بُعدٌ آخر هامّ, لا يظهر في المعادلة { حتى الآن } ويُحفَظ في الطبيعة: هو ما يُعرف بزخم الحركة { أو كميّة الحركة } cantidad de movimiento والتي تربط الكتلة بسرعة الأجسام. في حالة كميّة الحركة, حفظها يكون نتيجة للتناظر في القوانين الفيزيائيّة تبعاً للموضع. تكون القوانين الفيزيائيّة هي ذاتها بكل أرجاء الكون { هذا هو معنى التناظر ولهذا يُقال تشابه كذلك .. فينيق }. وهنا يشكلان كميّة الحركة والموضع بُعدان مُقترنان.
توفِّر نظرية النسبيّة الخاصّة علاقة ارتباط بين الطاقة, الكتلة وكميّة الحركة لجسم متحرّك بذاته { دون تفاعل مهم مع أجسام أخرى, وهذا يستبعد أيّ طاقة وضع energía potencial } عبر المعادلة التالية { المتحقّق منها عبر كثير من التجارب }:
صورة
تمثّل E الطاقة وتمثل p كميّة الحركة, أما m فتمثل الكتلة و c هو الثابت المعروف. فيما لو ندقّق قليلاً في المعادلة فهي تُشبه مبرهنة فيثاغورث التي قالت: في أي مثلث قائم الزاوية يكون مجموع مربعي طولي الضلعين المحاذيين للزاوية القائمة يساوي مربع طول الوتر. في هذه الحالة يكون الوتر هو E والأضلاع هما pc و mc2. ويمكننا التعبير عن هذا بالصورة التالية:
صورة
من جانب آخر, وضع آنشتاين العلاقة بين السرعة للجسم v وبين ثابتنا الغامض c, من خلال المعادلة التالية:
صورة
بعودة سريعة لعلم المثلثات الأساسيّ, يمكننا التأكيد على أنّ العلاقة بين السرعة v للجسم و الثابت c: تكون مساوية لجيب الزاوية التي يشكلها الضلع الأحمرmc2 والوتر E. يشكّل الجيب دالّة رياضيّة تتراوح قيمتها بين الصفر والواحد, بالتالي, تبلغ القيمة الكبرى التي يمكن للعلاقة v/c امتلاكها هي الواحد. هذا يعني أنّ أقصى سرعة يبلغها الجسم هي c. لاحقاً يمثِّل ثابتنا c السرعة الأكبر الممكنة وفقاً لنظرية النسبيّة الخاصّة.
ما الذي يحدث عندما يكون الجسم بحالة الراحة؟ القصّة بسيطة جداً, فعندما يكون الجسم بحالة سكون: تكون كميّة حركته صفر, بالتالي كل الطاقة التي يمتلكها بتلك اللحظة هي المرافقة لكتلته. أو ما هو ذاته, يساوي المصطلح pc الصفر وتبقى معادلتنا على الشكل التالي:
صورة
فيما لو نرسم المثلث, نرى أن الضلع pc سيتناقص تدريجياً حتى نقطة الإلتغاء. بهذه الحالة, سيبقى مثلثنا على الشكل التالي:
صورة
بالتالي, معادلة آنشتاين الشهيرة تكتمل فقط لأجل جسم غير متحرِّك, جسم في حالة الراحة { السكون } objeto en reposo.
شيء آخر هامّ لأجل جزيء دون كتلة { m = 0 } يساوي الضلع الأحمر الصفر وبالتالي ستصبح الطاقة على الشكل التالي:
صورة
في هذه الحالة, سيتناقص حجم الضلع الأحمر حتى يتبقّى على الشكل التالي:
صورة
لنرى على أيّ سرعة يتحرّك هذا الجسم دون كتلة. بتوضيح الصيغة السابقة لدينا:
صورة
أو ما هو ذاته, أي v = c. يعني هذا بأنّ جسم دون كتلة يتحرّك بصورة لا يمكن تفاديها بسرعة c. حيث أنّ الضوء { والتفاعل الإلكترومغناطيسيّ } متشكِّل من جزيئات دون كتلة partículas sin masa, تكون سرعة الضوء مساوية لثابتنا c والتي تشكِّل السرعة الكبرى الممكنة. بذات الصيغة, عندما يمتلك الجسم كتلة, لن تبلغ قيمة الضلع الأحمر الصفر أبداً, وبالتالي ستكون الطاقة دوماً أكبر من pc ما يدفع لأن تكون دوماً سرعته أقلّ من سرعة الحدّ c.
في سرعات منخفضة, في شروط لانسبيّة (v << c) ستكون المعادلة لأجل الطاقة { بتحقيق نموّ بمتسلسلة تايلور serie de Taylor }:
صورة
هكذا تكون الطاقة مساوية للمقدار الشهير mc2 { الطاقة في حالة الراحة } + الطاقة الحركيّة energía cinética للميكانيكا التقليديّة.
قام العبقريّ آنشتاين في العام 1905 باستبدال النموذج المُقترح من قبل نيوتن بالأصل: بنموذج جديد, مبنيّ على نتائج اختبارات سابقة ولكنه يوفُّر تمثيل أكثر دقّة للواقع.
انتهى
ملحوظة: من خلال قراءاتي لمواضيع علمية, تُعتبر صعبة على الكثيرين, لاحظت تفاوت حقيقيّ بين طارحيّ هذه المواضيع, بمعنى بتعقيد أو تبسيط الفكرة العلميّة وهذا الأمر ليس بجديد ولكن حالياً يوجد اتجاه متزايد نحو تبسيط طرح الأفكار العلميّة, لعدّة أسباب, أهمها:
تعميم الفهم العلميّ ما قد يؤدي لازدياد المساهمين في أبحاثه: لو بفكرة أو ملاحظة أحياناً قد تساهم بتقدُّم في هذا المجال الهامّ
التصدّي لظاهرة تزييف العلوم ومحاولة تطويعها لأهداف إيديولوجيّة لا علاقة لها بالعلوم والفهم .. سواء عند أصوليين دينيين أو أصوليين علميين!!
أشكر أيّ تصحيح لأيّ خلل قد ورد أو اضافة ما يوضِّح الموضوع بشكل أكبر :lol2: :-x
