كثيرين يحبُّون النوم لفترات طويلة, لكن ما الذي سيحصل في حال بقيت نائم كل الوقت, ودون إمكانيّة تفادي هذا ؟ هنا سنحاول الحديث حول مرض التغفيق أو هبّات النوم الغير ممكن مقاومتها: وهو اضطراب عصبيّ غريب يقوم بتحويلك " لنائم وديع " دون رغبتك!!!
ما هو التغفيق بالضبط؟
يشكّل التغفيق أو متلازمة جيلينو síndrome de Gelineau اضطراب عصبيّ يتسبّب بنوبات نوم طوعيّة خلال اليوم. ومن الأعراض المرافقة لشلل النوم هذا: استحالة الحركة لبضع دقائق تسبق وتلحق فترة النوم, هلوسات بصريّة, سمعيّة أو لمسيّة قبل النوم.
هذا الأمر غير معروف للكثيرين بوصفه ظاهرة, وهذا يعود لكونه نادر الحصول: حيث تكون نسبة المُصابين به على مستوى العالم كلّه 0.16% بين البالغين بالعمر.
في حين تكون أسبابه مجهولة, فدراسة الخصيصة الجينيّة لهذا الاضطراب جارية على قدم وساق. وكان أوّل من لاحظ هذا المرض في العام 1877 الطبيب Westphal عند مريض لديه ولدى ابنه, وبمرور الزمن وإثر تحليل حالات مشابهة: أكّد العلم الشكوك حول المرض.
ما الذي يحدث بالضبط خلال التغفيق؟
حسناً: بالعادة تمتلك موجات دماغ شخص مستيقظ إيقاع عاديّ, وبمجرّد أن ينام هذا الشخص تصبح تلك الموجات أقلّ اعتياديّة وأبطأ. يسمى هذا الوضع " نوم دون حركة عينية سريعة " والمعروف بمختصره الإنكليزيّ NREM. بمرور ساعة من هذا النوع من النوم, تعود الموجات لتصير نشطة أكثر: وندخل هنا في مرحلة الحركة العينية السريعة REM, والتي خلالها ينام الأفراد عادة.
عند الاشخاص الذين يعانون من التغفيق: تناوب كلا المرحلتين من النوم تكونان متغيرتان. فلا يجتاز الدماغ المراحل وفق نظام عاديّ – النوم REM بعد النوم NREM – بل يحدث الأوّل بلحظات غير طبيعية.
اذاً لا يكون النوم بالليل عميق, ولهذا يلجأ الدماغ لتعويض النقص في النهار. فإضافة لحصول حالات نوم نهاريّ: يعاني المصابون بالتغفيق باستيقاظ مضطرب ومتغيّر حيث يمرّون بحالات أحلام اليقظة. يتم علاج هذا المرض الغريب بواسطة منشطات أو مضادات اكتئاب تحت إشراف طبّي, بغية اعادة الحالة الطبيعية لمراحل النوم عند المرضى.
بعض الشخصيات الشهيرة التي تعايشت مع متلازمة جيلينو: Harold Ickes رئيس الأركان بعهد الرئيس بيل كلينتون, Jimmy Kimel مُنتج تلفزيوني شهير قائد الدرّاجات الهوائيّة الفرنسي الشهير Frank Bouyer.