حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 حديث التسامح: التباس المفاهيم واختلالها ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ﴾

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المارد
ثـــــــــــــــائر
ثـــــــــــــــائر
avatar


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 51
معدل التفوق : 121
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 23/02/2012

حديث التسامح: التباس المفاهيم واختلالها ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ﴾ Empty
27052012
مُساهمةحديث التسامح: التباس المفاهيم واختلالها ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ﴾

يبدو الاختلاف على المفاهيم ضمن الحضارات والثقافات في ظرفين أساسيين:

ظرف
النشوء الحضاري أو قيام ثقافة ما، وظرف التحولات الكبرى في حضارة أو ثقافة
ما بسبب أحداث سياسية أو اقتصادية أو حربية كبرى. في الظرف الأول -ظرف
النشوء الحضاري- تتصارع عدة اتجاهات تمثل مصالح أو نماذج ثقافية وسياسية
متباينة، ومن الطبيعي أن يدور الصراع في هذه الحالة على مفاهيم محددة تؤثر
تأثيرات كبرى في التكوين الثقافي والحضاري وقد ينصر بروز اتجاه ثقافي معين
مصالح هذه الفئة أو تلك، والمثال على ذلك ما حدث منذ أواخر العصر الأموي
والعصر العباسي الأول من صراع بين كتاب الدولتين على اعتناق أحد النموذجين
الفارسي أو اليوناني في رؤية السلطة وفي الإدارة. أما في الجانب الثقافي
والعقائدي البحت فهناك ذاك الصراع الكبير الذي دار على مفاهيم التوحيد
والإيمان والقَدر وكلام الله، والذي استمر حتى القرن الخامس الهجري، وقد
كان صراعا ً والتباساً بشأن علائق الله سبحانه بخلقه وعبيده، وما طبيعة تلك
العلائق أو اتجاهاتها، فقد كانت هناك رؤية لعلاقة الله سبحانه بالإنسان
قائمة على الرحمة والفضل، وكانت هناك رؤية لتلك العلاقة نعتبرها قائمةً على
التنزيه والعدل والحكم على الشيء -كما هو معروف- فرع عن تصوره، وكانت
الصورة المعتزلية عن الله
U
هي صورة الذات المنزهة المتسامية حتى عن التأثير، في حين كانت صورة فِرق
إسلامية أخرى تقول؟ أن الذات الإلهية قريبة ودانية ومعنية بصلاح الإنسان
ونجاته، وهذا اختلاف والتباس في مفهوم أساسي أو في علاقة أساسية أثَّر ولا
شك في صورة الدولة أو صورة الحاكم لدى الطرفين أو الأطراف المختلفة، كما
أثَّر في صورة المجتمع أو صورة وعلائق فئاته بعضها ببعض، كما علاقتها
بسلطتها، فما له دلالته أنه في هذه الحقبة بالذات (القرن الثاني الهجري)
اتضح الخلاف في مفهوم العقل، وهذه المرة ليس بين المتكلمين أنفسهم وحسب؛ بل
بين المتكلمين والفلاسفة والفقهاء والتصورات العربية الموروثة، وفهم ما
ورد في القرآن الكريم عن عمليات التعقل ووظائفها، فالتصور العربي الموروث
يهم أن «العقل» يعقل عن الرذائل أو يقمع الأهواء، بينما ذهب الفلاسفة تحت
تأثير الترجمات إلى أن مضمون العقل لا علاقة له بلفظه بل هو جوهر فرد متعال عن المادة، ويحكم الناس أفرداً وجماعات، في حين ذهب الفقهاء وأكثر المتكلمين إلى أن «العقل» غريزة أو هو بمثابة النور الشائع في الجسد والروح، وبذلك فهو بمثابة الحاسة بين الحواس، ويشارك في الإدراك والحكم.


إن
هذه الإدراكات المختلفة والمتباينة لمفاهيم أساسية مثل الألوهية والنبوة
والكتاب والإيمان والقدر والعقل، وفي مرحلة مبكرة هي مرحلة التكوين الثقافي
والحضاري، ولَّدت تيارات فكرية ودينية وثقافية وسياسية كبرى، استمرت
قروناً، وتركت آثارها على شتى فئات المجتمع، وعلى التجربة التاريخية للأمة
بأكملها. وفي الواقع فإن الأمر هنا لا يتناول «التباس» المفاهيم وحسب، بل
يتناول الصراع على تحديدها أو تأويلها وتوظيفها أو استخدامها، فإذا كان
الالتباس يشير إلى عدم الوضوح لأننا في مرحلة البداية؛ فإنه من ناحية أخرى يشير إلى وجود
أفهام مختلفة وإدراكات مختلفة ومصالح مختلفة تحوط هذا المفرد أو المفهوم
أو ذاك، وفي العادة فإن «المصطلح» ينشأ نتيجة تضافر بين الأصل اللغوي
والسياق الثقافي والتوظيفات الجديدة. ولنأخذ مفهوماً له مصطلح مثل الصلاة
أو الزكاة، فالأصل اللغوي للصلاة هو الدعاء والسياق الثقافي أعطاها مفهوم
العبادة، والقرآن والسنة أعطاها وظيفة الأفعال المخصوصة في أداء الفريضة،
وإذا كانت الشروح السابقة قد ركزت على كيفية نشوء المفاهيم والاختلاف حولها
ثم نضجها وتحولها إلى مصطلح يخفف من الصراع بشأنها؛ فإن هذه العملية نفسها (الأصل اللغوي + السياق الثقافي + التوظيف الجديد) تشير إلى حقبة
التكون للمفاهيم والمصطلحات الأساسية في حضارة أو ثقافة ما، وهي عمليات قد
تستمر لقرن أو قرنين، وتتوازن وتتقارن خلالها المفاهيم والمصطلحات لحضارة
معينة، ومع تحول المفاهيم بالتدريج إلى مصطلحات يقلّ الالتباس وإن لم يختفي كلياً؛ لأنَّ الصراع يكون قد خصصه لصالح اتجاه معين في الثقافة كما في السلطة.


أما
الاختلال المفهومي فيحدث في مراحل التحول الكبرى والأساسية، والتحولات
الثقافية والمفهومية قد تحدث نتيجة نضج كبير وواثق لترتيبات ازدهرت في
الحضارة، ويؤدي النضج إلى التغيير
والتحول؛ لأنَّ تلك هي طبيعة التطور ومقتضياته، وفي حالة تحول نتيجة نضج؛
فإن ذلك التحول يحدث بهدوء وسلاسة؛ وذلك مثلما حدثت التحولات في قلب العالم
الثقافي العربي الإسلامي في القرن الثالث الهجري، بيد؛ لأنَّ التحول تسببه
في العادة أحداث كبرى سياسية أو اقتصادية أو حربية خارجية، وهذا يعني في
حالة حدوث الكوارث السياسية أو الاقتصادية أو الحربية أن الترتيبات
الثقافية والمفهومية تثبت من جديد أو تتغير من أجل التلاؤم المستجد أيضاً،
وقد حدث ذلك في عالم الإسلام حلال القرنين الخامس والسادس للهجرة حين تغير
النظام السياسي تغيراً راديكاليا، وحدث الشيء نفسه في أوروبا في القرنين
السادس عشر والثامن عشر للميلادي، في القرن السادس عشر بلغ التوتر داخل
المنظومة الدينية/الثقافية ذروته، بحيث حدث الانشقاق البروتستانتي الذي
غيّر كل المفاهيم رغم الإصلاح الديني، إلاَّ باستكمال الإصلاح المدني
والثقافي في القرن الثامن عشر.


فإذا
تأملنا نجد أن المفاهيم القديمة أو التقاليد تقاوم بعضها لوجود مصالح
اجتماعية ورمزية مستقرة يعسر تغييرها أو تعديلها، وإذا حدث ذلك فإن فوضى
شديدة تسود على كل المستويات ويستمر المخاض زمانا طويلا، وفي حالة أوروبا
فإنها ما استطاعت الخروج من الاختلال المفهومي إلاَّ بالثورة الفرنسية،
التي نقلت أوروبا من طور إلى طور من خلال تغيير المفاهيم، وتغيير الواقع على الأرض.

أما الإشكالية التي يعالجها هذا العدد من مجلة «التسامح» فتتناول
الأوضاع الثقافية وبالتالي المفهومية في المنظومة الفكرية العربية
الإسلامية الراهنة أو الحاضرة، والواقع أن الاختلال المفهومي نال من
الأوضاع نيلاً شديداً بحيث ما عاد يمكن إطلاق اسم المنظومة
«على
العالم الفكري والثقافي في ديار العرب والمسلمين، فلا شك أننا نمر بمرحلة
تحوّل شديدة الهول والوقع، والمخاض طويل، ليس بسبب مقاومة القديم؛ بل بسبب
انهيار القديم، وعجز الجديد عن التبلور والسواد، ومن علل ذلك: ضعف النخبة
الثقافية والعجز عن بلورة مفاهيمَ جديدة تتصارع وتتلائم أو تحاول ذلك، وهذا
يعني أننا نعاني في المجال الثقافي المفهومين الآخرين: الاختلال، والعجز
عن اقتراح أو تقديم الجديد، وقد قمنا في هذا العدد بدراسة هاتين الظاهرتين إلى الخلف، وفي الحاضر، وإلى الأمام.
وفي الماضي درسنا بعض الأسس المفهومية للحضارة الإسلامية وقارناها
بالتجربة الغربية، وفي الحاضر درسنا وقائع الاختلال، ثم حاول بعض الدارسين
أن يحدد بالاستطلاع والاستشراق الآفاق المتاحة لهذا المخاض المطبق الذي
يحكم مجالنا الثقافي والحضاري.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

حديث التسامح: التباس المفاهيم واختلالها ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ﴾ :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

حديث التسامح: التباس المفاهيم واختلالها ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ﴾

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: المدونات العامة-
انتقل الى: