال.
الشرك أن لا تنزّه وأن لا تتنزّه. الشرك أن تعبد الشاهد عوض الغائب.
الشرك أن تكون سنيا أو شيعيا أو مسيحيا أو يهوديا أو ملحدا أو وطنيا أو قوميا أو دينيا.
الشرك حين لا تؤمن أنك في شَرَك.
الشّرك أن ترضى بأن تكون عبدا لمعبود لم تُجدْ به اللغة الأزلية، في كلّ تقلبات لهجاتها وجهاتها ونطقها.
العبادة ممكنة. أمّا العبودية فلا.
أهلا بعباد الله باختيارهم وقناعتهم الضميرية، وبتسليمهم وسلامتهم، أهلا بالدراويش والعشّاق والفانين. أما العبيد، حتّى وإن كانت عبوديتهم لله، فستظل السلاسل والقيود مرسومة على أجسادهم، وستظل أرواحهم موشومة بالكره والسواد العدوّ والبياض الخبيث بلونه القاتل.

العراق أولا في كل زمن من الأزمان.
أميركا أولا في كل وقت وكل توقيت من الأوقات، من أوقاتنا.
لا مفاضلة بين المكان والزمان، ولا بين علم من العلوم، حتّى وإن كان المكان لنا والزمان ليس لنا، وإن كان العلم ليس علمنا. إنما المفاضلة هي بين من يسكنون المكان والزمان، ومن لا يسكنون. بين من يسكنون وهم مستأجرون، وبين من هم مستأجرون ولا يسكنون، بين الملاّك والكرّاء، بين الرّاسخين والزائلين، وبين من لا يرسخون وبين من لا يُزالون.
المفاضلة، للأسف، هي بين إنسان سافر يسافر، ورغم ذلك فهو متعيّن فاعل في الزمان والمكان، وبين إنسان يقيم خلسة، بلحيته وحجابه ونقابه، يسافر دون أن يخلع سفوره، وينام على أحقاده المزمنة، في القديم من المكان، وفي الحديث من الزمان، أو في كليهما معا! وهو في ذلك يعلن أحيانا ما يضمر، ويضمر في الكثير من الأحيان ما لا يعلن. هل نحتكم مثلا إلى ما يسمّى مكر التاريخ؟
كل أولئك الذين ينتمون للحجارة هم أعداء التربة والخصوبة. أعداء العراق وأعداء أميركا. أعداء المكان والزمان.
لا حجارة ولا أطفال.
لا شيطان ولا حجارة للشيطان.
أية حجارة؟ وأي أطفال للحجارة؟
أيّها البلهاء أليست حجارتكم التي يلقيها حجّاجكم على شيطان أنفسكم، هي رجم الفراغ، فلا الشيطان أصيب ولا أعداؤكم. أيها الملقون بالحجارة، كبار يعلّمون الصغار، ألستم أصمّ من كل حجارة؟ ألست أنتم الحجارة في غياب كل شيطان؟
أيها الطاعنون في الحجارة متى تكونون صخرا صلدا يعرّف بنفسه ويعرّفنا عليها.
أيها الحجر فيك الكثير من البشر، فلا تكن حجرا على البشر.
كن شعرا، كن نثرا وكن حجرا كما أنت حجر. كن بشرا ليس مثل أغلب البشر، لا تكن شرّا كما يدعوك البشر.
حجاب المعاصرة هو الذي حجب علينا ومازال، من قبل ومن بعد، كل الكبار في اللغة، التي هي مازالت الآن عربية فيما يخصّنا، من أبي حيان التوحيدي والمعرّي وأبي نواس والمتنبي، وحجب أبا القاسم الشابي التونسي وحجب علينا السيّاب العراقي ودرويش الفلسطيني. ماذا لو يُقرأ درويش من قبل الفلسطيني والعروبي والإسرائيلي، أراهن أن كوارث أو مسرّات لا ترد على البال يمكنها أن تحدث.
حُجب علينا، شعوبا وأمما، مبدعون كبار، خصوصا في الشعر والنثر، لم تتصدّ أية جهة لنزع حجابهم ولا نقابهم، لكي نشوف وجوها غير تلك الوجوه اللغوية الواجمة الكالحة المريضة المختفية المعروضة وغير المعروضة علينا. متى يُنزع حجاب المعاصرة لكي نستهزئ بحجاب المعصرة والمناصرة والمغادرة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

بعض عيّنات من الحجاب اللغوي الأخطر! بقلم: حسن بن عثمان :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

بعض عيّنات من الحجاب اللغوي الأخطر! بقلم: حسن بن عثمان

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: الحــــــــــــــــــداثـــة-
انتقل الى: