مقدمة
الزملاء الأعزاء ........ :-x
تحية طيبة
خلال التصفح في المنتدى نرى الكثير من المواضيع و الأشرطة تتكلم عن الأديان الإبراهيمية الثلاثة بشكل مفصل و رئيسي و لم يرد إلا بعض المواضيع اليتيمة التي تتكلم عن الأديان الأخرى و باختصار شديد فوجدت أن بحثا مفصلا و طويل يلزم لموقعنا كي نصل به الى الشمولية و لتغطية كل الأديان المنتشرة على سطح الأرض و ذلك انطلاقا من عدم كوننا ملحدين بإله الأديان الإبراهيمية فقط ....
و عند التكلم عن أديان غير الأديان الإبراهيمية فسيظهر اسم قوي على الساحة ألا و هو الهند و ما تتضمنه من تنوع في الأديان و اللغات
الهند بلاد الأسرار و الأساطير , مجتمع شعوب و طبقات , بل مجتمع مجتمعات , و تعدد اللغات و الألوان فالحديث عن الهند طويل و ذو شجون ....
سأورد تعريفا للهند قبل الحديث عن أصل الى الحديث عن أديانها و لابد للإشارة أن أن الحديث عن الهند يشمل أيضا ما يسمى بـ ( الباكستان ) و ( بنجلاديش )
لمحة عن جغرافية الهند :
تبلغ مساحة الهند 1221072 ميلا مربعا أو ما يعادل مساحة دول أوربا مجتمعة باستثناء روسيا و الهند ذات موقع مهم على خريطة العالم فهي شبه جزيرة أو ما يشبه مثلث غير منتظم الأضلاع قاعدته الى أعلى و رأسه الى الأسفل و قاعدته هي سلسلة جبال الهملايا
و رأسه رأس كوماري ( Cape Comarian ) و ضلعا المثلث في الشرق و الغرب يدور حولهما البحر أما قاعدة المثلث في الشمال فتحيط بها سلسلة جبال الهملايا و جبال سليمان و يحتضنها نهران عظيمان أحدهما نهر الأندوس ( السند ) ينبع من جبال الهملايا و يصب في خليج العرب بعد ان يتصل بأنهار البنجاب ( الأنهار الخمسة ) و الآخر نهر كلكتا أو نهر الغانج و هو ينبع أيضا من الهملايا و يصب في خليج البنغال بعد أن يتصل بنهر براهما بوترا المقدس (1)
و من نهر الأندوس ( السند ) اشتُق اسم الهند و ظهرت كلمة اند و هند و معناها الأرض التي تقع فيما واء الأندوس و سمي سكان هذه البلاد : الهنود أو الهندوس (2)
و عن تسمية الهند يقول غوستاف لوبون : يرى الغربيون أن نهر السند ( إندوس ) أعار من اسمه اسما للبلاد الحافلة بالأسرار الواقعة فيما ورائه و أيضا يقال أن كلمة النهد هو اشتقاق من اسم الإله ( اندرا )
و حضارة الهند قديمة جدا و قد أنتجت تربة الهند فلاسفة و علماء عظاما حتى قبل أن يولد سقراط و انتشرت في الهند معاهد العلم و أوجدت المباني الضخمة في عهد كانت فيه الجزر البريطانية تعيش في بربرية و فوضى ( 3 )
و عن مفارقات الهند يقول G.H.Rylands ( 4 ) : في الهند الحديثة يتقابل وجها لوجه الشرق في عصور بدائيته مع الغرب في عصور حضاراته و تطوره و من مظاهر ذلك الطائرات النفاثة التي تشق الجو لقتقيم شبكة مواصلات بين مدن الهند بعضها و البعض الآخر في حين لا تزال المواصلات داخل المدن عبارة عن ( الركشة ) و هي مركب ذي ثلاث عجلات يركبه شخص أو شخصان و يدفعه شخص آخر ....
لمحة عن سكان الهند :
الهند مركز من مراكز الحضارة القديمة في العلم و هي في هذا تضارع مصر و الصين و آشور و بابل و لكن حضارة الهند قد سبقت العهد الآري و ظلت غير معروفة حتى أظهرت الإكتشافات الحديثة مدى الرقي الذي عرفته الهند في الشؤون المعمارية و الزراعية و الإجنماعية و الإقتصادية قبل الميلاد بحوالي ثلاثة آلاف عام أي قبل الغزو الآري بحوالي ألف و خمسمائة سنة .
طيبعة الهند الجغرافية جعلت من وصول الغرباء اليها صعبا جدا و لكن كان هناك معبرين كان كل منهما منفذا سلكته أجناس مختلفة من البشر حيث تكون سكان الهند أحد هذين المعبرين في شرقي جبال الهملايا عند وادي نهر برهما بوترا و يسمى بالباب الشرقي و الثاني غربي هذه الجبال و يسمى الباب الغربي و من هذين البابين اقتحمت الهند عدة مرات أجناس مختلفة و لهذا أصبح سكن الهند - كما يوق فوستاف لوبون - - ذوي أمثلة متباينة و فيهم شعوبا بيضاء بياض الأوربيين و شعوب سوداء و ***** مثل الأفارقة و تجد بين هؤلاء و هؤلاء ألوان و ألوان .......
هناك جماعتين رئيسيتيين : الأولى يغلب عليها الدم التوراني نسبة الى التورانيين و هم الشعوب الصفراء التي دخلت من الباب الشرقي و الثانية يغلب عليها الدم الهندي و هم السكان الأصليون أما الذين آووا الى قمم الجبال فقد أطلق عليهم ( ***** الهند )
أما من الباب الغربي فقد اقتحم الآريون بلاد الهند و بهم ارتبط تاريخ الهند القديم و ما زال هناك اختلاف بين الباحثين بأن الآريون هم شعب أوربي الأصل أو آسيوي الأصل و قد زحفت أفواج ضخمة من هذا الجنس في أزمنة غير واضحة نحو ايران متجهة الى الهند ....(5)
و بالتقاء الآريين و التورانيين مع السكان الأصليين بدأت الطبقات في الهندج و أصبحت ذات أهمية كبرى في تاريخ هذه البلاد فمن الآريين كانت طبقة رجال الدين ( البراهمة ) و طبقة المحاربين أما من التورانيين تكونت طبقة التجار و الصناع ....
و قد أوجد الآريون طبقة الخدم و العبيد و هم سكان الهند الأصليون و بقيت شريحة من السكان الأصليين لم تصلهم الحضارة و ظلوا طريدي المجتمع أو منبوذين ........
اللغات في الهند
كانت اللغات في اهند أشد اختلافا و تنوعا من اختلاف السكان و الحياة القبلية في الهند هي من أهم انتشار و تنوع اللغات فتكاد تكون كل قبيلة تختلف بلغتها عن قبيلة أخرى و قد وصل تعداد اللغات في الهند الى 240 لغة و 300 لهجة مختلفة بالإضافة الى الفارسية التي كانت لغة رسمية للقصور و المجتمعات الراقية و البلهوية و هي لغة المجوس ....
و هناك لغة أخرى تكونت في القرن الخامس للميلاد و هي اللغة الهندوستانية و أصلها آري دخلت عليها كلمات كثيرة من الفارسية و الهندية و التركية و تسمى الآن اللغة الأوردية نسبة الى الآورد و هو معسكر اذ كانت لغة معسكرات المغول أولا و انتشرت هذه اللغة بين المسلمين و غير المسلمين و شجعها الملوك و السلاطين و أصبحت لغة رسمية الى جانب اللغة الإنكليزية و لما تم تقسيم الهند اعتبرت هذه اللغة لغة اسلامية في كثير من الولايات الهندية فاحتضنتها الباكستان أما في الهند فقد عانت الأوردية صورا من لاإضطهاد و لكن اعترف بها من قبل بعض الولايات مثل بومباي و اندرو و مدراسش و الذين كانوا يهاجمون اللغة الأوردية جماعة يقال لهم ( التانديت نهرو ) ( 6)
و هذا الإختلاف مهد للغة الإنجليزية لتكون لغة عامة بجوار اللغات المحلية و هذا ما تم لاحقا في أيامنا هذه .......
و قد أقر الدستور الهندي في أيامنا هذه ثلاث عشرة لغة في مختلف الولايات و كل منها لغة حية و لها أدب و أدباء و كتّاب .