حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 دِينُ أُمِّ المعارِكِ الثلاثاء بقلم: فتحي بن الحاج يحيى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فؤاد
فريــق العــمـل
فريــق العــمـل
فؤاد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 786
معدل التفوق : 2214
السٌّمعَة : 22
تاريخ التسجيل : 17/12/2011

دِينُ أُمِّ المعارِكِ الثلاثاء بقلم: فتحي بن الحاج يحيى   Empty
19122013
مُساهمةدِينُ أُمِّ المعارِكِ الثلاثاء بقلم: فتحي بن الحاج يحيى

دِينُ أُمِّ المعارِكِ الثلاثاء بقلم: فتحي بن الحاج يحيى   Arton793-849b6
يقال أنّ اللّغة العربيّة ظلمت المرأة في خمسة مواضع، وهي :
أوّلا : إذا كان الرّجل لا يزال على قيد الحياة فيُقال عنه أنّه حيٌّ، أمّا عن المرأة فيُقال عنها أنّها حيَّةٌ (كقولك أفعى)!
ثانيا : إذا أصاب الرّجل في قَوْلِهِ أو فِعْلِهِ فيُقال عنه أنّه مُصِيبٌ، وعن المرأة إذا أصابت قولاً أو فِعْلاً، يُقال أنّها مُصِيبَةٌ !
ثالثا : إذا تَوَلَّى الرَّجُلُ مَنْصِبَ الْقَضَاءِ فهو قَاضِي، أمّا عن المرأة فهي قاضية !(والقاضية هي المصيبة العظمى التي تنزل على المرء فتقضي عليه !)
رابعا : إذا عُيِّنَ رَجلٌ (بطريقة الانتخاب) أوانْتُخِبَ (بطريقة التّعيين) في مجلس نيابي (عربيّ) فيقال عنه أنّه نَائِبٌ، أمّأ إذا ناب القدر بنفس الأمر على المرأة فيُقال عنها أنّها نائِبةٌ !(والنّائبة، لغةً، هي أخت المصيبة !وتُجمع على نوائب).
خامسا : إذا كان للرّجل هواية يتسلّى بها ولا يحترفها، فيقال عنه أنّه هَاوٍ، بينما يُشار إلى المرأة صاحبة الهواية بأنّها هَاوِيَةٌ !( والهاوية هي إحدى أسماء جهنّم!).

هذه “الخاطرة”، إن صحّ تسميتها هكذا، تلقّيتها عن طريق الإنترنت من أحد الأصدقاء.
كنت يومها في حالة يُرثى لها من الغضب المرفوق بذلك النّوع من العجز الذي ينتاب الإنسان، فلا يعود يعلم إن كان يجب عليه أن يؤسّس اليأس فلسفةً مستديمة في حياته، أم يرفض الاستسلام للواقع فيظلّ ينتفض في دائرة مفرغة لمجرّد إشعار نفسه بأنّه يقاوم أشياء وظواهر تنفذ فينا يوميّا وتكتسح، مع تعاقب الأجيال والزّمان، ذهنيّتنا الجماعيّة، وتنخر جسمنا الاجتماعي، ونحن نقف أمامها شبه صامدين، وشبه رافضين وشبه مقاومين.
ولأنّي كنت على هذه الحال، فإنّي لم أر فيها أيّ وجهِ طرافة ولا أَعتقِدُ أنّ كاتبها بحث فيها عن الهزل بقدر ما اجتهد، فيما وراء التّلاعب اللّغوي، في الإحاطة بهول المأساة.
والحكاية بسيطة وإن كانت في شكل مسلسل من عدّة حلقات:
الحلقة الأولى : كنت لبضعة أيّام خلت، أتمشّى على شاطئ الكرم (ضاحية تونس)، واليوم حارّ، والشّباب قد دخلوا بعد في عطلتهم الصّيفيّة المقرّرة رسميّا ليوم 30 يونيو ونحن في اليوم العاشر منه. بنتان في سنّ المراهقة تنزلان إلى شاطئ شبه خالٍ من الإناث ومكتظٍّ بالذّكور من كلّ الأعمار. فجأة تتشكّل طوابير بأكملهما لتتجمّع في نفس المكان الذي اختارته البنتان للتّمتّع بماء البحر، وقَصَدَهُ الأولاد للتّمتّع بمشهد الأنوثة. غيّرت الفتاتان مكانهما فاقتفت أثرهما الجموع، ولم تجرآ على نزع ثيابهما فدخلتا البحر لابسات ثمّ خرجتا مسرعات لتعودا إلى البيت حيث مكانهما “الطّبيعي”. ولعلم القارئ : هذا الشّاطئ، مجهّز بمركز شرطة وفرقة حماية مدنيّة من ذكور قد يكونون لم يروا، بكلّ صدق وبراءة، أين تكمن المشكلة ؟
الحلقة الثّانية : “بيناس محمود” بنت عراقيّة في العشرين من عمرها قتلها أهلها لأنّها لوّثت شرف العائلة إذ هي انفصلت عن زوجها الذي اختاروه لها وهي في سنّ السابعة عشرة لترتبط بشابّ تحبّه. وقعت الجريمة في إحدى مدن إنكلترا ووردت تفاصيلها على موقع “بي بي سي” بتاريخ 12 يونيو.
الحلقة الثالثة : 5 آلاف جريمة شرف تُرصد سنويّا في العالم دون اعتبار التي لم تُرصد. هذا عن الحالات القصوى التي تنتهي بالموت، فماذا عن الحالات الأخرى التي تنتهي بموتات لا يمكن معها إثبات الموت البيولوجي: حالات الاغتصاب أثناء الحروب وفي أحوال السّلم الاجتماعيّة المستتبّة، اعتداءات جنسيّة على أطفال وصبايا من قبل أقرب المقرّبين أحيانا ولا تسمح التّقاليد والأعراف بأن تفوح رائحتها الكريهة فتعالج بالبخور والكتمان أملا في النّسيان، اقتطاع بعض الأجزاء الدّامية من جهاز البنت استهدافا لهدم بيت النّفس الأمّارة بالسّوء، تطويق الجسد الأنثوي في وسائل النّقل العمومي بما لا يدع مجالا لمسافة الشّعور لدى المرأة بأنّها ما خلقت لغير متعة الذّكر، أمّا ما تبقّى فيكاد يعتبر أمرا ثانويّا لا يستحقّ كثير عناء، إذ يكاد يكون هناك إجماع خفيّ غير منطوق بأنّ المرأة، سيما إذا كانت جميلة وغير “مستورة” (أي غير محجّبة أو غير ملفوفة في ثياب تنسي الذّكر بنيتها الجسديّة الأنثويّة)، تشكّل إغراء وتبعث برسائل استهواء وإشارات نداء للاعتداء عليها أو التحرّش بها أو مغازلتها في أفضل الأحوال، وبتعبير آخر فهي تتهيّأ في هيئة عرض مغر أمام طلب متزايد، فتنتفي بذلك مسؤولية الذّكر في الإقبال على بضاعة معروضة عملا بقاعدة السّوق. أحد أئمّة اليمن أفتى بمناسبة اغتصاب سائحات أجنبيّات بما مفاده: إذا رأيت اللّحم منشورا (نقول بالتّونسيّة مُبَزَّعًا) فلا تلومنّ القطط على النّهش!“قد يبدو أنّ ثمّة الكثير من المغالاة في المقارنة بين تطويق لصيق في الحافلة أو المترو، أو مجرّد حصار بصري على شاطئ في يوم ساخن، وبين حالات القتل من أجل الشّرف أو ختان البنت في بعض مناطق الإسلام، وقد يبدو هناك عدم تناسب بين هول الكارثة هنا وكميّة الوجع هناك. وأنا لا أنكر ذلك، لكن شيئا ما يظلّ قائما في باب مقارنة الشيء بالشّيء، وهو أمر قد لا تدركه العين المجرّدة لذَكَرٍ لا يتعرّض بفعل جندره وهويته الجنسيّة إلى مثل هذا الهدم اليومي. فالذّكر عامّة، والذّكر العربي المسلم خاصّة، لا يتسنّى له في تجربته الوجوديّة في الحياة أن يشعر بنفسه ممنوعا من التحرّك في الفضاء العامّ كدخول مقهى أو الجلوس في حديقة عمومية أو الاستحمام في شاطئ البحر أو السّير في الطّريق العامّ بكلّ بساطة. وحتّى إن أُقصِي من بعض هذه الأماكن كأن يكون الشّاطئ مخصّصا لضيوفنا الكرام من السّوّاح أو أنّ المقهى باهض الثّمن ومقصور على ذوي اليسار فقط (لا علاقة طبعا باليساريين)، فالأسباب تختلف تماما، ولنقل أنّها تدخل في باب الصّراع الطّبقي والتباين الاجتماعي أكثر منها، كما بالنسبة للمرأة، لأسباب أنثروبولوجية ثقافية تمدّ جذورها في التّاريخ البعيد المشيّد بنيانه ثقافة ودينا ومعتقدا وتمثّلات ذهنيّة...وكما تقول المفكّرة رجاء بن سلامة إلى”جرح التّفضيل الإلهي".
الحلقة الرّابعة : وأنا أكتب هذه المقالة حدث أن حنثت عهدا أقمته على نفسي بأن لا أفتح التلفزيون بعد اليوم على أخبار الشّرق...وأن أكفّ عن التّدخين (السجائر طبعا)، وكنت سَفِيهًا في هذا وذاك. فاليوم هو 13 يونيو 2007 والقتال في أوجه داخل قطاع غزّة بين “حماس” و“فتح”، ومرقد الإمامين في سامراء قرب بغداد يسقط ركاما يتلوه دمار جامع سنّي غير بعيد ...وعن أشلاء بني آدم فحدّث، بينما بيروت تشهد للمرّة كذا تفجير سيارة نائب برلماني ونجله الأكبر وبعض مواطنين آخرين لن يحتفظ التاريخ، على كلّ حال، بأسمائهم أسوة بإخوانهم المدنيين في غزّة ومدن العراق وغيرها.
قلت في نفسي: ماذا ستكون ردّة فعل قارئ لمثل ما أكتب أمام قضايانا الكبرى ومعاركنا الأمّ مع الأميركان وبني صهيون والغرب المتربّص بنا؟ وماذا تساوي مشاعر بنت صغيرة تعود إلى بيتها ثائرة أو غاضبة أو مقهورة لأنّ اللّه لم يهبها عضوا ذكرا تشقّ به طريقها إلى البحر بأمان ؟ وهل من رابطة منطقية بين هذا وذاك ؟
ربّما تكون مشكلتنا الكبرى في عدم إدراك هذه العلاقة المنسوجة من خيوط لا مرئيّة بين فرض حظر التجول في بغداد أو غزّة ورفع جدار عازل بين الضفة وما خلفها من جهة، وبين حالة منع التجول المفروضة يوميّا على المرأة داخل الحيّز العامّ العربي من شوارع ومقاهي وأزقّة وأحياء سيما إذا كانت غير مرفوقة بذكر يعطي لوجودها معنى وغاية وتبريرا. لنأخذ مثالا بسيطا : صورة لأحد شوارع أيّ مدينة عربيّة بالليل، وعلى الرّصيف امرأة واقفة في انتظار شيء ما ثمّ نعرضها على سبر للآراء أو نطلب تعليقا تلقائيّا عليها. أراهن أنّ ما سنحصل لن يخرج عن التّالي :
— ماذا تفعل هذه المرأة وحدها بالليل ؟ وسيُنطق السّؤال بنبرة العارف بأنّها إن وُجدت هنا، وفي هذا الوقت بالذّات، فلغاية في نفس يعقوبة دون ريب ! وهو سؤال لن يُطرح حتما لو كان الشّخص ذكرا. (في مسرحيته الأخيرة “هنا تونس” قدّم توفيق الجبالي موقفا في غاية الرّوعة عن تجاوز الأنثى قوانين حظر التّجوّل غير المعلنة في شوارعنا العربية الممتدّة إلى داخل أعماقنا الذّكريّة).
لست أدري إن كان هذا المثال البسيط قادرا لوحده على الإشارة، ولو بالقليل، إلى علاقة الارتباط بين “أمّهات” قضايانا و“بنات” قضايانا، فلا عربيّ واحد لا يشعر بالمهانة من رؤية جدار الفصل الذي رفعته إسرائيل، ولا عربيّ واحد لا يؤلمه مشاهدة شوارع بغداد وقد باتت شبه محظورة على أهاليها بسبب سيطرة جند الأميركان عليها وكميات الهلع والدّمار والقتل السّاكنة في كلّ زاوية من زواياها.
أثناء فترة العنف في الجزائر كان مواطن جزائري يتحدّث بكثير من الغضب، قال: “هدف الإرهابيين أن يجعلوننا نشعر بأنّنا نعيش في مدينة لا نملكها لأنّنا نخاف المشي في شوارعها، صرنا كالنّسوة نخاف من ظلّنا”. لم ينتبه طبعا إلى أنّ مدينته محظورة بطبعها على النّساء منذ الأزل سواء بمناسبة إرهاب أو بغير مناسبة، وأنّ المقهى لئن بات مجال ريبة من تفجير محتمل فهو بطبعه محلّ محرّم على النّساء خشية تفجّر قنابل الغريزة والبذاءة الممتدّة على مدى زمان الوطن وغير المقصورة على بعض فتراته الحالكة.
أشياء مثل هذه لا ننتبه إليها في يوميّاتنا لانتمائها إلى خانة اليقينيّات التي لا تُجادَل، وحتّى إن جُودِلَتْ فسرعان ما تتحرّك تِرسانة الدّين والمعتقدات، والأعراف والنّواميس، والمعروف والمعلوم، والسّائد والنّافذ، وهلمّ جرّا... لتُسنِدَ الثّابت ضدّ المتحرِّكَ ولتلبس ثوب الهويّة وأصالة الكيان.
في آخر قصائده قال محمود درويش :
“الهوية هي: ما نُورِثُ لا ما نَرِث. ما نخترع لا ما نتذكَّر. الهوية هي فَسادُ المرآة التي يجب أن نكسرها كُلَّما أعجبتنا الصورة!”
ولأنّ صورتنا تعجبنا كثيرا كأفضل أمّة أُخْرِجَتْ للنَّاسِ، ولأنّه من قَوْمِنَا خَرَجَ خَاتِمُ الأنبياء، ولأنّه ليس لدينا ما نُوَرِّثُ فيحلو لنا أن نبقى ورثةً، وليس لنا ما نخترع فنظلّ مصرّين على أنّه وحدها الذّكرى تَنْفَع، ولأسباب أخرى يطول شرحها، طلبتُ من ابنتي في السّابعة عشرة من عمرها : إمّا أن تتزوّج حالاًّ لأنّي تعبتُ من حمايتِها ضدّ الشّارع أو أن تتحجَّبَ فتنزل إلى الشّاطئ معلنة للملأ منذ البدء : ليس هناك ما “يُشاف” فَدَعُونِي وحَالِي وكَفَى المؤمنين شرّ القتال ! قلت في نفسي علّني أجد ما يكفي من الوقت للاهتمام بقضايانا الكبرى كدحر العدوّ الإسرائيلي والإطاحة بالأميركان وتحرير فلسطين وخوض معركة المواطنة والحريات ضدّ الحكومة، وقراءة ما تيسّر من كتب السّلف للوقوف على أسباب عظمتنا سابقا، وبؤس أحوالنا حاضرا، وسرّ سعادتنا لاحقًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

دِينُ أُمِّ المعارِكِ الثلاثاء بقلم: فتحي بن الحاج يحيى :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

دِينُ أُمِّ المعارِكِ الثلاثاء بقلم: فتحي بن الحاج يحيى

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: الحــــــــــــــــــداثـــة-
انتقل الى: