حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 إبن رشد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مريم
فريــق العــمـل
فريــق العــمـل
مريم


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 364
معدل التفوق : 978
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 15/12/2011

إبن رشد Empty
16122013
مُساهمةإبن رشد

هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد, مواليد قرطبة العام 1126 والمتوفي في مراكش في العام 1198. فيلسوف اسباني عربي, ينتمي لعائلة بارزة, فقد كان والده قاضياً في قرطبة خلال وقت محدّد, أما جدّه الذي قد حمل ذات الاسم { أبو الوليد محمد }, فقد شغل هذا المنصب لزمن طويل وقد شكّل مرجع في القانون المالكي, كما كان مستشاراً لعدد من الامراء. تابع ابن رشد التقليد القضائيّ لعائلته, وذاع صيته وما زال شاباً كفقيه, من خلال كتاب الانطلاق من الحقوقيّ الأعلى والوصول للحقوقيّ الأوسط.

لقد درس بذات الوقت, علم اللاهوت والمواد الأدبيّة. وحتى تلك اللحظة, لم يكن قد خرج عن نطاق البرامج المدرسيّة بزمنه, لكنه لم يتوقف عند هذا الحدّ, ودخل بمجال الطب وعُرِفَ كطبيب ناجح. اضافة للطبّ, درس علم الفلك عن طريق المجسطي* والذي قام بتحضير موجز عنه, كذلك درس الفلسفة, خصوصاً أعمال الفيلسوف ابن باجة والمتوفي العام 1139, والشهير في اوروبا تحت اسم Avempace. لقد عرف ابن رشد بهذا, كل ما هو معروف بزمنه وفي بيئته, وقد ثابر طوال حياته على الاطلاع والتعمُّق بشتى المجالات, ليس عبر قراءات جديدة فقط, بل كذلك مع طروحات وملاحظات مباشرة, حيث يقول احد كاتبي سيرته: بأنّ ابن رشد ومنذ سنّ البلوغ { الرشد } وحتى وفاته, لم يتوقف عن الدراسة, ما خلا يوم عرسه ويوم وفاة والده!!!


أول خليفة للموحدين " عبد المؤمن { 1130-1163 } كلّف ابن رشد بمهام عديدة, وقد كرّمه خلفه يوسف { 1163-1184 }. كان مُصطلح السيادة مفهوماً في الفلسفة ذو اشكالات معرفية, واجهها ابن رشد عندما قدّمه طبيب القصر ابن طفيل, فيلسوف عربي اسباني آخر, والمشهور باوروبا بفضل روايته الصوفيّة – الفلسفيّة " حي ابن يقظان ".

في البداية, أبدى ابن رشد تردداً, لأنه عرف { وقد اختبر تجربة مرّة بنهاية حياته } أخطار أن تكون استاذ فلسفة في بيئة كانت تعتبرها بسياق الهرطقة, لكن عندما رأى أن الخليفة ذاته قد أثار موضوعاً خطيراً, فتشجّع وتابع غازياً بطروحاته عقل محاوره, والذي أهداه مبلغاً محترماً من المال ومعطفاً جميلاً من الفرو اضافة لحصان رشيق. كذلك أطلق عليه الخليفة لقب طبيب القصر وسلّمه مناصب في اسبانيا والمغرب, وقد تتوجت تلك المهام الوظيفية في العام 1182 مع تعيينه كقاضي القضاة في قرطبة.


واصل التكريم لابن رشد مع الخليفة التالي يعقوب المنصور { 1184-1199 }. لكن في العام 1195, خضع الخليفة لضغوطات رجال الدين والقانونيين, الذين رؤوا في العلوم الدنيوية وخصوصاً في الفلسفة: كخطر داهم على الدين, فقام بإصدار مرسوم مضاد لمُنتجي هذه الأفكار والمعارف, وقد قام بنفي ابن رشد إلى منطقة لوثينا / أرابال القريبة من قرطبة, والذي أصيب بخيبة الأمل جرّاء مشاهدته لكيفية حرق كتبه في الساحة العامة وطرده, إلى جانب صديقه ابن زهر الشهير باسم Avenzoha من قبل شلّة غوغائيين من المسجد. وبمرور سنوات عدّة, ألغى الخليفة المرسوم في العام 1198 ودعا ابن رشد للاقتراب منه, والذي مات بعد هذا النداء بعدّة أشهر في مراكش.


فلسفة ابن رشد


كان ابن رشد معروفاً في الغرب بوصفه " المُعلّق ": لانه قام بترجمة ونشر أعمال أريسطوطاليس. ويبرز بين أعماله الكثيرة: تعليقات على أريسطوطاليس, ومنها يوجد التعليق الأكبر { 1180 }, والذي يقوم به بتفسير جملة جملة للاعمال الاريسطويّة, ثمّ التعليق الأوسط, والذي يشرح فيه مجموعة النصوص, والتعليق الأصغر أو الشرح المُطوّل { 1169-1178 } والذي أوجز معناه العام. كذلك علّق ابن رشد على كتاب " الجمهورية " لافلاطون.


كان من بين أكبر اهتمامات ابن رشد هو محاولة تحديد العلاقات بين الفلسفة والدين. فبالنسبة لابن رشد, الدين الصحيح موجود في الوحي المتضمَّن في الكتب المقدسة العبرية, المسيحية والإسلاميّة. لكن كتب كالقرآن, وبالرغم من كونه قاعدة للدين الصحيح, فهو موجّه لكل البشر, ولا يمتلك كل البشر ذات الأمكانيّة للفهم. ويبلغ الحقيقة الاصليّة الفلاسفة فقط, والذين يؤسسون معارفهم على الاثباتات الصارمة وذات المنطق المُطلق. يكون واجب الفلاسفة الاكتشاف, بمعنى أبعد من التفسير الحرفيّ للكتاب المقدس: للفكرة المخفيّة وراء الصور والرموز.

بهذا يوفّر القرآن ديناً طبيعياً, بالاتفاق مع تعليمات الخبرة العامّة, ويكون مفهوماً من اغلبية الناس والتي لم تذهب أبعد من منطق التصوّر بصيغة الفهم. يأتي ضمن هذا السياق اثباتات وجود الله المُقترحة في القرآن:

الاثبات الأول: لا يمكن للعالم أن يتشكل صدفة, بل هو نتيجة عمل خالق, لان كل شيء مرتب ومجهز للحفاظ على حياة الانسان, الحيوانات والنباتات.

الاثبات الثاني: الترتيب المُدهش والتناسق لكل الاشياء فيما بينها, يستلزم وجود خالق.

يشكل هذا الدين الطبيعي, والذي يمكن أن يهتدي له البشر من خلال الاشياء المعقولة, وعبر قوّة عقولهم فقط, بالرغم من الحاجة لعمل الكثير, وبعد مرور زمن طويل مع امكانية ارتكاب كثير من الأخطاء.

لكن يوفّر ايضا القرآن عقائد أخرى بارزة, وتقوم أصالته نسبة لباقي الكتب المقدسة كونه قد عرض المباديء الاساسية الثلاثة القائمة بكل دين وبلغة سهلة المنال للجميع, ما يعني: بمستوى التخيُّل. تكون تلك المباديء الثلاثة الاساسيّة, هي:

الإيمان بالله كخالق للعالم
الإيمان بوجود الملائكة وإرسال الأنبياء
الإيمان بوجود حياة بعد الموت حيث يحصل الثواب أو العقاب وفق عمل كل شخص.
يتم توجيه هذه التعاليم لكل البشر. لكن بالنسبة للفلاسفة والعلماء: لا تقدم لهم أفكار محسومة, بل تقدم لهم " اقتراحات " تطال واقع حسّاس يجب عليها تطويره.


يشكّل محور فلسفة ابن رشد: التمييز بين المعرفة البشريّة والإلهية. يتم تأسيس المعرفة البشرية على الاشياء المحسوسة, انها تعتمد على الحواس والتخيُّل, ليست معرفة موضوعية, والتي يعرفّها " وحدة وهويّة كاملة تحت كل مشهد بين الذات والموضوع ". تحافظ المعرفة البشرية بالضرورة على تعددية لا يمكن تفاديها, عندما لا تكون المفاهيم غير مرتبطة بالصيغ المُتخيّلة بشكل كليّ. اضافة لكونها ناقصة: لأنّها لا تلتقط جوهر الأشياء, بل فقط " حوادث " الجواهر { أو المواد }.

المعرفة الإلهية بديهية, وبشكل معاكس, لا تتوقف على الاشياء الخارجية للعقل, بل تتوقف الاشياء على المعرفة الإلهية, فهي المسبب والسبب لوجودها, وتنطوي على العدد اللانهائي لها كلها مجتمعة. لا تتأسّس على التعددية المتوقفة على تصنيف الكائنات, بل على الوحدة العضوية لجوهر الكائنات, حيث يتمظهر بكل كائن منها الحكمة الإلهية, وتتحد فيما بينها وفق نظام وتماسك. الله, يعرف ذاته نفسه, يقوم بانتاج الاشياء, وتشكّل هذه المعرفة بذاتها الواقع الملموس الموضوعيّ للعالم.

تتوافق المعرفة المُضاعفة مع صيغتين في الواقع. يشكّلأ الواقع الضمنيّ للكون الصيغة الاولى: يشكّل هدف المعرفة البديهية الإلهية. تكون هذه المعرفة الإلهية متطابقة بدورها مع الله, لانّ النشاط المعرفيّ لله يشكّل ذات النشاط المُنتج للعالم. في هذا الواقع الضمنيّ: يشكّل العالم عملية خلق متواصل للقوة الكامنة فيه. أما الصيغة الثانية فهي الواقع الظاهريّ, حيث نعثر على هدف هذه المعرفة في الفلسفة اليونانية مع أفلاطون وآريسطوطاليس. فبحسب ابن رشد, تكمن اهمية اولئك الفلاسفة بطرحهم حول ضرورة وجود واقع ضمنيّ متعالي { مبدأ أعلى, إله }, لكنهم أخطؤوا عندما تحدثوا عن هذا المبدأ الأول بمصطلحات مُشتقة من المعرفة التجريبية. لا يمكن التفكير بالإرادة الإلهية بصيغة عناصر الواقع الظاهريّ. يُشير ابن رشد لموقفه بقوله:" يعرف الله الاشياء, ليس بسبب امتلاكه سمة محددة, بل لان تلك الاشياء هي مُنتَجَة من قبله وهو العالم بها ". أو أنّ النشاط المعرفي لله: يشكل بحد ذاته خالق العالم.

على اعتبار أنّ معرفة الله هي اصل العالم, وهذا واضح, فهو الصانع للعالم, لا يمكنه امتلاك بداية ولا نهاية. يكون عقلنا من يتصور البداية والنهاية للعالم: عند الاخذ بالاعتبار للواقع تحت تأثير التصنيف الشخصي للزمن. يُقارب ابن رشد المشكلة بالتمييز بين الزمن الواقعي { الزمن – المدّة } وبين الزمن المجرّد { الزمن – القياس } حيث يقتضب حل المشكلة بقوله: خلق أو خلود العالم. فالزمن الواقعيّ لا يتضمّن على لحظات زمنية منفصلة ببداية ونهاية. يجب الاخذ بعين الاعتبار لهذا الوضع كدائرة: تكون جميع نقاطها هي بذات الوقت البداية والنهاية لقوس. يشكّل الزمن المجرّد زمناً غافلاً لواقع العلم, والذي يتم تطبيقه كقياس ويتم تمثيله كخطّ مستقيم { سواء كان متناهي أو لامتناهي }.

يدعم ابن رشد كذلك مبدأ النفس الوحيدة monopsiquismo, ما يعني وجود عقل وحيد { نفس } علوية وكونيّة, بحيث سيكون الذكاء الفردي عبارة عن ظاهرة بسيطة وظرفيّة. بكلمات أخرى: لا يمتلك الانسان نفس خاصة, بل يتشارك بها, حتى لحظة موته تكون النفس جماعيّة. ونقضاً للتعاليم الاسلامية والمسيحية, انطلاقاً من وجهة النظر القائلة بانعدام أيّ أمل بالخلود للفرد: تتجه النفس { الروح } للموت مع الجسد!!

كان نصيب ابن رشد جرّاء طرح كهذا: مواجهة الإبعاد أو النفي { العام 1195 }, وسيتم اعتماد مصطلح البدعة الرشديّة اللاتينية { الهرطقة الابن رشدية }, والتي ستنتشر كتيار فلسفيّ بعد العام 1270 في الغرب وخصوصاً في باريس, بفضل تعاليم Sigieri de Brabante. في العام 1277, أدان رئيس الاساقفة Stefano Tempier 219 أطروحة اريسطوطاليسية ابن رشديّة, لتبدأ فترة جدل فلسفيّ لن تنتهي قبل بزوغ عصر النهضة.

التوجُّه الإبن رشديّ الذي رفع مقام آريسطوطاليس لمرتبة أعلى من مرتبة الكتاب المقدس: سينتشر اعتباراً من القرن الثامن عشر الميلادي بين اساتذة التكوين العلماني magistri artium الذين تحكموا بالجامعات. بلغ الصدام بين اولئك المثقفين والاتجاه الديني الآرثوذكسي ذروته مع المدرسة التوماويّة** , ولكن بالرغم من تأثير القديس توما الاكويني { الذي يعتبر انّ ابن رشد قد مسخ تعاليم اريسطوطاليس }, فروح ابن رشد بقيت حيّة في التقليد الاريسطوطاليسي للنهضة { خصوصاً عند الفيلسوف الايطالي Pietro Pomponazzi }. نداء ابن رشد لإعلاء العقل على الإيمان, كقيمة للفلسفة الطبيعية { التطبيق العلمي } بمقابل علم اللاهوت: قد تحوّل لمنظّم هام للذهنيّة العلمية الحديثة. بينما في الشرق وللآن, لا أحد يمكنه ملاحظة ايّ حضور قويّ لتأثير فلسفة ابن رشد!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

إبن رشد :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

إبن رشد

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: الحــــــــــــــــــداثـــة-
انتقل الى: